سعيد گنيش - أخطر ما ابتليت به مجمل حركة المعارضة المغربية هو "النسوية الليبرالية" في عصر الإمبريالية المعولمة

أخطر ما ابتليت به مجمل حركة المعارضة المغربية هو "النسوية الليبرالية" في عصر الإمبريالية المعولمة، في تعاملها ( لا يهم حتى إن كان عفويا ) مع قضية المرأة في حدود ما يسمح به النظام الرأسمالي التبعي. أقصى ما تروم الوصول إليه "النسوية الليبرالية" في طرحها هو محو الفوارق والتمييز، على مستوى القوانين بين الرجل والمرأة، مع القبول بخضوعهما للاستغلال الواحد والمشترك من طرف النظام الطبقي المسيطر. وتروم في مطالبها إلى المساواة في المناصب والوظائف أو ما تسميه بالتمييز الايجابي. لأنها ترى الرجل المجرد، بمعزل عن طبقته ووضعه الاجتماعي والسياسي، هو السبب في وضع المرأة القائم. لذلك فهي لا تنتقد النظام الرأسمالي التبعي ولا السلطة الطبقية المسيطرة وأدواتها السياسية والاقتصادية والثقافية.
المرأة لا تعاني من التمييز فقط فهي تتعرض أساسا للقمع الطبقي والاستعباد الوطني إلى جانب شريكها الرجل في مجتمع خاضع لنير الامبريالية (رأسمالية الغرب الأبيض الاحتكارية) ومنقسم طبقيا بين أقلية بورجوازية مسيطرة لخدمة نظام التبعية وأغلبية شعبية تنوء تحت القمع والاستغلال والعبودية الاجتماعية الجديدة (أليس مثلا البغاء المعمم على النساء سواء عبر نظام الهجرة للخارج كرقيق مرغوب فيه أو السياحة الجنسية في البلد عبودية جديدة؟ ).
حركة "النسوية الليبرالية" حتى في محاولة تواجهها مع الإسلام الديني بما هو عدو لدود للمرأة، بتفريعاته من سلفية وإخوانية ووهابية إرهابية، تلتقي من حيث لا تدري معه. فهو الآخر نتاج للمجتمعات الرأسمالية التبعية بما هي طفيلية وريعية، تخلق من الدين السياسي (وليس الايمان كعلاقة خاصة بين الأنسان والله)، مكونا لأيديولوجيتها في الهيمنة وأداة سياسية في ترهيب المعارضة. لنتمعن جيدا في نتائج الحراك المزيف على وضع أغلبية جماهير النساء، بين "النسوية الليبرالية "وقوى الدين السياسي حول إصلاح قوانين المدونة بداية الألفية، وهي مجرد القشرة التي تخفي حقيقة القمع والاضطهاد الذي تتعرض لهما المرأة مع شريكها الرجل. ويجري اليوم الاستعداد لإنتاج فصل جديد من هذا الحراك المزيف.
خطورة" النسوية الليبرالية" تكمن في كونها إيديولوجية للتغطية على هجوم الرأسمالية المعولمة ضد الفكر التحرري والاشتراكي في المرحلة الحالية. وهي تلعب دورا كابحا للوعي بأهمية انتظام جماهير النساء الكادحات مع أشقائهم الرجال في النضال الموحد من أجل المجتمع البديل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى