آباء وأمَّهات: تقبُّل الآخر أوسع السبل لأسرة سويّة

آباء وأمَّهات: تقبُّل الآخر أوسع السبل لأسرة سويّة

استطلاع رأي – جعفر الديري:

يحتفل العالم في 15 مايو من كل عام، بيوم الأسرة العالمي، وهنا في مملكة البحرين احتُفل في 16 مايو 2007، بافتتاح مكاتب الإرشاد الأسري. وبين الحدث العالمي والحدث المحلي، هدف واحد هو أن تعم السعادة الأسر وصولاً لمجتمع منفتح، يعيش الجميع فيه في ظلال الود والاحترام المتبادل، وهو أمل يداعب الناس في حديثهم لـ "الوطن".

أثر البيئة

باستطلاع رأي السيدة هنادي الجودر فإن الأسرة البحرينية تمتلك كل مقومات السعادة، يضاف إليها مقوم الدين الإسلامي الذي يمنحها الطمأنينة والقناعة والرضا، لافتة الى ان تكوين الأسرة السعيدة يبدأ بالبيئة التي ينشأ الفرد فيها، حيث لانعكاسها أثر بالغ على تشكيل حياته الأسرية الآنية والمستقبلية، ومنها تتخلق طبيعة نشأة الذات الإنسانية للفرد، ومدى رغبتها في تحقيق السعادة الأسرية واستعدادها لتحقيقها، حيث تتلاقى مع الآخر في هذا الهدف الذي لن يتحقق سوى بتقبل الآخر، وخفض مستوى الأنا، وتقديم تنازلات متقابلة لتيسير سير الحياة وتحقيق السعادة.

وتشدِّد الجودر على الدور الهام للظروف المحيطة في تحقيق السعادة الأسرية ومنها الألفة على نطاق واسع، والوضع المادي للأسرة، الاستقرار الاجتماعي ضمن محيط الجوار، تحقيق الرضا لأفراد الأسرة، ويلعب التعليم دوراً هاماً في بناء الأسرة السعيدة بلا شك، نظرا لما يصاحبه من ارتفاع مستوى الوعي والإدراك والقدرة على إدارة الأزمات، وإيجاد الحلول والتأثير بشكل إيجابي في رفع مستوى دخل الأسرة.

أهمية المنهج التربوي

كذلك يعتقد الموظف ورب الأسرة يوسف عاشور أن الأسرة البحرينية سعيـدة، مرجعا ذلك لطبيعة المجتمع البحريني كمجتمع مترابط منذ القدم، يعتمد اعتماداً كبيراً في التكوين الأسري على عادات وتقاليد ترتبط بها كثيراً إن لم أقل معظم الأسر البحرينية.

ويؤمن عاشور أن اختيار الزوجة الصالحة المعروفة باستقامة الخلق وشرف الأُسرة واتباع التعاليم الإسلامية المتعلقة باحترام الحقوق والواجبات بين الزوجين، هي من أهم أساسيات تكوين الأسرة السعيدة المترابطة التي من خلالها يسعى الزوجان لتوفير الجو العائلي السعيد، الذي يساعد الأبناء على تكوين شخصيات انسانية مستقيمة، تمكّنهم من العيش في المجتمع كعناصر صالحة، لافتاً الأبوين لأهمية أن يتوافر منهج عمل تربوي يسيران عليه، فلا يتركان أبناءهما ينميان عفواً بدون اهتمام.

ويضيف عاشور: الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع، وهي الأساس الاجتماعي في بناء شخصيات أفراد المجتمع الخارجي، والمهام المنوطة بالأسرة منذ نشأتها متعددة منها تربوي واجتماعي واقتصادي، وقد شهدت المجتمعات البشرية الدور الـذي تلعبه الأسرة في عملية تطور مجتمعاتها الخارجية، وهذا الدور لا يتحقق إلا من خلال أسرة واعية اكتسبت كل تلك المفاهيم من خلال التعليم الأساسي، إضافة للتعاليم الإسلامية التي تربينا عليها.

المصدر: صحيفة الوطن البحرينية: الخميس 15 / 05 / 2014

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى