المحامي علي ابوحبله - استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات

ما يحدث في طول كرم وتحديدا في مخيم نور شمس عملية عسكرية صنفت بشكل رسمي كأكبر عملية اجتياح للمخيم منذ عام 2002 ، فمنذ ليل الخميس تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مخيم نور شمس، شرق مدينة طول كرم، وألحقت دمارا واسعا في بنيته التحتية وممتلكات المواطنين وخسائر في الأرواح .

وكانت قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم ، ترافقها جرافتان وفرضت حصارا مشددا عليه.وشمل التدمير المستمر ، الشوارع الرئيسة والأزقة وشبكات المياه والصرف الصحي، وأسوار المنازل والمحلات والمنشآت التجارية.

وتمركزت أعمال التخريب في حارات: المنشية، والشهداء، والواد، وساحة المدارس، وجبل النصر، والصالحين، ووسط المخيم، وحارة الجامع، استخدم فيها الاحتلال جرافتين من النوع الثقيل، هدمتا أسوارا لعدد من المنازل وسور روضة، وأجزاء من منازل أخرى أثناء محاولة اقتحام حارة المنشية.

عملية الاجتياح الاخير لمخيم نور شمس قلبت المخيم رأسا على عقب و”كأن زلزالا بقوة ستة على مقياس ريختر ضرب مخيم نور شمس ليغير معالم المخيم وهدم كافة البنية التحتية حتى تنعدم الحياة بالمخيم ونزوح أهله عنه ، وبحسب شهود العيان وعلى أرض الواقع ، فإن عملية الاجتياح أسفرت عن خراب ودمار كبير في كل حي وزقاق بالمخيم، حيث هُدمت بيوت وأُحرقت محال تجارية، ودُمرت مركبات، ودمرت شوارع،.

ان ما يحدث في مخيم نور شمس كارثة حقيقية، وهي عملية استنساخ للتدمير الممن هج المعتمد في غزة ويتم تطبيقه في مخيمات الضفة الغربية والقدس ، قصف بطائرات مسيرة، استباحه للدم الفلسطيني اعتقالات بالمئات وتحقيق ميداني تحت الضرب المبرح، و إجبار عائلات على النزوح، بفعل تخريب البنية التحتية بصورة كاملة” ومتعمده وبشكل متواصل ودائم عبر كل عمليات الاجتياح للمخيمات الفلسطينية وفي محافظات الوطن.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كثّف جيش الاحتلال الاسرائيليى عملياته في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، فقتل العشرات واعتقل آلاف الفلسطينيين وفي غضون ذلك، تزداد عمليات الاستيطان بشكل ملحوظ في الضفة الغربية، وفق معطيات حركة السلام الآن اليسارية الإسرائيلية المختصة بمراقبة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وتحذر وسائل إعلام إسرائيلية ومؤسسات دوليه من عمليات التصعيد في الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال وعنف المستوطنين ،وان سياسيه حكومة “نتيناهو غير عابئه بالانتقادات التي توجه لها وتطالبها بوقف سياسة العدوان ونتيجته تعريض أمن إسرائيل للخطر بتساوقها مع رغبة اليمين المتطرف في الضم والتفوق اليهودي والحرب”. وتأمين الحماية والغطاء لاعتداءات المستوطنين

حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة ممعنة بتوسيع الحرب لتشمل الضفة الغربية و ممعنة في استباحتها للدم الفلسطيني وبتدمير ممنهج لكل مقومات الحياة في المخيمات الفلسطينية والبلدات والمدن الفلسطينية وهدف كل ذلك دفع الفلسطينيين للرحيل وهي غير عابئة بما تقوم به قوات الاحتلال والمستوطنين وما تجره تلك الممارسات العدوانية من مخاطر باتت تتهدد امن المنطقة برمتها ومتناسيه في الوقت ذاته أنها سلطة احتلال غاشم على الأراضي الفلسطينية وقوة نافذة وعليها أن تتقيد بالاتفاقيات الدولية وعلى المجتمع الدولي تقع مسؤولية محاسبتها ووضع حدود لعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني .

ما تقوم به حكومة الاحتلال عبر قواتها ومستوطنيها ضد الشعب الفلسطيني فاق كل التصور وحدود الاحتمال، وأصبح لزاما على الجميع التحرك ضمن تحمل المسؤولية وفق مبادئ القانون الدولي وإعلان حقوق الإنسان والاتفاقات الدولية التي تؤمن الحماية للسكان تحت الاحتلال.

إن الإطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الثالثة و الرابعة عليها الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة

إن المجتمع الدولي مطالب للقيام بدور فاعل في مساءلة دولة الاحتلال ومحاسبة مقترفي الجرائم بحق المدنيين وهدم البيوت ومطالبة بتأمين الحماية لمخيم نور شمس و للفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى