11 - 01 - 1943
إلى الأستاذ عبد المتعال الصعيدي
تعجبني أفكارك يا سيدي، ويسرني منهاجك المستقيم في البحث والنقاش؛ ولكني لم أستسغ أن تتهمني في كلمتك الأخيرة على غير أساس، بتهمة وجهتها إليك على أساس. . .
كنت قد قلتُ إنك تشايع بعض المستشرقين القائلين بنزول القرآن بمعانيه دون ألفاظه، حين تزعم أن الرسول عليه الصلوات كان ممن يبدلون لفظاً بلفظ آخر يغايره في معناه، لمجرد التشابه بين حروف اللفظيين والتباسهما على القارئ بطريق ما. وقد جعلت هذا دون غيره أساساً لتهمتي؛ ولم أضف إليه وقتذاك ما زعمته أيضاً في كلمتك من أن هذا التبديل كان من حق كل مسلم عربي دون رجوع فيه إلى الرسول حين (يكون بعيداً عنه فيتعذر رجوعه إليه. . . ثقة بملكة العربي في ذلك الوقت)!
وهذا نص تعبيرٍ لك لم أرد أن ألح عليك بالإشارة إليه ثقةً مني بأن صدوره لم يكن إلا نتيجة سرعة تحريرك، وسبق قلمك لمجرى تفكيرك، ولكنك تأبى يا سيدي وقد تبرأت من تهمة الأخذ برأي أولئك المستشرقين - في غير حجاج مقنع - إلا أن تعود فتنسبها إلي، لأني كما تزعم (حملت كل مالا يدخل من القراءات في باب اختلاف اللهجات على التصحيف، ولم أفرق في ذلك بين قراءات شاذة ومتواترة). وأنت تعرف أني لم أزد في كلامي عن هذا التصحيف على ما أورده السيوطي؛ بل لقد أتيت بما يشكك في قوله حين ذكرت أن صاحب الكشاف مع أكثر المفسرين يعتبرون هذا النوع من الكلام قراءة صحيحة لا تصحيفاً
فما كان أجراك يا سيدي وقد نفيت التهمة عن نفسك ألا تعود فتلصقها بمن لوح إليك بها في تأدب مع إقناع، لأن من دأب الفضلاء وأنت أحدهم، أن يميطوا الأذى عن طريقهم - إذا شاءوا - لا ليطرحوه مرة أخرى في طريق الناس.
ولك أزكى تحياتي واحترامي
(جرجا)
محمود عزت عرفة
إلى الأستاذ عبد المتعال الصعيدي
تعجبني أفكارك يا سيدي، ويسرني منهاجك المستقيم في البحث والنقاش؛ ولكني لم أستسغ أن تتهمني في كلمتك الأخيرة على غير أساس، بتهمة وجهتها إليك على أساس. . .
كنت قد قلتُ إنك تشايع بعض المستشرقين القائلين بنزول القرآن بمعانيه دون ألفاظه، حين تزعم أن الرسول عليه الصلوات كان ممن يبدلون لفظاً بلفظ آخر يغايره في معناه، لمجرد التشابه بين حروف اللفظيين والتباسهما على القارئ بطريق ما. وقد جعلت هذا دون غيره أساساً لتهمتي؛ ولم أضف إليه وقتذاك ما زعمته أيضاً في كلمتك من أن هذا التبديل كان من حق كل مسلم عربي دون رجوع فيه إلى الرسول حين (يكون بعيداً عنه فيتعذر رجوعه إليه. . . ثقة بملكة العربي في ذلك الوقت)!
وهذا نص تعبيرٍ لك لم أرد أن ألح عليك بالإشارة إليه ثقةً مني بأن صدوره لم يكن إلا نتيجة سرعة تحريرك، وسبق قلمك لمجرى تفكيرك، ولكنك تأبى يا سيدي وقد تبرأت من تهمة الأخذ برأي أولئك المستشرقين - في غير حجاج مقنع - إلا أن تعود فتنسبها إلي، لأني كما تزعم (حملت كل مالا يدخل من القراءات في باب اختلاف اللهجات على التصحيف، ولم أفرق في ذلك بين قراءات شاذة ومتواترة). وأنت تعرف أني لم أزد في كلامي عن هذا التصحيف على ما أورده السيوطي؛ بل لقد أتيت بما يشكك في قوله حين ذكرت أن صاحب الكشاف مع أكثر المفسرين يعتبرون هذا النوع من الكلام قراءة صحيحة لا تصحيفاً
فما كان أجراك يا سيدي وقد نفيت التهمة عن نفسك ألا تعود فتلصقها بمن لوح إليك بها في تأدب مع إقناع، لأن من دأب الفضلاء وأنت أحدهم، أن يميطوا الأذى عن طريقهم - إذا شاءوا - لا ليطرحوه مرة أخرى في طريق الناس.
ولك أزكى تحياتي واحترامي
(جرجا)
محمود عزت عرفة