مكابدات
ما الوقت الآن ؟
ما المكان ؟
ما الصمت حين يتدحرج
ضباب جارف ،
ويلتف كأي نهاية تنفتح على مستحيل ؟
أدركت أن ظلالا كثيرة تخفي جثة شاخت
وأن صوتا يأتي من فراغ
ويصنع نافذة في الروح
يتوغل في التخفي
أتوغل.. لا لغة تقف إلا لتردم
لا مرايا ،لا ظل ..
طين في زغننته يشتعل ،ولاشيء تحته غير الفخاخ
صرت صديق كل ريشة في الهواء
وكل خط يسجل الغياب
وانتظرت كي ينقذني
أو ينساني
كلما اقتربت تكسرت كصخر
تحت وطأة الأمواج
لم أعد إلى منابعي
كان الطير قد رحل ، وكنت خرجت من
كل أرض يستحيل اخضرارها
بقيت في يتم حيرتي
تساقطت كل أوراقي، وأسمائي القديمة
أحرقتُ ما تعلمتُ
صرت أمحو الحضور بفخ الغياب
أفر من المعنى ،أعود إليه
أخون ما أعرف
أوقظ صوت الأسلاف بحثا عن امتلاء
وفي الامتلاء أتبعثر بين الصدق والوهم
ما الوقت الآن ؟
ما النهار ؟ ما الليل ؟
ما المعنى ؟ ما الصورة ؟
يأتي الموج ثانية ،أتشبت بالأثر الأبدي
وأتساءل
هل النسيان مطر عابر
أم عطش يقيم في الصحاري ؟
وأيهما أكثر صدقًا
العشب الذي يذبل ليعود
أم الشجر الذي يحترق ليُنسى؟
وما الذي يصنع الخواتم
سحر الحب أم سحر اللغة
أم دهشة الغبار ؟
وإلى ماذا تقودني هذه الأنثى
إلى لطخة ظلمة، أم إلى بياض شرخ ،
أم إلى أفق لا ينتهي ؟
أحمل ثقلي ،
وهذا الهواء المجهول ،
ما يتبقى من شعلة الصمت داخلي
واهبٌ ،رحبٌ ، خمرتُه جامحة
يفيض ..
يحملني بعيدا إلى غيوم تغرق بي
بلا نهاية
أرتضي بئري الليلي
وليس لي إلا الأطياف وخسائر الأخضر
أرى وما أرى
وأحتمي من كل شيء
بلهب يحترق ..
يحترق ،ولا ينطفئ
ويبثني رمادا على حقول المشهد !
٤/ ١١/ ٢٠٢٤