لم تبرح ذاكرته، ذلك اليوم الممطر من شتاء قارس البرد، ينخر العظم، لا تدفئه ملابس ولا تخفف من غلوائه نار،
لم يكن ذلك كله كاف لخلخة صلابته، لكنه شيء آخر،
لم يكن موجودا فى قاموس العالم المحكم اسمه الصدفة، حين تعثرت تلك الحسناء وكادت ان تسقط فى وحل الطريق، لا يدري كيف تسارعت يداه وامتدت لمساعدتها واعادة توازنها، والتقاط حقيبتها من على الارض بعد تلوثها، كان هناك مقهى قريب تخفف رواده، بعد اغلاق واجهته الزجاجية، طلب منها مرافقته للمقهى حتى يتوقف المطر، الجو يحمل عطرا ممتزج باليود والملح، انساب فى الاعطاف مهدهدا مشاعر التوتر،
فتاة عادية لافتة للانتباه بجسدها الضئيل، وجهها
مريح صاف لم تلوثه الكريمات والاصباغ، لا تفارقها الابتسامة، تتسلى بتأمل الأشياء والموجودات والناس من حولها، وقد استوطنت المرارة وجدانهم وتفصيلات حياتهم، وغادرتهم روح المرح والفكاهة منذ زمن طويل، قرأ حيرتها وهى تحتسي فنجان قهوتها، تشكره وهى لا تتخيل نفسها كيف كانت تبدو لو تعثرت وسقطت والوحل عالق بملابسها،
لولا مساعدته لها ونجدتها،
قال : انه لم يفعل شيئا، لكنها الأشياء كبيرها وصغيرها، تتحلل كذرة سكر فى فنجان قهوتها التي تحتسيها الآن، ابتسمت قائلة : بعد وقت تغادرنا الكراسي والطاولات والوجوه العابرة، ويغلق المقهى ابوابه، وهناك فى اماكن آخرى يغلي البن فى الفناجين، وسط ثرثرات الناس،
شاعرة انت سألها : اجابت بنعم، وأخرجت من حقيبتها ديوانها الأول، وقد صدمه العنوان ( خربشات )
قرأت بعض القصائد،
فى صوتها وابتسامتها كل مفاتن الطبيعة ومباهجها، لأول مرة يستشعر ان له أذن موسيقية، تستحسن الشعر، وتلتقط حتى حفيف ثوبها الانيق، اشعارها مليئة بالشحنات العاطفية، البعيدة عن التبذير والثرثرة، لغة غنية بالأضواء والظلال، سألته عما يضحكه وهل اشعارها لم تعجبه ؟
قال : لا انت شاعرة موهوبة لغتك ناصعة مصقولة مغسولة فى نهر مقدس، فقط ضحك لأنه كان يفكر فى تراثه الذكوري عن حيلة مبتكرة لاغوائها، وهى الانثى الجميلة التي دخلت عرينه،
هذا مااضحكه واعتذر عنه، يكتب مثلها لون آخر من الادب، القصة القصيرة التي اخلص لها، ويلوذ بها من الشدائد التي تبدد الفوضى من حوله، وتجمل القبح،
حتى الموت تحيله منظرا مثل ومضة ويمر،
طالبة بالسنة النهائية فى كلية الاعلام، وبينما كان يرقبها، لمح حبات ملح تلمع فوق شفتيها، عيناها مفعمتين بحزن غامض يتعذر وصفه،
لم يشيء ان يسألها عن مبعثه، والكل يحمل هذا الحزن، حزمت حقائبها وقررت الانصراف شاكرة صنيعه،
بعد ان تدثرت السماء بسحب داكنة خفيفة، وارسلت الشمس المختبئة خلف الافق شعاعا باهتا، فى اعلان مقتصد عن توقف المطر
الى حين،
جلس وحده وبقايا فنجانها، وديوانها الذى اهدته له، يحتاج لساعات وساعات ليفهم من اين يتفتق هذا الحسن الأخاذ، ولماذا
لم يستطع الإمساك بها ؟
لم يكن ذلك كله كاف لخلخة صلابته، لكنه شيء آخر،
لم يكن موجودا فى قاموس العالم المحكم اسمه الصدفة، حين تعثرت تلك الحسناء وكادت ان تسقط فى وحل الطريق، لا يدري كيف تسارعت يداه وامتدت لمساعدتها واعادة توازنها، والتقاط حقيبتها من على الارض بعد تلوثها، كان هناك مقهى قريب تخفف رواده، بعد اغلاق واجهته الزجاجية، طلب منها مرافقته للمقهى حتى يتوقف المطر، الجو يحمل عطرا ممتزج باليود والملح، انساب فى الاعطاف مهدهدا مشاعر التوتر،
فتاة عادية لافتة للانتباه بجسدها الضئيل، وجهها
مريح صاف لم تلوثه الكريمات والاصباغ، لا تفارقها الابتسامة، تتسلى بتأمل الأشياء والموجودات والناس من حولها، وقد استوطنت المرارة وجدانهم وتفصيلات حياتهم، وغادرتهم روح المرح والفكاهة منذ زمن طويل، قرأ حيرتها وهى تحتسي فنجان قهوتها، تشكره وهى لا تتخيل نفسها كيف كانت تبدو لو تعثرت وسقطت والوحل عالق بملابسها،
لولا مساعدته لها ونجدتها،
قال : انه لم يفعل شيئا، لكنها الأشياء كبيرها وصغيرها، تتحلل كذرة سكر فى فنجان قهوتها التي تحتسيها الآن، ابتسمت قائلة : بعد وقت تغادرنا الكراسي والطاولات والوجوه العابرة، ويغلق المقهى ابوابه، وهناك فى اماكن آخرى يغلي البن فى الفناجين، وسط ثرثرات الناس،
شاعرة انت سألها : اجابت بنعم، وأخرجت من حقيبتها ديوانها الأول، وقد صدمه العنوان ( خربشات )
قرأت بعض القصائد،
فى صوتها وابتسامتها كل مفاتن الطبيعة ومباهجها، لأول مرة يستشعر ان له أذن موسيقية، تستحسن الشعر، وتلتقط حتى حفيف ثوبها الانيق، اشعارها مليئة بالشحنات العاطفية، البعيدة عن التبذير والثرثرة، لغة غنية بالأضواء والظلال، سألته عما يضحكه وهل اشعارها لم تعجبه ؟
قال : لا انت شاعرة موهوبة لغتك ناصعة مصقولة مغسولة فى نهر مقدس، فقط ضحك لأنه كان يفكر فى تراثه الذكوري عن حيلة مبتكرة لاغوائها، وهى الانثى الجميلة التي دخلت عرينه،
هذا مااضحكه واعتذر عنه، يكتب مثلها لون آخر من الادب، القصة القصيرة التي اخلص لها، ويلوذ بها من الشدائد التي تبدد الفوضى من حوله، وتجمل القبح،
حتى الموت تحيله منظرا مثل ومضة ويمر،
طالبة بالسنة النهائية فى كلية الاعلام، وبينما كان يرقبها، لمح حبات ملح تلمع فوق شفتيها، عيناها مفعمتين بحزن غامض يتعذر وصفه،
لم يشيء ان يسألها عن مبعثه، والكل يحمل هذا الحزن، حزمت حقائبها وقررت الانصراف شاكرة صنيعه،
بعد ان تدثرت السماء بسحب داكنة خفيفة، وارسلت الشمس المختبئة خلف الافق شعاعا باهتا، فى اعلان مقتصد عن توقف المطر
الى حين،
جلس وحده وبقايا فنجانها، وديوانها الذى اهدته له، يحتاج لساعات وساعات ليفهم من اين يتفتق هذا الحسن الأخاذ، ولماذا
لم يستطع الإمساك بها ؟