الكيان الإسرائيلي عنصري ورغم ذلك برع في توظيف معاداة السامية لصالحه لقمع كل من تسول له نفسه في انتقاد السلوك الإسرائيلي وما يرتكب من جرائم أباده في غزه ، وقد برعت إسرائيل في توظيف معاداة السامية وتحيير المصطلح بما يخدم مخططاتها وأهدافها ، ويرتبط تعريف مصطلح “معاداة السامية” (أو اللا سامية) بالكاتب الألماني ويلهيلم مار والذي طرحه سنة 1879، خلال المناقشات في ألمانيا في تلك الفترة حول الاندماج في المجتمع الألماني من قبل الأقليات المختلفة وخصوصاً اليهود، نظراً للعلاقة الملتبسة بين الديانتين المسيحية واليهودية منذ المرحلة الهيلينية مروراً بالإمبراطورية الرومانية المسيحية.
وبالرغم من أن السامية -كعرقية- تشمل أعراقاً أخرى غير اليهود، إلا أن المصطلح ارتبط بـ”كراهية اليهود” تحديداً، وتزايد هذا التوجه في القرون الوسطى في الدول المسيحية وصولاً إلى القضية الشهيرة الخاصة بالضابط اليهودي الفرنسي ألفرد دريفوس سنة 1894، ثم المرحلة النازية قبيل الحرب العالمية الثانية.
وفي الوقت الحالي تبنت الولايات المتحدة، ومعها ثلاثون دولة، التعريف الإجرائي لمعاداة السامية الذي نشره مركز مراقبة العنصرية وكراهية الأجانب الأوروبي سنة 2016، مستنداً إلى تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست”، وينص هذا التعريف لمعاداة السامية على أن “معاداة السامية هي نظرة معينة لليهود، والتي يمكن وسمها بكراهية لليهود، وكل المظاهر الخطابية والجسدية لمعاداة السامية الموجهة نحو اليهود أو غير اليهود و/أو ممتلكاتهم أو تجاه مؤسسات المجتمع اليهودي ومرافقه الدينية”.
لكن المصطلح، وخصوصاً في العقود الثلاثة الماضية، أخذ يتسع إلى حدّ صعوبة الفصل بين معناه وبين معاني أبعاد جديدة يجري توظيفها بشكل متواصل، وقد نبَّه العديد من الكتاب الغربيين، وخصوصاً الأمريكيين، إلى هذا الخلط بين معاداة السامية وكل من نقد السياسة—وأحياناً السياسيين—الإسرائيلية، أو نقد الصهيونية كأيديولوجية، أو نقد اليهودية، أو حتى التصويت على قرارات دولية في الأمم المتحدة تدين السياسات الإسرائيلية، وهو خلط سياسي توظفه السياسة الإسرائيلية بشكل كبير لمواجهة تنامي الصورة السلبية لـ”إسرائيل” لدى الرأي العام الدولي.
تُعتبر “معاداة السامية” التهمة الأبرز التي تُقمَع بها المظاهرات المنتقدة للحرب، وأداة تكميم الأفواه المعارضة لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، رغم نسبة المشاركة اليهودية في المظاهرات الداعية إلى وقف إطلاق النار.
أشعلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر حركة الاحتجاجات في العالم من مظاهرات واعتصامات، خصوصاً المستمرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي في الجامعات الأمريكية والتي امتدت إلى عديد من الجامعات حول العالم.
واعتبرت الاحتجاجات نوع من “معاداة السامية” وتعد التهمة الأبرز التي تُقمع بها المظاهرات المنتقدة للحرب في غزة، وأداة لتكميم الأفواه المعارضة لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، زادت مساحة استخدام هذا الاتهام بشكل ملحوظ، رغم نسبة المشاركة اليهودية في حملات وقف إطلاق النار والمطالبة بحلّ الدولتين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن في 7 مايو/أيار دعوة لمحاربة “التصاعد الشرس” لمعاداة السامية، وقال إن “مثل هذه الكراهية ليس لها مكان في أمريكا”، حيث ربط فظائع المحرقة (الهولوكوست) بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وحذّر بايدن من تصاعد “معاداة السامية” في الولايات المتحدة، ولا سيّما في الجامعات، مدّعياً أن عديداً من الطلاب اليهود يتعرضون للمضايقة أو الهجوم في الحرم الجامعي.
تسعى “إسرائيل” إلى توظيف وقائع معاداة السامية لإعادة تعزيز الترابط بين يهود الخارج و”إسرائيل”، خصوصاً في الولايات المتحدة ومعلوم أن نسبة انتقاد يهود الولايات المتحدة للسياسات الإسرائيلية تتزايد، وهو أمر لا تراه “إسرائيل” إيجابياً، لكن معاداة السامية ستشد هذا الجمهور اليهودي ثانية لـ”إسرائيل”.
لا بدّ للمؤسسات الحقوقية، ومراكز الأبحاث العربية والفلسطينية، وقوى المقاومة من تتبع ورصد الوقائع التي تدلل على الربط بين “دبلوماسية توظيف معاداة السامية” التي تنتهجها “إسرائيل” وبين هذه الوقائع، والعمل على تعميم نتائج هذا الرصد على وسائل الإعلام المختلفة وعلى البعثات الدبلوماسية والباحثين، خصوصاً في الدول والمجتمعات الأجنبية.
أن هذا الاستخدام للمعركة ضد معاداة السامية خدمةً لمصالح أجندة الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك من خلال تعريف التحالف، يولّد نوعًا آخر من العنصرية: إنها العنصرية ضد الفلسطينيين وهدفها وفق الاسترتجية الإسرائيلية إسكات الفلسطينيين ومناصريهم وتشويه سمعتهم وتجريدهم من إنسانيتهم من خلال الافتراء عليهم عبر وصفهم مثلًا بأنهم معادون للسامية بطبيعتهم، أو يشكّلون تهديدًا إرهابيًا أو متعاطفون مع الإرهاب، أو معارضون للقيم الديمقراطية”.
وبالرغم من أن السامية -كعرقية- تشمل أعراقاً أخرى غير اليهود، إلا أن المصطلح ارتبط بـ”كراهية اليهود” تحديداً، وتزايد هذا التوجه في القرون الوسطى في الدول المسيحية وصولاً إلى القضية الشهيرة الخاصة بالضابط اليهودي الفرنسي ألفرد دريفوس سنة 1894، ثم المرحلة النازية قبيل الحرب العالمية الثانية.
وفي الوقت الحالي تبنت الولايات المتحدة، ومعها ثلاثون دولة، التعريف الإجرائي لمعاداة السامية الذي نشره مركز مراقبة العنصرية وكراهية الأجانب الأوروبي سنة 2016، مستنداً إلى تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست”، وينص هذا التعريف لمعاداة السامية على أن “معاداة السامية هي نظرة معينة لليهود، والتي يمكن وسمها بكراهية لليهود، وكل المظاهر الخطابية والجسدية لمعاداة السامية الموجهة نحو اليهود أو غير اليهود و/أو ممتلكاتهم أو تجاه مؤسسات المجتمع اليهودي ومرافقه الدينية”.
لكن المصطلح، وخصوصاً في العقود الثلاثة الماضية، أخذ يتسع إلى حدّ صعوبة الفصل بين معناه وبين معاني أبعاد جديدة يجري توظيفها بشكل متواصل، وقد نبَّه العديد من الكتاب الغربيين، وخصوصاً الأمريكيين، إلى هذا الخلط بين معاداة السامية وكل من نقد السياسة—وأحياناً السياسيين—الإسرائيلية، أو نقد الصهيونية كأيديولوجية، أو نقد اليهودية، أو حتى التصويت على قرارات دولية في الأمم المتحدة تدين السياسات الإسرائيلية، وهو خلط سياسي توظفه السياسة الإسرائيلية بشكل كبير لمواجهة تنامي الصورة السلبية لـ”إسرائيل” لدى الرأي العام الدولي.
تُعتبر “معاداة السامية” التهمة الأبرز التي تُقمَع بها المظاهرات المنتقدة للحرب، وأداة تكميم الأفواه المعارضة لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، رغم نسبة المشاركة اليهودية في المظاهرات الداعية إلى وقف إطلاق النار.
أشعلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر حركة الاحتجاجات في العالم من مظاهرات واعتصامات، خصوصاً المستمرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي في الجامعات الأمريكية والتي امتدت إلى عديد من الجامعات حول العالم.
واعتبرت الاحتجاجات نوع من “معاداة السامية” وتعد التهمة الأبرز التي تُقمع بها المظاهرات المنتقدة للحرب في غزة، وأداة لتكميم الأفواه المعارضة لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، زادت مساحة استخدام هذا الاتهام بشكل ملحوظ، رغم نسبة المشاركة اليهودية في حملات وقف إطلاق النار والمطالبة بحلّ الدولتين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن في 7 مايو/أيار دعوة لمحاربة “التصاعد الشرس” لمعاداة السامية، وقال إن “مثل هذه الكراهية ليس لها مكان في أمريكا”، حيث ربط فظائع المحرقة (الهولوكوست) بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وحذّر بايدن من تصاعد “معاداة السامية” في الولايات المتحدة، ولا سيّما في الجامعات، مدّعياً أن عديداً من الطلاب اليهود يتعرضون للمضايقة أو الهجوم في الحرم الجامعي.
تسعى “إسرائيل” إلى توظيف وقائع معاداة السامية لإعادة تعزيز الترابط بين يهود الخارج و”إسرائيل”، خصوصاً في الولايات المتحدة ومعلوم أن نسبة انتقاد يهود الولايات المتحدة للسياسات الإسرائيلية تتزايد، وهو أمر لا تراه “إسرائيل” إيجابياً، لكن معاداة السامية ستشد هذا الجمهور اليهودي ثانية لـ”إسرائيل”.
لا بدّ للمؤسسات الحقوقية، ومراكز الأبحاث العربية والفلسطينية، وقوى المقاومة من تتبع ورصد الوقائع التي تدلل على الربط بين “دبلوماسية توظيف معاداة السامية” التي تنتهجها “إسرائيل” وبين هذه الوقائع، والعمل على تعميم نتائج هذا الرصد على وسائل الإعلام المختلفة وعلى البعثات الدبلوماسية والباحثين، خصوصاً في الدول والمجتمعات الأجنبية.
أن هذا الاستخدام للمعركة ضد معاداة السامية خدمةً لمصالح أجندة الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك من خلال تعريف التحالف، يولّد نوعًا آخر من العنصرية: إنها العنصرية ضد الفلسطينيين وهدفها وفق الاسترتجية الإسرائيلية إسكات الفلسطينيين ومناصريهم وتشويه سمعتهم وتجريدهم من إنسانيتهم من خلال الافتراء عليهم عبر وصفهم مثلًا بأنهم معادون للسامية بطبيعتهم، أو يشكّلون تهديدًا إرهابيًا أو متعاطفون مع الإرهاب، أو معارضون للقيم الديمقراطية”.