فنّ الصورة في ثقافة الطفل...

***
يولد الإنسان وقلبه ينبض بحب الحياة توّاقا إلى عوالم الجمال من حوله،فترسخ في مخيّلته صورة والديه والمقربين منه ،فيدمن الصورة المألوفة في الوجوه ويتعلّق بأصحابها، وينفر من أخرى لسبب تفيض به نظرته الولهى،ويعشق جمال الصورة فيما حوله من الأشياء الصغيرة من الحيوانات والطيور،وما تقع عليه عينه من المناظر الطبيعيّة فتذكي خياله، وتحفّز حواسه على الإدراك ،فيسعى إلى تقبّل كلّ شيئ جميل في الصورة مهما تعدّدت أنواعها وأشكالها في الحياة،وذلك ما يزيد في إثراء خياله ويذكي فكره في تقبّل الأفكار والمعارف،وهو في سنّ مبكّرة،فنجده يتعلّق بالكتاب المرسوم قبل معرفة أسماء وأشكال الحروف،فيوقف نظره على شكل الصورة وما تزاحمت فيها من ألوان،ويدفعه الفضول إلى المزيد من حب الصورة في كلّ أنواعها وتفاصيلها ليستقرّ به الحال على صورة الرّسوم المتحرّكة وصورة شخصياتها الحقيقية والخيالية،فيقترب أكثر من عالم الصورة الفوتوغرافية أوالصورة الزّيتية في عالم الرسم ،ونحاول في هذه الوقفة السريعة مع الصورة أن ندخل عالم
التصوير الفوتوغرافي هو عمل فني جميل يكشف عن تلك الأسرارالخفيّة التي لا يدرها إلا أهل الإختصاص من المحترفين ،ويقبل الطفل على هذا العالم المبهر ليحاول تقليد الكبار من الآباء والأمهات وهو يتمثل نفسه مثل الكبار تماما،وخصوصا إذا تم استخدام التّصوير الفوتوغرافي في تصوير الأطفال ، ليعكس مدى الجمال لبراءة الأطفال مع كل إبداع يحبب الوصول إليه من خلال في صورة الصغار أمثاله أوفي صورة الطبيعة الرائعة الجمال من خلال زيارته لتلك المنتزهات والحدائق العامة .
إنّ الصورة عند الطفل تتنوّع كتنوّعها عند الكبار،فهو يحب والديه في جمال صورتهم،ويحب صورة معلميه،ويزداد تعلقا إذا اقتضى الأمر وهو يشاهد صورته الصامتة على تتحرّك في شريط فيديو صورة ناطقة متحرّكة ،فتمنّى أن يظلّ الجمال مركبه نحو عوالم ساحرة مغرية تصنع فيه روح الفنان المبتكرالذي لا يتوقف خياله عند حدّ معين، وهنا أقول لكم: أطلقوا خيال أطفالكم في صوّرهم ،وفي صوّر تلك المناظر الجميلة التي تظلّراسخة في أذهانهم بعيدا عن تلك الصوّر القبيحة التي تؤسس في نفوسهم الضلالة والضحالة،وتشطّ بهم نحو عالم الإنحراف والضياع ولعلّ تلك الصوّر التي تقود إلى دنيا التفوّق والإبتكار الرائع في الحياة.
Peut être une image de 2 personnes et enfant

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى