إبراهيم الديب - الفهرس..

ليس كتاب" الفهرست " التراثي الشهير "لابن النديم' الذي جمع بداخله أهم الكتب السابقة على عصره، في شتى فروع المعرفة ، والتي أصبحت تراثا فكريا للأمة، بالنسبة للفترة التاريخية التي كتب فيها " ابن النديم " سفره النفيس ، وخص كل كتاب من هذه الكتب: بشرح واف, وتلخيص لمحتواه، ونبذة أيضا عن مؤلفه...
أما الفهرس الذي أنا بصدد الحديث عنه. فهو فهرسا آخر .
فبعد .قيامي باقتنائي مجموعة من الكتب الجديدة، ووصولي بها إلى البيت مباشرة اتحول على الفور ؛لكتلة من الشغف لفض مكنون هذه الكتب، بعد أصبحت خالصة لعقلي ونفسي، فأذهب بها للمكتبة : لاختيار مكانا مناسباً لها, وغالباً يكون على الرف الذي يقع على يميني, وفي أوله ، وهو مكان اعتدت وضع به الكتب ؛المرشحة للقراءة أما الاختيار فهو لعقلي الذي ينتظر من الكتب المرشحة :إجابة على اسئلة تلح عليه، متمنياً النفاذ لداخلها والوقوف على سرها ... اما عودتي للبيت فهي غالباً في وقت متأخر من الليل ,لحرصي الشراء من معارض كبيرة تحتوي مجموعة صخمة وعناوين كثيرة من الكتب، وخاصة: معرض أخبار اليوم برأس.
تظل زوجتي منتظرة عودتي لتعد لي طعام العشاء وهى تغالب النعاس , بعد وصولي للبيت مباشرةً, ثم تخبرني أنها انتهت من إعداده، اطلب منها الانتظار حتى انتهي من قراءة الفهرس الذي بدأت فيه بالفعل وهذه عادتي عند شراء الكتب الجديدة فاقع في غرام أحد الفصول ، ولا استطيع عن مقاومة عدم إتمامه بعد : سيطرته على عقلي ، وهذا دأب فعل القراءة الساحر على نفسي، ثم لا اشعر أنني وقفت بجوار المكتبة قرابة: الساعة أقرأ، و لم أعد أسمعها تنادى على مرة أخرى, أتأكد حينها أن النعاس غيبها... وفي كل مرة أشتري كتبا جديدة أعزم عزما أكيدا أن لا يتكرر معي مرة أخرى، بقراءة فهارس التي لا أستطيع مقاومة شغف الاطلاع عليها التي تخبرني عن محتوياتها ، لا اشعر بنفسي في مرات كثيرة إلا بعد اقترابي من قراءة احد فصول احد الكتب، أو بمعنى أصح التهامه، والاستمتاع بالعيش داخل قصة قصيرة.
ما زالت أتذكر بعض الكتب التي كان العشاء يبرد بسببها, ويغيب النعاس زوجتي ,وهي تنتظرني، ولكني اكتشفت لأول مره أن شرب اللبن باردا بعد قراءة الفهرس؛ ألذ وأشهى من تناوله ساخنا كما تعودت منذ الصغر ،من هذه الكتب التي غيب زوجتي وأنا اطالع فهارسها: حمار من الشرق لمحمود السعدني وبنت من شبرا" لفتحي غانم, وقيام وانهيار آل مستجاب "لمحمد مستجاب وعلى هامش السيرة"لطه حسين" الاستشراق" لإدوارد سعيد "مشكلة الفلسفة' لزكريا إبراهيم "وقصة نفس" لزكي نجيب محمود" وكل كتاب منهم في حاجة لمقال طويل للتعريف..
تذكرت كل ذلك بعد أن وضعت هذه الكتب في مكان الترشيح للقراءة مرة أخرى الفترة الأخيرة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى