د. علي خليفة - طريقتي في نقد مسرحية الطفل

إنني أكتب هذا المقال بعد أن قمت بقراءة عدد كبير من مسرحيات الطفل، ونقدت كثيرا منها، وأحاول في هذا المقال أن أستكشف ما يمكن أن يكون لي من طريقة في نقد تلك المسرحيات الموجهة للطفل والتي قمت بتحليلها ونقدها.
ويعلم الله أنني أحاول أن أكون محايدا خلال نقدي تلك المسرحيات الموجهة للطفل، ولا أمالئ أحدا ولا أتجنى على أحد لأي هدف في نفسي، وأحيانا أرى مسرحية لكاتب مشهور، ومصدرة بذكر الجوائز التي حصل عليها كاتبها من أجلها، وعلى المسارح التي عرضت فيها، وبعد أن أقرأها أجدها لا تستحق كل ذلك الثناء، ولا تلك الجوائز التي حصل عليها كاتبها من أجلها، كما لا تستحق أن تعرض بهذه الكثرة، وهناك مسرحيات أخرى لا يحتفى بها كثيرا، ولكنها - من وجهة نظري - تستحق ثناء وتقديرا كبيرين، ومؤلفها جدير بأن يحظى بالجوائز، والتقدير، وقد يتصادف أن يكون بعض كتاب تلك المسرحيات الجيدة الموجهة للطفل غير مشهورين، وليس لي بهم أي معرفة، ولا يجمعني بهم غير إعجابي بمسرحياتهم للطفل.
ومن عادتي وأنا أستعد لقراءة أي مسرحية موجهة للطفل أن أهيئ نفسي لقراءتها بفراغ البال؛ للتعايش مع أحداثها وشخوصها، وهدفي الأساسي من القراءة هو الحصول على المتعة، ويأتي بعد ذلك محاولتي استكشاف جمالياتها، ودلالاتها، وما يمكن أن يكون فيها من بعض المآخذ.
وبعض نقدي لمسرحيات الطفل قد لا يروق المبدعين الذين كتبوها، ومنهم من يذكر لي أنني أخطأت في نقدي في فهم مقصوده، وربما يكون محقا، وربما أكون أنا المحق.
ويعد كذلك من خصائص طريقتي في نقد مسرحية الطفل حرصي على توجيه كاتبيها للعيوب التي بها، وكيفية معالجتها لو أمكن ذلك؛ ليتم تعديلها قبل طباعتها إن كانت لم تطبع بعد، أو ليتم تعديلها قبل أن تطبع في طبعة جديدة لو كانت قد طبعت، أو ليتفادى كاتب تلك المسرحية التي فيها ذكر عيوبي لها تلك العيوب - لو وافقني عليها - في مسرحيات أخرى له يكتبها في المستقبل.
وأذكر هنا أن هناك من كتاب مسرحية الطفل من أخبرني أنه أفاد كثيرا من ملاحظاتي السلبية على مسرحياته، ووافقني عليها، وذكر لي أنه قام بعمل تعديل في تلك المسرحيات قبل طباعتها أو قبل تقديمها لتعرض في المسرح، ومنهم أيضا من ذكر لي أنه سيهتم بتلافي تلك الملاحظات السلبية التي ذكرتها خلال نقدي لمسرحياته للطفل في مسرحيات أخرى يقوم بكتابتها في المسقبل.
وقد رأيت من خلال نقدي ذلك العدد الكبير من مسرحيات الطفل لكتاب كثيرين من مصر وخارجها في الوطن العربي أن هناك من الكتاب الذين يكتبون مسرحية الطفل من هم غير مؤهلين لذلك تماما، فهم إما أن يكونوا غير موهوبين في الكتابة المسرحية ، أو أنهم ممن يكتبون مسرحية الكبار بجودة، ولكنهم ليست لديهم الموهبة لكتابة مسرحية الطفل.
كما رأيت من خلال نقدي مسرحيات الطفل أن هناك من كتاب مسرحية الطفل من يكتبون تلك المسرحيات مازجين بها محاولاتهم في كتابة الأغاني، فأرى أغنياتهم ضعيفة جدا، ولا تتناسب مع جودة مسرحياتهم، وأقوم بنصح هؤلاء الكتاب بعدم تأليف أغان لمسرحياتهم، والاكتفاء بالإشارة في بعض المواضع في مسرحياتهم للطفل بالمعاني التي يمكن أن تكتب منها أغان فيها؛ ليقوم كتاب أغان موهوبون بكتابة هذه الأغاني عند تقديم هذه المسرحيات في عروض على المسرح.
وقد اعتدت في أكثر مسرحيات الطفل التي أنقدها أن أقوم بتلخيصها أو ذكر أهم الخطوط فيها؛ وذلك ليكون قارئ النقد الذي أكتبه لهذه المسرحيات على معرفة جيدة بهذه المسرحيات، ومهيئا لما أطلقه من أحكام عليها.
وأخيرا أكرر أن ما أذكره من نقد لمسرحيات الطفل التي أقرؤها هو اجتهاد مني، وقد لا أكون مصيبا في نقدي أحيانا، ولا شك أنه عن غير قصد وتعمد مني.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى