الوجادات -38- دعوة الحق

598- الإمالة في لهجة جبال الزبيب:
وجدت في محاضرة أبي علي اليوسي هذه الملاحظة اللغوية الدقيقة ص 141 . ط. حجرية بفاس.
ومن جملة ما اتفق لي في هذه السفرة إلى جبال الزبيب وسفرات أخرى لزيارة الشيخ عبد السلام ابن مشيش رضي الله عنه. إني سمعت لغة لأهل تلك الجبل يكسرون آخر الموقوف عليه. فتتبعتها استقراء. فوجدتها لها ضابط. وقد رأيت غيرهم من أهل الآفاق يسمعون عنهم ذلك فيحكونه على غير وجه. وينسبون إليهم ما لا يقولون. جهلا منهم بضوابطه. فإنهم لا يكسرون إلا الفتحة بعدها ألف. أما ألف مقصورة كالدنيا. أو ممدودة كالسماء. والطلباء. والشرفاء. والأصلية كالماء. أو المقلوبة عن هاء التأنيث في مجرى العرف. كالبقرة. والشجرة. والصفحة. فإن العوام من غيرهم يقولون في الوقف على هذه: البقرا... أو الشجرا... بألف... هؤلاء يكسرون فيقولون: البقري... والشجري... ونتقلب الألف ياء... وهذا كله في الوقف. فإن وصلوا نطقوا بالألف كغيرهم. وإن لم يكن الفتح ولا ألف كالشجرة والبقر مرادا به الجنس وقفوا بالسكون كغيرهم... وإني لما تأملت ذلك من كلامهم وحققته في أقرب مدة اتضح عندي معنى الاستقراء في نحو هذا بالمشاهدة. وعلمت كيف كان أئمة العربية القدماء يستقرئون النحو واللغة من أفواه العرب ويضبطون لغة كل قبيلة في ذلك. وتبين أن ذلك أمر صحيح بين. وللتنبيه على هذا حكيت هذه القصة. فلا يقل جاهل ما لنا ولهذه اللغة....؟ فلتعرف أو لا تعرف... هذا مع أن معرفة الشيء خير من جهله. فالجاهل بالشيء أعمى فيه... وفي ظلمة عنه. والعالم به بصير به وفي نور فيه. وهل يستوي الأعمى والبصير... أم هل تستوي الظلمات والنور...؟

599- الخناشـون:
وجدت في الأجوبة الكبرى لأبي السعود الفاسي ص 59 ج 2 ط. حجرية بفاس:
(ووقع ذلك غير ما مرة. حيث تقع الغفلة من المسلمين ويخلى الفحص من المترددين فيه والمحاربين لهم وذلك لكثرة الجواسيس عندهم. والخناشين الذين ينقلون إليهم أخبار المسلمين. ويطلعونهم على عوراتهم من لم يزعه وازع الإيمان والدين أعاذنا الله من ذلك...!)

600- إهـراق دواة:
وجدت بخط أحد الأعلام الثقات ممن عاش صدر هذا القرن:
(ولما دخل العلامة سيدي العربي بن سيدي بنداود الشرقاوي خيمة أبي العباس بن موسى الحاجب حين كان ببلاد بني عمير سنة 1315 هـ. أهرق دواة بعض الكتاب. فارتجل:
أيا معشر الحظار غضوا جفونكم
فإني من الفعـل القبيح قريـب
هرقت دواة وهي كالكأس بينكـم
وللأرض من كأس الكرام نصيب
فأجاب سيدي عبد الواحد ابن المواز قاضي مراكش:
بل فعلك المحمود في عين الورى
جميل وروض العلم منك خصيب
نرى أن إهراق المـداد دلالـة
على مدد قد فاض منك يطيــب

601- عطلة يوم الأحد في قرطبة... !
وجدت في كتاب المقتبس لابن حيان نشر الدكتور محمود مكي بيروت 1973 م ص 138:
(وكان أول من سن لكتاب السلطان وأهل الخدمة تعطيل الخدمة يوم الأحد من الأسبوع والتخلف عن حضور قصره قومس ابن انتيان كاتب الرسائل للأمير محمد. وكان نصرانيا. دعا إلى ذلك لنسكه فيه. فتبعه جميع الكتاب طلب الاستراحة من تعبهم والنظر في أمرهم. فانتحوا ذلك ومضى إلى اليوم عليه.... !)

602- ابن عبد ربه يصف زريابا...:
وجدت في كتاب (العقد) ص 30 ج 7 تحقيق محمد سعيد العريان:
(كان لإبراهيم الموصلي عبد أسود يقال له زرياب. وكان مطبوعا على الغناء علمه إبراهيم. وكان ربما حضر به مجلس الرشيد يغني فيه. ثم إنه انتقل إلى القيروان إلى بني الأغلب. فدخل على زيادة الله ابن الأغلب فغناه بأبيات عنترة الفواريس:
فإن تكن أمي غرابيــة
من أبناء حام بها عبتنـي
فإني لطيف ببيض الظيـا
وسمر العوالي إذا جئتنـي
ولولا فرارك يوم الوغـى
لقدتك في الحرب أو قدتني
فغضب زيادة الله... ! فأمر بصفع قفاه وإخراجه... ! وقال له: إن وجدتك في شيء من بلدي بعد ثلاثة أيام ضربت عنقك... ! فجاز البحر إلى الأندلس. فكان عند الأمير عبد الرحمن بن الحكيم...).

603- مع المبرد... !
وجدت في كتاب (العقد ص 71 ج 7 تحقيق محمد سعيد العربان:
(ألا ترى أن محمد بن يزيد النحوي على علمه باللغة ومعرفته باللسان. وضع كتابا سماه بالروضة. وقصد فيه إلى أخبار الشعراء المحدثين فلم يختر لكل شاعر إلا أبرد ما وجد له... !! حتى انتهى إلى الحسن بن هانئ وقلما يأتي له بيت ضعيف لرقة فطنته وسبوطة بنينته وعذوبة ألفاظه. فاستخرج له من البرد أبياتا ما سمعناها ولا رويناها ولا ندري من أين وقع عليها... !! وجل أشعاره في الخمريات بديعة لا نظير لها فخطرفها كلها وتخطاها إلى التي جانسته في برده فما أحسبه لحقه هذا الإسم (المبرد) إلا لبرده وقد تخير لأبي العتاهية أشعارا تقتل من بردها. وشنفها وقرطها بكلامه فقال: ومن شعر أبي العتاهية المستظرف عند الظرفاء المتخير عند الخلفاء قوله:
يا قرة العين كيف أمسيـت
وأعزز علينا بما تشكيـت.. !
وقوله:
آه من وجـدي وكربـي... !
آه من لوعـة حبــي... !
ما أشد الحـب ياسبحـــ
ــاناك اللهم ربــي... !)

604- بين المقري وابن القاضي:
وجدت بخط أبي العباس المقري مؤلف النفح على ظهر مخطوطة إيراد اللآل لابن خاتمة: المكتبة الملكية عدد 1399 هذه الأبيات التي استدعى بها أبو العباس ابن القاضي مؤلف الجذوة والدرة وغيرهما (تلميذه) المقري للحضور إلى منزله:
يا سيدا إن زرت عبـدا يومـه
في داره فالأمر غير بعيـد
إن زرته ونقلت أقدام العــلا
لمحله كانت لـه كالعيــد
شرف بحضوركم لا منقــص
بحضور سادة بدار عبيـد
فأجابه أبو العباس المقري:
القلب منه في جوى والتهــاب
والجسم أضحى عرضة لالتهاب
وليل فكري مد لهــم ومــا
يثيره إلا ضياء (الشهـــاب)

605- زرياب يأخذها... !
وجدت من نظم عالم أهل الأندلس عبد الملك بن حبيب وكان معاصرا للحركة التي أحدثها زرياب في الأندلس والحظوة التي حظي بها والدنيا التي أقبلت عليه لتفننه في الغناء والموسيقى... ! هذه الأبيات الثلاثة التي رواها الحافظ الحميدي في جدوة المقتبس ص 265:
صلاح أمري والذي ابتغــي
سهل على الرحمن في قدرتـه
ألف من الحمر وأقلل بــها
لعالم أوفـى على بغيتـــه
زرياب قد يأخذها دفعة... !
وصنعتي أشرف من صنعته...!

606- الفـرانـق... !
وجدت في كتاب الصلة لابن بشكوال ج 1 ص 34 ط. مصر سنة 1955 م في ترجمة ابن وهب:
(... فبينما نحن كذلك إذ جاءه فرانق من عند السلطان فناوله كتابه ففكه وقرأه. ثم استمد مدة وكتب... ثم طوى الكتاب وسجاه وناوله الفرانق فسألناه وقلنا له:
- رأيناك لم تستمد إلا مدة واحدة...؟
فقال لنـا:
- كتب إلي يقول: ما خير الخير... وما شر الشر؟
فكتبت إليـه:
- خير الخير الصبر... ! وشر الشر شرب الخمر... !).

607- لا يقتضي حتى يقيم الطالع. !
وجدت في كتاب (نبذ تاريخية من كتاب مفاخر البربر) ص 62:
(... كان بالأندلس قاض يقال له عباس بن ناصح. وكان شاعرا مفلقا منجما حاذقا. أقام سبع سنوات على القضاء لا يقضي حتى يقيم الطالع. فما أراه علم النجوم قضى به. فتقدم إليه رجلان أدعى أحدهما على صاحبه أنه سرق له ثورا من صفته كذا وكذا وأحضر شاهدين. فدخل القاضي بيته ورفع الطالع ثم خرج فقال للطالب: إن غلامي قد مر من موضع كذا فرأى ثورا من صفته كذا ضالا في قربة كذا في دار من صفتها كذا فتوجه إلى هناك لعله أن يكون ثورك ولعل الرجل بريء واعتقل الشاهدين فتوجه صاحب الثور إلى الموضع فأصاب ثوره كما وصفه له القاضي على ما أرته النجوم. فأخذ ثوره وانصرف إلى القاضي وقال: هذا ثوري وجدته في الموضع... !!
فأخرج القاضي الشاهدين فضربهما... !)

608- الشبجيلـة... !
وجدت في كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس للحافظ ابن العرضي ج 2 ص 145 ط. القاهرة 1954 م
(قال ابن وضاح: وسألت زيد بن بشر. هل علمت أن ابن القاسم دعا على أحد أهل الأندلس..؟

فقال: ما علمت أنه دعا إلا على الشيجيلة فإنه قال: لأعرضنه على ربي بالبكور والأسحار... !
قال ابن وضاح: وكان دعاء ابن القاسم عليه بسبب ما مشى بينه وبين أشهب... !)

609- حقت عليك... !
وجدت في كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس للحافظ ابن الفرضي ج 1 ص 319:
( قال الرازي: دخل عبد العزيز بن موسى بن نصير المحراب بصلاة الفجر وابتدأ سورة الحاقة. فعلاه من خلفه زياد بن عذرة البلوري بالسيف وهو يقول:
- قد حقت عليك يابن الكذا... !)

610- من الشيق إلى الشيق... !
وجدت في مصورة كتاب المدخل إلى تقويم اللسان وتعليم البيان لأبي عبد الله محمد بن أحمد ابن هشام اللخمي السبتي ورقة 39:
(ويقولون امتلأ المكان من الجيق إلى الجيق والصواب من الشيق إلى الشيق... ! والشيق الجانب. أي من الجانب إلى الجانب... !)
ومثل ذلك موجود في إيراد اللآل لابن خاتمة.

611- بين ابن القطان وابن المناصف:
وجدت في مخطوطة كتاب (الذيل والتكملة) في الجزء الخاص بالغرباء عند ترجمة لأبي الحسن ابن القطان:
(وقد عثرت به على بغلته في وجهته إلى ضيعته المذكورة وهو يساير أبا عبد الله ابن الماصف.
فقال ابن المناصف:
ما بالها عثرت. وما بها قلقة:
فأجابه مرتجلا ومداعبا:
لم تعثر البغلة الشقراء إذ عثرت
من ضعف أيد ولا من أنها خرقة
لكنها عشيت من نور ما حملت
من العلوم فخرت تحته صعقة)

612- وجوه أهل الجنة... !
مقرونة بوجوه أهل النار... !
وجدت في كتاب جذوة المقتبس للحافظ الحميدي ص 380 هذه الأبيات منسوبة لابن التياني:
ما أن رأينا من طعـام حاضـر
نعتـده لفجـاءة الـزوار
كمهيئين من الطعام فيهمـــا
شفة من الأبرار والفجـار
رؤوس وأرغفة وصاء صخمة
قد أخرجت من جاحم فوار
كوجوه أهل الجنة أطلعت لنا
مقرونة بوجوه أهل النـار

613- اليوسي يروي الملحون:
وجدت أبا علي اليوسي يروي في المحاضرات بعض قطع الملحون منها قول شيخ صادفه في قرية من قرى دكالة ص 47:
أنا الغريب المنـوح
صابر على كل هانـة
اللي نجرح ما يقول أح
ف قلب من قطعت أنا
ومناه في مدح العلم ص 48:
العلم شمعة منيــرا
يتنـاولـه الأكيـــاس
ما فوق منو ذخيـرا
يزول عن القلب الأدناس



دعوة الحق

العددان 164 و165

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى