رسائل الأدباء : رسالتان بين محمود الخفيف وحسين فهمي صادق

24 - 02 - 1941


إلى الأستاذ محمود الخفيف

تحية طيبة...
وبعد

فقد تهجمت (من وراء المنظار) على نائب محترم نعزه ونجلّه أعيان دائرته فكتبت إليك هذه الكلمة رداً على مقالك من غير تعليق.

قرأ أحد النواب الفرنسيين ذات صباح مقالاً يهاجمه فيه الكاتب هجوماً بلغ حد الإهانة، فبلغ به الغضب مبلغاً عظيماً وأسرع إلى صديق له يسأله كيف يستطيع أن يرد هذه الإهانة: أيدعو الصحفي إلى المبارزة؟ أم يطلب منه أن يعتذر رسمياً؟ ولكن صديقه كان عاقلاً إذ ابتسم وقال: (لا عليك يا صاحبي من هذا كله، فإن نصف قراء الصحيفة لم يلاحظوا هذا المقال، ونصف الذين لاحظوه لم يقرءوه، ونصف الذين قرءوه لم يفهموه، ونصف الذين فهموه لم يصدقوه، ونصف الذين صدقوه لا قيمة لهم. . . فماذا يبقى بعد ذلك؟)

هل أنت فاهم يا صاح؟ وهل عرفت أنك كالحادي وليس له بعير؟

حسين فهمي صادق
بكلية الحقوق


***


إلى الأديب حسين فهمي

حيرتني في غير داع بكلمتك، فما كتبت مقالي عن شخص معين؛ والذي كتبت عنه ليس بنائب ولا بذي دائرة بالطبع، ولا هو ممن يعزه أحد بالضرورة.

وما قابلت إنساناً ممن يفهمون ما يقرءون إلا حدثني أن هذه الصور التي أجلوها إنما هي صور شائعة في كل بلد فلا تعني واحداً بالذات.

أما عن قصتك فيكفي أن أنبهك وكنت خليقاً أن تنتبه من تلقاء نفسك أني لم أكن حادياً بغير بعير، وأظنك فهمت الآن مَنْ بعيري. . . فأنت بلا شك من ذلك النصف الذي فهم، ولا عليّ إن كنت صدقت أم لم تصدق.

الخفيف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى