متى يرفع وزري ؟ فقد ثقل ظهري وما عدت اركض مثل السابق ولو اني لست بحاجة الى الركض ، ذلك لان الليل يأتي الي مطواعا، كل يوم ، والنجوم والقمر امسكهما بيدي ، ثقلت قدماي ، ولست قادرا على السير مثل السابق
ذلك لانني استوطنت غربتي لا سبيل لي على أن أجد تلك الحدائق التي جلست فيها ساعات ، وأنا اقلب شرور الحياة ، يؤلمني أن اسمع جارتي تئن وهي قادمة من العمل ، هذه واحدة اخرى انقض ظهرها مثلي ، يؤلمني الا اسمع الصباح وهو يغني بصوت فيروز ، او بصوت المنشاوي على مقام النهاوند، او بصوت ابا ذر الحلواني وهو يقرأ دعاء علي بن ابي طالب في الصباح..
اللّهُمَّ يا مَن دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيلِ المُظلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجلُجِهِ، وَأتقَنَ صُنعَ الفَلَكِ الدَّوّارِ في مَقاديرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعشَعَ ضِياءَ الشَّمسِ بِنُورِ تَأجُّجِهِ،يا مَن دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ وَتَنَزَّهَ عَن مُجانَسَةِ مَخلُوقاتِهِ وَجَلَّ عَن مُلاءَمَةِ كَيفِيّاتِهِ، يا مَن قَرُبَ مِن خَطَراتِ الظُّنُونِ وَبَعُدَ عَن لَحَظاتِ العُيُونِ وَعَلِمَ بِما كانَ قَبلَ أن يَكُونَ، يا مَن أرقَدَني في مِهادِ أمنِهِ وَأمانِهِ وَأيقَظَني إلى ما مَنَحَني بِهِ مِن مِنَنِهِ وَإحسانِهِ وَكَفَّ أكُفَّ السُّوءِ عَنّي بِيَدِهِ وَسُلطانِهِ،
ها انذا اجلس وحيدا ، استمع الى سمفونية الانين تطلقها ، كائنات لا تمت الي بصلة، ثمة شجرة عملاقة عارية من الاوراق تضرب نافذتي ، تريد محادثتي ،، انا لا اصغي الى صوت الاشجار سيدتي، علمتني الغربة ان استوطن ضجيج الحروب ، حتى لو كان قد اثقل ظهري وزرا غير قادر على ان ازيحه بيدي التي تمسك النجوم والاقمار كل ليلة ..
اكف السوء لم اعد اشعر بها ، لكن آثارها .. مازالت تقض مضجعي، الكل نيام في هذه الليلة ، غير اني استمع الى انين الموجعين ، وهذه الجارة تغالب حزنها لتعالج زوجها العاجز وهي - ويا للمفارقة - طوال الليل ترفع العجز والالم عن ظهور مرضاها في المستشفى الاهلي ، تاتي اخر الليل منهوكة القوى تترنح لا تصغي الى شكوى زوجها ، مثل الشجرة العملاقة التي نزعت اوراقها ، وتضرب النوافذ لعل هناك من يصغي اليها ، مثل النجوم الوحيدة التي تريد من يصغي اليها .. انا غير قادر على ان امسك النجوم هذه الليلة ولا الاقمار ، ثمة انين في ظهري .. تصيت فيه قطارات الليل الذاهبة الى انقرة او لشبونة لا فرق ، اتسلى بالانين ، كالمازوشي .. ولست قادرا على ان اجد الحلول ، متى تكفين سيدتي العزيزة .. من الانين .. فقد نام زوجك وليس في يديه نجوما او اقمارا يضعها على رأسك اكيلا ، كما افعل كل ليلة.. حين اضع الاكاليل على الاشجار الهرمة قرب نافذتي ، ورؤوس النساء الحزينات القادمات من اعمالهن وقد انقضت ظهرهن من التعب والشقاء . مثل جارتي المسكينة .
ذلك لانني استوطنت غربتي لا سبيل لي على أن أجد تلك الحدائق التي جلست فيها ساعات ، وأنا اقلب شرور الحياة ، يؤلمني أن اسمع جارتي تئن وهي قادمة من العمل ، هذه واحدة اخرى انقض ظهرها مثلي ، يؤلمني الا اسمع الصباح وهو يغني بصوت فيروز ، او بصوت المنشاوي على مقام النهاوند، او بصوت ابا ذر الحلواني وهو يقرأ دعاء علي بن ابي طالب في الصباح..
اللّهُمَّ يا مَن دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيلِ المُظلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجلُجِهِ، وَأتقَنَ صُنعَ الفَلَكِ الدَّوّارِ في مَقاديرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعشَعَ ضِياءَ الشَّمسِ بِنُورِ تَأجُّجِهِ،يا مَن دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ وَتَنَزَّهَ عَن مُجانَسَةِ مَخلُوقاتِهِ وَجَلَّ عَن مُلاءَمَةِ كَيفِيّاتِهِ، يا مَن قَرُبَ مِن خَطَراتِ الظُّنُونِ وَبَعُدَ عَن لَحَظاتِ العُيُونِ وَعَلِمَ بِما كانَ قَبلَ أن يَكُونَ، يا مَن أرقَدَني في مِهادِ أمنِهِ وَأمانِهِ وَأيقَظَني إلى ما مَنَحَني بِهِ مِن مِنَنِهِ وَإحسانِهِ وَكَفَّ أكُفَّ السُّوءِ عَنّي بِيَدِهِ وَسُلطانِهِ،
ها انذا اجلس وحيدا ، استمع الى سمفونية الانين تطلقها ، كائنات لا تمت الي بصلة، ثمة شجرة عملاقة عارية من الاوراق تضرب نافذتي ، تريد محادثتي ،، انا لا اصغي الى صوت الاشجار سيدتي، علمتني الغربة ان استوطن ضجيج الحروب ، حتى لو كان قد اثقل ظهري وزرا غير قادر على ان ازيحه بيدي التي تمسك النجوم والاقمار كل ليلة ..
اكف السوء لم اعد اشعر بها ، لكن آثارها .. مازالت تقض مضجعي، الكل نيام في هذه الليلة ، غير اني استمع الى انين الموجعين ، وهذه الجارة تغالب حزنها لتعالج زوجها العاجز وهي - ويا للمفارقة - طوال الليل ترفع العجز والالم عن ظهور مرضاها في المستشفى الاهلي ، تاتي اخر الليل منهوكة القوى تترنح لا تصغي الى شكوى زوجها ، مثل الشجرة العملاقة التي نزعت اوراقها ، وتضرب النوافذ لعل هناك من يصغي اليها ، مثل النجوم الوحيدة التي تريد من يصغي اليها .. انا غير قادر على ان امسك النجوم هذه الليلة ولا الاقمار ، ثمة انين في ظهري .. تصيت فيه قطارات الليل الذاهبة الى انقرة او لشبونة لا فرق ، اتسلى بالانين ، كالمازوشي .. ولست قادرا على ان اجد الحلول ، متى تكفين سيدتي العزيزة .. من الانين .. فقد نام زوجك وليس في يديه نجوما او اقمارا يضعها على رأسك اكيلا ، كما افعل كل ليلة.. حين اضع الاكاليل على الاشجار الهرمة قرب نافذتي ، ورؤوس النساء الحزينات القادمات من اعمالهن وقد انقضت ظهرهن من التعب والشقاء . مثل جارتي المسكينة .
