18 - 02 - 1935
صديقي العزيز الأستاذ الزيات:
قرأت في العدد الأخير من مجلة (الرسالة) الغراء كلمة لأديب فاضل عن فكرة (نهر الجنون) وتماثلها مع فكرة قطعة نثرية لجبران خليل جبران. وقد حار الأديب في علة هذا التشابه، وافترض بعض الفروض، وعقبت (الرسالة) كذلك بفرض قريب من الحقيقة. ورداً على كل ذلك أقول إني سمعت هذه القصة لأول مرة منذ نيف وعشرين سنة، وقد وجدتها شائعة على الألسنة كغيرها من الأساطير. ولا ريب عندي أن جبران خليل جبران لم يخترع هذه القصة اختراعاً، وإنما دونها كما سمعها من الناس. ومثل هذه الأساطير ما ابتدعها كاتب، وإنما نبتت من قديم الزمان بين الشعوب والأجناس كأكثر النوادر والحكم والأمثال. وإني لم أكن أعلم قط قبل اطلاعي على عدد الرسالة الأخير أن أحداً من الكتاب أو الشعراء قد تناول من قبل هذه الأسطورة، ولم يصل إلى خبرها عن طريق شيء مكتوب، وإنما عن طريق أفواه الناس
وتقبل أطيب تحيات
المخلص
توفيق الحكيم
صديقي العزيز الأستاذ الزيات:
قرأت في العدد الأخير من مجلة (الرسالة) الغراء كلمة لأديب فاضل عن فكرة (نهر الجنون) وتماثلها مع فكرة قطعة نثرية لجبران خليل جبران. وقد حار الأديب في علة هذا التشابه، وافترض بعض الفروض، وعقبت (الرسالة) كذلك بفرض قريب من الحقيقة. ورداً على كل ذلك أقول إني سمعت هذه القصة لأول مرة منذ نيف وعشرين سنة، وقد وجدتها شائعة على الألسنة كغيرها من الأساطير. ولا ريب عندي أن جبران خليل جبران لم يخترع هذه القصة اختراعاً، وإنما دونها كما سمعها من الناس. ومثل هذه الأساطير ما ابتدعها كاتب، وإنما نبتت من قديم الزمان بين الشعوب والأجناس كأكثر النوادر والحكم والأمثال. وإني لم أكن أعلم قط قبل اطلاعي على عدد الرسالة الأخير أن أحداً من الكتاب أو الشعراء قد تناول من قبل هذه الأسطورة، ولم يصل إلى خبرها عن طريق شيء مكتوب، وإنما عن طريق أفواه الناس
وتقبل أطيب تحيات
المخلص
توفيق الحكيم