احساين بنزبير - أشياء نثرية...

1- اللوزة
أمام لوزةٍ حدث وأن صارت أسطورة، تعبتْ يداكَ من معاول الشّرَرِ. حيث هي رسمٌ وحلمٌ. هي هَجْرٌ. أو فحم راكد في عمق حصاة. إنها أسرار البلاغة حين تدنو من بكارة العالَم بين قيلولتيْن... لو أنّكَ بقيت في رجتكَ كهضبة شريفة. أيام تلو الأخرى، واللوزة بالقرب من نوافذنا ترتعش وتنحني عسلا لسديم اللسان وَالأشياء.
2- خُطَبُ الحقول
في تقوى الخيانة، تتهجم الدلائل والمعاني. حينها تموت مصداقية المشاهد، كماء الحنفية مثلا، تاركةً عينَ أورفيوس وهي تتبلور شيئا فَحَرْباً. ثم تحترس من رأسك لأنك لم تعد تدرك أي شيء. أعمتْكَ صور الحروب والدونية. حيث سعادتك اليتيمة أن ترى حلزونا يمر هكذا، دون أن يزعج أحدا، ملفوفا في تراب أرض طيبة.
تذكرتك حين استفقتَ، فتحت النافذة، ورأيتَ العشبَ في سواده، الدودةَ فوق الزهرة تأخذ وقتها، الكرزَ في مكانه (أيْ على الغصن)، السوسنةَ بهية كعادتها. بينما الغيمة تعبر سواحل روحكَ ومُحَيَّانا. ثم حزنٌ رمادي أو أبيض، فجأة، يتكتل حول ما يَعْبُرُ الأذهان.
يا إلهي، ما الذي يبقى هنا أو هناك؟ ما الذي يدوم في هذا القرص الذي يتفرقع: بُمْ.
في هذا الطلاء المُشَمَّعِ فوق ثيولوجيا أرضٍ عفنةٍ، كأننا الحقول يانعةٌ.
3- بلا انقطاعٍ
قد تترك أشياء كثيرة للآخرين كي تتشبث بما كان هنا سابقا. كما لو وجه " فورْتينو سامانو". ظلال شخصية في أرض مبنية للمجهول. فيها ذبابٌ وَعليق وأزرق السماء قليلا. ربما أبيض الطحين فيها أيضا. بينما الغيمة تأخذ شكل نفسها هاربةً منها... انبثاث هنا أو حاشيةٌ تُعَلِّقُ لأنكَ في غيابٍ. وبلا انقطاعٍ، تصرُّ على أنك لستَ من العائلة. تتشنج لتسقط. النافذة وحشرات التراب يُنَفِّذان مكيدةً.
3- الحصانُ/الحركةُ
الحصان/الحركة. لن يركض في نفس الغشاء الجنينيِّ، كل يوم. يترحل ولا يقيم. يركض ضدَّ. لمْ يبصر أزرق. الحصان/الحركة. يومها، ارتكنتَ بكوعكَ على زاوية الغرفة كي تراه يَعْبُرُ حشيشَ الخارج. يركض ويركض. الحصان/الحركة. كان كما لو يسبق نفسه في غشاءٍ قرمزي ربما. كان يجيء كما لو حديث في حدثِ حياة حديثة. كل ما في الأمر، المشهد نادرٌ وقليلٌ.
4- حليب تاركوسْ
أوقفني في الحليب وقال لي:
" الحليب في كل مكان. الحليب في الزبدة. لِتْراتُ حليبٍ أبيض توجد في كل مكانٍ. هناك الحليب في كل المستحضرات الجيدة. حليب في كل مكان. الحليب في الزبد والقشدة. لِتْراتُ حليب أبيض مسكوبة في سبائك معطرة. الحليب يوجد في أشكال مختلفة ". الأمر غريب. ما أعرف عن الحليب هو تواجده قرب جريدة يسارية. طبعا الأمر غريب. في غاية الغَبْرة والصهاريج. ثم في مكاني أتأفف. لكنَّ الورم كان حدا فاصلا بيننا. لذلك، نتهيَّبُ ونرسم مِجْدفا حالما. فقط. والآن، قوس الضباب ينسف حليب تارْكوسْ. ورأسي يرعى الجملة التي تهدد مشْيك فوق ورقٍ أجْردَ. الغريب أنَّ الحليب كان مدعوما بشحنته السائلة والدافئة.
4- لسان عنيد
ولأنّ لسانكَ عنيدٌ، السماء تثلج في حضن السماء. ثم رأيتَها قادمة وهي تزيح قطعة " الجارْتيل ": مطاطُ رغبةٍ صعبة المراس كلسانكَ أو فمك الذي يقضم مرات فقط. وَالفقاعة تتمركز مَخْرَجا أو نافذة استغاثة. لا عليك، الأشياء قادمة. رأسا إلى البحر ربما. وحين السماء تمطر كسكسا، نتوهم ريش شعارات ثم نذهب لنرى كيف. حتى الغرفة كان إطارها وعدا. واللسان مدخنة ذات بخار وهميٍّ.
• احساين بنزبير


1719528870823.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى