ديوان الغائبين ديوان الغائبين : علي عدنان الغريفي - ابران - 1908 – 1940

علي بن عدنان بن شبر المقدسي الموسوي البحراني الغريفي.
ولد في مدينة المحمرة (الأهواز - إيران)، وتوفي فيها، ودفن في مدينة النجف.
قضى حياته القصيرة في العراق وإيران.
تلقى علومه الأولى على يد والده، كما تلقى عن أجلة من علماء عصره منهم: علي الملا، حسين المؤذن، وعيسى بن صالح الجزائري الذي كان وصيًا عليه بعد
والده.
كان رجل دين، يقوم بمهامه الشرعية، من وعظ وخطابة وإمامة، كما كان مدرسًا للعلوم الشرعية.
على قصر عمره الذي عاشه، كان من نشطاء عصره في مجالات العلوم وشؤون الدين والأدب، شارك في العديد من الاحتفالات والمناسبات، وكان منزله ملتقى لطلاب العلم وذوي الحاجات.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان شعر طبع بعد وفاته.

الأعمال الأخرى:
- له أرجوزة في 111 بيتًا بعنوان: «فصيح ثعلب»، وله مؤلف بعنوان: «الرضى في شعر المرتضى» - مختارات في 30 صفحة (مخطوط)، وله «حواشي على دواوين الشريف الرضي والمتنبي»، وله أبحاث وفوائد في علم الهيئة (مخطوط).
شاعر مناسبات ومراسلات، شعره غزير، نظمه في الأغراض المألوفة من مدح ورثاء وإخوانيات ومراسلات، أما مدائحه فجاءت في بعض شيوخه فضلاً عن مديحه لآل
البيت، قدم لقصائده بالنسيب والغزل، لغته تراثية، وتراكيبه قوية، وصوره قليلة جزئية مثقلة بالمحسنات وتقوم على وحدة البيت، له مقطوعات غزلية تكشف عن حس وجداني وذائقة تراثية في تصويره لمعاني الحب ووصف الحبيبة، فيها لمحات من التجديد.

مصادر الدراسة:
1- حسن الأمين: مستدركات أعيان الشيعة - دار التعارف للمطبوعات - بيروت 1989.



[SIZE=6] هيفاء
[/SIZE]
لعَمْرُ أبيها بين باكٍ وباسِمِ
لقد بَعثتْ منِّي صَبابَةَ عارمِ
تَرقَّت إلى صَعبِ المقادَةِ مقرمٍ
أبيٍّ على مُستَحصدات الشَّكائِم
أهيفاءُ ما يُدريكِ ما عِلَّة الجَوى
إذا اضطرمَتْ بين الحَشا والحَيازِم
أعرَّضْتِ بالسُّقيا لمن ليسَ ظامِئًا
وأعرضتِ عن ظامٍ على الوردِ حائم
كعرَّاصةٍ مَرَّتْ على المحل مَعرِضًا
وحَلَّتْ عزاليها بغمرِ الخَضارِم
رَميتِ ولـمّا تَعلمي من أصبْتهِ
وأَقْتَلُ رامٍ صائِبٌ غَيرُ عالِم
ويومَ تَجاذَبْنا الهَوى لنتِ جانِبًا
فأعرضَ واستخذى إلى ضَبع حازِم
وخَفَّ فُؤادي يَسألُ النَّصْفَ ضِلَّةً
فَصارَ إلى جزلٍ من اللهفِ جاحم
ونَظْرةِ لاهٍ أرسلَتْها غَرارةً
فما نُزعت إلا بَعضّ الأباهم
ومَوقِفِ لهوٍ لو نَحاهُ ابنُ عاصمٍ
شَرى حلمَهُ بالجَهلِ قيسُ بن عاصمِ
كِلا طرفيه بين ناهٍ وآمرٍ
بوَصْلِ الهَوى أو بينَ بَوٍّ ورائم
يَصدُّ الفَتى قَصدَ التُّقى فَيردُّهُ
إلى الحبِّ ومضٌ من بُروقِ المباسِم
عليّ أيادٍ للقِناعِ كريمَةٌ
يُبرِّح بي تَقليدُها آلَ هاشم
تَزحزحَ عن رِسْلِ الغَدائرِ واردٌ
لأعلى أثيثٍ واضحِ الفَرقِ فاحم
أهيفاءُ لم تلوِ البنان لحاجةٍ
ولكن لنشدان الدموع السواجم
أهيفاءُ ليت القلب ألفى طريقه
فمرَّ على الأصداغ مرَّ النعائم
أهيفاء لو خلّيت عقليَ في يدي
نزعت عن البيض النحور النواعم
أهجرًا وقد نمَّ الوشاة بوصلنا
فيا ليت حقًا قولُ أهل النمائم
لئن كان حكمُ الدهر أعلقني بكم
بقصدٍ فإن الدهر أعدل حاكم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى