أمل الكردفاني - السيدة الجميلة التي تعبرني

السيدة الجميلة
التي تعبر دائماً ولا أعرف اسمها
ولا أود أن أعرف اسمها
حتى تبقى في أسطورة الروح التاريخية..
كذكرى مزيفة يخلقها خيال المحرومين..
تعبرني كل صباح.. حاملة برودته ودفئه.. ورائحة عطر مميزة..
تبقى الرائحة قليلاً فوق أصيص الورد الصناعي فوق مكتبي الصغير..
وعلى أوتار سحابية لكمنجة من خشب الصنوبر يضعها متسول تحت ذقنه الشاحب..
وعلى أسفلت المدن الساحلية اللامع بالمطر..
ثم تمضي..
السيدة الجميلة
التي لا أعرف اسمها..
ولا أود أن أعرف اسمها..
..
نعم..
أفرد دفتراً صغيراً وأدوِّن عليه بضع كلمات
..
اتأمل العالم الذي يرفض -باصرار دائم- أن يكتمل.. وهو يقول لي بإصرار أيضاً:

"أنا رائع لأنني لا أكتمل أبداً.. فافهم أيها المتهافت..
لا خوفي مكتمل..
ولا أمني مكتمل..
لا حزني مكتمل..
ولا فرحي مكتمل..
لا سعادتي مكتملة..
ولا يأسي مكتمل..
لا جبني مكتمل
ولا شجاعتي مكتملة..
فبين كل المتناقضات
مسار للحكايات والأشواق..
لذلك..
لا تحاول معرفة اسمها..
اتركها هكذا
بين حضور غير مكتمل
وغياب غير مكتمل..
ذكرى غير مكتملة
ونسيان غير مكتمل..
تجاهل غير مكتمل
وحب غير مكتمل
...
اكتب على دفترك الصغير هذه الحكمة غير المكتملة.. ثم احرقه بعدها..
..
حسن أيها العالم..
ولكنني سأضع الدفتر بجيب قميصي لكي أدون كل حكمة تعبرني
حتى تبقى في أسطورة الروح التاريخية..
كذكرى مزيفة يخلقها خيال المحرومين..
تعبرني كل صباح.. حاملة برودته ودفئه.. ورائحة عطر مميزة..
تبقى الرائحة قليلاً فوق أصيص الورد الصناعي فوق مكتبي الصغير..
وعلى أوتار سحابية لكمنجة من خشب الصنوبر يضعها متسول تحت ذقنه الشاحب..
وعلى أسفلت المدن الساحلية اللامع بالمطر..
ثم تمضي..
السيدة الجميلة
التي لا أعرف اسمها..
-----

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى