في خريف العام ١٩٨١، كان الطقس ما زال جميلًا، استعدت لاستقبال العام الدراسي الجديد في المعهد، ارتديت بنطلونًا رماديًا وسترة أزرق اللون وقميصًا أبيض. كنت متحمسًا وقلقًا في نفس الوقت، إذ كنت أتوق شغفًا لأجواء المختبر ولقاء الأصدقاء. استقلت الحافلة الصغيرة في الصباح التي اجتمع في جوفها كلا الجنسين، أغلبهم طلاب في الجامعة.
في أول أيام الدراسة، تجمع حشد كبير من الطلاب، نساءً ورجالًا، في باحة المعهد. اختلط الجديد بالقديم، وأنا في حينها كنت في مرحلة التخرج. وبينما كنت أقف مع هذه الكوكبة المختلطة من الطلاب وأراقب الوجوه، جذبتني نجمة ساطعة فريدة من نوعها، ظهرت كالبريق الواضح وسط هذا التجمع الطلابي. لقد جذبت انتباهي هذه الفتاة المشرقة والمليئة بالحيوية والعنفوان. كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وطالما التقيتها في الممرات لاحقًا، لم أعرف اسمها، ولكنني كنت أعرف إنها تدرس في المرحلة الأولى في قسم صناعة الأسنان، بينما كنت أنا في قسم التحليلات المرضية.
اتصفت هذه الفتاة بجمال صارخ، وجسد ممتلئ طري، نابض، دافئ، شذي، ندي ومثير. كان شعرها الأسود الكثيف يغطي ظهرها، وكان وجهها أسمر مدور تزينه عينان سوداوان واسعتان. مع أنّها كانت تعاني من مشكلة في ساقها الأيسر إلا أن ذلك لم يغير شيء من مظهرها الساحر. كانت ردفها الأيسر يعلو قليلًا عند المشي وخاصةً عندما كانت تتسارع في خطواتها بسبب عرجها.
حاولت مرارًا التقرب منها. ولكن لم ألفها وحيدة، كانت دائمًا محاطة بمجموعة من صديقاتها في الفصل، إضافةً إلى ذلك شعوري بالانزعاج التام من مشاهدتي للشاب الذي كان يرافقها على الدوام. لم أجد للأمر صيغة، حتى لو أمكنني من التقرب منها أو محادثتها، فلن تكون المبادرة ذات فائدة كبيرة، حيث إن الشكوك ما زالت تنخر ذهني بصدد ذلك الشاب.
ذات مرة جلستُ في الكافتيريا إلى طاولة تبعد عن طاولتها في الجهة المقابلة قرابة عشرين مترًا، كانت ترتدي كنزة بيضاء خفيفة ذات عنق طويل، وتنورة زرقاء قصيرة. ظللت أتأمل وجهها طوال خمس دقائق متواصلة ولم أرفع عيني عنه، وفجأة رفعت رأسها فالتقت أعيننا، ثم أسرعت في خفضه. وبعد دقيقتين، رفعته مجددًا، لم تكد نظراتنا أن تلتقي حتى تلاشت سهامها في الهواء، ولكنني لم أكفّ عن ملاحقتها. لم أستطع أن أُحيد عيني عن وجهها الجميل طيلة الوقت. فجأة، رفعت رأسها والتقت نظراتنا، ثم انخفض رأسها سريعًا مع وجود آثار واضحة لغضبها من نظراتي، فأدارت وجهها إلى الجانب الآخر، ولكني لم أستسلم، بل واصلت النظر إليها. اعتراها الغضب بشدة من ثقل نظراتي، واشتعلت وجنتاها بالحمرة من غيظها.
وبعد لحظات أرادت التأكد من أنني ما زلت أتلصص عليها. حينما رفعت عينيها نحوي ساورها تساؤلات عن فضولي الشديد من إلحاحي. قطبت حاجبيها ورمتني بنظرة جارحة من عينيها الحادتين وبرزت على وجهها إمارات الذهول، وشواهد احتجاجية عبرت عنها بهز رأسها قليلًا للإشارة إلى إنزعاجها. وعلى الفور اجتاحتني رجفة خفيفة، كانت تصيبني أحيانًا في المواقف الحرجة.
شعرت بحرج مذل يملأ قلبي، مما أجبرني على تجاهلها وأن لا ألقي للأمر اهتمامًا كبيرًا. سرعان ما قفزت من مقعدها وعيناها كانتا تطفحان بالسخرية، وسارت نحو باب الكافتيريا بخطوتها العرجاء، مارة أمام طاولتي. واصلت التصرف كما لو أنها غير موجودة، والتزمت بموقفي ألّا تلتقي نظراتنا. بذلت جهدًا في استعادة توازني حتى غادرت المكان.
بينما كنت مستغرقًا في أحلام اليقظة، متظاهرًا بقدرتي على الغائها ورميها من نافذة قلبي، جاءت مجموعة من زملاء قسمي، جلسوا إلى الطاولة المستديرة.
سألني احدهم:
قلت:
نهضت بجهد على قدمَيَّ، شاعرًا بوخزة ألم في أعماقي. وأثناء خروجي من كافتيريا المعهد، التقيت صديقي نزار الذي كان يدرس في المرحلة الأولى من نفس قسمِها. قال لي:
وفجأة بدأ الضوء ينير الطريق، ونسائم الأمل تداعب مشاعري ما أن لامستني بوادر الاستجابة منها شيئًا فشيئًا ولو بحذر شديد. وعلى الرغم من ذلك إلا أنني كنت لا أزال قلقًا في جوفي، سارحًا بتردد الأسئلة التي انهالت على جدران ظنوني، أريد إجابات شافية تزيل القلق من ذهني. مرت الساعات والأيام دون أن تتاح لي فرصة واحدة لمقابلتها وحدي لأتحدث معها عما يجول في خاطري.
كنت أعاني صعوبة في الوقت بسبب تضارب المحاضرات النظرية والعملية من ناحية واختلاف الأقسام التي ندرس فيها. لذلك لم أستطع رؤيتها على الدوام إلا نادرًا. وكنت على وشك التخرج ولا زلت أتراوحُ في مكاني دون إحراز أي تقدم تفضي إلى نتيجة إيجابية معها، حتى أصابني الخيبة والاستسلام.
تخرجت من المعهد وكنت في انتظار قرار التعيين. وفي أحد الأيام اشتقت لرؤيتها، فقررت زيارة المعهد ولقاء الأصدقاء الذين ما زالوا هناك. وفي باحة المعهد وبينما كنت أقف مع أصدقائي الذين يدرسون في المرحلة الثانية، رأيت ناهدة مع نفس الشاب. كانت مبتهجة ترتدي تنورة رمادية قصيرة، وقميصًا أبيض، وسترة خفيفة معقودة على بطنها وتغطي أردافها المستديرة، وكانت تهتز بمرح وهي تطأ قدميها الأرض.
أثناء مرورها بنا خفضتُ رأسي حتى مرت بي, ومن ثم دلفت إلى الطريق المؤدي إلى المختبرات التابعة لقسمها. وبينما كنت أتابعها بعينيّ وهي تمشي على رِسْلِها إلى الأمام، وفجأة استدارت رأسها من فوق كتفها اليمنى، هربت بعض خصلاتها متأثرة بنفحة هواء، فأعطتني نظرة جريئة ملؤها مشاعر، وكما لو أنها أيقظتني هذه الثواني القليلة من سبات عميق. نعم، امتلأت بالسعادة بتلك النظرة والابتسامة المشرقة والساحرة أمام أعين جميع أصدقائي حتى غمرتني من الرأس إلى أخمص القدم. تم تصميم هذه البادرة بعناية. أثار في نفسي الابتهاج، وجعلتني أحيا هذه اللحظات الوجيزة في عالم الجمال، فيه ترى الأشياء مختلفًا. ينتشلك من العدم وينقلك على بساط السندباد إلى أطراف الدنيا في فضاء مترامٍ، إلى أحلام الطفولة البريئة وأساطير الجدّات عن المخلوقات الخيالية والابطال الوهمية.
قال نزار:
وبعد ثلاثة أيام زرت المعهد ثانية وجلست مع أصدقائي في كافتيريا المعهد.
قال نزار:
- والله تحبك. لأن هي لا تجامل أحدًا بهذه النظرات كما فعلت معك. واليوم سوف نرى.
وبعد ربع ساعة دخلت الكافتيريا مع صديقاتها واللزگة معهم الذي أثار الغيظ في نفسي. اتخذت الطاولة البعيدة عنا، ولكنها جلست على الكرسي المواجه لي، كانت ترتدي قميصًا أبيض اللون وبدا النهدان منتصبين من تحته.
بدأت أنظر إليها خلسة. وجدتها تنظر إليّ بعيون الشوق. مسكت شعرها المنسدل على كتفها بأناملها الناعمة وابتسمت ابتسامة عذبة نحوي. وظلت هذه النظرات المتبادلة بيننا حتى غادرت.
أصدقائي قالوا لي إنها تحبك ولكن تنتظر مبادرتك. طلبت منهم إحضار جدولها لي كي أكون مستعدًا في الوقت المناسب. ثم غادرت المكان بعد توديعهم.
وأنا في طريق خروجي، نادى عليّ أمن المعهد. قال:
قال وهو يؤشر على كرسي بجانب الحائط:
في أول أيام الدراسة، تجمع حشد كبير من الطلاب، نساءً ورجالًا، في باحة المعهد. اختلط الجديد بالقديم، وأنا في حينها كنت في مرحلة التخرج. وبينما كنت أقف مع هذه الكوكبة المختلطة من الطلاب وأراقب الوجوه، جذبتني نجمة ساطعة فريدة من نوعها، ظهرت كالبريق الواضح وسط هذا التجمع الطلابي. لقد جذبت انتباهي هذه الفتاة المشرقة والمليئة بالحيوية والعنفوان. كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وطالما التقيتها في الممرات لاحقًا، لم أعرف اسمها، ولكنني كنت أعرف إنها تدرس في المرحلة الأولى في قسم صناعة الأسنان، بينما كنت أنا في قسم التحليلات المرضية.
اتصفت هذه الفتاة بجمال صارخ، وجسد ممتلئ طري، نابض، دافئ، شذي، ندي ومثير. كان شعرها الأسود الكثيف يغطي ظهرها، وكان وجهها أسمر مدور تزينه عينان سوداوان واسعتان. مع أنّها كانت تعاني من مشكلة في ساقها الأيسر إلا أن ذلك لم يغير شيء من مظهرها الساحر. كانت ردفها الأيسر يعلو قليلًا عند المشي وخاصةً عندما كانت تتسارع في خطواتها بسبب عرجها.
حاولت مرارًا التقرب منها. ولكن لم ألفها وحيدة، كانت دائمًا محاطة بمجموعة من صديقاتها في الفصل، إضافةً إلى ذلك شعوري بالانزعاج التام من مشاهدتي للشاب الذي كان يرافقها على الدوام. لم أجد للأمر صيغة، حتى لو أمكنني من التقرب منها أو محادثتها، فلن تكون المبادرة ذات فائدة كبيرة، حيث إن الشكوك ما زالت تنخر ذهني بصدد ذلك الشاب.
ذات مرة جلستُ في الكافتيريا إلى طاولة تبعد عن طاولتها في الجهة المقابلة قرابة عشرين مترًا، كانت ترتدي كنزة بيضاء خفيفة ذات عنق طويل، وتنورة زرقاء قصيرة. ظللت أتأمل وجهها طوال خمس دقائق متواصلة ولم أرفع عيني عنه، وفجأة رفعت رأسها فالتقت أعيننا، ثم أسرعت في خفضه. وبعد دقيقتين، رفعته مجددًا، لم تكد نظراتنا أن تلتقي حتى تلاشت سهامها في الهواء، ولكنني لم أكفّ عن ملاحقتها. لم أستطع أن أُحيد عيني عن وجهها الجميل طيلة الوقت. فجأة، رفعت رأسها والتقت نظراتنا، ثم انخفض رأسها سريعًا مع وجود آثار واضحة لغضبها من نظراتي، فأدارت وجهها إلى الجانب الآخر، ولكني لم أستسلم، بل واصلت النظر إليها. اعتراها الغضب بشدة من ثقل نظراتي، واشتعلت وجنتاها بالحمرة من غيظها.
وبعد لحظات أرادت التأكد من أنني ما زلت أتلصص عليها. حينما رفعت عينيها نحوي ساورها تساؤلات عن فضولي الشديد من إلحاحي. قطبت حاجبيها ورمتني بنظرة جارحة من عينيها الحادتين وبرزت على وجهها إمارات الذهول، وشواهد احتجاجية عبرت عنها بهز رأسها قليلًا للإشارة إلى إنزعاجها. وعلى الفور اجتاحتني رجفة خفيفة، كانت تصيبني أحيانًا في المواقف الحرجة.
شعرت بحرج مذل يملأ قلبي، مما أجبرني على تجاهلها وأن لا ألقي للأمر اهتمامًا كبيرًا. سرعان ما قفزت من مقعدها وعيناها كانتا تطفحان بالسخرية، وسارت نحو باب الكافتيريا بخطوتها العرجاء، مارة أمام طاولتي. واصلت التصرف كما لو أنها غير موجودة، والتزمت بموقفي ألّا تلتقي نظراتنا. بذلت جهدًا في استعادة توازني حتى غادرت المكان.
بينما كنت مستغرقًا في أحلام اليقظة، متظاهرًا بقدرتي على الغائها ورميها من نافذة قلبي، جاءت مجموعة من زملاء قسمي، جلسوا إلى الطاولة المستديرة.
سألني احدهم:
- ما لك لا تلعب الشطرنج اليوم؟
قلت:
- تعبت من محاضرات اليوم. لا أرغب الآن.
نهضت بجهد على قدمَيَّ، شاعرًا بوخزة ألم في أعماقي. وأثناء خروجي من كافتيريا المعهد، التقيت صديقي نزار الذي كان يدرس في المرحلة الأولى من نفس قسمِها. قال لي:
- هل لاحظت تلك الفتاة العرجاء. إنها كانت تنظر إلى طاولتِك طويلًا عندما غادرت مكانَها.
- هل بينكما علاقة حب.
- أي علاقة حب، أنا حتى لا أعرف اسمها.
- اسمها ناهدة.
وفجأة بدأ الضوء ينير الطريق، ونسائم الأمل تداعب مشاعري ما أن لامستني بوادر الاستجابة منها شيئًا فشيئًا ولو بحذر شديد. وعلى الرغم من ذلك إلا أنني كنت لا أزال قلقًا في جوفي، سارحًا بتردد الأسئلة التي انهالت على جدران ظنوني، أريد إجابات شافية تزيل القلق من ذهني. مرت الساعات والأيام دون أن تتاح لي فرصة واحدة لمقابلتها وحدي لأتحدث معها عما يجول في خاطري.
كنت أعاني صعوبة في الوقت بسبب تضارب المحاضرات النظرية والعملية من ناحية واختلاف الأقسام التي ندرس فيها. لذلك لم أستطع رؤيتها على الدوام إلا نادرًا. وكنت على وشك التخرج ولا زلت أتراوحُ في مكاني دون إحراز أي تقدم تفضي إلى نتيجة إيجابية معها، حتى أصابني الخيبة والاستسلام.
تخرجت من المعهد وكنت في انتظار قرار التعيين. وفي أحد الأيام اشتقت لرؤيتها، فقررت زيارة المعهد ولقاء الأصدقاء الذين ما زالوا هناك. وفي باحة المعهد وبينما كنت أقف مع أصدقائي الذين يدرسون في المرحلة الثانية، رأيت ناهدة مع نفس الشاب. كانت مبتهجة ترتدي تنورة رمادية قصيرة، وقميصًا أبيض، وسترة خفيفة معقودة على بطنها وتغطي أردافها المستديرة، وكانت تهتز بمرح وهي تطأ قدميها الأرض.
أثناء مرورها بنا خفضتُ رأسي حتى مرت بي, ومن ثم دلفت إلى الطريق المؤدي إلى المختبرات التابعة لقسمها. وبينما كنت أتابعها بعينيّ وهي تمشي على رِسْلِها إلى الأمام، وفجأة استدارت رأسها من فوق كتفها اليمنى، هربت بعض خصلاتها متأثرة بنفحة هواء، فأعطتني نظرة جريئة ملؤها مشاعر، وكما لو أنها أيقظتني هذه الثواني القليلة من سبات عميق. نعم، امتلأت بالسعادة بتلك النظرة والابتسامة المشرقة والساحرة أمام أعين جميع أصدقائي حتى غمرتني من الرأس إلى أخمص القدم. تم تصميم هذه البادرة بعناية. أثار في نفسي الابتهاج، وجعلتني أحيا هذه اللحظات الوجيزة في عالم الجمال، فيه ترى الأشياء مختلفًا. ينتشلك من العدم وينقلك على بساط السندباد إلى أطراف الدنيا في فضاء مترامٍ، إلى أحلام الطفولة البريئة وأساطير الجدّات عن المخلوقات الخيالية والابطال الوهمية.
قال نزار:
- ألم أقل لك هذه الفتاة تحبك.
- كيف تحبني وهي تمضي كل وقتها مع هذا الشاب.
- هي من النوع التي تتمتع بعلاقات متوازنة مع الجميع، وهذا الشاب يطلقون عليه بالفصل لقب لزگة. مجرد أنه معها في نفس الشعبة ولديهم دروس عملية كثيرة في صناعة طقم الأسنان. ليس بينهما أي شيء.
وبعد ثلاثة أيام زرت المعهد ثانية وجلست مع أصدقائي في كافتيريا المعهد.
قال نزار:
- خلال عشر دقائق ستنتهي محاضرتهم وستصل.
- مَنْ؟
- الحبيب.
- والله تحبك. لأن هي لا تجامل أحدًا بهذه النظرات كما فعلت معك. واليوم سوف نرى.
وبعد ربع ساعة دخلت الكافتيريا مع صديقاتها واللزگة معهم الذي أثار الغيظ في نفسي. اتخذت الطاولة البعيدة عنا، ولكنها جلست على الكرسي المواجه لي، كانت ترتدي قميصًا أبيض اللون وبدا النهدان منتصبين من تحته.
بدأت أنظر إليها خلسة. وجدتها تنظر إليّ بعيون الشوق. مسكت شعرها المنسدل على كتفها بأناملها الناعمة وابتسمت ابتسامة عذبة نحوي. وظلت هذه النظرات المتبادلة بيننا حتى غادرت.
أصدقائي قالوا لي إنها تحبك ولكن تنتظر مبادرتك. طلبت منهم إحضار جدولها لي كي أكون مستعدًا في الوقت المناسب. ثم غادرت المكان بعد توديعهم.
وأنا في طريق خروجي، نادى عليّ أمن المعهد. قال:
- رافقني إلى غرفتي.
قال وهو يؤشر على كرسي بجانب الحائط:
- تفضل، اجلس.
- أنت تدرس هنا؟
- كنت أدرس هنا وأنا بانتظار قرار التعيين.
- ماذا تفعل هنا؟ وقد زرت المعهد قبل ثلاثة أيام أيضًا.
- زرت أصدقائي. واشتقت إلى أجواء المعهد.