أبووردة السعدني - الدولة العثمانية والثورة العرابية

... يرى البعض أن ثورة أحمد عرابي سنة ١٨٨١م ، كانت سبباً رئيساً لاحتلال بريطانيا مصر سنة ١٨٨٢ م!!...
... جدير بالذكر أن أحمد عرابي - ت ١٩١١ م - أطلق على ثورته " النهضة المصرية " ، وضمنها عنوان مذكراته الموسومة ب " كشف الستار ، عن سر الأسرار ، في النهضة المصرية ، المشهورة بالثورة العرابية"....
....تجدر الإشارة - أيضاً - إلى أن الدولة العثمانية أعلنت " فرمان عصيان عرابي " استجابة لطلب " بريطانيا " ، وبعد أن اتهم الخديو توفيق - ت ١٨٩٢ م - أحمد عرابي - لنسبه الشريف - بالسعي إلى إعلان قيام " خلافة إسلامية عربية " في القاهرة ، وتقديمه - أي الخديو توفيق - رشوة مالية وعينية لرئيس الوفد العثماني الذي زار مصر ...!! ، و أيضاً بعد أن باءت بالفشل محاولات العثمانيين ترحيل أحمد عرابي إلى العاصمة العثمانية ، إستانبول ، وفرض الإقامة الجبرية عليه ، عن طريق إغرائه بمنحه الوسام " المجيدي" ، أرقى أوسمة الدولة العثمانية ، ثم محاولة خداعه و " اختطافه " في سفينة عثمانية أعدت لذلك في ميناء مدينة الإسكندرية ... !!...
... يضاف إلى ما سبق ذكره : أن الدولة العثمانية كانت قد أزمعت على إرسال جيش عثماني إلى مصر ، للقضاء على " عصيان " أحمد عرابي ، وكاد الأمر أن يتم لولا اعتراض بريطانيا ، التي كانت قد عقدت العزم على احتلال مصر ...!!...
... كان ل " فرمان عصيان عرابي " ٱثار سلبية في تثبيط عزائم الجيش المصري ، الذي نظر إلى عرابي أنه مارق عن الإسلام ، لخروجه عن طاعة السلطان العثماني " خليفة المسلمين " ، فكان " الفرمان " العثماني من العوامل التي يسرت لبريطانيا هزيمة الحيش المصري واحتلال مصر ...!! ..
... وقد شن السيد جمال الدين الأفغاني - ت ١٨٩٧ م - أول هجوم له على الدولة العثمانية ، بعد إصدارها " فرمان" عصيان عرابي ، قائلا : على الدولة العثمانية أن تتذكر أنه لولا فرمانها بعصيان عرابي لما سهل على الإنجليز أن يدخلوا مصر !!.....
***************

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى