د. محمد العدوي - تاريخ مدينة المحلة الكبرى 192 / الشيخ جعفر بن إبراهيم السنهوري

192 / الشيخ جعفر بن إبراهيم السنهوري

إمام القراءات والتجويد في العصر المملوكي .. أبو الفتح زين الدين جعفر بن إبراهيم الجمحي السنهوري ، ويرجع في نسبه إلى قبيلة بني جمح القرشية المعروفة التي سكنت قرية سنهور المدينة بجوار دسوق منذ الفتح الإسلامي ، ولد في عام 810 هـ. ثم ارتحل إلى المحلة الكبرى وقضى فيها النصف الأول من حياته وانتقل بعدها إلى الجامع الأزهر بالقاهرة حتى توفي عام 894 هـ. ودفن بحوش صوفية خانقاه سعيد السعداء ..
في المحلة الكبرى لزم جعفر مسجد الشيخ أبي عبد الله محمد بن عمر الغمري حيث كان من جملة أصحابه ومريديه وتتلمذ على يد إمام القراءات والتجويد بالمحلة شهاب الدين أحمد بن حسن المحلي الشافعي المعروف بلقب (ابن جليدة) ، وفي الجامع الأزهر تتلمذ على يد شيوخ عصره في القراءات حتى ذاع صيته وعظمت منزلته وتولى الإقراء في المدرسة البرقوقية ثم البيبرسية وتتلمذ على يد الإمام ابن حجر العسقلاني ..
قال عنه الحافظ السخاوي : " جَعْفَر بن ابراهيم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن زُهَيْر بن حريز بن عريف ابْن فضل بن فَاضل الزين أَبُو الْفَتْح الْقرشِي الدهني السنهوري القاهري الأزهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ ولد تَقْرِيبًا كَمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة عشر وَثَمَانمِائَة بسنهور الْمَدِينَة وَنَشَأ بهَا فأوقع الله فِي قلبه الْهِجْرَة عَن أَهله أُمَرَاء الْعَرَب ففارقهم إِلَى الْمحلة لأبي عبد الله الغمري وَأقَام تَحت نظر إِمَام جَامعه ابْن جليدة فَقَرَأَ عِنْده الْقُرْآن " ..
ويقول عنه الحافظ جلال الدين السيوطي : " وعني بالقراءات فبرع فِيهَا وعمّر وانتفع بِهِ النَّاس " ، و يقول عنه ابن خليل الظاهري : " شيخ الإقراء بمصر وكان عالمًا فاضلاً بارعا في القراءات يقرئ أربع عشرة رواية وبعضًا من الشواذ وكان له اليد الطولى في ذلك ولم يخلف بعده مثله " ، ويقول عنه ابن إياس المصري : " شيخ القراء بمصر وكان يقرئ بأربعة عشر رواية وكان علامة في فن القراءات " ..
من أهم مؤلفاته كتاب (الجامع المفيد في صناعة التجويد) .. ألفه في ابتداء أمره حيث فرغ من كتابته وتأليفه قبيل ظهر يوم الخميس رابع عشر صفر سنة 847 هـ. وقد اشتمل كتابه على نفائس وغرائب وفوائد إذا قرأها المبتدئ نال منها مراده وإن نظر فيها المنتهي حصل له زيادة ، وقرَّض لَهُ الحافظ ابن حجر العسقلاني فَقَالَ : " فقد وقفت على هَذَا العقد الفريد والدر النضيد والتحرير الْمجِيد لتلاوة الْقُرْآن الْمجِيد فَوَجَدته مجموعًا جَمُوعًا وحاويا لأشتات الْفَضَائِل وللحشو والإسهاب مَنُوعًا فَالله يَجْزِي جَامعه على جمعه جَوَامِع الْخيرَات ويسكنه أَعلَى الغرفات الْمعدة لمن كَانَ لرَبه مُطيعًا ".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى