يغلب دمعة حبيسة، خشية أن تسقط وتلسعه سخونتها، حين لمس برودة الإستقبال وتحفظها، فاختصر الكلام وغادر، الكلام لم يتعدى السلام والإطمئنان فقط
لا غير، إصطدم بقولها، أنها أرملة ووجوده غير مرحب به، شهق من المفاجأة وغادر، هل مات الحب بينهما، هل تدري أن صمته له ضجيح أتلفه وطحن عظمه، فشل فى زحزتها بعيدا عن قلبه طوال سنوات الغياب، التى قاربت الربع قرن، مازالت تسكنه، تسافر فى دمه، تهزه الذكرى وقت أن أعجب بملاحتها والليل المسكوب على ظهرها، كان يختلق الأعذار فى زيارة شقيقها صديق طفولته، ليحظى برؤيتها، صارحها بحبه لها، بادلته الحب، وشجعته على خطبتها، بعد حصوله على شهادة الثانوية الصناعية، وعمله فى ورشة والده التي سيرثها عنه، صحب والده ووالدته لخطبتها، وقد دخل الباب من بابه، مثلما يقولون، والمفاجأة كانت فى رفض والدتها، التى قالت :
البنت لسه صغيرة على الجواز، طوى دهشته وصحب والده ووالدته وغادر، لم يستطع التخلص من هاته الدموع التى تحجرت فى مآقيه، ولم يجرؤ على تركها تسقط، وبعد أسبوعين زوجوها لعريس يكبرها بسنوات عشر،أخذها بشنطة ملابسها، دون أن يكلفهم شيئا، وسافرا الى بلد عربي يعمل فيه الزوج، وإنقطعت أخبارها، ترتفع حدة صفير القطار، لمسيرة أكثر طولا، وأقل إيلاما، فى أسفار عديدة، وإتساع الورشة بعد تجارته لقطع الغيار، لم يمتثل لنصائح الأهل والأصدقاء بضرورة الزواج، وظل أعزب، يتبعه حبه القديم فى حله وترحاله، وإقباله وإدباره، تمر الأيام بطيئة موحشة، وتتعاقب الليالي، إشترى فى برج حديث شقة فاخرة، فى نفس شارعهم القديم، وأثناء سيره من أمام بيت حبيبته الذي يقطعه فى اليوم عشرات المرات، خلع نظارته وأخذ يمسح زجاجها، غير مصدق مارأى، يقبض على دموعه، هى من تومض بشعاع يخطف عينيه، وجهها نضر لم يغادره الجمال بعد، وجد نفسه يطرق بابها، وحين لمس برودة الإستقبال وغادر، هى الأرملة وهو الأعزب، لاشيء يعوقهما، دخل فى عتمات متحركة،
لا يدري أين يذهب، عيونه تمسح اللاشيء، وأقدامه تسير فى اللامكان، خرجت عيناه من محجريهما، وتوقفت عند شباكها، الذي فتح فجأة ليراها ملوحة له بيدها، وسط إبتسامة واسعة، ترى هل هزها الحب وفرض الإشتياق، الذي يروي، أرضها العطشى، لابد أنها مثله، تعبت من الرحيل فى غابات التعب، وحقول المواجع، نحن نشيخ ونكبر، حين نتوقف عن الحب .
لا غير، إصطدم بقولها، أنها أرملة ووجوده غير مرحب به، شهق من المفاجأة وغادر، هل مات الحب بينهما، هل تدري أن صمته له ضجيح أتلفه وطحن عظمه، فشل فى زحزتها بعيدا عن قلبه طوال سنوات الغياب، التى قاربت الربع قرن، مازالت تسكنه، تسافر فى دمه، تهزه الذكرى وقت أن أعجب بملاحتها والليل المسكوب على ظهرها، كان يختلق الأعذار فى زيارة شقيقها صديق طفولته، ليحظى برؤيتها، صارحها بحبه لها، بادلته الحب، وشجعته على خطبتها، بعد حصوله على شهادة الثانوية الصناعية، وعمله فى ورشة والده التي سيرثها عنه، صحب والده ووالدته لخطبتها، وقد دخل الباب من بابه، مثلما يقولون، والمفاجأة كانت فى رفض والدتها، التى قالت :
البنت لسه صغيرة على الجواز، طوى دهشته وصحب والده ووالدته وغادر، لم يستطع التخلص من هاته الدموع التى تحجرت فى مآقيه، ولم يجرؤ على تركها تسقط، وبعد أسبوعين زوجوها لعريس يكبرها بسنوات عشر،أخذها بشنطة ملابسها، دون أن يكلفهم شيئا، وسافرا الى بلد عربي يعمل فيه الزوج، وإنقطعت أخبارها، ترتفع حدة صفير القطار، لمسيرة أكثر طولا، وأقل إيلاما، فى أسفار عديدة، وإتساع الورشة بعد تجارته لقطع الغيار، لم يمتثل لنصائح الأهل والأصدقاء بضرورة الزواج، وظل أعزب، يتبعه حبه القديم فى حله وترحاله، وإقباله وإدباره، تمر الأيام بطيئة موحشة، وتتعاقب الليالي، إشترى فى برج حديث شقة فاخرة، فى نفس شارعهم القديم، وأثناء سيره من أمام بيت حبيبته الذي يقطعه فى اليوم عشرات المرات، خلع نظارته وأخذ يمسح زجاجها، غير مصدق مارأى، يقبض على دموعه، هى من تومض بشعاع يخطف عينيه، وجهها نضر لم يغادره الجمال بعد، وجد نفسه يطرق بابها، وحين لمس برودة الإستقبال وغادر، هى الأرملة وهو الأعزب، لاشيء يعوقهما، دخل فى عتمات متحركة،
لا يدري أين يذهب، عيونه تمسح اللاشيء، وأقدامه تسير فى اللامكان، خرجت عيناه من محجريهما، وتوقفت عند شباكها، الذي فتح فجأة ليراها ملوحة له بيدها، وسط إبتسامة واسعة، ترى هل هزها الحب وفرض الإشتياق، الذي يروي، أرضها العطشى، لابد أنها مثله، تعبت من الرحيل فى غابات التعب، وحقول المواجع، نحن نشيخ ونكبر، حين نتوقف عن الحب .