- كان في جوار ابن المعذل قحبة تزني نهاراً وتصلي بالليل وتدعو وتقول: اللهم اختم لي بخير. فلما طال ذلك على ابن المعذل قال لها: يا فاجرة، ما ينفعك هذا الدعاء؟ وهو يختم لك بالليل وتكسرين الختم بالنهار.
- أدخل رجل قحبة إلى خربة، فبينا هو فوقها إذ أحس بوقع قدم، فأراد أن يقوم. فقالت له: شأنك فإنه إن كانوا أقل من أربعة ضربوا الحد.
- كان الحمدوني في مجلس فقالت له قينة: ناولني ذلك الكوز. فقال: يا قحبة تريدين أن تستأكليني. ( يقصد ان تجعله سلما للشهرة عن طريق الايحاء بعلاقتها به ).
- أخذ شيخ مع جارية سوداء فقيل له: ويحك تزني بسوداء؟! قال: أنا اليوم شيخ، إيش أبالي ما أنيك.
- نزل سبعة أنفس في خان، وبعثوا إلى قوادة وقالوا لها: أحضري لكل واحد منا امرأة - وكان أحدهم يصلي - فقالت: كم أنتم ؟ قالوا: نحن ستة. فقال المصلي: سبحان الله سبحان الله. وأخرج يده وقد عقد على سبعة. - أي نحن سبعة.
- كان بشيراز رجل وله زوجة فاسدة، فنزل به ضيف فأعطاها دراهم وقال لها: اشتري لنا رءوساً نتغدى بها، فخرجت المرأة ولقيها حريف فأدخلها إلى منزله وأحس بها الجيران، فرفعوهما إلى السلطان. وضربت المرأة وأركبت ثوراً ليطاف بها في البلد، فلما أبطأت على الرجل خرج في طلبها، فرآها على تلك الحال فقال لها: ما هذا ويلك ؟ قالت: لا شيء انصرف أنت إلى البيت فإنما بقي صفان: صف العطارين وصف الصيادلة ثم أشتري الرءوس وأجيئك.
- وحدث بعضهم قال: كنت في دعوة وبت، وكانت هناك مغنية قد باتت، فدب إليها بعضهم فسمعتها في الليل تقول: اعزل اعزل!. وهو يقول لها: يا قحبه تولين أنت وأعزل أنا.
- قال بعضهم: بينا أنيك قحبة في شهر رمضان، وذهبت أقبلها فحولت وجهها عني. فقلت: لم تمنعينني القبلة؟ قالت: بلغني أن القبلة تفطر الصائم.
- قالت قحبة لصاحبتها: متى يكون الرجل أطيب للمرأة ? قالت: إذا حلق هو مثل أمس، وانتفت هي مثل اليوم، فدخلت أصول شعرته في أصول شعرتها، فقالت لها الأخرى: قتلتيني، الساعة أصب!! وكانتا في غرفة تحتها خياط وقد سمع ما قالتا فصاح: يا قحاب، ثياب الناس في الدكان، لا يكف علينا!!
- يورد الطبيب ( يوحنا ابن بطلان ) عن مدينة اللاذقية, في الرحلة التي شرع بها سنة 440 ه الموافق 1049 م التالي: هي مدينة يونانية, ولها ميناء وملعب وميدان للخيل مدور, وبها بيت كان للاصنام وهو اليوم كنيسة, وكان في اول الاسلام مسجدا.
وهي راكبة البحر, وفيها قاض للمسلمين وجامع يصلون فيه و آذان في اوقات الصلوات الخمس. وعادة الروم اذا سمعوا الآذان ان يضربوا الناقوس, وقاضي المسلمين الذي بها من قبل الروم.
ومن عجائب هذا البلد ان المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة, وينادي على كل واحدة منهن, ويزايد الفسقة فيهن لليلتها تلك, ويؤخذون الى الفنادق التي هي الخانات لسكنى الغرباء, بعد ان تاخذ كل واحدة منهن خاتما - هو خاتم المطران - حجة بيدها من تعقب الوالي لها, فانه متى وجد خاطيا مع خاطية بغير ختم المطران الزمه جناية.
- كان بايكباك التركي اشترى جارية، وكانت قبله لفتى يحبها وتحبه فمات عنها، فجعلت لله على نفسها أن لا يجمع رأسها إلى رأس رجل وسادة؛ فبيعت في الميراث، فلما حصلت بالشراء لبايكباك، نظرت إلى وجهه وخلقته- وكان منكراً متفاوتاً- فبكت، فقال لها: يا بنت الزانية! أيش تبكين? في حر أم أمس، وفي بظر أم غد، الشأن في اليوم، قومي حتى نتنايك ونأكل ونشرب، فوقع عليها الضحك واسترخت له وأمكنته.
- دخل مزبد بيته يوماً وبين رجلي امرأته رجل ينيكها، وباب الدار مفتوح وقد علا نفسها، فقال: سبحان الله، أنت على هذه الحال وباب الدار مفتوح? لو كان غيري أليس كانت الفضيحة?!
- استعرض رجل جارية فقال: في يديك عمل؟ قال: لا ولكن في رجلي.
- اقترح بعضهم على جارية أن تغني له:
سري وسرك لم يعلم به أحد = إلا الإله وإلا أنت ثم أنا
فقالت: يا سيدي والقواد فلا تنسه.
قال بعضهم: نظرت إلى جارية مليحة في دهليز، فقالت: يا سيدي؛ تريد النيك قلت: أي والله. قالت: فاقعد حتى يجئ مولاي الساعة فينيكك كما ناكني البارحة.
- قال رجل للفرزدق: إني رأيت في المنام كأنك قد وزنت بحمارك فرجح الحمار بك، فقطع أير الحمار وجعل في استك فرجحت بالحمار، فقطع لسانك وجعل في أست الحمار فأعتدلتما، فقال الفرزدق: إن صدقت رؤياك نكت أمك.
- كان أبو هشام الرفاعي يعشق جارية سوداء سمينة ضخمة، وكان يمص لسانها ويشم صنانها ويستنشي ريحها عجباً بها.
- كان أبو الخطاب صاحب المستغلات بسر من رأى عشق جارية يقال لها عنان، فكان ينومها على قفاها ويرفع رجليها ويقرقر في جوفها رطل نبيذ، ثم يضع شفتيه على شفرها ويمصه حتى يشربه، ثم يلتمس بولها وهي حائض.
- كان كاتب زيرك يعشق يهودية، وكان يمص بظرها، ثم يدخل إصبعه في استها ويخرجها، ويصير ما خرج عليها على طرف لسانه ويقول: هذا الماح من الراح، أشهى إلي من التفاح.
- استعرض واحد جارية فاستقبح قدميها فقالت: لا تبال؛ فإني أجعلها وراء ظهرك.
- جاءت واحدة إلى مناد في السوق فقالت: خذ هذه المخلاة وناد عليها. وأشارت إلى حرها فقال: أنا الساعة مشغول ولكن علقيه في هذا الوتد إلى أن أفرغ. وأشار إلى متاعه.
- قال الأصمعي: مرت بي أعرابيتان تتحدثان، فأصغيت إليهما فإذا إحداهما تقول للأخرى: ما علمت أن الزب من لحم حتى قدمت العراق.
- قال أحمد بن أبي العلاء: قلت لمغن في مجلس: غن لي صوت كذا، وبعده كذا، وبعده كذا، قال: يا ابن الزانية، ولا تقترح صوتاً إلا بولي عهد??!
- قال الجاحظ: ابتاع فتى صلف بذاخ جارية بخارية حسناء ظريفة بزيعة فلما وقع عليها قال لها مراراً: ما أوسع حرك. فلما أكثر عليها قالت له: أنت الفداء لمن كان يملؤه.
ومثل ذلك حديث أبرويز مع كردية أخت بهرام شوبين، وكانت تحت أخيها. فلما قتل عنها تزوجها أبرويز وحظيت عنده وكانت في غاية الجمال فقال لها يوماً: ما يشينك شيء غير سعة حرك. فقالت: إنه ثقب بأير الرجال.
قال بعضهم: كانت لإنسان جارية ظريفة يقال لها عطارد، وقد كانت قومت الكواكب بعدة زيجات قال: فحدثني بعض الحساب الذين كانوا يطارحونها أنه قال لها يوماً وهو يعلمها استخراج التواريخ بعضها من بعض: إذا أردت ذلك فخذي عدد السنين التامة إلى العام الذي أنت فيه. ثم خذي ما مضى من الشهور إلى الشهر الذي أنت فيه، وخذي من أيام الشهر إلى اليوم الذي أنت فيه. قال: فلما كثر عليها قولي: أنت فيه ما تمالكت أن استلقت ضحكاً، وبقيت خجلاً لا أدري مم تضحك. قال: ثم قالت لي: كم تقول أنتفيه، أنتفيه هو مثل الراحة، فإن هممت بشيء فدونك. قال: فوقفت على الأمر الذي أضحكها وخرجت فلم أعد إليها من الحياء.
قرأ رجل في مجلس سيفويه "وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً" يوسف: فقال سيفويه: قد أخذنا في حديث القحاب.
وقرأ قارئ في حلقته: "كأنهن الياقوت والمرجان" الرحمن: 58 فقال سيفويه: هؤلاء بخلاف نسائكم القحاب.
خاصم رجل إمرأته فشتمته فقال لها: والله لئن قمت إليك لأشقن حرك. فقالت: لا والله ولا كل أير ببغداد.
قيل لمدينية: أيما أحب إليك التمر أو النيك قالت: التمر ما أحببته قط.
قال الرشيد لغضيض جاريته: إنك لدقيقة الساقين. قالت: أحوج ما تكون إلي حين لا تراهما.
كتب رجل إلى عشيقته: مري خيالك أن يلم بي. فكتبت إليه: ابعث إلي بدينارين حتى أجيئك بنفسي.
كتب تاجر من قطيعة الربيع إلى مغنية كان يهواها رقعة قال في أولها: عصمنا الله وإياك بالتقوى. فكتبت إليه في الجواب: يا غليظ الطبع، إن أجاب الله دعائك لم نلتق أبداً. وقطعته.
كتب الجماز إلى مغنية رقعة وحشاها بالشعر، فكتبت على ظهرها لا تجتمع شعرتان بشعر. ( الشعرتان كناية عن شعر العانة ).
قال بعضهم: سمعت امرأة بباب الطاق وهي تقول لصاحبتها في عشية يوم عيد: إيش رأيت يا أختي في هذا الزحام؟ قالت: يا أختي، رأيت العجب، رأيت أيوراً تتمطى، وأرحاماً تتثاءب.
دخل صبي مع أبيه الحمام فعاد إلى أمه فقال: ما رأيت أصغر زباً من أبي. فقالت: وفي أي شيء كان لأمك بخت حتى يكون لها في هذا؟
قال رجل واسع الفم أهدل الشفتين لمغنية: أشتهي أن أدخل لساني في فمك قالت: ولم؟ قد قامت القيامة حتى يلج الجمل في سم الخياط؟
زحمت مدينية رجلاً فقال: المستعان الله منكن. ما أكثركن! قالت: نحن على هذه الكثرة وأنتم تلوطون وتتبادلون. فلو كانت فينا قلة نكتم الحمير.
قال أبو النواس يوما لقينة وأشار إلى أيره في أي سورة هو: " فاستغلظ فاستوى على سوقه " فاستلقت وتكشفت وقالت: " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " .
وكان يوما عند بغض إخوانه إذ خرجت عليه جارية بيضاء عليها ثياب خضر فلما رآها مسح عينيه وقال: خيراً رأيت إن شاء الله فقالت: وما رأيت ؟ قال: رأيت كأني راكب دابة أشهب عليه جل أخضر قالت: إن صدقت رؤياك استدخلت فجلة.
اشترى رجل جارية نصرانية فواقعها وكان له متاع وافر، فلما أدخله عليها قالت: بأبي النبي الأمي. فقال الرجل: هذا أول حر أسلم على يد أير.
عرضت على المتوكل جارية فقال لها: إيش تحسنين؟ قالت: عشرين لوناً رهزا. فأعجبته فاشتراها.
استعرض ابن المدبر طباخة فقال لها: أتحسنين الحشو؟ قالت: الحشو إليك.
عرضت جارية على فتى للبيع فكشفت عن حرها وقالت: انظر كم مساحة هذا القراح. فخجل الفتى. فقالت له: لو كنت ظريفاً لقلت: حتى أخرج قصبة المساحة.
وكان مع عبد الملك جارية له لما واقع مصعب بن الزبير فنظرت إلى مقتول قد انقلب وانتفخ أيره. فقالت: يا أمير المؤمنين؛ ما أعظم أيور المنافقين! فلطمها وقال: اسكتي لعنك الله.
وكان رجل دل بآلته وعظمها فقال يوماً لامرأة وقد واقعها وأعجبه ما معه: ألم يخرج من حلقك بعد؟ قالت: أوقد أدخلته بعد؟
سألت واحدة أخرى: ما تقولين في ابن عشرين؟ قالت: ريحان تشمين. قالت: فابن ثلاثين؟ قالت: أبو بنات وبنين. قالت: فابن الأربعين؟ قالت: شديد الطعن متين. قالت: فابن الخمسين؟ قالت: يجوز في الخاطبين. قالت: فابن الستين؟ قالت: صاحب سعال وأنين. قالت: فابن سبعين؟ قالت: اكتبيه في الضراطين. قالت: فابن ثمانين؟ قالت: أنت في حرج إن لم تسكتين.
قال بعضهم: خرجت إلى بعض القرى في أمانة، وكنت مولعاً بالباه، فلما غبت أياماً لم أصبر، فخرجت يوماً إلى الصحراء فرأيت عجوزاً عليها كساء ومعها جرة فأخذتها فقالت لي: من أنت؟ قلت: أنا سبع آكلك فنكتها ومضت ورجعت إلى السدر، وأنا قاعد ذات يوم فإذا بالعجوز قد عرفتني، فأقبلت نحوي وقالت: سبع، قم كلني.
وحكى بعضهم: أنه كان جالساً مع امرأته في منظرة فجاز غلام حسن الوجه فقالت المرأة: أعيذه بالله ما أحسن وجهه! فقال الزوج: نعم؛ لولا أنه خصي، فقالت: لعن الله من خصاه.
لما زفت عائشة بنت طلحة إلى مصعب قال: والله لأقتلنها جماعاً. فواقعها مرة ونام، فلم ينتبه إلى السحر، فحركته وقالت: انتبه يا قتال!
قال جعفر بن سليمان: أتتني امرأة من أهل البادية فقالت: يا أبا سليمان، لا يعجبني الشاب يمعج معجان المهر طلقاً أو طلقتين ثم يضطجع بناحية الميدان، ولكن أين أنت من كهل يضع قب استه على الأرض، ثم سحباً وجراً.
قيل لامرأة ظريفة: أبكر أنت؟ قالت: أعوذ بالله من الكساد.
قيل لامرأة: ما تقولين في السحاق؟ فقالت: هو التيمم لا يجوز إلا عند عدم الماء.
خطب رجل امرأة فاشتطت عليه في المهر وغيره فقال: نعم إن احتملت عيوبي. قالت: وما ذاك؟ قال: أيري كبير، وأنا مستهتر بالجماع لا أريحك، وأبطيء الفراغ. فقالت: يا جارية، أحضري شيوخ المحلة تشهد على بركة الله، فالرجل ساذج لا يعرف الخير من الشر.
قال شاب لجارية: أيري يقرأ على حرك السلام. فقالت: حري لا يقبل السلام إلا مشافهة.
خرجت حبى المدينية ليلة في جوف الليل فلقيها إنسان فقال لها: تخرجين في هذا الوقت؟ قالت: ولم أبالي؟ إن لقيني شيطان فأنا في طاعته، وإن لقيني رجل فأنا في طلبه.
لاعب الأمين جارية بالنرد على إمرة مطاعة فغلبته فقال: احتكمي. فقالت: قم. فقام وفعل، وعاود اللعب معها فغلبته، فاحتكمت عليه مثل ذلك ثم لاعبها الثالثة فغلبته وقالت: قم أيضاً. فقال: لا أقدر. قالت: فأكتب عليك به كتاباً. قال: نعم. فتناولت الدواة والقرطاس وكتبت، ذكر حق فلانة على أمير المؤمنين، أن لها عليه فرداً تأخذه به متى شاءت من ليل أو نهار. وكان على رأسها وصيفة بمذبة في يدها. فقالت: يا ستي؛ اكتبي في الكتاب: ومتى قام بالمطالبة بما في هذا الكتاب أحد فهو ولي قبض ما فيه. فضحك الأمين وأمر لها بجائزة.
اعترض المتوكل جاريتين بكراً وثيباً، فقالت الشيب: ما بيننا إلا يوم واحد. فقالت البكر: " وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون " .
كان لرجل عنين امرأة فرآها يوماً تساحق أخرى فقال: ويلك، خرق على خرق؟ قالت: نعم حتى يرزق الله برقعة.
كتبت سحاقة إلى حبة لها تزوجت: يا أختي، ما أقبح الصاد مع اللام، وأحسن الصاد مع الصاد! فأجابتها: ما أحسن اللحم على اللحم، وأقبح الخبز على الخبز.!
وكتبت أخرى إلى صديقة لها تغايظ بزوجها: لو تطعمت بأيره ما تلذذت بغيره.
وعوتبت أخرى وكانت قد تزوجت وتركت السحاق وزهدت فيه فقالت: يا أخواتي، رأيتن قفلاً يفتح بقفل؟ قلن: لا. قالت: قد وجدت لقلي مفتاحاً لا يتعاظمه ألف قفل، فمن احتاج إليه منكن لم أبخل به عليها.
قالت سحاقة لأخرى: ليس شيء أطيب من الموز - تكني عن الجماع - قالت: صدقت، ولكنه ينفخ البطن - تكنى عن الحبل
ثمامة العوفي امرأة فسألت عن حرفته فكتب إليها.
وسائلة ما حرفتي؟ قلت: حرفتي = مقارعة الأبطال في كل مأزق
وضربي طلى الأبطال بالسيف معلماً = إذا زحف الصفان تحت الخوافق
فلما قرأت الشعر قالت للرسول: قل له: فديتك أنت أسد فاطلب لنفسك لبؤة؛ فإني ظبية أحتاج إلى غزال.
قال رجل لجارية اعترضها - وكان دميماً فكرهته وأعرضت عنه: إنما أريدك لنفسي. قالت: فمن نفسك أفر.
وذكر بعضهم قال: مرت بي امرأة وأنا أصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتقيتها بيدي، فوقعت على فرجها فقالت: يا فتى، ما أتيت أشد مما اتقيت.
قال ابن داحة: رأيت عثيمة بنت الفضل الضمرية تريد أن تعطس فتضع أصبعها على أنفها، كأنها تريد أن ترد عطاسها وتقول: لعن الله كثيراً، فإني ما أردت العطاس إلا ذكرت قوله:
إذا ضمرية عطست فنكها = فإن عطاسها حب السفاد
وقال عقيل بن بلال: سمعتني أعرابية أنشد:
وكم ليلة بتها غير آثم = بمهضومة الكشحين ريانة القلب
فقالت لي: هلا أثمت أخزاك الله.
وصفت مدينية رجلاً فقالت: ناكني نيكاً كأنه يطلب في حري كنزاً من كنوز الجاهلية.
قال بعضهم:
اشتريت جملاً صعباً فأردنا إدخاله الدار فلم يدخل، فضربناه وأشرفت علينا امرأة كأنها البدر فقالت: ما شأنه؟ قلنا: ليس يدخل. قالت: بلوا رأسه حتى يدخل.
نظر المتوكل إلى جارية منكبة فلم يرض عجيزتها فقال: إنك لرسحاء ( يعني مؤخرتها مستوية مع ظهرها) فقالت: يا سيدي ما نقصناه من الطست زيادة في التنور.
قال المتوكل لجارية استعرضها: أنت بكر أم إيش؟ قالت: أنا إيش يا سيدي.
قال بعض النخاسين: اشتريت جارية سندية فكنت إذا خرجت أقفل عليها الباب، فجئت يوماً وفتحت الباب فلم أجدها في الدار، فصحت بها فلم تجدني، فصعدت السطح فإذا هي مطلعة على اصطبل وقد أنزى حمار على أتان ( يعني حمار يمارس الجنس مع انثاه ), وهي تنظر إليه قال: فأنعظت وجئت إليها وهي منكبة على الحائط فأولجت فيها فالتفتت إلي وقالت: يا مولاي، فحرك ذنبك واضرط.
كان رجل يتعشق امرأة، ويتبعها في الطرقات دهراً، إلى أن أمكنته من نفسها. فلما أفضى إليها لم ينتشر عليه فقالت له: أيرك هذا أير لئيم. قال: بل هو من الذين قال فيهم الشاعر:
وأفضل الناس أحلاماً إذا قدروا
نظر المهلب يوماُ إلى أخيه يزيد وهو يطالع امرأته ويقول لها: اكشفي ساقك ولك خمسون ألف درهم فقال: ويلك يا فاسق؛ هات نصفها وهي طالق.
قال بعضهم لأعرابي: هل يطأ أحدكم عشيقته؟ فقال: بأبي أنت وأمي. ذاك طالب ولد ليس ذاك بعاشق.
سمع إسماعيل بن غزوان قول الله تبارك وتعالى " قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين. ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين " . فقال : لا والله إن سمعت بأغزل من هذه الفاسقه. ولما سمع بكثرة مراودتها 462 ليوسف واستعصامه بالله قال: أما والله لو بي محكت.
قال الأصمعي: راودت أعرابة شيخاً عن نفسه، فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة أبطأ عليه الانتشار فأقبلت تستعجله وتوبخه فقال لها: يا هذه إنك تفتحين بيتأ وأنا أنشر ميتاً.
جاء رجل إلى عابد فسأله عن القبلة للصايم، فقال: تكره للحدث، ولا بأس بها للمسن، وفي الليل لك فسحة. فقال: إن زوجها يعود إلى منزله ليلاً فقال: يا بن أخ؛ هذا يكره في شوال أيضاً.
أخذ رجل مع زنجية وكان قد أعطاها نصف درهم، فلما أتى به إلى الوالي أمر بتجريده وجعل يضربه ويقول: يا عدو الله؛ تزني بزنجية! فلما أكثر قال: أصلحك الله، فبنصف درهم إيش أجد، ومن يعطيني؟ فضحك وخلاه.
قال بعضهم لقينة كانت إلى جانبه في مجلس: أشتهي أن أضع يدي عليه. قالت: إذا كان العتمة. قال: يا ستي؛ إذا كان العتمة وأطفئ السراج يكون الزحام عليه أكثر من الزحام على الحجر الأسود.
وكان بعضهم في مجلس شرب فيه مغنيات فقامت واحدة منهن فكانت مليحة، فوضعت الطبل وقعدت عليه، فقال: يا إخوتي. ما كنت أحسب أني أحب يوماً ما أن أكون طبلاً حتى الساعة!
قالت امرأة أبي إسماعيل القاص لزوجها: إن الجيران يرمونني بالفاحشة قال: لا يحل لهم حتى يروه فيك كالميل في المكحلة.
كان على بعض أبواب الدور خياط. وكانت لهم جارية تخرج لحوائجهم فقال الخياط لها يوماً - وقد خرجت: أخبري ستك أن لي أيرين. فدخلت الجارية وهي تدمدم، قالت لها ستها: مالك؟ قالت: خير. قالت: لا بد من أن تخبريني، فأخبرتها بقول الخياط. فقالت: أحضريه حتى يقطع لنا أثواباً. فدعته وطرحت إليه ثوباً فلما قطعه قالت له: بلغني أن لك أيرين. قال: نعم واحد صغير أنيك به الأغنياء، وآخر كبير أنيك به الفقراء قالت المرأة: لا يغرنك شأننا الذي تراه؛ فإن أكثره عارية(يعني سلف).
قيل لرجل رئي وهو يكلم امرأة في شهر رمضان: أتكلمها في مثل هذا الشهر؟ قال: أدرجها (احجزها) لشوال.
نظر رجل إلى مغن يطارح جارية للغناء وقد غمزها فقال له: ما هذه الغمزة؟ قال: غمزة في الغناء. قال: أتراني لا أعرف غمزة الغناء من غمزة الزنى.
وجد رجل مع أمه رجلاً، فقتل أمه وخلى عن الرجل، فقيل له: ألا قتلت الرجل وخليت أمك؟ قال: إذا كنت أحتاج أن أقتل كل يوم رجلاً.
قال مسعر، حدثني علي بن الحسين العلوي قال: كان بهمذان رجل يعرف بأبي محمد القمي، وكان متصرفاً بها، وكان شديد الحماقة في بغضه معاوية؛ فورد البلد غلام بغدادي، وكان يكتب الحديث، وبلغ القمي خبره، وأنه صبيح الوجه موصوف بالملاحة، فوجه غلاماً له إليه بدينارين، ودعاه إلى منزله، فمضى الغلام وأحتفل القمي في المائدة والزينة والكرامة، حتى إذا كان وقت النوم قام الغلام وطرح جنبه ناحية، فنهض وراءه القمي وراوده وداوره، فلما أجاب كرهاً أقحم عليه أيره، فتأوه الغلام وصرخ وقال: أخرج أمك بظراء، فقال القمي: دعني من هذا وانزل على أحد ثلاثة أمور: إما أن تلعن معاوية، وإما أن ترد الدينارين، وإما أن تستدخل أيري كله، فقال الغلام: أما لعن معاوية فلا سبيل إليه، وأما الديناران فقد أنفقت أحدهما ولا ترضى أرتجاعه إلا مع الآخر، وأما الصبر على مرادك فأنا أستعين بالله عليه؛ فغمز عليه بالحمية، وجعل الغلام يتلوى ويقول: هذا في رضاك يا أبا عبد الرحمن قليل.
قال الرشيد: أربعة أشياء ممسوخة: أكل الأرز البارد، والقبلة على النقاب، والنيك في الماء، والغناء من وراء ستارة.
قال الجاحظ: دخلت الجامع ببغداد، فرأيت شيخاً مهيباً فجلست إليه وقلت له: أفدني رحمك الله مما علمك الله، قال: أكتب، إذا جاءتك الفسو فلا تحبسها ولو كنت بين الركن والمقام، قلت: زدني، قال: أستعمل الدهن مع البزاق وأستعن بهما على هذه العفاج الضيقة، قلت: زدني، قال: إذا كانت لك جارية فنكها من خلف ومن قدام حتى تكون كأنها جارية وغلام، قلت: زدني، قال: تمسك بهذه الثلاث وأنت لقمان الحكيم.
قال ابن المعتز: كان أحمد بن علي الإسكافي عنيناً، فراود امرأة عن نفسها فلما أمكنته عجز، فقام مشيطاً وأخذ السكين ليقطع ذكره، فقالت له الماجنة: لا تفعل يا سيدي، دعه تبول فيه.
قال الحسين بن فهم: قلت لجاريتي عند غيظي منها وغضبي عليها: اصبري حتى تجيء الغلة، والله لأشترين جارية مثل القمر وأستريح منك، قالت: يا مولاي، اشتر أولاً أيراً تنيك به.
قامت امرأة تصلي بلا سراويل، فرآها ماجن، فانتظر بها حتى سجدت ثم وثب عليها وألقى ذيلها وحشا يطنها وهي لا تتحرك، فلما صب وقام أقبلت عليه وقالت: يا جاهل، قدرت أني أقطع صلاتي بسببك?!
قال رجل لجارية أراد أن يشتريها: لا يريبنك هذا الشيب فإني قوي على النيك، فقالت: يا هذا، حدثني: أيسرك أن تبتلى بعجوز مغتلمة?!
قيل لجارية: أنت بكر? قالت: قد كنت، فعافاني الله.
قالت مجرية: لو أن حية افتض امرأة لنزعت نفسها إليه.
هجم رجل على امرأة وهي نائمة ودفع فيها فانتبهت مذعورة، فقال لها: أيش تأمرين? أخرجه? قالت: دعه يذهب حتى أفكر في شيء.
جامع رجل قصير امرأة طويلة، فلما قبلها خرج متاعه من بطنها، فقالت له: نحن والله في طرائف، كل ما ربحناه من فوق خسرناه من أسفل.
أدخل الجماز قحبة، فلما ركبها لم ينتشر عليه، ففي حركته ضرط فخجل، فقال لها: بالله لك زوج? فقالت له: لو كان لي زوج لم أدعك تخرا علي.
وقالت أخرى لآخر لم ينتشر عليه: لو كان لي زوج لم أدعك تجعل حري طنبوراً تضرب عليه، لأنه كان يدلك أيره على شفريها.
سمعت امرأة بغدادية تقول لجارتها وهي تصف رجلاً: لعنه الله، إذا أطبق فمه كأنه جحر مشنج، وغذا فتحه كأنه كس مفحج.
وقال الجماز: مات مخنث يقال له قرنفل، فرآه إنسان في النوم وكأنه يقول: أيش خبرك يا قرنفل? قال: لا تسأل، فيقول: إلى أين صرت يا قرنفل? قال: إلى النار، قال: ويلك فمن ينيكك في النار? قال: ثم يزيد ابن معاوية ليس يقصر في أمري.
قال ابن قريعة: كان لبعض المخنثين أير عظيم، فكان يقول: أشتهي من ينيكني بأيري.
وتخاصم رجلان من أهل حمص في أمر نسائهما فقال كل واحد منهما: امرأتي أحسن، وارتفعا إلى قاضيهم، فقال القاضي: أنا عارف بهما، وقد نكتهما جميعاً قبل تقلد القضاء وقبل أن تتزوجاهما، فقال بعض العدول: قد عرفتهما فاقض بينهما، فقالك والله لأن أنيك امرأة هذا في أستها أحب إلي من أن أنيك امرأة هذا في حرها؛ ففرح الذي حكم له وقام مسروراً.
قيل لعمرو الحويزي: إن ابنك يناك، فقال لابنه: ما هذا الذي يقال? قال: كذبوا وإنما أنيكهم؛ فلما كان بعد أيام رأى أبوه صبياناً ينيكونه قال له: هذا النيك ممن تعلمت?قال: من أمي.
وجاء جراب الريح راكباً حماراً فقال له رجل: هذا الحمار كله لك? فقال: كله لي إلا أيره فإنه لك، فخجل الرجل.
نظر مزبد إلى رجل مديني أسود ينيك غلاماً رومياً فقال: كأن أيره في أسته كراع عنز في صحفة أرز.
سمعت شيخاً نبيلاً يقول في مجلس خلوة وأنس: اجتمع بغاء ولوطي، فشمرخ البغاء أير اللوطي فرأى مثل ذراع البكر، فقال: يا هذا، انبسط بنيكي، بخت أي بخت?! قال: وما معنى بخت أي بخت? قال: إما أن تشقني وإما أن يندق أيرك.
قال إسحاق: لا تصادق مخنثاً فإنه يعد من الجفاء مؤانسة بلا نيك.
سمعت أبا الجياب يقول: أنا لا اشتهي أنيك غلاماً ...... يقول.... نعمة؛ وكان يقول: ما عرفنا الإدخال ببغداد حتى جاءنا الديلم. ( معلومة تاريخية مهمة )
قال أبو الغادي: سمعت غلاماً ظريفاً بخراسان يقول: لا تؤاجروا إلا مع الشيخ والغريب: الشيخ يموت، والغريب يغيب.
أحضرت ماجنة حجاماً وتجردت له وأقعدته قدامها وبالت على يدها فبلت به كسها، وقالت للحجام: خذ منه شوابير، فقال لها: كرائي، قالت: خذ منه، فلما فرغ (من النيك)قالت: بارك الله في هذا المتاع الذي حوائجه كلها منه.
وقفت ماجنة على ابن مضاء الرازي فقال له: أنت ابن مضاء? قال: نعم، قالت: لي مسألة، قال: وما هي? قالت: ما بال الشعرة (التي على فتحة الدبر) لا تبيض، واللحية تبيض? قال: لأنها بقرب الفقحة، فرائحة السماد تمنعها من أن تبيض، قالت: فلم لا تأخذ منه كفاً في يدك فتجعله على عنفقتك حتى لا تحتاج إلى الخضاب? فانقطع ابن مضاء وخجل.
قيل لمخنث: ما أقبح استك، قال: يا ابن البغيضة، تراها لا تصلح للخرا?!
غنى مخنث عند أمير، فلما أراد الأنصراف قال: يا سيدي، أنصرف بلا شيء? قال: يا غلام، أعطه مائة درهم يدخلها في حر أمه، قال: يا سيدي، مائة أخرى أدخلها في أستها، فضحك وأمر له بمائة أخرى.
روي عن حمزة بن نصر، مع جلالته عند سلطانه وموضعه من ولايته، أنه دخل على امرأته، وعندها ثوب وشي، فقالت له: كيف هذا الثوب? قال: بكم اشتريتيه? قالت: بألف درهم، قال: قد والله وضعوا في استك مثل ذا، وأشار بكفه مقبوضة مع ساعده، فقالت: لم أدفع الثمن بعد، قال: فخصاهم بعد في يدك، قالت: فأختك قد اشترت شراً منه، قال: إن أختي تضرط من است واسعة، قالت: ولكن أمك عرض عليها فلم ترده، قال: لأن تلك في استها شعر، قال أحمد: وهذا كلام الخرس أحسن منه.
قدم بعض المغفلين للصلاة على جنازة امرأة فقال: رب، إنها كانت تسيء خلقها، وتعصي بعلها، وتبذل فرجها، وتخون جارها، فحاسبها حساباً أدق من شعر استها.
هجم قوم على زنجي ينيك شيخاً، فهرب الزنجي وعلقوا الشيخ، فقال: ما لكم? قالوا يا عدو الله، تتكلم?! قال: ما لي لا أتكلم? ما لنا لا نناك? من أجل أنّا فقراء? احتسبوا على الفضل بن الربيع وعلى الحارث ابن زيادة وعلى غطريف بن أحمد - وعد قوماً من العسكر - إنما يحتسبون علينا لأنّا فقراء.( فضحههم الشيخ يخرب بيته )
قال المقتدر لجارية عرضت عليه: أتشتهين أن أشتريك? قالت: إن اشتهيت أن تنيك! فاستظرفها واشتراها.
قال الأصمعي، قال لي الرشيد: أنشدني أشعر ما تعرف في المجون، فأنشدته: الوافر ألم ترني وعمار بن بشر نشاوى = ما نفيق من الخمور
وكنا نشرب الإسفنط صرفاً = ونصقى بالصغير وبالكبير
إذا ما قحبة وقعت لنيك = رفعناها هنالك بالأيور
بكل مدور صلب متين = شديد الرهز ليس بذي فتور
قال: ثم قلت: قول بكر بن النطاح:
وقحبة أعطيتها خمسة = فنكتها نيكاً بألفين
تركته يطلع من فرجها = طلع حمار بين وقريم
قال ابن أبي حفصة الشاعر للحسن بن شهريار: بلغني أنّك يا أبا علي تنيك غلامك هذا الليل؛ فقال الحسن: وأنا بلغني أنه ينيكك بالنّهار.
قال راوية الفرزدق للفرزدق: والله ما تنهاني عن شيءٍ إلا ركبته، قال: فإني أنهاك عن نيك أمّك.
( …حدثني سليمان بن أحمد الشاعر قال: حدثتني امرأة اسمها هند كنت رأيتها في المشرق، وكانت قد حجت خمس حجات، وهي من المتعبدات المجتهدات، قال سليمان: فقالت لي: يا ابن أخي، لا تحسبن الظن بامرأة قط فإني أخبرك عن نفسي بما يعلمه الله عز وجل: ركبت البحر منصرفة من الحج وقد رفضت الدنيا وأنا خامسة نسوة، كلهن قد حججن، وصرنا في مركب في بحر القلزم، وفي بعض ملاحي السفينة رجل مضمر الخلق مديد القامة واسع الأكتاف حسن التركيب، فرأيته أول ليلة قد أتى إلى إحدى صواحبي فوضع إحليله في يدها وكان ضخما جدا. فأمكنته في الوقت من نفسها. ثم مرّ عليهنّ كلهنّ في ليالي متواليات، فلم يبق له غيرها، تعني نفسها، قالت: فقلت في نفسي: لأنتقمن منك. فأخذت موسى وأمسكتها بيدي. فأتى في الليل على جاري عادته. فلما فعل كفعله في سائر الليالي، سقطت الموسى عليه فارتاع وقام لينهض. قالت: فأشفقت عليه وقلت له: وقد أمسكته: لا زلت أو آخذ نصيبي منك. قالت العجوز: فقضى وطره، واستغفر لله . ).
(- ابن حزم الأندلسي – طوق الحمامة في الألفة والألاف- دار الجيل – بيروت – لبنان – ص.178-179)
وفي المستظرف يقول:
(….فأمرها فغنّت وشرب يزيد وشرب الفتى وشربت الجارية ثم أمر بالأرطال فملئت ثم قال للفتى: سل حاجتك؟ قال: تأمرها يا أمير المؤمنين أن تغني بهذا الشعر:
منّي الوصال ومنكم الهجر حتى يفرق بيننا الدهر
والله لا أسلو عنكمو أبدا = ما لاح بدر وبدا فجر
فأمرها فغنت قال: فلم تتم الأبيات حتى الفتى مغشيا عليه فقال يزيد للجارية: قومي انظري ما حاله فقامت إليه فحركته فإذا هو ميت، فقال لها يزيد: ابكيه، فقالت: لا أبكيه يا أمير المؤمنين وأنت حي فقال لها: ابكيه فو الله لو عاش ما انصرف إلا بك فبكت الجارية وبكى أمير المؤمنين وأمر بالفتى فجهز ودفن، وأما الجارية فلم تمكث بعده إلا أياما قلائل وماتت. )
(شهاب الدين الأبشيهي – المستطرف في كل فن مستظرف – شرحه ووضع هوامشه : إبراهيم أمين محمد – المكتبة التوفيقية – ص.459)
يقول الخليفة الوليد بن يزيد:
( أنا الإمام الوليد مفتخرا = أجر بردي، وأسمع الغزلا
أسحب ذيلي إلى منازلها، = ولا أبالي من لام أو عدلا
ما العيش إلا سماع محسنة = وقهوة تترك الفتى ثملا
لا أرتجي الحور في الخلود = وهل يأمل حور الجنان من عقلا ؟
إذا حبتك الوصال غانية = فجازها بذلها كمن وصلا )
(- أبو العلاء المعري- رسالة الغفران – تحقيق : درويش جويدي – المكتبة العصرية – صيدا – بيروت – الطبعة الأولى : 2004-ص.261)
حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال: حدثني علي بن محمد النوفلي عن أبيه وعمومته، أن مطيع بن إياس وعمارة بن حمزة من بني هاشم، وكان مرميين بالزندقة، نزعا إلى عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب لما خرج في آخر دولة بني أمية، وأول ظهور الدولة العباسية بخراسان، وكان ظهر على نواح من الجبل: منها أصبهان وقم ونهاوند، فكان مطيع وعمارة ينادمانه ولا يفارقانه.
قال النوفلي: فحدثني إبراهيم بن يزيد بن الخشك قال: دخل مطيع بن إياس على عبد الله بن معاوية يوما وغلام واقف على رأسه يذب عنه بمنديل ولم يكن في ذلك الوقت مذاب، إنما المذاب عباسية قال: وكان الغلام الذي يذب أمرد حسن الصورة، يروق عين الناظر، فلما نظر مطيع إلى الغلام كاد عقله يذهب، وجعل يكلم ابن معاوية يلجلج، فقال:
إني وما أعمل الحـجـيج لـه أخشى مطيع الهوى على فرج
أخشى عليه مغامسـا مـرسـا ليس بـذي رقـبة ولا حـرج ما قاله هو وعمارة في صاحب شرطة ابن معاوية أخبرني أحمد بن عبيد الله قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي قال: حدثني أبي عن عمه عيسى قال: كان لابن معاوية صاحب شرطة يقال له: قيس بن عيلان العنسي النوفلي وعيلان اسم أبيه، وكان شيخا كبيرا دهريا لا يؤمن بالله ، وكان إذا عس لم يبق أحد إلا قتله، فأقبل يوما فنظر إليه ابن معاوية ومعه عمارة بن حمزة ومطيع بن إياس، قال:
إن قيسا وإن تقنع شـيبـا لخبيث الهوى على شمطه أجزيا عمارة. فقال:
ابن سبعين منظرا ومشيبا وابن عشر يعد في سقطه فأقبل على مطيع فقال: أجز. فقال:
وله شرطة إذا جنه اللـي ل فعوذوا بالله من شرطه قال النوفلي: وكان مطيع فيما بلغني مأبونا، فدخل عليه قومه فلاموه على فعله، وقالوا له: أنت في أدبك وشرفك وسؤددك وشرفك ترمى بهذه الفاحشة القذرة? فلو أقصرت عنها فقال: جربوه أنتم ثم دعوا إن كنتم صادقين. فانصرفوا عنه. وقالوا: قبح الله فعلك وعذرك، وما استقبلتنا به.
أخبرني عيسى بن الحسين قال: حدثنا حماد عن أخيه عن النضر بن جديد قال: أخبرني أبو عبد الملك المرواني قال: حدثني مطيع بن إياس قال: قال لي حماد عجرد: هل لك في أن أريك خشة صديقي، وهي المعروفة بظبية الوادي? قلت: نعم. قال: إنك إن قعدت عنها وخبثت عينك في النظر أفسدتها علي. فقلت: لا والله لا أتكلم بكلمة تسوءك. ولأسرنك. فمضى وقال: والله لا أتكلم، لئن خالفت ما قلت لأخرجنك. قال: قلت: إن خالفت ما تكره فاصنع بي ما أحببت. قال: امض بنا. فأدخلني على أظرف خلق الله وأحسنهم وجها، فلما رأيتها أخذني الزمع وفطن لي: فقال: اسكن يا ابن الزانية. فسكنت قليلا، فلحظتني ولحظتها أخرى، فغضب ووضع قلنسيته عن رأسه، وكانت صلعته حمراء كأنها است قرد، فلما وضعها وجدت للكلام موضعا فقلت:
وار السوأة السـوآ ء = يا حماد عن خشه
عن الأترجة الغض ة والتفاحة الهشـه فالتفت إلي، وقال: فعلتها يا ابن الزانية? فقالت له: أحسن والله، ما بلغ صفتك بعد، فما تريد منه? فقال لها: يا زانية فقالت له: الزانية أمك وثاورته وثاورها، فشقت قميصه، وبصقت في وجهه، وقالت له: ما تصادقك وتدع مثل هذا إلا زانية وخرجنا وقد لقي كل بلاء، وقال لي: ألم أقل لك يا ابن الزانية: إنك ستفسد علي مجلسي. فأمسكت عن جوابه، وجعل يهجوني ويسبني، ويشكوني إلى أصحابنا، فقالوا لي: اهجه ودعنا وإياه. فقلت فيه:
ألا يا ظبية الـوادي = وذات الجسد الراد
(الاغاني، ص 1800)
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز، قال: حدثنا المدائني، قال: قال حمزة بن بيض يوما للفرزدق: أيما أحب إليك، تسبق الخير أو يسبقك? قال: لا أسبقه ولا يسبقني، ولكن نكون معا. فأيما أحب إليك، وأن تدخل إلى بيتك، فتجدرجلا قابضا على حر امرأتك، أو تجد امرأتك قابضه على أيره? فقال: كلام لابد من جوابه، والبادي أظلم، بل أجدها قابضة على أيره، قد أغبته عن نفسها. (المصدر السابق، صفحة : 1815)
أخبرني علي بن صالح بن الهيثم قال: حدثني أحمد بن أبي فنن الشاعر، قال: حدثني من لا أحصي من الجلساء أن ربيعة الرقي كان لا يزال يعبث بالعباس بن محمد بحضرة الرشيد، العبث الذي يبلغ منه، منذ جرى بينهما في مديحه إياه ما جرى، من حيث لا يتعلق عليه فيه بشيء، فجاء العباس يوما إلى الرشيد ببرنية فيها غاليه، فوضعها بين يديه، ثم قال: هذه يا أمير المؤمنين غالية، صنعتها لك بيدي، اختير عنبرها من شحر عمان، ومسكها من مفاوز التبت، وبانها من قعر تهامة؛ فالفضائل كلها مجموعة فيها، والنعت يقصر عنها.
فاعترضه ربيعة، فقال: ما رأيت أعجب منك، ومن صفتك لهذه الغالية، عند من إليه كل موصوف يجلب، وفي سوقه ينفق، وبه إليه يتقرب، وما قدر غاليتك هذه، أعزك الله، حتى بلغ في وصفها ما بلغت، أأجريت بها إليه نهرا، ام حملت إليه منها وقرا إن تعظيمك هذا عند من تحببى إليه خزائن الأرض وأموالها من كل بلدة، وتذل لهيبته جبابرة الملوك المطيعة والخالفة، وتتحفه بطرف بلدانها، وبدائع ممالكها، حتى كأنك قد فقت به على كل ما عنده، أو أبدعت له ما لا يعرفه، أو خصصته بما لم يحوه ملكه، لا تخلو فيه من ضعف أو قصر همة. أنشدك الله يا أمير المؤمنين، إلا جعلت حظي من كل جائزة وفائدة توصلها إلي مدة سنتي هذه الغالية، حتى أتلقاها بحقها.
فقال: أدفعوها إليه، فدفعت إليه. فأدخل يده فيها، وأخرج ملئها، رحل سراويله، وأدخل يدع فطلى بها استه، وأخذ حفنة اخرى، وطلى بها ذكره وأنثييه، وأخرج حفنتين، فجعلهما تحت إبطيه، ثم قال: يا أمير المؤمنين، مر غلامي أن يدخل إلي، فقال: ادخلوه إليه، وهو يضحك، فأدخلوه إليه فدفع إليه البرنية غير مختومة، وقال أذهب إلى جارتي فلانة بهذه البرنية، وقل لها: طيبي بها حرك واستك وإبطيك، حتى أحيء الساعة وأنيكك، فأخذها الغلام ومضى وضحك الرشيد حتى غشي عليه، وكاد العباس يموت غيظا، ثم قام فانصرف، وأمر الرشيد لربيعة بثلاثين ألف درهم . (1832)
خبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدثني عمر بن شبة قال: قال أبو عبيدة: هوي أبو العباس الأعمى امرأة ذات بعل، فراسلها، فأعلمت زوجها، فقال: أطمعيه. فأطمعته. ثم قال: أرسلي إليه فليأتك. فأرسلت إليه، فأتاها، وجلس زوجها إلى جانبها، فقال لها أبو العباس: إنك قد وصفت لنا وما نراك، فألمسينا. فأخذت يده، فوضعتها على أير زوجها، فنفر، وعلم أن قد كيد، فنهض من عندها، وقال:
علي ألـية مـادمـت حـيا = أمسك طائعـا إلا بـعـود
ولا أهدي لأرض أنت فيهـا = سلام الله إلا مـن بـعـيد
رجوت غنيمة فوضعت كفي على أيبر أشد من الحـديد
فخير منك من لا خير فـيه وخير من زيارتكم قعـودي وقرأت هذه الحكاية مروية عن الأصمعي غير مذكور راويها عنه. وزعم أن بشارا صاحب القصة، وأنه كان له مجلس يسميه البردان، يجتمع إليه فيه النساء، فعشق هذه المرأة وقد سمع كلامها. ثم ذكر الخبر بطوله، وقال فيه: فلما وصل إليها أنشأ يقول:
مليكة قد وصفت لنا بحسن = وإنا لا نراك فألمسـينـا
فأخذ زوجها يده، فوضعها على أيره.
(1861) ثم استؤذن للفضل بن الربيع، فأذن له، فلما دخل قال: ما وراءك في هذا الوقت? قال: كل خير يا أمير المؤمنين، ولكن حرى الساعة لي سبب لم يجز لي كتمانه أمير المؤمنين. قال: وما ذاك? قال: أخرج إلي في هذا الوقت ثلاث جوار لي: مكية، ومدينية، وعراقية. فقبضت المدينية على ذكري، فلما أنعظت وثبت المكية فقعدت عليه، فقالت لها المدينية: ما هذا التعدي? ألم تعلمي أن مالكا حدثنا عن الزهري عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحيا أرضا ميتة فهي له فقالت الأخرى: أو لم تعلمي أن سفيان حدثنا، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصيد لمن صاده لا لمن أثاره . فدفعتهما العراقية عنه، ووثبت عليه، وقالت: هدا لي، وفي يدي حتى تصطلحا. فضحك الرشيد، وأمره لحملهن إليه، ففعل، وحظين عنده، وفيهن يقول:
ملك الثلاث الآنسات عناني = وحللن من قلبي بكل مكان
(1871) أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا عيسى بن إسماعيل تينة قال: حدثني القحذمي قال: كان ابن ألغز أيرا، فكان إذا أنعظ احتكت الفصال بأيره، قال: وكان في إياد امرأة تستصغر أيور الرجال، فجامعها ابن ألغز، فقالت: يا معشر إياد، أبالركب تجامعون النساء? قال: فضرب بيده على أليتها وقال: ما هذا? فقالت وهي لا تعقل ما تقول: هذا القمر. فضرب العرب بها المثل: أريها استها وتريني القمر . وأنشد وقد كان الحجاج منع من لحوم البقر خوفا من قلة العمارة في السواد، فقيل فيه:
شكونا إليه خراب السـواد = فحرم فينا لحوم البـقـر
فكنا كمن قال من قبلـنـا = أريها استها وتريني القمر
------------------------------------------------------
(1)البازدارية كلمة فارسية تعني القائمين على الطيور السلطانية وهي من شقين باز وتعني البازي وداري تعني القائمين عليها.
(2)لا ينفق اي لا يضحك عليهن بمثله.
- أدخل رجل قحبة إلى خربة، فبينا هو فوقها إذ أحس بوقع قدم، فأراد أن يقوم. فقالت له: شأنك فإنه إن كانوا أقل من أربعة ضربوا الحد.
- كان الحمدوني في مجلس فقالت له قينة: ناولني ذلك الكوز. فقال: يا قحبة تريدين أن تستأكليني. ( يقصد ان تجعله سلما للشهرة عن طريق الايحاء بعلاقتها به ).
- أخذ شيخ مع جارية سوداء فقيل له: ويحك تزني بسوداء؟! قال: أنا اليوم شيخ، إيش أبالي ما أنيك.
- نزل سبعة أنفس في خان، وبعثوا إلى قوادة وقالوا لها: أحضري لكل واحد منا امرأة - وكان أحدهم يصلي - فقالت: كم أنتم ؟ قالوا: نحن ستة. فقال المصلي: سبحان الله سبحان الله. وأخرج يده وقد عقد على سبعة. - أي نحن سبعة.
- كان بشيراز رجل وله زوجة فاسدة، فنزل به ضيف فأعطاها دراهم وقال لها: اشتري لنا رءوساً نتغدى بها، فخرجت المرأة ولقيها حريف فأدخلها إلى منزله وأحس بها الجيران، فرفعوهما إلى السلطان. وضربت المرأة وأركبت ثوراً ليطاف بها في البلد، فلما أبطأت على الرجل خرج في طلبها، فرآها على تلك الحال فقال لها: ما هذا ويلك ؟ قالت: لا شيء انصرف أنت إلى البيت فإنما بقي صفان: صف العطارين وصف الصيادلة ثم أشتري الرءوس وأجيئك.
- وحدث بعضهم قال: كنت في دعوة وبت، وكانت هناك مغنية قد باتت، فدب إليها بعضهم فسمعتها في الليل تقول: اعزل اعزل!. وهو يقول لها: يا قحبه تولين أنت وأعزل أنا.
- قال بعضهم: بينا أنيك قحبة في شهر رمضان، وذهبت أقبلها فحولت وجهها عني. فقلت: لم تمنعينني القبلة؟ قالت: بلغني أن القبلة تفطر الصائم.
- قالت قحبة لصاحبتها: متى يكون الرجل أطيب للمرأة ? قالت: إذا حلق هو مثل أمس، وانتفت هي مثل اليوم، فدخلت أصول شعرته في أصول شعرتها، فقالت لها الأخرى: قتلتيني، الساعة أصب!! وكانتا في غرفة تحتها خياط وقد سمع ما قالتا فصاح: يا قحاب، ثياب الناس في الدكان، لا يكف علينا!!
- يورد الطبيب ( يوحنا ابن بطلان ) عن مدينة اللاذقية, في الرحلة التي شرع بها سنة 440 ه الموافق 1049 م التالي: هي مدينة يونانية, ولها ميناء وملعب وميدان للخيل مدور, وبها بيت كان للاصنام وهو اليوم كنيسة, وكان في اول الاسلام مسجدا.
وهي راكبة البحر, وفيها قاض للمسلمين وجامع يصلون فيه و آذان في اوقات الصلوات الخمس. وعادة الروم اذا سمعوا الآذان ان يضربوا الناقوس, وقاضي المسلمين الذي بها من قبل الروم.
ومن عجائب هذا البلد ان المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة, وينادي على كل واحدة منهن, ويزايد الفسقة فيهن لليلتها تلك, ويؤخذون الى الفنادق التي هي الخانات لسكنى الغرباء, بعد ان تاخذ كل واحدة منهن خاتما - هو خاتم المطران - حجة بيدها من تعقب الوالي لها, فانه متى وجد خاطيا مع خاطية بغير ختم المطران الزمه جناية.
- كان بايكباك التركي اشترى جارية، وكانت قبله لفتى يحبها وتحبه فمات عنها، فجعلت لله على نفسها أن لا يجمع رأسها إلى رأس رجل وسادة؛ فبيعت في الميراث، فلما حصلت بالشراء لبايكباك، نظرت إلى وجهه وخلقته- وكان منكراً متفاوتاً- فبكت، فقال لها: يا بنت الزانية! أيش تبكين? في حر أم أمس، وفي بظر أم غد، الشأن في اليوم، قومي حتى نتنايك ونأكل ونشرب، فوقع عليها الضحك واسترخت له وأمكنته.
- دخل مزبد بيته يوماً وبين رجلي امرأته رجل ينيكها، وباب الدار مفتوح وقد علا نفسها، فقال: سبحان الله، أنت على هذه الحال وباب الدار مفتوح? لو كان غيري أليس كانت الفضيحة?!
- استعرض رجل جارية فقال: في يديك عمل؟ قال: لا ولكن في رجلي.
- اقترح بعضهم على جارية أن تغني له:
سري وسرك لم يعلم به أحد = إلا الإله وإلا أنت ثم أنا
فقالت: يا سيدي والقواد فلا تنسه.
قال بعضهم: نظرت إلى جارية مليحة في دهليز، فقالت: يا سيدي؛ تريد النيك قلت: أي والله. قالت: فاقعد حتى يجئ مولاي الساعة فينيكك كما ناكني البارحة.
- قال رجل للفرزدق: إني رأيت في المنام كأنك قد وزنت بحمارك فرجح الحمار بك، فقطع أير الحمار وجعل في استك فرجحت بالحمار، فقطع لسانك وجعل في أست الحمار فأعتدلتما، فقال الفرزدق: إن صدقت رؤياك نكت أمك.
- كان أبو هشام الرفاعي يعشق جارية سوداء سمينة ضخمة، وكان يمص لسانها ويشم صنانها ويستنشي ريحها عجباً بها.
- كان أبو الخطاب صاحب المستغلات بسر من رأى عشق جارية يقال لها عنان، فكان ينومها على قفاها ويرفع رجليها ويقرقر في جوفها رطل نبيذ، ثم يضع شفتيه على شفرها ويمصه حتى يشربه، ثم يلتمس بولها وهي حائض.
- كان كاتب زيرك يعشق يهودية، وكان يمص بظرها، ثم يدخل إصبعه في استها ويخرجها، ويصير ما خرج عليها على طرف لسانه ويقول: هذا الماح من الراح، أشهى إلي من التفاح.
- استعرض واحد جارية فاستقبح قدميها فقالت: لا تبال؛ فإني أجعلها وراء ظهرك.
- جاءت واحدة إلى مناد في السوق فقالت: خذ هذه المخلاة وناد عليها. وأشارت إلى حرها فقال: أنا الساعة مشغول ولكن علقيه في هذا الوتد إلى أن أفرغ. وأشار إلى متاعه.
- قال الأصمعي: مرت بي أعرابيتان تتحدثان، فأصغيت إليهما فإذا إحداهما تقول للأخرى: ما علمت أن الزب من لحم حتى قدمت العراق.
- قال أحمد بن أبي العلاء: قلت لمغن في مجلس: غن لي صوت كذا، وبعده كذا، وبعده كذا، قال: يا ابن الزانية، ولا تقترح صوتاً إلا بولي عهد??!
- قال الجاحظ: ابتاع فتى صلف بذاخ جارية بخارية حسناء ظريفة بزيعة فلما وقع عليها قال لها مراراً: ما أوسع حرك. فلما أكثر عليها قالت له: أنت الفداء لمن كان يملؤه.
ومثل ذلك حديث أبرويز مع كردية أخت بهرام شوبين، وكانت تحت أخيها. فلما قتل عنها تزوجها أبرويز وحظيت عنده وكانت في غاية الجمال فقال لها يوماً: ما يشينك شيء غير سعة حرك. فقالت: إنه ثقب بأير الرجال.
قال بعضهم: كانت لإنسان جارية ظريفة يقال لها عطارد، وقد كانت قومت الكواكب بعدة زيجات قال: فحدثني بعض الحساب الذين كانوا يطارحونها أنه قال لها يوماً وهو يعلمها استخراج التواريخ بعضها من بعض: إذا أردت ذلك فخذي عدد السنين التامة إلى العام الذي أنت فيه. ثم خذي ما مضى من الشهور إلى الشهر الذي أنت فيه، وخذي من أيام الشهر إلى اليوم الذي أنت فيه. قال: فلما كثر عليها قولي: أنت فيه ما تمالكت أن استلقت ضحكاً، وبقيت خجلاً لا أدري مم تضحك. قال: ثم قالت لي: كم تقول أنتفيه، أنتفيه هو مثل الراحة، فإن هممت بشيء فدونك. قال: فوقفت على الأمر الذي أضحكها وخرجت فلم أعد إليها من الحياء.
قرأ رجل في مجلس سيفويه "وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً" يوسف: فقال سيفويه: قد أخذنا في حديث القحاب.
وقرأ قارئ في حلقته: "كأنهن الياقوت والمرجان" الرحمن: 58 فقال سيفويه: هؤلاء بخلاف نسائكم القحاب.
خاصم رجل إمرأته فشتمته فقال لها: والله لئن قمت إليك لأشقن حرك. فقالت: لا والله ولا كل أير ببغداد.
قيل لمدينية: أيما أحب إليك التمر أو النيك قالت: التمر ما أحببته قط.
قال الرشيد لغضيض جاريته: إنك لدقيقة الساقين. قالت: أحوج ما تكون إلي حين لا تراهما.
كتب رجل إلى عشيقته: مري خيالك أن يلم بي. فكتبت إليه: ابعث إلي بدينارين حتى أجيئك بنفسي.
كتب تاجر من قطيعة الربيع إلى مغنية كان يهواها رقعة قال في أولها: عصمنا الله وإياك بالتقوى. فكتبت إليه في الجواب: يا غليظ الطبع، إن أجاب الله دعائك لم نلتق أبداً. وقطعته.
كتب الجماز إلى مغنية رقعة وحشاها بالشعر، فكتبت على ظهرها لا تجتمع شعرتان بشعر. ( الشعرتان كناية عن شعر العانة ).
قال بعضهم: سمعت امرأة بباب الطاق وهي تقول لصاحبتها في عشية يوم عيد: إيش رأيت يا أختي في هذا الزحام؟ قالت: يا أختي، رأيت العجب، رأيت أيوراً تتمطى، وأرحاماً تتثاءب.
دخل صبي مع أبيه الحمام فعاد إلى أمه فقال: ما رأيت أصغر زباً من أبي. فقالت: وفي أي شيء كان لأمك بخت حتى يكون لها في هذا؟
قال رجل واسع الفم أهدل الشفتين لمغنية: أشتهي أن أدخل لساني في فمك قالت: ولم؟ قد قامت القيامة حتى يلج الجمل في سم الخياط؟
زحمت مدينية رجلاً فقال: المستعان الله منكن. ما أكثركن! قالت: نحن على هذه الكثرة وأنتم تلوطون وتتبادلون. فلو كانت فينا قلة نكتم الحمير.
قال أبو النواس يوما لقينة وأشار إلى أيره في أي سورة هو: " فاستغلظ فاستوى على سوقه " فاستلقت وتكشفت وقالت: " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " .
وكان يوما عند بغض إخوانه إذ خرجت عليه جارية بيضاء عليها ثياب خضر فلما رآها مسح عينيه وقال: خيراً رأيت إن شاء الله فقالت: وما رأيت ؟ قال: رأيت كأني راكب دابة أشهب عليه جل أخضر قالت: إن صدقت رؤياك استدخلت فجلة.
اشترى رجل جارية نصرانية فواقعها وكان له متاع وافر، فلما أدخله عليها قالت: بأبي النبي الأمي. فقال الرجل: هذا أول حر أسلم على يد أير.
عرضت على المتوكل جارية فقال لها: إيش تحسنين؟ قالت: عشرين لوناً رهزا. فأعجبته فاشتراها.
استعرض ابن المدبر طباخة فقال لها: أتحسنين الحشو؟ قالت: الحشو إليك.
عرضت جارية على فتى للبيع فكشفت عن حرها وقالت: انظر كم مساحة هذا القراح. فخجل الفتى. فقالت له: لو كنت ظريفاً لقلت: حتى أخرج قصبة المساحة.
وكان مع عبد الملك جارية له لما واقع مصعب بن الزبير فنظرت إلى مقتول قد انقلب وانتفخ أيره. فقالت: يا أمير المؤمنين؛ ما أعظم أيور المنافقين! فلطمها وقال: اسكتي لعنك الله.
وكان رجل دل بآلته وعظمها فقال يوماً لامرأة وقد واقعها وأعجبه ما معه: ألم يخرج من حلقك بعد؟ قالت: أوقد أدخلته بعد؟
سألت واحدة أخرى: ما تقولين في ابن عشرين؟ قالت: ريحان تشمين. قالت: فابن ثلاثين؟ قالت: أبو بنات وبنين. قالت: فابن الأربعين؟ قالت: شديد الطعن متين. قالت: فابن الخمسين؟ قالت: يجوز في الخاطبين. قالت: فابن الستين؟ قالت: صاحب سعال وأنين. قالت: فابن سبعين؟ قالت: اكتبيه في الضراطين. قالت: فابن ثمانين؟ قالت: أنت في حرج إن لم تسكتين.
قال بعضهم: خرجت إلى بعض القرى في أمانة، وكنت مولعاً بالباه، فلما غبت أياماً لم أصبر، فخرجت يوماً إلى الصحراء فرأيت عجوزاً عليها كساء ومعها جرة فأخذتها فقالت لي: من أنت؟ قلت: أنا سبع آكلك فنكتها ومضت ورجعت إلى السدر، وأنا قاعد ذات يوم فإذا بالعجوز قد عرفتني، فأقبلت نحوي وقالت: سبع، قم كلني.
وحكى بعضهم: أنه كان جالساً مع امرأته في منظرة فجاز غلام حسن الوجه فقالت المرأة: أعيذه بالله ما أحسن وجهه! فقال الزوج: نعم؛ لولا أنه خصي، فقالت: لعن الله من خصاه.
لما زفت عائشة بنت طلحة إلى مصعب قال: والله لأقتلنها جماعاً. فواقعها مرة ونام، فلم ينتبه إلى السحر، فحركته وقالت: انتبه يا قتال!
قال جعفر بن سليمان: أتتني امرأة من أهل البادية فقالت: يا أبا سليمان، لا يعجبني الشاب يمعج معجان المهر طلقاً أو طلقتين ثم يضطجع بناحية الميدان، ولكن أين أنت من كهل يضع قب استه على الأرض، ثم سحباً وجراً.
قيل لامرأة ظريفة: أبكر أنت؟ قالت: أعوذ بالله من الكساد.
قيل لامرأة: ما تقولين في السحاق؟ فقالت: هو التيمم لا يجوز إلا عند عدم الماء.
خطب رجل امرأة فاشتطت عليه في المهر وغيره فقال: نعم إن احتملت عيوبي. قالت: وما ذاك؟ قال: أيري كبير، وأنا مستهتر بالجماع لا أريحك، وأبطيء الفراغ. فقالت: يا جارية، أحضري شيوخ المحلة تشهد على بركة الله، فالرجل ساذج لا يعرف الخير من الشر.
قال شاب لجارية: أيري يقرأ على حرك السلام. فقالت: حري لا يقبل السلام إلا مشافهة.
خرجت حبى المدينية ليلة في جوف الليل فلقيها إنسان فقال لها: تخرجين في هذا الوقت؟ قالت: ولم أبالي؟ إن لقيني شيطان فأنا في طاعته، وإن لقيني رجل فأنا في طلبه.
لاعب الأمين جارية بالنرد على إمرة مطاعة فغلبته فقال: احتكمي. فقالت: قم. فقام وفعل، وعاود اللعب معها فغلبته، فاحتكمت عليه مثل ذلك ثم لاعبها الثالثة فغلبته وقالت: قم أيضاً. فقال: لا أقدر. قالت: فأكتب عليك به كتاباً. قال: نعم. فتناولت الدواة والقرطاس وكتبت، ذكر حق فلانة على أمير المؤمنين، أن لها عليه فرداً تأخذه به متى شاءت من ليل أو نهار. وكان على رأسها وصيفة بمذبة في يدها. فقالت: يا ستي؛ اكتبي في الكتاب: ومتى قام بالمطالبة بما في هذا الكتاب أحد فهو ولي قبض ما فيه. فضحك الأمين وأمر لها بجائزة.
اعترض المتوكل جاريتين بكراً وثيباً، فقالت الشيب: ما بيننا إلا يوم واحد. فقالت البكر: " وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون " .
كان لرجل عنين امرأة فرآها يوماً تساحق أخرى فقال: ويلك، خرق على خرق؟ قالت: نعم حتى يرزق الله برقعة.
كتبت سحاقة إلى حبة لها تزوجت: يا أختي، ما أقبح الصاد مع اللام، وأحسن الصاد مع الصاد! فأجابتها: ما أحسن اللحم على اللحم، وأقبح الخبز على الخبز.!
وكتبت أخرى إلى صديقة لها تغايظ بزوجها: لو تطعمت بأيره ما تلذذت بغيره.
وعوتبت أخرى وكانت قد تزوجت وتركت السحاق وزهدت فيه فقالت: يا أخواتي، رأيتن قفلاً يفتح بقفل؟ قلن: لا. قالت: قد وجدت لقلي مفتاحاً لا يتعاظمه ألف قفل، فمن احتاج إليه منكن لم أبخل به عليها.
قالت سحاقة لأخرى: ليس شيء أطيب من الموز - تكني عن الجماع - قالت: صدقت، ولكنه ينفخ البطن - تكنى عن الحبل
ثمامة العوفي امرأة فسألت عن حرفته فكتب إليها.
وسائلة ما حرفتي؟ قلت: حرفتي = مقارعة الأبطال في كل مأزق
وضربي طلى الأبطال بالسيف معلماً = إذا زحف الصفان تحت الخوافق
فلما قرأت الشعر قالت للرسول: قل له: فديتك أنت أسد فاطلب لنفسك لبؤة؛ فإني ظبية أحتاج إلى غزال.
قال رجل لجارية اعترضها - وكان دميماً فكرهته وأعرضت عنه: إنما أريدك لنفسي. قالت: فمن نفسك أفر.
وذكر بعضهم قال: مرت بي امرأة وأنا أصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتقيتها بيدي، فوقعت على فرجها فقالت: يا فتى، ما أتيت أشد مما اتقيت.
قال ابن داحة: رأيت عثيمة بنت الفضل الضمرية تريد أن تعطس فتضع أصبعها على أنفها، كأنها تريد أن ترد عطاسها وتقول: لعن الله كثيراً، فإني ما أردت العطاس إلا ذكرت قوله:
إذا ضمرية عطست فنكها = فإن عطاسها حب السفاد
وقال عقيل بن بلال: سمعتني أعرابية أنشد:
وكم ليلة بتها غير آثم = بمهضومة الكشحين ريانة القلب
فقالت لي: هلا أثمت أخزاك الله.
وصفت مدينية رجلاً فقالت: ناكني نيكاً كأنه يطلب في حري كنزاً من كنوز الجاهلية.
قال بعضهم:
اشتريت جملاً صعباً فأردنا إدخاله الدار فلم يدخل، فضربناه وأشرفت علينا امرأة كأنها البدر فقالت: ما شأنه؟ قلنا: ليس يدخل. قالت: بلوا رأسه حتى يدخل.
نظر المتوكل إلى جارية منكبة فلم يرض عجيزتها فقال: إنك لرسحاء ( يعني مؤخرتها مستوية مع ظهرها) فقالت: يا سيدي ما نقصناه من الطست زيادة في التنور.
قال المتوكل لجارية استعرضها: أنت بكر أم إيش؟ قالت: أنا إيش يا سيدي.
قال بعض النخاسين: اشتريت جارية سندية فكنت إذا خرجت أقفل عليها الباب، فجئت يوماً وفتحت الباب فلم أجدها في الدار، فصحت بها فلم تجدني، فصعدت السطح فإذا هي مطلعة على اصطبل وقد أنزى حمار على أتان ( يعني حمار يمارس الجنس مع انثاه ), وهي تنظر إليه قال: فأنعظت وجئت إليها وهي منكبة على الحائط فأولجت فيها فالتفتت إلي وقالت: يا مولاي، فحرك ذنبك واضرط.
كان رجل يتعشق امرأة، ويتبعها في الطرقات دهراً، إلى أن أمكنته من نفسها. فلما أفضى إليها لم ينتشر عليه فقالت له: أيرك هذا أير لئيم. قال: بل هو من الذين قال فيهم الشاعر:
وأفضل الناس أحلاماً إذا قدروا
نظر المهلب يوماُ إلى أخيه يزيد وهو يطالع امرأته ويقول لها: اكشفي ساقك ولك خمسون ألف درهم فقال: ويلك يا فاسق؛ هات نصفها وهي طالق.
قال بعضهم لأعرابي: هل يطأ أحدكم عشيقته؟ فقال: بأبي أنت وأمي. ذاك طالب ولد ليس ذاك بعاشق.
سمع إسماعيل بن غزوان قول الله تبارك وتعالى " قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين. ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين " . فقال : لا والله إن سمعت بأغزل من هذه الفاسقه. ولما سمع بكثرة مراودتها 462 ليوسف واستعصامه بالله قال: أما والله لو بي محكت.
قال الأصمعي: راودت أعرابة شيخاً عن نفسه، فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة أبطأ عليه الانتشار فأقبلت تستعجله وتوبخه فقال لها: يا هذه إنك تفتحين بيتأ وأنا أنشر ميتاً.
جاء رجل إلى عابد فسأله عن القبلة للصايم، فقال: تكره للحدث، ولا بأس بها للمسن، وفي الليل لك فسحة. فقال: إن زوجها يعود إلى منزله ليلاً فقال: يا بن أخ؛ هذا يكره في شوال أيضاً.
أخذ رجل مع زنجية وكان قد أعطاها نصف درهم، فلما أتى به إلى الوالي أمر بتجريده وجعل يضربه ويقول: يا عدو الله؛ تزني بزنجية! فلما أكثر قال: أصلحك الله، فبنصف درهم إيش أجد، ومن يعطيني؟ فضحك وخلاه.
قال بعضهم لقينة كانت إلى جانبه في مجلس: أشتهي أن أضع يدي عليه. قالت: إذا كان العتمة. قال: يا ستي؛ إذا كان العتمة وأطفئ السراج يكون الزحام عليه أكثر من الزحام على الحجر الأسود.
وكان بعضهم في مجلس شرب فيه مغنيات فقامت واحدة منهن فكانت مليحة، فوضعت الطبل وقعدت عليه، فقال: يا إخوتي. ما كنت أحسب أني أحب يوماً ما أن أكون طبلاً حتى الساعة!
قالت امرأة أبي إسماعيل القاص لزوجها: إن الجيران يرمونني بالفاحشة قال: لا يحل لهم حتى يروه فيك كالميل في المكحلة.
كان على بعض أبواب الدور خياط. وكانت لهم جارية تخرج لحوائجهم فقال الخياط لها يوماً - وقد خرجت: أخبري ستك أن لي أيرين. فدخلت الجارية وهي تدمدم، قالت لها ستها: مالك؟ قالت: خير. قالت: لا بد من أن تخبريني، فأخبرتها بقول الخياط. فقالت: أحضريه حتى يقطع لنا أثواباً. فدعته وطرحت إليه ثوباً فلما قطعه قالت له: بلغني أن لك أيرين. قال: نعم واحد صغير أنيك به الأغنياء، وآخر كبير أنيك به الفقراء قالت المرأة: لا يغرنك شأننا الذي تراه؛ فإن أكثره عارية(يعني سلف).
قيل لرجل رئي وهو يكلم امرأة في شهر رمضان: أتكلمها في مثل هذا الشهر؟ قال: أدرجها (احجزها) لشوال.
نظر رجل إلى مغن يطارح جارية للغناء وقد غمزها فقال له: ما هذه الغمزة؟ قال: غمزة في الغناء. قال: أتراني لا أعرف غمزة الغناء من غمزة الزنى.
وجد رجل مع أمه رجلاً، فقتل أمه وخلى عن الرجل، فقيل له: ألا قتلت الرجل وخليت أمك؟ قال: إذا كنت أحتاج أن أقتل كل يوم رجلاً.
قال مسعر، حدثني علي بن الحسين العلوي قال: كان بهمذان رجل يعرف بأبي محمد القمي، وكان متصرفاً بها، وكان شديد الحماقة في بغضه معاوية؛ فورد البلد غلام بغدادي، وكان يكتب الحديث، وبلغ القمي خبره، وأنه صبيح الوجه موصوف بالملاحة، فوجه غلاماً له إليه بدينارين، ودعاه إلى منزله، فمضى الغلام وأحتفل القمي في المائدة والزينة والكرامة، حتى إذا كان وقت النوم قام الغلام وطرح جنبه ناحية، فنهض وراءه القمي وراوده وداوره، فلما أجاب كرهاً أقحم عليه أيره، فتأوه الغلام وصرخ وقال: أخرج أمك بظراء، فقال القمي: دعني من هذا وانزل على أحد ثلاثة أمور: إما أن تلعن معاوية، وإما أن ترد الدينارين، وإما أن تستدخل أيري كله، فقال الغلام: أما لعن معاوية فلا سبيل إليه، وأما الديناران فقد أنفقت أحدهما ولا ترضى أرتجاعه إلا مع الآخر، وأما الصبر على مرادك فأنا أستعين بالله عليه؛ فغمز عليه بالحمية، وجعل الغلام يتلوى ويقول: هذا في رضاك يا أبا عبد الرحمن قليل.
قال الرشيد: أربعة أشياء ممسوخة: أكل الأرز البارد، والقبلة على النقاب، والنيك في الماء، والغناء من وراء ستارة.
قال الجاحظ: دخلت الجامع ببغداد، فرأيت شيخاً مهيباً فجلست إليه وقلت له: أفدني رحمك الله مما علمك الله، قال: أكتب، إذا جاءتك الفسو فلا تحبسها ولو كنت بين الركن والمقام، قلت: زدني، قال: أستعمل الدهن مع البزاق وأستعن بهما على هذه العفاج الضيقة، قلت: زدني، قال: إذا كانت لك جارية فنكها من خلف ومن قدام حتى تكون كأنها جارية وغلام، قلت: زدني، قال: تمسك بهذه الثلاث وأنت لقمان الحكيم.
قال ابن المعتز: كان أحمد بن علي الإسكافي عنيناً، فراود امرأة عن نفسها فلما أمكنته عجز، فقام مشيطاً وأخذ السكين ليقطع ذكره، فقالت له الماجنة: لا تفعل يا سيدي، دعه تبول فيه.
قال الحسين بن فهم: قلت لجاريتي عند غيظي منها وغضبي عليها: اصبري حتى تجيء الغلة، والله لأشترين جارية مثل القمر وأستريح منك، قالت: يا مولاي، اشتر أولاً أيراً تنيك به.
قامت امرأة تصلي بلا سراويل، فرآها ماجن، فانتظر بها حتى سجدت ثم وثب عليها وألقى ذيلها وحشا يطنها وهي لا تتحرك، فلما صب وقام أقبلت عليه وقالت: يا جاهل، قدرت أني أقطع صلاتي بسببك?!
قال رجل لجارية أراد أن يشتريها: لا يريبنك هذا الشيب فإني قوي على النيك، فقالت: يا هذا، حدثني: أيسرك أن تبتلى بعجوز مغتلمة?!
قيل لجارية: أنت بكر? قالت: قد كنت، فعافاني الله.
قالت مجرية: لو أن حية افتض امرأة لنزعت نفسها إليه.
هجم رجل على امرأة وهي نائمة ودفع فيها فانتبهت مذعورة، فقال لها: أيش تأمرين? أخرجه? قالت: دعه يذهب حتى أفكر في شيء.
جامع رجل قصير امرأة طويلة، فلما قبلها خرج متاعه من بطنها، فقالت له: نحن والله في طرائف، كل ما ربحناه من فوق خسرناه من أسفل.
أدخل الجماز قحبة، فلما ركبها لم ينتشر عليه، ففي حركته ضرط فخجل، فقال لها: بالله لك زوج? فقالت له: لو كان لي زوج لم أدعك تخرا علي.
وقالت أخرى لآخر لم ينتشر عليه: لو كان لي زوج لم أدعك تجعل حري طنبوراً تضرب عليه، لأنه كان يدلك أيره على شفريها.
سمعت امرأة بغدادية تقول لجارتها وهي تصف رجلاً: لعنه الله، إذا أطبق فمه كأنه جحر مشنج، وغذا فتحه كأنه كس مفحج.
وقال الجماز: مات مخنث يقال له قرنفل، فرآه إنسان في النوم وكأنه يقول: أيش خبرك يا قرنفل? قال: لا تسأل، فيقول: إلى أين صرت يا قرنفل? قال: إلى النار، قال: ويلك فمن ينيكك في النار? قال: ثم يزيد ابن معاوية ليس يقصر في أمري.
قال ابن قريعة: كان لبعض المخنثين أير عظيم، فكان يقول: أشتهي من ينيكني بأيري.
وتخاصم رجلان من أهل حمص في أمر نسائهما فقال كل واحد منهما: امرأتي أحسن، وارتفعا إلى قاضيهم، فقال القاضي: أنا عارف بهما، وقد نكتهما جميعاً قبل تقلد القضاء وقبل أن تتزوجاهما، فقال بعض العدول: قد عرفتهما فاقض بينهما، فقالك والله لأن أنيك امرأة هذا في أستها أحب إلي من أن أنيك امرأة هذا في حرها؛ ففرح الذي حكم له وقام مسروراً.
قيل لعمرو الحويزي: إن ابنك يناك، فقال لابنه: ما هذا الذي يقال? قال: كذبوا وإنما أنيكهم؛ فلما كان بعد أيام رأى أبوه صبياناً ينيكونه قال له: هذا النيك ممن تعلمت?قال: من أمي.
وجاء جراب الريح راكباً حماراً فقال له رجل: هذا الحمار كله لك? فقال: كله لي إلا أيره فإنه لك، فخجل الرجل.
نظر مزبد إلى رجل مديني أسود ينيك غلاماً رومياً فقال: كأن أيره في أسته كراع عنز في صحفة أرز.
سمعت شيخاً نبيلاً يقول في مجلس خلوة وأنس: اجتمع بغاء ولوطي، فشمرخ البغاء أير اللوطي فرأى مثل ذراع البكر، فقال: يا هذا، انبسط بنيكي، بخت أي بخت?! قال: وما معنى بخت أي بخت? قال: إما أن تشقني وإما أن يندق أيرك.
قال إسحاق: لا تصادق مخنثاً فإنه يعد من الجفاء مؤانسة بلا نيك.
سمعت أبا الجياب يقول: أنا لا اشتهي أنيك غلاماً ...... يقول.... نعمة؛ وكان يقول: ما عرفنا الإدخال ببغداد حتى جاءنا الديلم. ( معلومة تاريخية مهمة )
قال أبو الغادي: سمعت غلاماً ظريفاً بخراسان يقول: لا تؤاجروا إلا مع الشيخ والغريب: الشيخ يموت، والغريب يغيب.
أحضرت ماجنة حجاماً وتجردت له وأقعدته قدامها وبالت على يدها فبلت به كسها، وقالت للحجام: خذ منه شوابير، فقال لها: كرائي، قالت: خذ منه، فلما فرغ (من النيك)قالت: بارك الله في هذا المتاع الذي حوائجه كلها منه.
وقفت ماجنة على ابن مضاء الرازي فقال له: أنت ابن مضاء? قال: نعم، قالت: لي مسألة، قال: وما هي? قالت: ما بال الشعرة (التي على فتحة الدبر) لا تبيض، واللحية تبيض? قال: لأنها بقرب الفقحة، فرائحة السماد تمنعها من أن تبيض، قالت: فلم لا تأخذ منه كفاً في يدك فتجعله على عنفقتك حتى لا تحتاج إلى الخضاب? فانقطع ابن مضاء وخجل.
قيل لمخنث: ما أقبح استك، قال: يا ابن البغيضة، تراها لا تصلح للخرا?!
غنى مخنث عند أمير، فلما أراد الأنصراف قال: يا سيدي، أنصرف بلا شيء? قال: يا غلام، أعطه مائة درهم يدخلها في حر أمه، قال: يا سيدي، مائة أخرى أدخلها في أستها، فضحك وأمر له بمائة أخرى.
روي عن حمزة بن نصر، مع جلالته عند سلطانه وموضعه من ولايته، أنه دخل على امرأته، وعندها ثوب وشي، فقالت له: كيف هذا الثوب? قال: بكم اشتريتيه? قالت: بألف درهم، قال: قد والله وضعوا في استك مثل ذا، وأشار بكفه مقبوضة مع ساعده، فقالت: لم أدفع الثمن بعد، قال: فخصاهم بعد في يدك، قالت: فأختك قد اشترت شراً منه، قال: إن أختي تضرط من است واسعة، قالت: ولكن أمك عرض عليها فلم ترده، قال: لأن تلك في استها شعر، قال أحمد: وهذا كلام الخرس أحسن منه.
قدم بعض المغفلين للصلاة على جنازة امرأة فقال: رب، إنها كانت تسيء خلقها، وتعصي بعلها، وتبذل فرجها، وتخون جارها، فحاسبها حساباً أدق من شعر استها.
هجم قوم على زنجي ينيك شيخاً، فهرب الزنجي وعلقوا الشيخ، فقال: ما لكم? قالوا يا عدو الله، تتكلم?! قال: ما لي لا أتكلم? ما لنا لا نناك? من أجل أنّا فقراء? احتسبوا على الفضل بن الربيع وعلى الحارث ابن زيادة وعلى غطريف بن أحمد - وعد قوماً من العسكر - إنما يحتسبون علينا لأنّا فقراء.( فضحههم الشيخ يخرب بيته )
قال المقتدر لجارية عرضت عليه: أتشتهين أن أشتريك? قالت: إن اشتهيت أن تنيك! فاستظرفها واشتراها.
قال الأصمعي، قال لي الرشيد: أنشدني أشعر ما تعرف في المجون، فأنشدته: الوافر ألم ترني وعمار بن بشر نشاوى = ما نفيق من الخمور
وكنا نشرب الإسفنط صرفاً = ونصقى بالصغير وبالكبير
إذا ما قحبة وقعت لنيك = رفعناها هنالك بالأيور
بكل مدور صلب متين = شديد الرهز ليس بذي فتور
قال: ثم قلت: قول بكر بن النطاح:
وقحبة أعطيتها خمسة = فنكتها نيكاً بألفين
تركته يطلع من فرجها = طلع حمار بين وقريم
قال ابن أبي حفصة الشاعر للحسن بن شهريار: بلغني أنّك يا أبا علي تنيك غلامك هذا الليل؛ فقال الحسن: وأنا بلغني أنه ينيكك بالنّهار.
قال راوية الفرزدق للفرزدق: والله ما تنهاني عن شيءٍ إلا ركبته، قال: فإني أنهاك عن نيك أمّك.
( …حدثني سليمان بن أحمد الشاعر قال: حدثتني امرأة اسمها هند كنت رأيتها في المشرق، وكانت قد حجت خمس حجات، وهي من المتعبدات المجتهدات، قال سليمان: فقالت لي: يا ابن أخي، لا تحسبن الظن بامرأة قط فإني أخبرك عن نفسي بما يعلمه الله عز وجل: ركبت البحر منصرفة من الحج وقد رفضت الدنيا وأنا خامسة نسوة، كلهن قد حججن، وصرنا في مركب في بحر القلزم، وفي بعض ملاحي السفينة رجل مضمر الخلق مديد القامة واسع الأكتاف حسن التركيب، فرأيته أول ليلة قد أتى إلى إحدى صواحبي فوضع إحليله في يدها وكان ضخما جدا. فأمكنته في الوقت من نفسها. ثم مرّ عليهنّ كلهنّ في ليالي متواليات، فلم يبق له غيرها، تعني نفسها، قالت: فقلت في نفسي: لأنتقمن منك. فأخذت موسى وأمسكتها بيدي. فأتى في الليل على جاري عادته. فلما فعل كفعله في سائر الليالي، سقطت الموسى عليه فارتاع وقام لينهض. قالت: فأشفقت عليه وقلت له: وقد أمسكته: لا زلت أو آخذ نصيبي منك. قالت العجوز: فقضى وطره، واستغفر لله . ).
(- ابن حزم الأندلسي – طوق الحمامة في الألفة والألاف- دار الجيل – بيروت – لبنان – ص.178-179)
وفي المستظرف يقول:
(….فأمرها فغنّت وشرب يزيد وشرب الفتى وشربت الجارية ثم أمر بالأرطال فملئت ثم قال للفتى: سل حاجتك؟ قال: تأمرها يا أمير المؤمنين أن تغني بهذا الشعر:
منّي الوصال ومنكم الهجر حتى يفرق بيننا الدهر
والله لا أسلو عنكمو أبدا = ما لاح بدر وبدا فجر
فأمرها فغنت قال: فلم تتم الأبيات حتى الفتى مغشيا عليه فقال يزيد للجارية: قومي انظري ما حاله فقامت إليه فحركته فإذا هو ميت، فقال لها يزيد: ابكيه، فقالت: لا أبكيه يا أمير المؤمنين وأنت حي فقال لها: ابكيه فو الله لو عاش ما انصرف إلا بك فبكت الجارية وبكى أمير المؤمنين وأمر بالفتى فجهز ودفن، وأما الجارية فلم تمكث بعده إلا أياما قلائل وماتت. )
(شهاب الدين الأبشيهي – المستطرف في كل فن مستظرف – شرحه ووضع هوامشه : إبراهيم أمين محمد – المكتبة التوفيقية – ص.459)
يقول الخليفة الوليد بن يزيد:
( أنا الإمام الوليد مفتخرا = أجر بردي، وأسمع الغزلا
أسحب ذيلي إلى منازلها، = ولا أبالي من لام أو عدلا
ما العيش إلا سماع محسنة = وقهوة تترك الفتى ثملا
لا أرتجي الحور في الخلود = وهل يأمل حور الجنان من عقلا ؟
إذا حبتك الوصال غانية = فجازها بذلها كمن وصلا )
(- أبو العلاء المعري- رسالة الغفران – تحقيق : درويش جويدي – المكتبة العصرية – صيدا – بيروت – الطبعة الأولى : 2004-ص.261)
حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال: حدثني علي بن محمد النوفلي عن أبيه وعمومته، أن مطيع بن إياس وعمارة بن حمزة من بني هاشم، وكان مرميين بالزندقة، نزعا إلى عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب لما خرج في آخر دولة بني أمية، وأول ظهور الدولة العباسية بخراسان، وكان ظهر على نواح من الجبل: منها أصبهان وقم ونهاوند، فكان مطيع وعمارة ينادمانه ولا يفارقانه.
قال النوفلي: فحدثني إبراهيم بن يزيد بن الخشك قال: دخل مطيع بن إياس على عبد الله بن معاوية يوما وغلام واقف على رأسه يذب عنه بمنديل ولم يكن في ذلك الوقت مذاب، إنما المذاب عباسية قال: وكان الغلام الذي يذب أمرد حسن الصورة، يروق عين الناظر، فلما نظر مطيع إلى الغلام كاد عقله يذهب، وجعل يكلم ابن معاوية يلجلج، فقال:
إني وما أعمل الحـجـيج لـه أخشى مطيع الهوى على فرج
أخشى عليه مغامسـا مـرسـا ليس بـذي رقـبة ولا حـرج ما قاله هو وعمارة في صاحب شرطة ابن معاوية أخبرني أحمد بن عبيد الله قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي قال: حدثني أبي عن عمه عيسى قال: كان لابن معاوية صاحب شرطة يقال له: قيس بن عيلان العنسي النوفلي وعيلان اسم أبيه، وكان شيخا كبيرا دهريا لا يؤمن بالله ، وكان إذا عس لم يبق أحد إلا قتله، فأقبل يوما فنظر إليه ابن معاوية ومعه عمارة بن حمزة ومطيع بن إياس، قال:
إن قيسا وإن تقنع شـيبـا لخبيث الهوى على شمطه أجزيا عمارة. فقال:
ابن سبعين منظرا ومشيبا وابن عشر يعد في سقطه فأقبل على مطيع فقال: أجز. فقال:
وله شرطة إذا جنه اللـي ل فعوذوا بالله من شرطه قال النوفلي: وكان مطيع فيما بلغني مأبونا، فدخل عليه قومه فلاموه على فعله، وقالوا له: أنت في أدبك وشرفك وسؤددك وشرفك ترمى بهذه الفاحشة القذرة? فلو أقصرت عنها فقال: جربوه أنتم ثم دعوا إن كنتم صادقين. فانصرفوا عنه. وقالوا: قبح الله فعلك وعذرك، وما استقبلتنا به.
أخبرني عيسى بن الحسين قال: حدثنا حماد عن أخيه عن النضر بن جديد قال: أخبرني أبو عبد الملك المرواني قال: حدثني مطيع بن إياس قال: قال لي حماد عجرد: هل لك في أن أريك خشة صديقي، وهي المعروفة بظبية الوادي? قلت: نعم. قال: إنك إن قعدت عنها وخبثت عينك في النظر أفسدتها علي. فقلت: لا والله لا أتكلم بكلمة تسوءك. ولأسرنك. فمضى وقال: والله لا أتكلم، لئن خالفت ما قلت لأخرجنك. قال: قلت: إن خالفت ما تكره فاصنع بي ما أحببت. قال: امض بنا. فأدخلني على أظرف خلق الله وأحسنهم وجها، فلما رأيتها أخذني الزمع وفطن لي: فقال: اسكن يا ابن الزانية. فسكنت قليلا، فلحظتني ولحظتها أخرى، فغضب ووضع قلنسيته عن رأسه، وكانت صلعته حمراء كأنها است قرد، فلما وضعها وجدت للكلام موضعا فقلت:
وار السوأة السـوآ ء = يا حماد عن خشه
عن الأترجة الغض ة والتفاحة الهشـه فالتفت إلي، وقال: فعلتها يا ابن الزانية? فقالت له: أحسن والله، ما بلغ صفتك بعد، فما تريد منه? فقال لها: يا زانية فقالت له: الزانية أمك وثاورته وثاورها، فشقت قميصه، وبصقت في وجهه، وقالت له: ما تصادقك وتدع مثل هذا إلا زانية وخرجنا وقد لقي كل بلاء، وقال لي: ألم أقل لك يا ابن الزانية: إنك ستفسد علي مجلسي. فأمسكت عن جوابه، وجعل يهجوني ويسبني، ويشكوني إلى أصحابنا، فقالوا لي: اهجه ودعنا وإياه. فقلت فيه:
ألا يا ظبية الـوادي = وذات الجسد الراد
(الاغاني، ص 1800)
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز، قال: حدثنا المدائني، قال: قال حمزة بن بيض يوما للفرزدق: أيما أحب إليك، تسبق الخير أو يسبقك? قال: لا أسبقه ولا يسبقني، ولكن نكون معا. فأيما أحب إليك، وأن تدخل إلى بيتك، فتجدرجلا قابضا على حر امرأتك، أو تجد امرأتك قابضه على أيره? فقال: كلام لابد من جوابه، والبادي أظلم، بل أجدها قابضة على أيره، قد أغبته عن نفسها. (المصدر السابق، صفحة : 1815)
أخبرني علي بن صالح بن الهيثم قال: حدثني أحمد بن أبي فنن الشاعر، قال: حدثني من لا أحصي من الجلساء أن ربيعة الرقي كان لا يزال يعبث بالعباس بن محمد بحضرة الرشيد، العبث الذي يبلغ منه، منذ جرى بينهما في مديحه إياه ما جرى، من حيث لا يتعلق عليه فيه بشيء، فجاء العباس يوما إلى الرشيد ببرنية فيها غاليه، فوضعها بين يديه، ثم قال: هذه يا أمير المؤمنين غالية، صنعتها لك بيدي، اختير عنبرها من شحر عمان، ومسكها من مفاوز التبت، وبانها من قعر تهامة؛ فالفضائل كلها مجموعة فيها، والنعت يقصر عنها.
فاعترضه ربيعة، فقال: ما رأيت أعجب منك، ومن صفتك لهذه الغالية، عند من إليه كل موصوف يجلب، وفي سوقه ينفق، وبه إليه يتقرب، وما قدر غاليتك هذه، أعزك الله، حتى بلغ في وصفها ما بلغت، أأجريت بها إليه نهرا، ام حملت إليه منها وقرا إن تعظيمك هذا عند من تحببى إليه خزائن الأرض وأموالها من كل بلدة، وتذل لهيبته جبابرة الملوك المطيعة والخالفة، وتتحفه بطرف بلدانها، وبدائع ممالكها، حتى كأنك قد فقت به على كل ما عنده، أو أبدعت له ما لا يعرفه، أو خصصته بما لم يحوه ملكه، لا تخلو فيه من ضعف أو قصر همة. أنشدك الله يا أمير المؤمنين، إلا جعلت حظي من كل جائزة وفائدة توصلها إلي مدة سنتي هذه الغالية، حتى أتلقاها بحقها.
فقال: أدفعوها إليه، فدفعت إليه. فأدخل يده فيها، وأخرج ملئها، رحل سراويله، وأدخل يدع فطلى بها استه، وأخذ حفنة اخرى، وطلى بها ذكره وأنثييه، وأخرج حفنتين، فجعلهما تحت إبطيه، ثم قال: يا أمير المؤمنين، مر غلامي أن يدخل إلي، فقال: ادخلوه إليه، وهو يضحك، فأدخلوه إليه فدفع إليه البرنية غير مختومة، وقال أذهب إلى جارتي فلانة بهذه البرنية، وقل لها: طيبي بها حرك واستك وإبطيك، حتى أحيء الساعة وأنيكك، فأخذها الغلام ومضى وضحك الرشيد حتى غشي عليه، وكاد العباس يموت غيظا، ثم قام فانصرف، وأمر الرشيد لربيعة بثلاثين ألف درهم . (1832)
خبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدثني عمر بن شبة قال: قال أبو عبيدة: هوي أبو العباس الأعمى امرأة ذات بعل، فراسلها، فأعلمت زوجها، فقال: أطمعيه. فأطمعته. ثم قال: أرسلي إليه فليأتك. فأرسلت إليه، فأتاها، وجلس زوجها إلى جانبها، فقال لها أبو العباس: إنك قد وصفت لنا وما نراك، فألمسينا. فأخذت يده، فوضعتها على أير زوجها، فنفر، وعلم أن قد كيد، فنهض من عندها، وقال:
علي ألـية مـادمـت حـيا = أمسك طائعـا إلا بـعـود
ولا أهدي لأرض أنت فيهـا = سلام الله إلا مـن بـعـيد
رجوت غنيمة فوضعت كفي على أيبر أشد من الحـديد
فخير منك من لا خير فـيه وخير من زيارتكم قعـودي وقرأت هذه الحكاية مروية عن الأصمعي غير مذكور راويها عنه. وزعم أن بشارا صاحب القصة، وأنه كان له مجلس يسميه البردان، يجتمع إليه فيه النساء، فعشق هذه المرأة وقد سمع كلامها. ثم ذكر الخبر بطوله، وقال فيه: فلما وصل إليها أنشأ يقول:
مليكة قد وصفت لنا بحسن = وإنا لا نراك فألمسـينـا
فأخذ زوجها يده، فوضعها على أيره.
(1861) ثم استؤذن للفضل بن الربيع، فأذن له، فلما دخل قال: ما وراءك في هذا الوقت? قال: كل خير يا أمير المؤمنين، ولكن حرى الساعة لي سبب لم يجز لي كتمانه أمير المؤمنين. قال: وما ذاك? قال: أخرج إلي في هذا الوقت ثلاث جوار لي: مكية، ومدينية، وعراقية. فقبضت المدينية على ذكري، فلما أنعظت وثبت المكية فقعدت عليه، فقالت لها المدينية: ما هذا التعدي? ألم تعلمي أن مالكا حدثنا عن الزهري عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحيا أرضا ميتة فهي له فقالت الأخرى: أو لم تعلمي أن سفيان حدثنا، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصيد لمن صاده لا لمن أثاره . فدفعتهما العراقية عنه، ووثبت عليه، وقالت: هدا لي، وفي يدي حتى تصطلحا. فضحك الرشيد، وأمره لحملهن إليه، ففعل، وحظين عنده، وفيهن يقول:
ملك الثلاث الآنسات عناني = وحللن من قلبي بكل مكان
(1871) أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا عيسى بن إسماعيل تينة قال: حدثني القحذمي قال: كان ابن ألغز أيرا، فكان إذا أنعظ احتكت الفصال بأيره، قال: وكان في إياد امرأة تستصغر أيور الرجال، فجامعها ابن ألغز، فقالت: يا معشر إياد، أبالركب تجامعون النساء? قال: فضرب بيده على أليتها وقال: ما هذا? فقالت وهي لا تعقل ما تقول: هذا القمر. فضرب العرب بها المثل: أريها استها وتريني القمر . وأنشد وقد كان الحجاج منع من لحوم البقر خوفا من قلة العمارة في السواد، فقيل فيه:
شكونا إليه خراب السـواد = فحرم فينا لحوم البـقـر
فكنا كمن قال من قبلـنـا = أريها استها وتريني القمر
------------------------------------------------------
(1)البازدارية كلمة فارسية تعني القائمين على الطيور السلطانية وهي من شقين باز وتعني البازي وداري تعني القائمين عليها.
(2)لا ينفق اي لا يضحك عليهن بمثله.