عرض - جعفر الديري:
حول الصدامات والتبادلات الأولى خلال الفتح الإسلامي وفي القرون التي تلته مباشرة: لجهة الغرب مع عالم الإفرنج، خصوصا مع العالم البيزنطي؛ ولجهة الشرق حيث واجهت النخب العربية المقاتلة النخب الصينية والتركية، يبحث اختصاصيو القرون الوسطى في جامعة السوربون-باريس، مختلف المواجهات التي حصلت في القرون الوسطى المتوسطة، مثل الحروب الصليبية، عبر كتاب "الإسلام ولقاء الحضارات في القرون الوسطى".
الكتاب الصادر عن المكتبة الشرقية في بيروت، يعد ترجمة على يد د.جان جبور، لبحوث اختصاصيو القرون الوسطى في جامعة السوربون-باريس، الذين يدرّسون في السوربون-أبو ظبي، بإشراف ميشال سو ودومينيك بارتيليمي.
ويسعى الكتاب للمساهمة في التفكير، والمشاركة في الاختبارات التي تجري حالياً من أجل لقاء ثقافات العالم، في الوقت الحاضر وفي المستقبل، وحيث نشأ حوار ثقافي حقيقي مع الهند، وحيث وصلت بعض منتجات منطقة الخليج الى اليابان، مستلهما الصدامات والتبادلات خلال الفتح الإسلامي، التي لم تمنع ضراوتها المحاربين المتخاصمين من أن يتبادلوا التقدير والاحترام، فرأينا نخباً من المسلمين يقدّرون الشرف لدى الفرسان الإفرنج، فيما راح الفرسان الإفرنج ينساقون الى أحلامهم الشرقية.
ويشهد التاريخ بمواقف كثيرة للعرب والمسلمين ابان القرون الوسطى، تعبر عن الفروسية والأخلاق النبيلة، من ذلك رسالة وجهها ريتشارد قلب الأسد، للقائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، للافراج عن احدى أسيرات الحروب بين الجانبين، جاء فيها "من ملك الإنجليز إلى صلاح الدين الأيوبي ملك المسلمين: حامل خطابي رجل شجاع.. وقعت أخته بالأسر فأخذها رجالكم الى قصركم وغيروا اسمها من ماري إلى ثريا، وان لملك الإنجليز رجاء ألا تفرقوا بينهما، ولا تحكموا على عصفور بأن يعيش بعيدا عن أليفه، وفيما أنا بانتظار قراركم أذكركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب، وقد سمعته من صديقي الأمير حارث اللبناني وهو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟".
وكان رد صلاح الدين شاهدا على الفروسية، "من سلطان المسلمين الى ملك الانجليز ريتشارد قلب الأسد، صافحت البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولا الي، فليحمل اليكم المصافحة ممن عرف قدركم في ميادين القتال، واني لأحب ان تعلموا انني لن احتفظ بالأخ أسيرا مع اخته، لأننا لا نبقي في بيوتنا إلا أسلاب المعارك. لقد أعدنا الأخ لأخته، وإذا عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريتشارد بقول عيسى: فرد أيها المولى الأرض التي اغتصبتها الى أصحابها، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام".
المصدر: جريدة الوطن البحرينية: الاثنين 26 / 05 / 2014
حول الصدامات والتبادلات الأولى خلال الفتح الإسلامي وفي القرون التي تلته مباشرة: لجهة الغرب مع عالم الإفرنج، خصوصا مع العالم البيزنطي؛ ولجهة الشرق حيث واجهت النخب العربية المقاتلة النخب الصينية والتركية، يبحث اختصاصيو القرون الوسطى في جامعة السوربون-باريس، مختلف المواجهات التي حصلت في القرون الوسطى المتوسطة، مثل الحروب الصليبية، عبر كتاب "الإسلام ولقاء الحضارات في القرون الوسطى".
الكتاب الصادر عن المكتبة الشرقية في بيروت، يعد ترجمة على يد د.جان جبور، لبحوث اختصاصيو القرون الوسطى في جامعة السوربون-باريس، الذين يدرّسون في السوربون-أبو ظبي، بإشراف ميشال سو ودومينيك بارتيليمي.
ويسعى الكتاب للمساهمة في التفكير، والمشاركة في الاختبارات التي تجري حالياً من أجل لقاء ثقافات العالم، في الوقت الحاضر وفي المستقبل، وحيث نشأ حوار ثقافي حقيقي مع الهند، وحيث وصلت بعض منتجات منطقة الخليج الى اليابان، مستلهما الصدامات والتبادلات خلال الفتح الإسلامي، التي لم تمنع ضراوتها المحاربين المتخاصمين من أن يتبادلوا التقدير والاحترام، فرأينا نخباً من المسلمين يقدّرون الشرف لدى الفرسان الإفرنج، فيما راح الفرسان الإفرنج ينساقون الى أحلامهم الشرقية.
ويشهد التاريخ بمواقف كثيرة للعرب والمسلمين ابان القرون الوسطى، تعبر عن الفروسية والأخلاق النبيلة، من ذلك رسالة وجهها ريتشارد قلب الأسد، للقائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، للافراج عن احدى أسيرات الحروب بين الجانبين، جاء فيها "من ملك الإنجليز إلى صلاح الدين الأيوبي ملك المسلمين: حامل خطابي رجل شجاع.. وقعت أخته بالأسر فأخذها رجالكم الى قصركم وغيروا اسمها من ماري إلى ثريا، وان لملك الإنجليز رجاء ألا تفرقوا بينهما، ولا تحكموا على عصفور بأن يعيش بعيدا عن أليفه، وفيما أنا بانتظار قراركم أذكركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب، وقد سمعته من صديقي الأمير حارث اللبناني وهو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟".
وكان رد صلاح الدين شاهدا على الفروسية، "من سلطان المسلمين الى ملك الانجليز ريتشارد قلب الأسد، صافحت البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولا الي، فليحمل اليكم المصافحة ممن عرف قدركم في ميادين القتال، واني لأحب ان تعلموا انني لن احتفظ بالأخ أسيرا مع اخته، لأننا لا نبقي في بيوتنا إلا أسلاب المعارك. لقد أعدنا الأخ لأخته، وإذا عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريتشارد بقول عيسى: فرد أيها المولى الأرض التي اغتصبتها الى أصحابها، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام".
المصدر: جريدة الوطن البحرينية: الاثنين 26 / 05 / 2014