رسائل الأدباء : رسالتان من قارئتين الى زكي مبارك

-1-

23 - 02 - 1942

إلى الدكتور زكي مبارك

في أي عصر نحن حتى توجه هذه الكلمات المخزية إلى شخص المرأة وهي التي ولدت العباقر وساعدت على قيام الحضارة؟ وكيف تستطيع هذه المرأة التي وصفتها بهذا الوصف ورميتها بهذا الخلق أن تنشئ طفلاً على الكرامة، أو تطبع أمة على الاستقلال؟ ثق يا أستاذ أن الأمم الشرقية ما سهل عليها تحمل الاستعباد والذل الجيل بعد الجيل إلا لأن الزوجات كن مستعبدات مستذلات. وهل تراني في حاجة إلى أن أذكرك بهند أم معاوية التي لم تخضع لزوجها أبي سفيان زعيم مكة وسيد قريش بل رمته بالحصباء وأغلظت له القول وعيرته وطردته حين آتاها يزف إليها البشرى يوم الفتح أن من دخل بيته فهو آمن. هل تجهل أنها أنجبت خير ملوك المسلمين سياسة، وأكيسهم معاملة: معاوية الذي أنشأ دولة وحكم عشرين سنة استطاع بعدها أن يبايع لابنه الفاسق دون أن يعارض معارض؟ حسبي ما ذكرت؛ ولعلك راجع عما كتب

(سوهاج)

(بثينة)

*****


-2-

02 - 03 - 1942

إلى الدكتور زكي مبارك

قرأت ما كتبته في العدد (448) من مجلة الرسالة الغراء تحت عنوان (أعدى الأعداء) ولست أقول فيه شيئاً، غير أني أحيلك إلى ما كتبه الدكتور طه حسين بك في العدد (399) من مجلة الاثنين ففيه خير جواب لك

ولعل من الخير أن أذكرك بكلمة قالها الجاحظ في كتابه عن النساء وهي: (لسنا نقول ولا يقول أحد ممن يعقل أن النساء فوق الرجال أو دونهم بطبقة أو طبقتين أو بأكثر) وبما لقلمك من فضل على الأدب العربي الحديث لا يسعني إلا أن أقول: (هداك الله للحق وأبعد كيد الشيطان عنك).

(بنت بغداد)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى