أنظر إلي يا طائري الخرافي,
ها نحن ذا, هذه سماؤنا، وهذا الظلام دامس دون نجوم,
الأعباء التي أحملها، والملابس التي أرتديها سوف أنزعها، فهي ليست متناغمة أبدا،
هناك أماكن لا يغطيها اللباس,
البس أجمل ريشك, وخذني من هذا المكان الذي تفوح منه رائحة الدماء, وينضح بجرائم بني البشر،
هات جناحك, وأبعدني عن هذا المكان المليء بالجثث فأنا لا أهوى مبارزات الدم،
خذني أيها الطائر الضخم إلى سماء الله الفسيحة, فالأرض قد ضاقت بالسوء وأنفاسي اختنقت،
خذني تحت جناحك, واصعد بي إلى الأعلى, لأختبئ من نفسي الأمارة بالسوء, وانزع عني بشريتي فهي سر البلاء.
هنا، على الأرض ستظهر مخالبي دون أن تراها، وستبرز خيانتي ولؤمي, وسأذبحك دون رحمة
على الأرض, يزورني الشيطان باستمرار, ويعمني الشر ويدفعني لأقتلك, وأرمي بأحشائك وأجعلك طعامي اللذيذ !.
جردني من بشريتي اللعينة, لأنني في سماء الله الفسيحة سأطير معك وستغادرني كل أفكار الأرض الشريرة.
مهما كان ما سأفعله, في السماء سأقوم به دون غدر أو خيانة, دون مخاتلة أو لؤم .
سوف أقف أمام ظلام نفسي الكثيف وسوف أقف وراء ماضي وأمواجه العنيفة, وبذلك سنصل إلى نقطة الوصول.
يظنون أنني بخير, لكنني عندما أنظر إليك أراك تموت، ولما أنظر إلى عمق عينيك أرى هوة عميقة ويداي هما من انتزعتا عينيك من محاجرهما.
آخر مرة, يا طائري, وقفت أمام المرآة وصرخت بنفسي:
ــ لماذا يصعب عليك أن تتقبلي وضعك البشري؟ لماذا لا تكوني مثل الآخرين؟؟
ــ أيها الآخرون ! إن ظننتم أنكم يمكن أن تحبونني، فلا تترددوا !!
فاطمة البسريني _
* من المجموعة القصصية: (الآتون)
ها نحن ذا, هذه سماؤنا، وهذا الظلام دامس دون نجوم,
الأعباء التي أحملها، والملابس التي أرتديها سوف أنزعها، فهي ليست متناغمة أبدا،
هناك أماكن لا يغطيها اللباس,
البس أجمل ريشك, وخذني من هذا المكان الذي تفوح منه رائحة الدماء, وينضح بجرائم بني البشر،
هات جناحك, وأبعدني عن هذا المكان المليء بالجثث فأنا لا أهوى مبارزات الدم،
خذني أيها الطائر الضخم إلى سماء الله الفسيحة, فالأرض قد ضاقت بالسوء وأنفاسي اختنقت،
خذني تحت جناحك, واصعد بي إلى الأعلى, لأختبئ من نفسي الأمارة بالسوء, وانزع عني بشريتي فهي سر البلاء.
هنا، على الأرض ستظهر مخالبي دون أن تراها، وستبرز خيانتي ولؤمي, وسأذبحك دون رحمة
على الأرض, يزورني الشيطان باستمرار, ويعمني الشر ويدفعني لأقتلك, وأرمي بأحشائك وأجعلك طعامي اللذيذ !.
جردني من بشريتي اللعينة, لأنني في سماء الله الفسيحة سأطير معك وستغادرني كل أفكار الأرض الشريرة.
مهما كان ما سأفعله, في السماء سأقوم به دون غدر أو خيانة, دون مخاتلة أو لؤم .
سوف أقف أمام ظلام نفسي الكثيف وسوف أقف وراء ماضي وأمواجه العنيفة, وبذلك سنصل إلى نقطة الوصول.
يظنون أنني بخير, لكنني عندما أنظر إليك أراك تموت، ولما أنظر إلى عمق عينيك أرى هوة عميقة ويداي هما من انتزعتا عينيك من محاجرهما.
آخر مرة, يا طائري, وقفت أمام المرآة وصرخت بنفسي:
ــ لماذا يصعب عليك أن تتقبلي وضعك البشري؟ لماذا لا تكوني مثل الآخرين؟؟
ــ أيها الآخرون ! إن ظننتم أنكم يمكن أن تحبونني، فلا تترددوا !!
فاطمة البسريني _
* من المجموعة القصصية: (الآتون)
