فاطمة البسريني - الجثة...

غدا ،
عند الفجر،
عندما تأتي ساعة انغمار الحقول بالضياء ،
سأذهب نحوك ،
هي تعرف ومتأكدة أنه ينتظرها هناك
ستذهب عبر الغابات والجبال ،
ستذهب نحوه وقد تسمرت عيناها على أهدافها ،
لن تر شيئا غيرذلك ،
لن تسمع أي صوت ،
لن تنظر إلى ذهب المساء الذي يتناثر من السماء،
ولن تهتم للسراب الذي ينتشر لامعا في الأفق أمامها ،
وعندما تصل إلى هناك ،
ستنام قرب قبره ،وتحدثه عن كل أفكارها إلى أن تلتحق به في الجهة الأخرى من الضفة ،
لقد رتبت أحلامها وأغرقت أحزانها داخلها وتلفعت بآلامها سدا منيعا .
ما أصبحت عليه لم يعد يهمها أبدا ، كل مساء القمر يتصدر السماء وقلبها يتصدره الفراغ .
كذلك كان رواد تلك المقبرة يرونها ممدة قرب قبره وكأنها جثة هامدة .
أصبح من الصعب عليها ، التنفس ، إنها ربما هي ضائعة ، لكن أين ؟ وهل ستجد نفسها في الأعماق هنا ، حتى لو كانت ستغرق دون أمل في الرجوع .
كانت تفكر ، أنها كل يوم تحفر قبرها بيديها .
هناك الكثير من الغموض في كل ما يحصل لها .
وهناك غموض آخر لا يتوصل إلى معرفته أحد هو غموض موتنا،
ذلك الذي لا يترك لنا غالبا فرصة أن ننتظر شيئا من الغموض الأول .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى