سامح رشاد - خشخشة خُلخال

أيتها المرأة الغريبة
لما تلوذين بالحقيقة دائمًا؟
إن السمع والبصر والفؤاد أدوات لخداع المخيلة.
حينما يندرج الليلُ تحت نوافذي
وأتأهبُ لملاقاة النوم على أرائك اللذة
أتباطأ في الخطو لأرقد وحيدًا على الرملِ
وأتدحرجُ دحرجة خفيفة_ خفيفة_ خفية
فيما يطوقني النُعاس بيديه الرحيمتين
ألتفُ حول نفسي كاليرقة
وأتشرنقُ بالودْق الأحمر والبرقِ
إذ أسمع خشخشة خلخالكِ تقعقع في الخلاء
وأرى جواهر نعليكِ تتناثر في الأركان
أفككُ شرايين ساعتي القديمة وأحقنها بالكافيين
أزيح غبار النومِ بالحواسَّ الخمسِ وبالهيئة
أنسى كوابيسي اللّيلية والنهارية
وألملمُ بعضًا من حبات
الخردل والصبير المتطاول فوق نافذتي
لأعجنهم في تنور وسادتي الفضفاضة
أشدُ قطيفة الليل بخيط البصيرة
وأقفُ وحيدًا على الحافة
لأنظرٌ إليكِ ..... أتطلعُ كثيرًا
وها أنتِ ذي تدعكين الذراعين الأبيضين بالفراغِ
وتنظرين إليٌ بعينان
غمازتان
همازتان
لمٌازتان
تجودان بالتأخيذِ والسحرِ
إذ أراكِ تفترشين الأفقِ تستضحكين وتنصبين فخاخ سُننكِ وغرائبكِ
لتربطين المجرة في طرفِ شالكِ الأخضر وحول رقبتكِ
وأنا أقفُ ساهمًا سهوم الموتى
أيتها المصبوبة من النرجسِ وعصائر الحجر الكريم رحمةً بنا ومتاعًا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى