الخِبرة خيرٌ من ألفِ دورة .. استطلاع رأي - جعفر الديري

يرفض بعض الشباب وليسوا سواء؛ الخضوع لدورات في العلاقات الزوجية، بحجة أنّها لا تقدم شيئاً واقعياً، بل إرشادات قائمة على الفرضيات، مفضلين عليها خبرة الأجداد، ونصائحهم المستقاة من تجارب ومشكلات صادفتهم في حياتهم وتغلبوا عليها.

الشباب الذين اطلعت «الوطن» على آرائهم، أكدوا أن هذه الدورات تعتمد وجهة نظر محدّدة؛ هي وجهة نظر مقدّمها، كما أنّها تميل للتجارب الغربية التي لا تستقيم بحال من الأحوال مع طبيعة المجتمع العربي والشرقي، لكن نصائح الأجداد، تقوم على أرض واقعية صلبة.

وبحسب محمود سيد علوي، فإن هذه الدورات «فجّة، مملة للغاية، يقدّمها كلّ من هب ودب! حتى أنك لتتساءل؛ ما مقدار خبرة مقدّمها حتى يطرح تجاربه؟! إذ ليست لديه المعرفة الواسعة ولا الخبرة التي نجدها عند كبار السن»؟!.

علوي يشير إلى انتشار هذا اللون من الدورات في كل ناد وجمعية، ووسائل التواصل الاجتماعي تمتلأ يومياً بالإعلانات عن دورات مثل «أسرار العلاقات الزوجية الدائمة» أو «كيف تحافظ على علاقات زوجية دائمة»، «وكأن هذه اللون من القضايا معادلة حسابية بسيطة؛ 1+1= 2 وليست مشكلات عويصة تتهدد حياة الأسر والأبناء»؟!.

أما آمنة محمد فتطالب الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة التنمية الاجتماعية، بتفسير لتركها الحبل على الغارب لمن يشاء من المحاضرين «المفتقرين للخبرة والمعرفة» في تقديم نصائح ربما تسببت في زيادة المشكلات، «أتساءل؛ أين هي الوزارة من كل هذا الذي يجري؟! لماذا لا تخبرنا بجهودها في هذا المجال»؟!. هل من العدل أن تتمّ المساواة بين دكاترة قضوا سنوات طويلة وهم يدرسون في الجامعات المعتمدة، وبين هواة خضعوا لدورات في أحد المعاهد؟! هذا إذا لم تكن معرفتهم مستقاة أساساً من الإنترنت»؟!.

ورغم أنها متعلمة ومثقفة وجامعية؛ تفضل زهرة عبد النبي أن تستشير الأجداد وكبار السن في أي مشكلة تعترضها، على أخذ النصيحة من المدرّبين، مؤكدة أن الفرق شاسع بين خبرة تأكدت بفعل التجارب وبين أخرى قائمة على الاطلاع المحدود.

تقول عبد النبي: حضرت كثيراً من الدورات الخاصة بالحياة الزوجية، بعضها بمقابل وأخرى مجانية، والحقيقة أني لم أجد شيئاً يستحق الإنصات؛ فمعظم ما يذكره المحاضرون قرأته ووعيته جيداً في الإنترنت.

ويرى مجيد إبراهيم أن العلاقة الزوجية شأنها شأن الإنسان تبدأ وتنتهي، وتكبر وتصغر، وتقوى وتضعف، وتشب وتشيخ، وهذا ما يعيه كبار السن تماماً، متسائلاً: إذا كان هذا هو الحال فما فائدة هذه الدورات؟!.

ويلفت إبراهيم إلى أن المشكلات الأسرية في ازدياد، رغم أن عدد من يقدم الدورات يزداد يوماً بعد، ففي كل يوم، يظهر مدربون جدد، ليعود فيؤكد أنه لا يؤمن بجدوى هذه الدورات وأن المعوّل هو الاختيار الحسن، فمتى اختار الإنسان زوجة من بيت كريم، فلن تكون هناك مشكلات كبيرة تستدعي استشارة أحد.

المصدر: صحيفة الوطن البحرينية: السبت 14 / 12 / 2013

الخبرة خير من ألف دورة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى