محمود شاهين - لقمانيات غزة (25)

241- جمال الوجود ممثلاً بالكائنات الطبيعية من ورود ونباتات وأشجار وأودية وجبال وهضاب وسهول وأنهار وبحارومحيطات وينابيع وشلالات وفضاء وكواكب ونجوم وغيوم إضافة إلى الوجود الانساني والحيواني بأشكاله المختلفة، إضافة إلى سيرورة الكون من فصول وليل ونهاروتحولات أكبر دليل على غايات جمالية خيرانية محببة للوجود.

الملك لقمان.

242- القضية الفلسطينية قضية انسانية عالمية ومن يقف معها يقف مع القيم الانسانية الممثلة بالخير والعدل والمحبة والجمال ومن يقف ضدها هو بالضرورة ضد القيم الإنسانية.

243- الكيانات العنصرية كيانات معادية للإنسانية ومن يقف معها أو يدعمها هو بالضرورة معاد للقيم الانسانية ممثلة بالخير والعدل والمحبة والجمال.

244- عظمة أي فكر ديني أو فلسفي تكمن في مدى سعيه إلى تحقيق الغايات الانسانية للوجود التي أرادها الخالق وهي إقامة حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال.

245- سؤال محير موجه للبشر : هل الله الذي تعبدونه هو نفسه رغم اختلاف بعض المفاهيم حوله ، وهل هو مع القتلة أم مع القتلى ، وإذا كان مع القتلى فلماذا لا يتدخل لصالحهم ويبقى متفرجاً على آلامهم؟! هل من مجيب؟ لا تقولوا لي إنها حكمته ! فدماء الغزاويين فاقت كل تصوروهي تلطخ وجه العالم .

246- يحيرني الغزاويون بإيمانهم ، فهم يحمدون الله رغم القتل والدمار الذي ألم ويلم بهم ، دون أن يفكروا في أن يهوه الذي منح أرضهم لليهود ( حسب التوراة) ربما هو نفسه الله الذي يحمدونه ، أم أن هناك آلهة مختلفة وأن يهوه ليس الله وليس المسيح وليس إيل ، وليس رع وليس براهمان ، وليس التاو وليس بوذا وليس إله الشنتو وليس مردوخ وليس تموز! وأن هؤلاء وغيرهم آلهة مختلفون وبالتالي نحن أمام آلهة كثر، ولكل في إلهه شؤون ، وليذهب التاريخ وفهمه إلى الجحيم ، ولتبق دماء الفلسطينيين تنزف بغير رحمة أوشفقة، على أيدي أتباع يهوه

247- أضربت عن الكتابة حول الحرب الفلسطينية الاسرائيلية لأسباب كثيرة منها انني قد أصاب بالجلطة إذا ما ظل عقلي منشغلاً بها.

248- آه آه ! القلق الوجودي الذي أدى إلى ظهور معتقدات متعددة أو معتقد واحد في مذاهب مختلفة ، انتجها العقل البشري ، هو أحد أهم أسباب المأساة التي نعيشها اليوم ، والمؤسف أن أحداً لا يعي ذلك وبالتالي لا يوجد من يحل هذه الاشكالية الفظيعة، ليظل الصراع قائماّ إلى ما لا نهاية له .. وفي كل الأحوال الفلسطيني هو الضحية الأولى لهذا الصراع.

249- لا يعقل إطلاقاً أن يكون النظام الكوني الدقيق والمحكم للكون قد جاء وحده بشكل عفوي دون عقل فاعل فيه ، هو بالتأكيد عقل الخالق الذي عرّفناه بأنه طاقة عقلانية غير طقمادية تتسم بالوعي والحكمة تسري في الكون والكائنات وتتجلى فيهما .. وبالتالي الوجود كله خالق يخلق نفسه بنفسه لنفسه ، فلا وجود إلا له ، ولا وجود خارج وجوده، فهوالأعظم الذي ليس ثمة من هو أعظم منه. وهو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، المدرك والمجهول ، الأكبر الذي ليس ثمة ما هو أكبر منه، والأصغر الذي ليس ثمة ما هو اصغرمنه، لا شيء خارجه ، وكل شيء داخله ، فهو الواحد في الكل، والكل في الواحد، ليشكلا الوجود الواحد. هذا هو مختصر مذهب وحدة الوجود الحديث.

250- الخالق كما سبق وأن قلنا كثيرا : جمال مطلق ، محبة مطلقة ، خير مطلق ، عدل مطلق . وإن كانت هذه القيم لم تحقق في الواقع الانساني بعد على وجهها الأكمل ، فإن ذلك يعود لعدم فهم الانسان لوجوده ، وعدم فهمه للخالق ، وعدم فهمه للغاية من وجوده، التي تتمثل في إقامة حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال . وهذا ما يريده الخالق، ولا شيء غير ذلك.

الملك لقمان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى