كنت أرافقها إلى تلك المحلات الفخمة، أحمل أكياس مشترياتها، وأنا مبتسمة هادئة، هي لا تنظر إلي أبدًا منهمكة في البحث عن الأشياء التي تنقصها..
إنها لا تعلم أنها تملك كل شيء، كلبها أيضًا يملك كل شيء، ألعابًا، ملابس لتغطية مؤخرته القذرة، علب التونة الشهية، حتى تلك العصفورة التي تحط على شجرة التوت المتواجدة داخل حديقتها، هي أيضًا تملك كل شيء..
سألتني بكلمات عابرة: "هل ترغبين في أكل الآيس كريم؟" ثم تابعت المشي باتجاه متجر جديد،
سال الآيس كريم على يدي وأنا شاردة أحاول تذوق طعمه في خيالي، أوقفت شرودي بصوتها الحاد: "تعال واحملي كيس الأحذية." ابتسمت دون النظر لوجهي، (يبدو أنها وجدت كل ما تحتاجه..)
ركبنا السيارة متوجهين نحو مطعمها المفضل، كانت تعشق الأسماك النيئة مع الأرز، وكم كنت أكره ذلك الطعام، كانت المهمة الأكثر قسوة، يجلب لها النادل الطعام ثم تكفي بالقول: "أاااه نسيت لا تحبين السوشي، سأتذكر في المرة القادمة." تلك الكلمات تزيد من صوت غرغرة أمعائي الفارغة
أجلس في الطاولة المقابلة لها، أراقب الناس وهم يأكلون، يبتسمون، يلاعبون أطفالهم يشربون مياه مثلجة، كانت تنزل عبر حلقي كأنها النعيم الذي لم يحن وقته بعد، اعتقد أن السيدة تعتبرني روبوتًا، أشحن فقط عندما نعود للمنزل، "ألا تشعر أنني أيضًا أجوع وأعطش، أم أنها هي الروبوت الحقيقي؟" تذكرت أني أحمل داخل حقيبتي علبة بسكوت، أخدتها من الثلاجة منذ أسبوع تقريبا، لكن كيف أخرجها أمامها، قد تنعتني بالسارقة، أو قد تخطفها من يدي وتقول: "أووووو بسكويت المفضل!
بعد الأخد والرد مع نفسي، استأذنتها أن أذهب إلى الحمام، إنه المكان الوحيد الذي أعتبره خاصًا بالنسبة لي، في هذا المكان حيث الأبواب لها أقفال، أما في منزل السيدة فكل شيء يخصني مكشوف أمام الملأ، الحمامات العامة هي الأماكن التي أستطيع فيها قول كل شيء لتلك المرآة المعلقة، أرى وجهي الشاحب، وعيناي المثقلتين بدموع لا تريد الخروج، تظل عالقة على حافة رموشي، لا أعلم متى وأين ستنهمر، هذا المكان الذي أتذكر فيه والداي وأيام الطفولة السعيدة، أنا أيضًا كنت أبتسم، أشتري البسكويت من البقالة، أغني مع الرفيقات، أسرح شعري وأدعه منسدلا كأي أنثى، أنا أيضًا كنت أحب الأحذية والملابس الجديدة، لولا لعبة القدر، التي تلاحق البسطاء، هذا المكان هو الوحيد الذي أتذكر فيه أنني إنسان، أعيش فيه أحلى أوقات حياتي، زرت تقريبا جميع حمامات المدينة، في كل حمام أحمل معي ذكريات خاصة،
كنت أفضل حمامات محطات القطار، أختفي فيها إلى أن يحين موعد الرحلة، لأن السيدة تكون مشغولة بالهاتف، ولا تلاحظ غيابي، ألتقي في معظم الأحيان بفتيات مثلي، نتجاذب أطراف الحديث، نفرغ كل ذاك الأسى والحزن دفعة واحدة، حتى نكاد لا نسمع بعضنا بعضا، ثم نتظاهر أننا لم نلتقي من قبل إذا ما اقتربت كل واحدة منا من ربة عملها، ونكتفي بتبادل النظرات
ربما "السيدة" تملك كل شيء، وكلبها أيضًا، لكنها لا تملك حمامًا يشعرها بالسعادة..
في إحدى الليالي سمعتها تبكي داخل الحمام، كانت تشهق كطفل صغير أخذوا منه لعبته غصبًا، لا أعلم سبب بكائها، لكنّها اختارت المكان الخطأ لفعل ذلك، حمام تنبعث منه رائحة الورد والمعطرات، وتوجد به مرآة أظنها بحجم الكون، لطالما اعتقدت أن مرآة حمام السيدة هي بوابة لعالم آخر ساحر ومجنون، إنني مستغربة كيف تنزل الدموع في مكان كهذا، كنت سأخبرها أن المكان الوحيد الذي يمكنها البكاء فيه هو بيت الكلب، لكنني لا أستطيع اخبارها،
قد أفقد عملي لمثل هذه الترثرات...
عدت إلى مكاني داخل المطعم بعدما أكلت البسكويت.
وجدتها تأكل الآيس كريم، اكتفيت بمراقبتها، فقد تعودت تذوقها في أحلامي. السيدة الروبوت التي لا تستطيع النظر إلى عيني، أو ربما هي خائفة من النظر إليهما، فعيني بحر أزرق واسع لا تستطيع الإبحار فيه، وأنا صاحبة السفن المحملة بالآمال، والقوارب التي تحمل جثث أولئك الذين لا يستطيعون الحب. ربما إذا نظرت إلي فإنها ستلمح جثثها داخل شواطئ عيني المليئتين بالسلام...
السيدة تملك كل شيء هي وكلبها، وأنا أملك كل شيء ما عدا السيدة وكلبها...
سلوى ادريسي والي
إنها لا تعلم أنها تملك كل شيء، كلبها أيضًا يملك كل شيء، ألعابًا، ملابس لتغطية مؤخرته القذرة، علب التونة الشهية، حتى تلك العصفورة التي تحط على شجرة التوت المتواجدة داخل حديقتها، هي أيضًا تملك كل شيء..
سألتني بكلمات عابرة: "هل ترغبين في أكل الآيس كريم؟" ثم تابعت المشي باتجاه متجر جديد،
سال الآيس كريم على يدي وأنا شاردة أحاول تذوق طعمه في خيالي، أوقفت شرودي بصوتها الحاد: "تعال واحملي كيس الأحذية." ابتسمت دون النظر لوجهي، (يبدو أنها وجدت كل ما تحتاجه..)
ركبنا السيارة متوجهين نحو مطعمها المفضل، كانت تعشق الأسماك النيئة مع الأرز، وكم كنت أكره ذلك الطعام، كانت المهمة الأكثر قسوة، يجلب لها النادل الطعام ثم تكفي بالقول: "أاااه نسيت لا تحبين السوشي، سأتذكر في المرة القادمة." تلك الكلمات تزيد من صوت غرغرة أمعائي الفارغة
أجلس في الطاولة المقابلة لها، أراقب الناس وهم يأكلون، يبتسمون، يلاعبون أطفالهم يشربون مياه مثلجة، كانت تنزل عبر حلقي كأنها النعيم الذي لم يحن وقته بعد، اعتقد أن السيدة تعتبرني روبوتًا، أشحن فقط عندما نعود للمنزل، "ألا تشعر أنني أيضًا أجوع وأعطش، أم أنها هي الروبوت الحقيقي؟" تذكرت أني أحمل داخل حقيبتي علبة بسكوت، أخدتها من الثلاجة منذ أسبوع تقريبا، لكن كيف أخرجها أمامها، قد تنعتني بالسارقة، أو قد تخطفها من يدي وتقول: "أووووو بسكويت المفضل!
بعد الأخد والرد مع نفسي، استأذنتها أن أذهب إلى الحمام، إنه المكان الوحيد الذي أعتبره خاصًا بالنسبة لي، في هذا المكان حيث الأبواب لها أقفال، أما في منزل السيدة فكل شيء يخصني مكشوف أمام الملأ، الحمامات العامة هي الأماكن التي أستطيع فيها قول كل شيء لتلك المرآة المعلقة، أرى وجهي الشاحب، وعيناي المثقلتين بدموع لا تريد الخروج، تظل عالقة على حافة رموشي، لا أعلم متى وأين ستنهمر، هذا المكان الذي أتذكر فيه والداي وأيام الطفولة السعيدة، أنا أيضًا كنت أبتسم، أشتري البسكويت من البقالة، أغني مع الرفيقات، أسرح شعري وأدعه منسدلا كأي أنثى، أنا أيضًا كنت أحب الأحذية والملابس الجديدة، لولا لعبة القدر، التي تلاحق البسطاء، هذا المكان هو الوحيد الذي أتذكر فيه أنني إنسان، أعيش فيه أحلى أوقات حياتي، زرت تقريبا جميع حمامات المدينة، في كل حمام أحمل معي ذكريات خاصة،
كنت أفضل حمامات محطات القطار، أختفي فيها إلى أن يحين موعد الرحلة، لأن السيدة تكون مشغولة بالهاتف، ولا تلاحظ غيابي، ألتقي في معظم الأحيان بفتيات مثلي، نتجاذب أطراف الحديث، نفرغ كل ذاك الأسى والحزن دفعة واحدة، حتى نكاد لا نسمع بعضنا بعضا، ثم نتظاهر أننا لم نلتقي من قبل إذا ما اقتربت كل واحدة منا من ربة عملها، ونكتفي بتبادل النظرات
ربما "السيدة" تملك كل شيء، وكلبها أيضًا، لكنها لا تملك حمامًا يشعرها بالسعادة..
في إحدى الليالي سمعتها تبكي داخل الحمام، كانت تشهق كطفل صغير أخذوا منه لعبته غصبًا، لا أعلم سبب بكائها، لكنّها اختارت المكان الخطأ لفعل ذلك، حمام تنبعث منه رائحة الورد والمعطرات، وتوجد به مرآة أظنها بحجم الكون، لطالما اعتقدت أن مرآة حمام السيدة هي بوابة لعالم آخر ساحر ومجنون، إنني مستغربة كيف تنزل الدموع في مكان كهذا، كنت سأخبرها أن المكان الوحيد الذي يمكنها البكاء فيه هو بيت الكلب، لكنني لا أستطيع اخبارها،
قد أفقد عملي لمثل هذه الترثرات...
عدت إلى مكاني داخل المطعم بعدما أكلت البسكويت.
وجدتها تأكل الآيس كريم، اكتفيت بمراقبتها، فقد تعودت تذوقها في أحلامي. السيدة الروبوت التي لا تستطيع النظر إلى عيني، أو ربما هي خائفة من النظر إليهما، فعيني بحر أزرق واسع لا تستطيع الإبحار فيه، وأنا صاحبة السفن المحملة بالآمال، والقوارب التي تحمل جثث أولئك الذين لا يستطيعون الحب. ربما إذا نظرت إلي فإنها ستلمح جثثها داخل شواطئ عيني المليئتين بالسلام...
السيدة تملك كل شيء هي وكلبها، وأنا أملك كل شيء ما عدا السيدة وكلبها...
سلوى ادريسي والي