الليل بحيرة فحمية الضفاف طويلاً كطريق مسافر بلا وجهة والصمت هو كل حالات التراجع الوحيد والهزيمة الفريدة التي يدركها الجميع، ربما يكون في قليل من الأحيان منطق لصرخة متورمة.
جفف حلقه بما ابتلعه من بقايا لعاب فقد أصبح الإحباط والحزن ريقاً لـه لا يستنكر طعمه انتفض بعد أن انغرست في قدمه شوكة قائلاً أخ..!!!
استند إلى جوار الوادي المملوء بالأشجار قبل أن يجلس مفترشاً الأرض. شجرة الكرز بثمارها الحمراء تجعله يمد يده ليقطف أوراق الكرز تتساقط أمامه بعد جذب الشجرة بالكاد يحصل على واحده يا لحسن الطالع أنها شديدة الحلاوة ابتل ريقه، اخرج سكينه ليقتلع طبقة من الطين على حذائه أنها قاسية فكل من يراه يوقن بأن الماء لم يطئ قدمه لفترة من الزمن. الطقس بارد والمياه هنا لا تكون دافئة إلا عند الظهيرة , إن الطيور تغتسل مع أنها لا تهبط الأرض إلا نادراً والفرق بينه وبينها أنها تغتسل عرق البحث وليس رائحة العفن.
لقد استطاع أن يخرج الشوكة المنغرسة بعد أن اقتلع جزءاً من لحم قدمه واغمد آلامه وسار. صوت قدميه فوق حجارة الوادي الصغيرة أشبه بإيقاع متلاحقة.
اظلم الليل وأمواج البحر زبد وغيوم ولآلي ورمال صفراء تحفر قبراً فوق الشاطئ، وصياد يغمض عيناً والتبغ حلقات من أحلام مدحورة ضاقت في الصدر خرجت دخاناً وهباء بيد معروقة يجمع صيداً يخذله ويعود لأفواه مبقورة.
القرية مزروعة بالناس والأكواخ والبهائم وطيور مقبلة مدبرة في الجو، وفي السوق عيون متعبة خائفة تبيع أنبته خضراء دونما ضجيج، وتحت الشمس عشش تشق في حرارة طريقها اليومي نسخة جريئة تمر دون صخب تقبل الأشجار تلامس وجه طفله وأمها تبحثان عن مترف جديد يبتاع منهما الفل والياسمين وابتسامة مغصوبة تعتريهما.
يعتلي هضبة خارج القرية ليرى الأرض مساحة السراب والأفق جسر رمادي اللون تعبره قافلة بطول حلم جائع يرقب السماء لم يكن يشعر بأنه يبرر حركات صمته بأنه يعيش بألم أم يمارس الهرب.
يهتف بصمت إننا غير قادرين على النفاذ من شجننا الذي صنعناه بأيدينا وتظل نقبع كخفافيش فقدت القدرة على الصمت فلا هي قادرة على الطيران ولا هي بالميت الذي انتهى أمره.
واستدار إلى جبال تملؤها الحجارة الحبلى بأسرار الكون والناس تلفها الأشجار الصامتة برهبة ووحشة.
ووصل إلى شاطئ البحر وبكى واختلطت المياه المالحة ببعضها وكأنه فجر شيئاً ما بداخل عينيه دمعه حارة تنحدر وبأصابعه المرتجفة لفافة من التبغ..!!
البكاء للنساء حكمة قديمة حين كان الرجل يملك الصحراء الواسعة أما هو فيملك فضاء نفسه المتهالكة ليرى الشمس تصنع الظل والكراهية تلد الحب، والبحر قد يولج الخوف والحزن وقد يريح آخرين ليس هناك أطراف كل شيء نسبي.
يضغط بيده لفافة التبغ التي لم تكتمل.. بقايا من دخان يتصاعد شيئاً فشيئاً خيل إليه انه دخان الحرب حين يرتبك الموت والأجساد تتهاوى كل الجنود صورة لأخيه الحبيب المغادر الراحل..!!
وإذا بصوت هادئ من خلف الصخرة القابع أمامه!!
الحب ارتباط رائع امتزاج تمثله المرأة والأرض ليس هناك انفصال الإنسان بلا ارض.. بلا حب.. ولا يوجد حب أحادي بلا آخر تستمتع بالالتحام التفت ليرى مصدر الصوت الآتي فلم يرى إلا صوت الماء المتلاطم على الصخور وتخيل إليه أنها عروس البحر فقد تغيرت اتجاهاته الصامتة.
وعاد يشدو بصمت لترانيم حزينة لأخ غاب قال أخ عندما انغرست في قدمه شوكه وانتفض وزال الألم، فعندما يؤلمنا أي شيء نتفوه بأخ ولكن لولا النسيان لحيينا كالمجانين نصرخ بصمت أخ أخ أخ بترانيم صمت ممتدة..
نهض متثاقلاً يجر وراءه الحزن هائماً ينظر إلى الأفق البعيد سيكون في غدة أوقاتا منتقلة تغسل أحزانه راكبه النسيان حتما.
تمـــــــــــت
من المجموعة ( غواية الاخر )
جفف حلقه بما ابتلعه من بقايا لعاب فقد أصبح الإحباط والحزن ريقاً لـه لا يستنكر طعمه انتفض بعد أن انغرست في قدمه شوكة قائلاً أخ..!!!
استند إلى جوار الوادي المملوء بالأشجار قبل أن يجلس مفترشاً الأرض. شجرة الكرز بثمارها الحمراء تجعله يمد يده ليقطف أوراق الكرز تتساقط أمامه بعد جذب الشجرة بالكاد يحصل على واحده يا لحسن الطالع أنها شديدة الحلاوة ابتل ريقه، اخرج سكينه ليقتلع طبقة من الطين على حذائه أنها قاسية فكل من يراه يوقن بأن الماء لم يطئ قدمه لفترة من الزمن. الطقس بارد والمياه هنا لا تكون دافئة إلا عند الظهيرة , إن الطيور تغتسل مع أنها لا تهبط الأرض إلا نادراً والفرق بينه وبينها أنها تغتسل عرق البحث وليس رائحة العفن.
لقد استطاع أن يخرج الشوكة المنغرسة بعد أن اقتلع جزءاً من لحم قدمه واغمد آلامه وسار. صوت قدميه فوق حجارة الوادي الصغيرة أشبه بإيقاع متلاحقة.
اظلم الليل وأمواج البحر زبد وغيوم ولآلي ورمال صفراء تحفر قبراً فوق الشاطئ، وصياد يغمض عيناً والتبغ حلقات من أحلام مدحورة ضاقت في الصدر خرجت دخاناً وهباء بيد معروقة يجمع صيداً يخذله ويعود لأفواه مبقورة.
القرية مزروعة بالناس والأكواخ والبهائم وطيور مقبلة مدبرة في الجو، وفي السوق عيون متعبة خائفة تبيع أنبته خضراء دونما ضجيج، وتحت الشمس عشش تشق في حرارة طريقها اليومي نسخة جريئة تمر دون صخب تقبل الأشجار تلامس وجه طفله وأمها تبحثان عن مترف جديد يبتاع منهما الفل والياسمين وابتسامة مغصوبة تعتريهما.
يعتلي هضبة خارج القرية ليرى الأرض مساحة السراب والأفق جسر رمادي اللون تعبره قافلة بطول حلم جائع يرقب السماء لم يكن يشعر بأنه يبرر حركات صمته بأنه يعيش بألم أم يمارس الهرب.
يهتف بصمت إننا غير قادرين على النفاذ من شجننا الذي صنعناه بأيدينا وتظل نقبع كخفافيش فقدت القدرة على الصمت فلا هي قادرة على الطيران ولا هي بالميت الذي انتهى أمره.
واستدار إلى جبال تملؤها الحجارة الحبلى بأسرار الكون والناس تلفها الأشجار الصامتة برهبة ووحشة.
ووصل إلى شاطئ البحر وبكى واختلطت المياه المالحة ببعضها وكأنه فجر شيئاً ما بداخل عينيه دمعه حارة تنحدر وبأصابعه المرتجفة لفافة من التبغ..!!
البكاء للنساء حكمة قديمة حين كان الرجل يملك الصحراء الواسعة أما هو فيملك فضاء نفسه المتهالكة ليرى الشمس تصنع الظل والكراهية تلد الحب، والبحر قد يولج الخوف والحزن وقد يريح آخرين ليس هناك أطراف كل شيء نسبي.
يضغط بيده لفافة التبغ التي لم تكتمل.. بقايا من دخان يتصاعد شيئاً فشيئاً خيل إليه انه دخان الحرب حين يرتبك الموت والأجساد تتهاوى كل الجنود صورة لأخيه الحبيب المغادر الراحل..!!
وإذا بصوت هادئ من خلف الصخرة القابع أمامه!!
الحب ارتباط رائع امتزاج تمثله المرأة والأرض ليس هناك انفصال الإنسان بلا ارض.. بلا حب.. ولا يوجد حب أحادي بلا آخر تستمتع بالالتحام التفت ليرى مصدر الصوت الآتي فلم يرى إلا صوت الماء المتلاطم على الصخور وتخيل إليه أنها عروس البحر فقد تغيرت اتجاهاته الصامتة.
وعاد يشدو بصمت لترانيم حزينة لأخ غاب قال أخ عندما انغرست في قدمه شوكه وانتفض وزال الألم، فعندما يؤلمنا أي شيء نتفوه بأخ ولكن لولا النسيان لحيينا كالمجانين نصرخ بصمت أخ أخ أخ بترانيم صمت ممتدة..
نهض متثاقلاً يجر وراءه الحزن هائماً ينظر إلى الأفق البعيد سيكون في غدة أوقاتا منتقلة تغسل أحزانه راكبه النسيان حتما.
تمـــــــــــت
من المجموعة ( غواية الاخر )
