ليلى البسريني - حان وقت الانسحاب...

وجدت نفسها هكذا، دو ن دافع، وهي من اعتقدت أنها أحسنت اختياراتها.
هكذا وجدت أنها تفقد دائما طرف الخيط، مستمرة دون هدف، وإلى الأبد، وحيدة، ضائعة، منهزمة، تتساءل:
ــ لماذا كان كل ذلك؟؟ لماذا لم أتمكن من تنفيذ قراراتي، وتطبيق أفكاري، لماذا لم أستطع أن أكون مثل الآخرين، وكما يريدونني؟؟
الكل يرحل عنها وهو موجود أمامها.
وتتساءل:
ــ هل كانت لدي أحلام يوما ما؟
ــ هل فعلا أردت شيئا لنفسي؟
إنها متأكدة أنها التجأت إلى الاختباء في ركن قصي مظلم من هذه الحياة ركن مؤسف، حيادي، سلبي، في فراغ مطلق، الماضي يرن في دماغها، لكن لا شيء يظهر على السطح، نفس قطارا لحياة، تعيش فيه طول سنين عمرها، وهوة عميقة تفصلها عن كل شيء، وعنه .
وتنظر إليه نظرات جوفاء، فيبادلها نظرات مستغربة ويستمر في ثرثرته التي لا تنتهي .
هل ترمي بنفسها إلى تلك الهوة التي لا قرار لها؟
هوة الحب؟ حب ماذا ؟ حب من؟
لا تريد هي حبا، كاذب من يقول إن الحب يفرح، يفتح أمامك سبلا كثيرة.
وجدت نفسها دائما أمام نفس النهاية ، نفس النتيجة، نفس الهوة من اليأس واللامبالاة والتجاهل .
كانت تسير في مجاهل حياة لا يراها فيها أحد ، ولا تري أحدا .
هناك كلمات فقط، لا مغزى لها.
جنائز لا نهاية لها، وجنازتها شهدتها بنفسها منذ فتحت عينيها على هذه الدنيا، موتها لا يفلت يدها، على حافة ذلك السطح لتلك البناية الشاهقة، مدت يديها في الفراغ وقالت لنفسها بكل عزم :
(هيا معي يا نفسي، قد حان وقت الانسحاب).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى