جبار الكواز - لا عين ترى...

في
لومِ الخطى للظلامِ
في تحديقي الخائفِ من بياضِ الورقةِ
في
نهرٍ غارقٍ بالأسى
أبحثُ عن كلمةٍ تتسعُ
لآثنينِ
تائهينِ
لم يدركا للآن
إنّهما من ماءٍ ونارٍ
وأنتِ يا سيدتي الواقفةَ
على
قنطرةٍ تعبى
حين تمّدينَ لي كفّيك زهرتَي ياسمين
لم تعدِ المسافةُ ضيّقةً
كما
تبدو،
فذاك الهواءُ الصاهلُ
بينَ
كفّينا
والعيونُ المترقبّةُ لحظةَ آنفجارِ المارّينَ
بالأنفاس. .....
وهي تخاطبُ الضفافَ
بظمئِها
القادمِ
ما زالتْ توسعُ الفضاءَ
بجنونِ شعرِك العابثِ
بالهواءِ
فلا عينَ ترى
ولا هوى ذبيحُ
ولا آهةٌ تستدرجُ الفرحَ
وهي تتكيءُ على غمازتيكِ
كلمةً لم أجدْ حلّا
لحروفِها
الّا بنصٍّ غائبٍ
بينَ
السطورِ
وهو يمسكُ هالةَ محيّاكِ بصمتٍ
وأنتِ ترتقينَ الأفقَ
بآبتسامتِكِ الخجلى
فكيف لا أكلّمُ نفسي؟!
وأنا أراقبُ خلسةً صورتك التي ما زالتْ تئنُّ في ذاكرتي المثقوبة؟!
يا مجنونُ
يا أنتَ
أأنتَ وحيدٌ في المقهى؟!
الكلماتُ التي هرّبها النهرُ
في
غفلةٍ
صارتْ مجنونةً أيضا
ونصُّك آصطادَه
السحرةُ
وهم يرقصونَ أمام النارِ
وما زالَ يئنُّ في سباتِه
والكلمةُ التي لم ترَها
الكلمةُ التي تتسعُ
لآثنينِ
خائفينِ
مُحيتْ
وهي تهمسُ في أذنِ
الشظايا
لا مكانَ لي
هنا
أو هناكَ
الليلُ طويلٌ
والنهارُ نائمُ في الجرارِ
أسئلتُكِ عثرةٌ...
ليلٍ
وكلمتُك عجلى
قوليها إذن
لا تخشيْ الغرباءَ
لا الموتى
لا المهاجرينَ
لا الضفافَ
فمن يقولُها إذا سرقَكَ العقلُ؟ !
وآرتكبتِ معصيةَ العاشقِ
وادألقيتَ حلمَكِ
في
طرقاتِ الناسِ ولم تقلْ يوما
أنا مجنونٌ
والعابرون الى عقولِهم
يضحكونَ
قلْها ولا تخفْ
يا مجنونُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى