رسائل الأدباء رسالة من الشاعر محمد الاشعري وزير الثقافة سابقا الى نبيل لحلو

عزيزي نبيل
صباح الخير
مرة اخرى قرأت رسائلك الغاضبة وتأثرت لها كثيراً، ذلك انها في جانب منها تكشف محنتك الشخصية التي جعلتك تقاوم لعقود من اجل المحافظة على "جنونك الإبداعي" في مواجهة الحسابات الباردة وغباء الذوق السايد،وفي جانب آخر تكشف محنتنا جميعاً عندما نفشل في بناء تجربة سينمائية وطنية قوية بابداعها ونقدها،بإنتشارها وتاثيرها،وقوية بالخصوص بمشروعها التنويري وبقدرتها على منح المغاربة صورا من حياتهم وليس فقط من حياة الآخرين، ومشاعر تشبه ما يجيش في صدورهم وهم يتلقون إبداع الاخرين.
كم انت على حق ياصديقي عندما تشرح المحنة،وإنني لأفهم ان تكون قاسيا في بعض الأحيان وان تشخص الأمور بطريقتك المعهودة في وضع النقط على الحروف والأسماء على الوجوه،ولكن السينيما كما تعلم جيدا،ليست قضية وزراء نابهين ولا مدراء اذكياء،انها مسالة أعقد من ذلك بكثيرمنها ما يتعلق بالسياسة الثقافية ومنها ما يتعلق بالسياسة كلها،ومنها ما يتعلق بالمكانة السياسية والثقافية والاجتماعية التي نعطيها لإنتاج الصورة في بلادنا.
نحن نحب المناظرات الوطنية، عندما نجد انفسنا في حصلة من هذا النوع، وهانت ترى انني أكاد أجزم بان الحل الأنسب للخروج من هذا العجز والفشل هو مناظرة وطنية لإنقاذ السينما
ولكنني لن افعل ،لانني اعرف انك اول من سيثور في وجهها!!
وبانتظار انبثاق أمل ما، اتمنى ان ارى قريبا فيلمك العاشر بغض النظر عما إذا كنت ساحبه ام لا ، المهم هو انت الذي لو لم تكن موجوداً لوجب على الأمة ان تخترعك!
محبتي الدائمة لك وللعزيزة صوفيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى