عنفوان فؤاد - لا عزاء ولا مواساة في الأب الغالي محمد عيد

• اليتم الأدبي والروحي أشد وقعا من اليتم البيولوجي،
بابا محمد معنا وسيظل، لا أتصور صياغة فعل يكون إلى كان هذه ال/كان سأعتبرها عارض لغوي في جسد القول لا غير.
مولانا يمقت الحزن والزعل وكان يحفزني على الفرح مشيراً إلى مواضعه في الكتابة، في الفن، في السينما، في الموسيقى، في الحب، في تفاصيل العلاقات الشفافة..
لطالما قال لي لا يليق بك الحزن يا عنفوان
لطالما مد يد روحه ليخرجني مني
من مآزق نفسية كنت أجدني فيها
لطالما حددنا برامج أعمال تجمعنا ولقاءات وندوات
لطالما سطرنا لقاءات وأعددنا ولائم شعرية
لطالما لطالما لطالما...
لكن سبقني إليك من لا يسبقه أحد

لن أحزن يا غالي
تنفيذا لنصيحتك
أتعرف لماذا!
لأنك تعبت
أعرف تماماً حجم تعبك
لقد تعبت كما لم يتعب أحد غيرك في هذا الوجود المتعب
سأعتبر غيابك هذا
مجرد هدنة
هدنة مع الحياة
هدنة مع الشعر
هدنة مع الترجمة
هدنة مع الناس
هدنة مع الوطن

استقل مترو الغياب إلى أن تتعب من الترحال
ستجدنا بانتظارك
نحن "اليتامى"
آه! كم من روح يتمت اليوم أيها الموت!
لو كنت تعلم لما أقدمت على فعلتك
لما...
لما اقتربت من هذا الملاك.
لا أعرف المواساة
ولست هنا من أجل ذلكَ
فمن ترك في سجله الأدبي ما يفوق 80 كتابا بين ترجمة وشعر ومقالات، وقراءات، ونقد، وقصة قصيرة، وقراءات في الفن التشكيلي...
أنى لنا أن نطلق عليه صفة الرحيل!!!
من ترك ما لا يحصى من العلاقات الروحية والشخصية خالصة لوجه الشعر لوجه المحبة لوجه الإنسانية...
مالنا سوى رثاء الإنسانية من بعده

الحدّاد الأعمى
يسمّر
الجسد العاري
فوق
حصان مجنّح،
ضربة أخرى
ستمكّن هذا الصهيل
من الطيران
قبل الصرخة.

ها أنت اليوم حر
حر من كل شيء
إلى لقاء آخر مولانا الحبيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى