صوت شريد
كما أرى
كما أسمع
أو كما أسقط في رؤيا
صوت شريد يرج هذا الخراب العظيم
يرفع شعلة تغنيها الجراح
سلاما لعشاقها ،لشرارتها ،
لبرقها في ظلمة الأيام ،
النائمون في رمادهم يدركون
أن التيه لا ينبت أجنحة،
وأن في الليل صوت يصعد من
شقوق الروح ،
ينبت شوكا في خصر اللغة ،
ويتذوق سمه صورا مرعبة :
السراب اتجاهكم
موتوا كما تشاؤون بحلم أبيض ، أسود ،
أزرق ،أوحتى أبرص ،
مبقع بالكي أو بحكمة النمل !
ودخنوا الحلم حتى يطفح جلدكم
شقوا صدوركم ..
غنوا ! فالآتي هباب وجراد
تشردوا في شهقات الورق !
تآلفوا ! تجردوا !
وتقاطروا في ذاكرة القحط الآتي !
تقول كوابيس تقرأ تآويلها
ويقول رماد يعرف
أن جوهر الروح يسقط
إذا الينابع جفت ،
وعلا صداها في الفراغ
*
يعرف القهر
أن الدموع لا تكفي ،
ويعرف الشاهد أن الصمت في كل دوائره
أسر مليء بالأفخاخ ،
لا يفجره بؤس ثرثرة على الضفاف
*
تعرف الأيام ،
أن الآتي قصدير يحترق ،
خط جحيم طويل وسفلي
تزهر فيه ديناصورات
الفريسة عارية تحت
شمس الله ،تتكاثر الطحالب على فمها
بشر يعبر فوق حد المدية ،
يرقص ..
الألم كثير ،
الصبر كثير ،
الصدأ كثير ،
الغبارأكثر ، من كل جهة يعلو ،
ويتلاطم
والوقت يدور على نفسه
غرف مغلقة تدير الشريط
الفريسة لا ملاذ لها،
والقرار لا أحد ..
لا أحد
٢٤/٠٦/٢٠٢٤