ترتعش الأنوار الصغيرة، حول البيوت المعتمة، النجوم توشك على الإنطفاء، وحده يمشي بخطى وئيدة، مثل فارس خسر معركته مع الناس والحياة، توهم انه أقوى من الإنكسار وانكسر، وأقوى من الموت، حتى باتت روحه موشكة على الغروب، إنها الأوجاع التي تتضاعف حين يكون الإنسان وحيدا، رائحتها تنبعث من قميصها، الذى مازال معلق خلف باب غرفتها، الليل يتلفع بعباءة البرد، دونها تتكاثف العتمة، شيئا خاصا كان يميزها عن جمهرة حسان النساء، وجهها فى نضارة الورد جاذب للقلوب جذبا لا سبيل الى مقاومته، صرير القلم على الورق يخدش سكينة الصمت، ضوء المصباح المتأرجح، ينعكس على الورق، ويرقص رقصة الطير المذبوح،
فى دعابة سألها : متى تكذب المرأة ؟
فأجابت من بين إبتسامتها : إذا تحركت شفتاها ! مازال مآسورا بضحكتها التي كشفت عن اسنانها اللولية، وهى السمراء المعجونة بثمار التمر، حضورها فكه وزكي وباهر، أليست هى من أتاحت للعشب الأخضر ان ينمو فوق جدران عقله وقلبه معا، طيبة ونبيلة مثل مطر منعش، يطيب للإنسان ان يتبلل به فى كل الفصول، يشكو لها مواجعه ومثله له عذر، ومثلها يعذر، كل الطرق والحارات والأزقة توصله اليها، حتى الطرق المعاكسة لا تخلو منها، كل صباح يرتشف فنجان قهوته المرة دون تلذذ، لأنها ليست من صنعها، يقلب كتاب العمر ويتصفح أوراق الحلم، قالت له يوما :
لا أريد رجلا يملك العالم، وإنما رجلا يعاملها كأنها العالم
بعدها بات الفرح شحيح، يتسرب من جنبات العمر كالهواء، وتبقى وحدها
الأحزان تفترش المقاعد والستائر والحجرات والعيون، يبحث عنها فى كل الوجوه، وفى الأغنيات وتغريد البلابل، وكمنجات أوراق الشجر، فى لون البحر والسماء، وأجنحة النوارس،
فى كل الأماكن التي باركت حبهما، عيناها تبسمان بحران من فيروز ومرجان،
يدعوناه لمشاركتهما الصفاء والنقاء والبهاء، تسبقه خطاه وأشواقه ويداه، فلا يجدها .
فى دعابة سألها : متى تكذب المرأة ؟
فأجابت من بين إبتسامتها : إذا تحركت شفتاها ! مازال مآسورا بضحكتها التي كشفت عن اسنانها اللولية، وهى السمراء المعجونة بثمار التمر، حضورها فكه وزكي وباهر، أليست هى من أتاحت للعشب الأخضر ان ينمو فوق جدران عقله وقلبه معا، طيبة ونبيلة مثل مطر منعش، يطيب للإنسان ان يتبلل به فى كل الفصول، يشكو لها مواجعه ومثله له عذر، ومثلها يعذر، كل الطرق والحارات والأزقة توصله اليها، حتى الطرق المعاكسة لا تخلو منها، كل صباح يرتشف فنجان قهوته المرة دون تلذذ، لأنها ليست من صنعها، يقلب كتاب العمر ويتصفح أوراق الحلم، قالت له يوما :
لا أريد رجلا يملك العالم، وإنما رجلا يعاملها كأنها العالم
بعدها بات الفرح شحيح، يتسرب من جنبات العمر كالهواء، وتبقى وحدها
الأحزان تفترش المقاعد والستائر والحجرات والعيون، يبحث عنها فى كل الوجوه، وفى الأغنيات وتغريد البلابل، وكمنجات أوراق الشجر، فى لون البحر والسماء، وأجنحة النوارس،
فى كل الأماكن التي باركت حبهما، عيناها تبسمان بحران من فيروز ومرجان،
يدعوناه لمشاركتهما الصفاء والنقاء والبهاء، تسبقه خطاه وأشواقه ويداه، فلا يجدها .