علجية عيش - محمد دحمون يروي علاقته بالرئيس الراحل أحمد بن بلة و يؤكد:



هكذا أوصى أحمد بن بلة قواعده النضالية بالعودة إلى صفوف جبهة التحرير الوطني

( جنرالات فرنسا وراء حلّ الحركة من أجل الديمقراطية في الجزائر)

( أحمد بن بلة: بومدين كان أكثر انتماءً للعروبة و الإسلام )

هي شهادة أدلى بها أحد أعضاء الحركة من أجل الديمقراطية في الجزائر السابقين MDA التي أسسها الرئيس أحمد بن بلة في المهجر و هو محمد دحمون من مدينة البيض رئيس سابق للمجلس الشعبي الولائي و حاليا هو إطار بحزب جبهة التحرير الوطني الذي تحدث معنا بكل جرأة و مسؤولية و قد نقل محدثنا ما قاله الرئيس الراحل أحمد بن بلة عن جبهة التحرير الوطني بأنها قوة دَفْعِ لما تحمله من أبعاد ثقافية وسياسية وتاريخية و بمخزون أدبياتها السياسية، ومضمونها النضالي البشري، و هي ما زالت قادرة على لعب دورها كاملا لتسخير تجاربها في ادارة الشأن العام للبلاد، شريطة أن تعود للشعب وتعبر بصدق عن تطلعاته، و قال محمد دحمون: إن الجزائر أمام اختبار كبير و هي تحتاج إلى كل أبنائها
28168235_1873220072749524_2570764036799962396_n.jpg

لمحمد دحمون تجربة كبيرة في تسيير المجالس المنتخبة لعهدتين متتاليتين.. العهدة الاولى كانت بولاية سعيدة ( 1979/ 1984) كنائب أول للرئيس، و عالج كثير من الملفات كرئيس لجنة ( رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية .. العهدة الثانية بولاية البيض بعد التقسيم الاداري وترقيتها الى ولاية خلال الفترة ( 1984 / 1989) تولى رئاسة المجلس حيث نمكن من إدارة مشاريع الولاية و فرض أسلوب العمل حتى على الهيئات التنفيذية ، ولم يتمكن والي الولاية من فرض منطقه ، و وجد نفسه تحت التأثير المباشر للمجلس الشعبي الولائي، و هذا بحكم تجربته الأولى في تسيير المجلس الشعبي الولائي، الذي وضع استراتيجية تراعي المشاكل الحقيقية والعمل على ازالة كل ما يعيق التنمية، يضيف محمد دحمون أن أزمة التسعينيات هدمت كل شيء ، و أفرغت المجالس والقوانين، من كل الصلاحيات ولازال الوضع إلى يومنا هذا، فحال المجالس ضعيف، كما يكمن السبب كما قال في العقلية الإستئصالية التي كان ت تمارسها الحكومة في عهد أحمد ويحي ، و من ساندوه في تدمير المجالس، كان يعزف على وتيرة ضباط فرنسا، خلال تلك الفترة، لم تكن التعددية موجودة ، كان المجلس يشكل كتلة واحدة، ليس كما نراه اليوم .. كلٌّ يلهث وراء مصالحه، و مع دستور 1989م الذي بدأت معه التعددية رأينا واقعا آخر، ولم أترشح لعهدات جديدة أو لمناصب أخرى،

في ظل الظروف التي ترحت بها الجزائر في م حلة التسعينات انتقل محمد دحمون من حزب جبهة التحرير لينتمي الى الحركة من أجل الديمقراطية في الجزائر MDA الذي أسسه الرئيس أحمد بن بلة رحمه الله في المهجر ، وأخذت اعتمادها مع انفتاح التعددية، لكن للأسف مرحلة التسعينيات أتت على الأخضر واليابس وميعت الروح الوطنية وقتلت كل القيم وحولت الانسان الجزائري الى انسان نفعي انتهازي يبحث عن التموقع للبحث عن مصالحة الخاصة، ما كشف محمد دحمون هو أن جنرالات فرنسا وراء حل حزب الرئيس أحمد بن بلة في السنة التي تم فيها الانقلاب على المرحوم عبد الحميد مهري فيما سمي بالمؤامرة العلمية، و في هذه الظروف الصعبة أوصى الرئيس الراحل أحمد بن بلة قواعده النضالية بالعودة إلى صفوف جبهة التحرير الوطني ، لأنها المدرسة السياسية الوطنية القادرة على صيانة إرث الثورة، ، حسب الشاهد كان أحمد بن بلة يرى جبهة التحرير قوة دفع لما تحمله من أبعاد ثقافية وسياسية وتاريخية ، وبمخزون أدبياتها السياسية ، ومضمونها النضالي البشري، و لما عاد من منفاه في سنة 1990 ، عقد ندوة بفندق الاوراسي، بعض الاعلاميين حاولوا بواسطة اسئلتهم المغرضة حول جبهة التحرير الوطني التي كانت مستهدفة آنذاك بعد اقرار التعددية.. حاول افتكاك كلام منه يسيء لجبهة التحرير الوطني من أجل توظيفه لضربها .. فادرك غايتهم فقال بصريح العبارة ( الافلان هي بكل بساطة ابني، والأب لا يبصق في وجه ابنه) ، قالها باللغة الفرنسية ، لان الاعلاميين كانوا من جرائد تصدر بالفرنسية، عن علاقته بالرئيس أحمد بن بلة ، يستطرد محمد دحمون قائلا : كل الأوقات التي قضيناها مع الرئيس بن بلة، لم يمس بومدين بكلمة سوء أبدا ولم يشكك في وطنيته، الخلاف الوحيد بينهما كان حول ادماج ضباط فرنسا في الجيش الشعبي الوطني .

فقد كان بومدين كما يضيف يرى ادماجهم فيه فائدة للجيش والرفع من قدراته التكوينية بحكم تجربتهم ومهاراتهم ، أما الرئيس بن بلة رفض الطرح وطلب من بومدين ان لا يستعجل، فوجود اشبال الثورة بالقليعة هم ضباط الجيش مستقبلا، بل كان يقول كلاما ايجابيا عن بومدين رحمه الله، إذ وصفه بالروح الوطنية والانتماء العروبي الاسلامي والاخلاص والنزاهة، و عن موقع الأفلان FLN في الوقت الراهن يرى محدثنا أن جبهة التحرير الوطني تم توظيفها منذ الاستقلال، وادارة الحكم باسمها، وبهذا تم ابعادها ككيان سياسي فاعل بحكم تاريخها ، فضلا عن الممارسات اللامسؤولة لبعض قادتها و مناضليها و التي أساءت اليها كثيرا مما شوه صورتها لدى الرأي العام معتقدا أن هذا التوظيف ترك انطباعا سيئا حولها حتى اننا نسمع اصواتا تطالب بوضعها في المتح ، لكن ما ينبغي قوله هو أن جبهة التحرير الوطني ما زالت قادرة على لعب دورها كاملا لتسخير تجاربها في ادارة الشأن العام للبلاد، شريطة أن تعود للشعب و تسمع نبضه وتعبر بصدق عن تطلعاته، لان منشأها الشعب، و يختم محمد دحمون حديثه معنا بالقول: "نحن ضد القطيعة أو المقاطعة، ونسعى إلى خدمة الصالح العام، خاصة و أن الجزائر اليوم في ظل ما يحدث في الجوار و في المقدمة القصف الإسرائيلي على غزة ، هي أمام اختبار كبير في الوقت الراهن ، والشعب الجزائري عودنا عبر محطات تاريخية عصيبة على التجند والتعبئة ، وهي اليوم تحتاج الى كل ابنائها لحمايتها مما يحاك ويبيت لها من مؤامرات".

التقت به علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى