12 - 07 - 1943
إلى الأستاذ دريني خشبة
أخي الأستاذ دريني خشبة
أحييك الطف تحية. وبعد فأني قرأت ناشطاً ما سطرته بحذق في قصة المسرح الإفرنجي. وإني لأهنئك بهذه الوجهة فلا يكتب عندنا في ذلك الفن إلا الأقلون. وقد وقفتني أشياء فيما سطرت، وفيها شئ لم أر معدلاً عن الكتابة إليك في شأنه، وهو قولك في خاتمة المقال الثالث: (يتساءل هؤلاء النقاد. . . الرمزيين). فإني معرض عن الغرابة التي في ترتيب الأسماء لأسألك من أين استقيت (تساءل هؤلاء النقاد، ثم من هم؟) فإني والله ليدهشني أن يقحم (ساردو) على وجه التخصيص في الثبت الحافل العظيم من مؤلفي الدرامة الأوربية) وقد التصق في ترتيبك بالعظيم حقاً: موليير، واساه الله! وليدهشني بعد هذا أن يسل (ميترلنك) من الرمزيين. وأما بيرندللو فقد شرحت سنة 1938 في الرسالة كيف يدخل في الطور الثاني من الرمزية الباحثة عن حقائق النفس لا عن خفايا العالم. ثم إني ما عرفت من هو (سارس)؟ هي هفوة من هفوات الطبع وقعت على غرار (شيكوف) بدلاً من (تشيكوف)
في هذه الأيام الفاترة المفترة أحببت أن أثاقفك، وأن أكاشفك بعد ذلك بتقديري وودي
بشر فارس
*************
19 - 07 - 1943
إلى الدكتور بشر فارس
أخي الأعز الدكتور بشر فارس
لك حق يا أخي في تساؤلك عن هؤلاء النقاد من هم. . . ولست أدري لماذا لم تتول الرسالة الرد وهي التي حذفت فقراً من مقالي لتوسع على مقالات أخرى. . . أضف إلى ذلك اختلافي كل أسبوع مع رئيس العمل بالإدارة من جراء الأخطاء المطبعية التي أخذت تضايقني مضايقة شديدة. وكنت ألمح وأنا أراجع مقالاتي بعد صدور المجلة نظرات أمثالك من القراء الحنابلة المحترمين الذين لا يرحمون، وهي تهزأ بي مرة وترثي لي مرة أخرى، وأنا والله لا ذنب لي مطلقاً لو فطنت هذه النظرات
أما سؤالك عن ابن المنجد العبقري موليير فلم أفهمه على وجهه. . . لقد وضعته في ثبت الدراميين فهل هذا خطأ؟ وهل عفا الزمان على روائعه الكوميدية الخوالد التي تجعل منه نداً لشكسبير في المآسي؟. . .
وما سؤالك عن السيد المحترم مترلنك؟ هل ظننت أنني نزعته من ثبت الرمزيين إطلاقاً؟ كلا يا أخي. . . فمعظم مقالي منصب على الذين هم أقرب أصحاب المذاهب إلى الرمزيين كما نوهت في المقال الثالث، ولو أنني قصدت إلى الرمزيين إطلاقاً لما وضعت - أو لما حشرت - بينهم إبسن زعيم المذهب الواقعي وقد كانت معظم دراماته رمزية. . .
وأما أكتبه سارس على نحو ما جاء في كلمتك، وأما تشيكوف فضم تحريفه إلى الخمس عشرة غلطة المطبعية الواردة في صلب المقال نفسه
وأما الكتب التي أعتمد عليها فلن أذكرها لك الآن حتى أنتهي من مقالاتي. وحسبك أن تتفضل بزيارتي لأكسب كنز اخوتك الثمين، أو تتفضل بزيارة دار الكتب المصرية ومكتبة الجامعة - ثم مكتبتي - لتلمس العناء الشديد الذي نلقاه في كتابة هذه المقالات وهو م جربته أنت وبلوت منه الشيء الكثير. . .
أما الحر الشديد، وأما المثاقفة. . . فلست أدري كيف نسيت أيامك ببطن خبت، وكيف ما زلت تحن إلى لقاء الأسود لتقد من ضلوعها عشرات وعشرات؟
يا أخي العزبر الأغلب، اعلم أن الزمان قد تغير، وأن وسائل الحروب قد تبدلت. وهاهي ذي أصوات الطرابيد والقنابل لا تبالي ببطن خبت وسكان بطن خبت. . . ولم يعد المحاربون يمتطون ظهور الجياد ولا ظهور البوادي إلا نادراً، فقد وجدوا ظهور الدبابات أثبت ظهراً من كل ذي ظهر. . .
ثم السلام عليك من المشوق إليك.
دريني خشبة
إلى الأستاذ دريني خشبة
أخي الأستاذ دريني خشبة
أحييك الطف تحية. وبعد فأني قرأت ناشطاً ما سطرته بحذق في قصة المسرح الإفرنجي. وإني لأهنئك بهذه الوجهة فلا يكتب عندنا في ذلك الفن إلا الأقلون. وقد وقفتني أشياء فيما سطرت، وفيها شئ لم أر معدلاً عن الكتابة إليك في شأنه، وهو قولك في خاتمة المقال الثالث: (يتساءل هؤلاء النقاد. . . الرمزيين). فإني معرض عن الغرابة التي في ترتيب الأسماء لأسألك من أين استقيت (تساءل هؤلاء النقاد، ثم من هم؟) فإني والله ليدهشني أن يقحم (ساردو) على وجه التخصيص في الثبت الحافل العظيم من مؤلفي الدرامة الأوربية) وقد التصق في ترتيبك بالعظيم حقاً: موليير، واساه الله! وليدهشني بعد هذا أن يسل (ميترلنك) من الرمزيين. وأما بيرندللو فقد شرحت سنة 1938 في الرسالة كيف يدخل في الطور الثاني من الرمزية الباحثة عن حقائق النفس لا عن خفايا العالم. ثم إني ما عرفت من هو (سارس)؟ هي هفوة من هفوات الطبع وقعت على غرار (شيكوف) بدلاً من (تشيكوف)
في هذه الأيام الفاترة المفترة أحببت أن أثاقفك، وأن أكاشفك بعد ذلك بتقديري وودي
بشر فارس
*************
19 - 07 - 1943
إلى الدكتور بشر فارس
أخي الأعز الدكتور بشر فارس
لك حق يا أخي في تساؤلك عن هؤلاء النقاد من هم. . . ولست أدري لماذا لم تتول الرسالة الرد وهي التي حذفت فقراً من مقالي لتوسع على مقالات أخرى. . . أضف إلى ذلك اختلافي كل أسبوع مع رئيس العمل بالإدارة من جراء الأخطاء المطبعية التي أخذت تضايقني مضايقة شديدة. وكنت ألمح وأنا أراجع مقالاتي بعد صدور المجلة نظرات أمثالك من القراء الحنابلة المحترمين الذين لا يرحمون، وهي تهزأ بي مرة وترثي لي مرة أخرى، وأنا والله لا ذنب لي مطلقاً لو فطنت هذه النظرات
أما سؤالك عن ابن المنجد العبقري موليير فلم أفهمه على وجهه. . . لقد وضعته في ثبت الدراميين فهل هذا خطأ؟ وهل عفا الزمان على روائعه الكوميدية الخوالد التي تجعل منه نداً لشكسبير في المآسي؟. . .
وما سؤالك عن السيد المحترم مترلنك؟ هل ظننت أنني نزعته من ثبت الرمزيين إطلاقاً؟ كلا يا أخي. . . فمعظم مقالي منصب على الذين هم أقرب أصحاب المذاهب إلى الرمزيين كما نوهت في المقال الثالث، ولو أنني قصدت إلى الرمزيين إطلاقاً لما وضعت - أو لما حشرت - بينهم إبسن زعيم المذهب الواقعي وقد كانت معظم دراماته رمزية. . .
وأما أكتبه سارس على نحو ما جاء في كلمتك، وأما تشيكوف فضم تحريفه إلى الخمس عشرة غلطة المطبعية الواردة في صلب المقال نفسه
وأما الكتب التي أعتمد عليها فلن أذكرها لك الآن حتى أنتهي من مقالاتي. وحسبك أن تتفضل بزيارتي لأكسب كنز اخوتك الثمين، أو تتفضل بزيارة دار الكتب المصرية ومكتبة الجامعة - ثم مكتبتي - لتلمس العناء الشديد الذي نلقاه في كتابة هذه المقالات وهو م جربته أنت وبلوت منه الشيء الكثير. . .
أما الحر الشديد، وأما المثاقفة. . . فلست أدري كيف نسيت أيامك ببطن خبت، وكيف ما زلت تحن إلى لقاء الأسود لتقد من ضلوعها عشرات وعشرات؟
يا أخي العزبر الأغلب، اعلم أن الزمان قد تغير، وأن وسائل الحروب قد تبدلت. وهاهي ذي أصوات الطرابيد والقنابل لا تبالي ببطن خبت وسكان بطن خبت. . . ولم يعد المحاربون يمتطون ظهور الجياد ولا ظهور البوادي إلا نادراً، فقد وجدوا ظهور الدبابات أثبت ظهراً من كل ذي ظهر. . .
ثم السلام عليك من المشوق إليك.
دريني خشبة