عبدالكريم الناعم - زَمَنٌ لِلتُّفّاح...

تَهَطَّلَ سَرْبٌ مِن الياسمينِ على ماءِ
روحي فَحَنَّتْ غُصونُ
بَياضٌ على صَفْوِ ماءٍ ،
تَمَدَّدَ في الجُلُّنارِ احْمِرارُ الصّباحاتِ
تَوَّ البُزوغِ
وَزَقْزَقَ في عُشِّهِ العَنْبَريِّ السّنونو
تَهَطَّلَ حتّى تَهادى وفارَ .. فَجاءَ مِن
الْبَرِّ / أقصاهُ وَعْلٌ تَفَتَّحَ حتّى امْتلاءِ
الينابيعِ فاضَتْ ،
تَلَفَّتَ
كلُّ الجهاتِ لهُ في اشْتباكِ البراري ،
تَنَسَّمَ ريحَ الشُُّواظِ على دمهِ المُسْتَفَزِّ
فَأَطْلَقَ صَرْخَتَهُ في السّهوبِ وَراحَ
يُسابِقُها في مَدى مِن ينابيعِهِ المُطْلَقاتِ
فَقامتْ إليهِ ، على كلِّ وَثْبَةِ تَوْقٍ
شَهِيٍّ ،
عُيونُ
يَضيقُ على مائهِ العَبْهَرِيِّ،1
الْفُغُومةُ تَنْدى
وَيَنْدى الجُنونُ
يَفورُ ..
فََراشٌ هنا مِن نُضارٍ وَجَمْرٍ على مَدِّ
هذي السّواقي وقد أَطْلَقَتْها طيورُ
التَّلَظّي ..
أَمِ الحلْمُ آنَ يَجيءُ الرّبيعُ
يُفاتحُ هذي الورودَ
ففي كلِّ حَنْوَةِ خَصْرٍ
بُغامٌ
مُبينُ ؟!!
يَفورُ
تَراهُ ،
تَميلُ قليلاً بعينينِ مِن حُظْوَةٍ واشْتِهاءٍ ،
يُغَمْغِمُ ،
تَطْفو الأزاهيرُ ،
تَقْسو على دَعَةٍ في النّداءِ الخَفِيِّ ،
يَلينُ
تَروحُ إلى دَغْلَةٍ ،
لِلغصونِ انْبِهارٌ ،
شَميمُ خُزامى ،
الْغُصونُ كما ( خَلْوةٍ ) هَيَّاَتْ نفسَها ،
بعضُ هذا الظلامِ نبيلٌ ،
كما الْتَفَّ غُصْنٌ بآخَرَ ،
هذا الْتِئامُ الشواطيءِ بعدَ انْشِطارٍ ،
سرابٌ على تَخْتِ ماءٍ ،
يَقينٌ ظُنونٌ
وَظَنٌّ
يَقينُ


1- العَبْهَر : النّرجس / الياسمين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى