محمد محمود غدية - وصية أم...

شق سكون النهار طلق ناري، على آثره ارتدى النهار حلل رمادية مشنوقة، ومؤذنة بالغروب المعتم، حين اختلف الشقيقان على الميراث، وقتل احدهم الآخر، اننا امام الموت ذلك الوحش، سارق احلامنا وافراحنا واحبابنا، يمنحنا العذاب، ودوامات من الحزن والآسى لا تنتهي،
خسارة فادحة حين غيب الموت الأب الذى كان بمثابة سفينة النجاة والأمان،
شلالات دموع تساقطت من عين الأم، تصرخ وتنادي الزوج الذى غادرها، بملامح غريق يتوسل النجاة، اربدت السماء، وهطل المطر كالسيل، بحور تتشكل على اسفلت الطريق من دمعاتها، تقلب طرفها فى السماء، عله يسمعها ويأتي !
الى من يطرق الباب كل هذا الطرق، لم اعد هنا انا ميتة : صرخت الأم المكلومة، التى لاتدري كيف تواجه ماحدث والجريمة مروعة،
تخاف مواجهتها والتعمق فى فهمها، تكره مراسم الوداع،
الوداع للغرباء لا للأحباب، صافرات عربات الشرطة تصم الأذان،
تم اقتياد القاتل، وتحريز اداة القتل، أمام النيابة قالت الأم الشاهدة الوحيدة :
ان مشاجرة قامت بين الشقيقان، الأصغر دفع الأكبر دفعة قوية اسقطته أرضا، واستل مسدسه ليقتله، فتمكن منه الأكبر بعد لوي ذراعه، واخذ مسدسه التى انطلقت منه رصاصة الموت التى لم تكن مقصودة،
فى المنزل قالت الأم : للابن القاتل المفرج عنه، لأنه كان فى حالة دفاع عن النفس بشهادة الأم : انت قتلت اخيك عمدا، بعد ان مسحت بصماتك من على المسدس، اخيك مات، وانت كان ينتظرك الإعدام،
قلت ماقلته فى النيابة، لأبقيك لتنفيذ وصيتي فى رعاية زوجة اخيك واولاده، واعلم ان الرصاصة لم تقتل اخيك وحده وانما قتلتني معه .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى