- ما معنى هذا ... نحن في شهر العسل .. فلماذا تفعل ذلك..؟
كانت غاضبة جدا ، قال بقرف:
- لا استطيع النوم مع احد في سرير واحد .. ولا حتى في غرفة واحدة ..هذه طبيعتي ماذا افعل...
صاحت: ولكنني لست عاهرة لتمارس الجنس ثم تخرج وتتركني وحدي لتنام انت في غرفة أخرى ...
اجهشت بالبكاء وهي تقول:
انا اخاف النوم لوحدي .. نم معي ... كنت انام مع امي قبل الزواج .. لا تنم معي في سرير واحد فقط لا تتركني وحيدة في الغرفة ... لابد ان تحاول تغيير طبعك هذا...
قال باصرار:
- بل انت من يجب عليك ان تعتادي على هذا الوضع ... قلت لك انني اصاب بالارق اذا نمت مع شخص آخر في غرفة واحدة ... انني لا احب السفر الى البلد لأنهم بنامون كلهم في مكان واحد ... لا استطيع .. هذا جحيم بالنسبة لي...
مسحت مخاط انفها بيدها ومسحت يدها على المرتبة وهي تقول:
- انت تعاملني كعاهرة..انا زوجتك ومن حقي ان اشعر بك .. ان احس باحضانك .. ان تمنحني شعورا بأنني انثى ... قليلا من الحنان..ليس هذا ما كنت اتخيله قبل الزواج ..
ارتدى ملابسه الداخلية وخرج من الغرفة دون ان ينبس ببنت شفة.. اما هي فقد ارتمت على السرير باكية بصمت ..
لم يمضيا اكثر من اسبوع منذ الزواج ، لكنها لم تشعر بذلك الحب الذي كانت تحلم به ، ان تنام في احضان رجل وان تشعر بأنفاسه في انفها .. ان يمسد شعرها ليلا ويمنحها الامان قبل ان تنام ... كل تلك ااحلام الرومانسية انتهت منذ اول اسبوع لها معه ، هو يحبها وهي تدرك ذلك ، لكن نومه في غرفة اخرى شيء لم تحسب له حساب .
اطفأ هو مصباح غرفته ورقد مغمضا عينيه ؛ كيف سيغير طبعه هذا من أجلها ، انه يحبها ولكنه لن يتمكن من النوم معها في غرفة واحدة . فكر قليلا .. وقرر ان يحاول ذلك هذه الليلة ولو لمرة واحدة ... نهض من سريره ودخل عليها .. ارتمى قربها ... كانت تستلقي على جنبها ... شعرت به لكنها لم تلتفت اليه ..انها تدرك انها محاولة منه لتغيير طبعه هذا ، ستحاول ان تكون هادئة حتى لا يشعر بها فيغادر ويتركها .. ، كانت تتمنى لو احاطها بذراعيه .. لكنه لم يفعل ، يكفي انها تشعر بالأمان الآن ... كان الليلة ساكنا الا من صوت ازيز التكييف ، كان يحدق في السقف بعينين مفتوحتين ، انقلب على جنبه الايمن واغمض عينيه ... غدا سيذهب الى اخصائي اجتماعي ليناقش معه هذا الأمر ، يجب ان يتغير فهو يحبها ويتمنى لو كان بامكانه ان يغمض عينيه وينام وهو يحيطها بذراعيه كما يرى في الافلام الرومانسية ، لكنه يدرك بأن ذلك سيوتره تماما ، وبما انها لم تطلب ذلك فسيكتفي بمحاولة النوم قربها . انها طفلة ، قال ذلك لنفسه .. وحاول النوم ... سمع شخيرها الخفيف ، لقد غطت في نوم عميق .. اما هو فأصابع قدمية متشنجة .. جلس على طرف السرير وضغط باطن قدمه على الارض فتوقف التشنج . ظل جالسا لبرهة ، ثم عاد لرقاده ، لقد عاني في البلد من نفس هذه الازمة ، كان لا ينام وهو في منزل والده العمدة ، لا ينام الا نهارا حين يغادر الجميع ، فيرتمي كبقرة مريضة على السرير ليغط في سبات عميق . كان كالخفاش ، ينام نهارا ويظل يقظا طوال الليل ، يدخن العشرات من لفافات التبغ في باحة المنزل ، يراقب القمر بمراحل نموه المختلفة ، يستمع الى صفير الصراصير الليلي ونقيق الضفادع ، كانت اجازته التي يقضيها في البلد كارثة كبيرة بالنسبة له ، انه لا يدرك ذلك الا حين يزور البلد ، لأنه عاش وحيدا طوال شبابه ، كان لوالده مالا كفاه شر المعيشة المشتركة مع الاخرين اثناء الدراسة ، وحتى عندما تم تعيينه استأجر منزلا صغيرا وحده ولم يشارك اي احد ، وها هو في الثالثة والثلاثين من العمر ولا زال غير قادر على تجاوز هذه المشكلة .. ولكنها لا تستحق هذه المعاملة منه ، انها طفلة ، رغم كل شيء فمن حقها ان تجد الامان قربه ، ولذلك الان فقد ادرك خطورة ما يعانيه ، وغدا منذ الصباح سيتجه الى اخصائي اجتماعي ليستشيره حول هذه المسألة ...والده العمدة يعاني من امراض الشيخوخة ، لكن اخوته يقومون بمهمة رعايته كما يجب .. عليه الا يقلق من ذلك ، كما ان زوجاته الاربعة يتنافسن على ارضائه ، ان القرية كلها تعتمد عليه ، لو مات فسيضيع الجميع ، لقد حاولت الحكومة نزع اراضيهم لولا تدخل والده العمدة ووقف عمليات المسح بقوة . تجهم وجهه تحت الظلام وهمس لنفسه: متى ينتهي شهر العسل هذا .. انه ورطة كبيرة ... اخته تشاجرت مع زوجها كما سمع وتطلب الطلاق وزوجها يرفض الطلاق ، ان مشاكلها مع زوجها لا تنتهي ، شجارات وصلت حد تبادل الضرب ، لقد رأي وجه زوجها وهو مشوه بأظافرها ورأي عينها وهي منطفئة بسبب لكماته ، والضائع الوحيد هم اطفالهما الثلاثة ، ثلاثة اطفال يعانون من مناخ شديد التلوث بحيث يحرق اعصابهم التي لا زالت طرية . لقد انتهى من التصاميم الهندسية الموكولة له ، ان هذا العصر رائع جدا ، عصر التكنولوجيا ، حيث الحاسب الآلي يقوم بكل شيء ، برنامج التصميم الذي انتج حديثا من اروع البرامج التي تعامل معها . تسلسلت الأفكار في رأسه بدون ان يكون بينها رابط معين ، الى ان شعر بالجوع ، فنهض من سريره واتجه الى المطبخ ، قلى بيضتين اكلهما بسرعة وشرب كوب ماء ، وعاد الى السرير قرب زوجته . حاول اغماض عينيه لكنه لم يستطع ، احس بأطراف اصابع رجليه تتشنج مرة أخرى ، فجلس وضغط قدميه على الارض فزال الالم ... ظل جالسا ، اسند رأسه بكفيه ، واعتصر ثقل مفاجئ صدره ، لقد اعتاد على هذا الشعور حينما يصاب بالأرق ، نهض واتجه الى الحمام ، خلع ملابسه ووقف تحت صنبور الماء ، ثقل جفناه وشعر انه الان سيتمكن من النوم... ارتدى ملابسه وعاد الى السرير حيث زوجته تغط في سباتها العميق ، سمعها تغمغم بكلمات غير مفهومة ، مدد جسده وقال: انها تحلم ...انقلب على جنبه الايسر ورأى تفاصيل جسدها وهي متكومة على جنبها ، جسدها نحيل جدا ، شعرها يتدفق بنعومة امام وجهه ، احس برمال تحت جفنيه فأغمضهما ، لكن الأرق طارده ، فجأة تداخلت صور كثيرة في عقله ، واجتر شهقة قوية فأدرك انه غفا غفوة قصيرة ، سينام ، لماذا لم تستمر هذه الغفوة ... شعر بغضب يملأ صدره ، وتمدد التشنج في جسده كله ، شعر ببرودة في وجهه وبوخزات خلف اذنيه ، سأنام اللعنة ، لكن ذلك لم يحدث ، تملكه خوف مفاجئ ، انه يخاف الأرق ، يخاف الا ينام أبدا ، انه خوف غير مبرر تبريرا منطقيا ، ارتفع شخيرها او ان سمعه صار اكثر حدة ، شخيرها يزيد قلقه ، مضى الوقت ببطء شديد ، كان الزمن مسموما ، وهناك رائحة تخرج من جهاز التكييف ، رائحة عشب بري محترق ، وظلام الغرفة يزداد كثافة ، اخذ يتنفس بصعوبة ، اخرج لسانه واخذ يلهث كالكلب ، سأنام ... لكنه لم ينم ... سمع صوت العصافير وهي تزقزق باستحياء فأدرك انه الفجر ، ارتاح لذلك كثيرا ، التفت الى زوجته فوجدها قد انقلبت على جنبها الاخر وهي تغط في نومها العميق ، ارجوك ان تستيقظي ، حدث نفسه متمنيا ان تستيقظ ليغادر الى الغرفة الأخرى وينام ، انها تنام طويلا ، يجب ان تغير هذه العادة ، يجب ان تستيقظ مبكرا وتبدأ في الطبخ وغسيل الاواني وتنظيف المنزل كما تفعل نساء القرية ، انهن يستيقظن منذ صياح الديك ، ويقمن بأشغال المنزل ، ويجهزن الشاي باللبن والزلابية للرجال. لكنها ليست مثلهن ... سأنام ... لكنه لم ينم ...
كانت ليلة كارثية جدا ، وما ان استيقظت هي حتى غادر الى غرفته واغلقها عليه بالمفتاح ، واستلقى على سريره ونام كجثة حمار .
-حسنا سأحاول ان اعتاد على ذلك ... قالت له ذلك بأسى .. وواصلت حديثها: صحيح انني اخاف من النوم وحدي ، لكنه خوف غير مبرر وسأحاول ان أتجاوزه ، لن اتحمل ان تعيش في ألم بسبب هذا الموضوع البسيط ، انت لا تستطيع ان تنام مع انسان اخر في مكان واحد ، ادركت ذلك وتأكدت منه .. حسنا حبيبي .. لن اجبرك على فعل شيء يؤذيك ...
اراحته كلماتها جدا ، لقد سويا الامر بينها نهائيا ، وانتهى شهر العسل بسلام . ان النوم هو سعادة الانسان الحقيقية ، قال ذلك لزميله في العمل . واصل: لقد فكرت في الطلاق ذلك اليوم يا صديقي . اوقف سيارته وقال: لقد وصلنا ولا اعرف كيف سنتفاهم مع هذا الوفد الكوري ، هل يتحدثون الانجليزية؟ قال صديقه وهو يهبط من السيارة: هذه الشعوب لديها توقير كبير للغتها ، واعتقد انهم سيأتون بمترجم ، لقد زرت اغلب دول العالم الاول ، انهم متشددون جدا تجاه اللغة الوطنية ، الا نحن ، نحن فقط من نتنازل عن لغتنا بل وربما نحتقرها.
دلفا الى المطعم وهمس صديقه: وصلنا في المواعيد تماما وهذا شيء جيد ، لن يتعاملوا معنا كأحد مواطني العالم الثالث... كان الكوريون ثلاثة فتاة في العشرينات ترتدي ثوبا اسودا قصيرا يظهر فخذين ابيضين لامعين ، كان وجهها طفوليا جدا خاصة مع شعرها الأسود القصير ، وهناك ايضا رجل خمسيني يرتدي نظارة ذات عدسات سميكة زادت من شكل بؤبؤي العينين بشكل واضح ، اما ثالثهم فهو شاب ثلاثيني يرتدي قرطا على اذنه اليسار ويصبغ شعره بلون كستنائي مشمس ، كان يدرك ان الكوريين لا يفضلون ارتداء ازياء رسمية في العمل ، فحسب آخر الدراسات يفضل الموظفون ان يرتدوا ملابس رياضية خفيفة وان لا تختلف بيئة العمل كثيرا عن بيئة الممارسة العادية للحياة ... وتأكد له ذلك من ازياء وفد لشركة كورية كبيرة جدا . ان الكوريين عمليون جدا ، والتعامل معهم مريح فهم لا يعطوك اي شعور بأنهم يكونون عنك انطباعا ما ، انهم يتعاملون بجدية ونظامية عالية .. رحب بهم الرجل الخمسيني ، فتبادلوا التحية ، ودلفوا مباشرة في تفاوض اظهر ذكاء الطرفين ، لكن الطرفين كانا مرنين جدا ، مما سهل المهمة على الجميع ... وانتهى الغداء على افضل ما يكون من نتائج .. ختم الشاب ذو القرط اللقاء بدعوتهم الى العشاء في منزله لمزيد من التعارف والتواصل وقد رحب الجميع بذلك وتحدد موعد اللقاء.
* * *
-ستغادر؟
اجابها ايجابا ، وقال وهو يقبلها:
-انه عشاء عند الوفد الكوري .. ربما اتأخر قليلا ...
قالت: لا تشرب..
- انا لم اشرب ابدا يا عزيزتي ..لماذا فكرت في ذلك؟
اخذت تعدل في ربطة عنقه .. ثم تركته وانصرفت ، قبل ان يغادر القى نظرة سريعة على هيئته في المرآة .. كان اسمر البشرة ، غزت صلعة خفيفة مقدمة رأسه ، طويلا بما يكفيه كرجل . احس بأنه مقنع تماما ، فغادر بسعادة .
* * *
- اشكركم على منحي شرف استضافتكم ..
كانت شقة الشاب الكوري واسعة جدا ومرتبة ترتيبا دقيقا ، وعلى المائدة دارت احاديث كثيرة ، كان يشعر انه لا يحتاج للكذب او لمحاولة التذاكي ، انه مع ثقافة حرة بالكامل ، وارتاح كثيرا لذلك . رفع الرجل الخمسيني كأسه ودعا الى نخب الشراكة بين شركتيهما . رفع هو الكأس لكنه لم يقربه وتذكر نصيحة زوجته .. للنساء حاسة سادسة ، انهن كالآلهة ، يستشعرن المستقبل بشكل عجيب جدا...
كانت رائحة الشقة مزيجا من رائحة الطعام وعطور كورية شعبية ، وربما رائحة قرنفل ، امسك به الشاب ذو القرط ودعاه الى حديث خاص بعد مغادرة الجميع ، وبالفعل جلس معه واشعل سجارة اصدرت دخانا كثيفا مزعجا جدا ، قال الشاب الكوري : سأكون صريحا معك يا صديقي ...
تكاثف دخان السجارة فأطفأها حتى لا يزعج الكوري الذي قال: أنا مثلي...
نظر الى وجه الكوري ولاحظ انه يضع احمر شفاه خفيف على شفتيه ، بل لاحظ انه يضع مكياجا كاملا على وجهه ... كان الشاب الكوري جميلا جدا ، لقد لاحظ ذلك الآن فقط . صمت قليلا وقال: فهمتك .. لكنني لست شاذا مثلك ...
قال الكوري: اعرف ذلك .. لكن جسدي يشتهيك ... يمكنك ان تجرب مرة واحدة ...
ولوهلة انقبض صدره ؛ لقد اشتهى الكوري فعلا ، قفزت صورة زوجته الى مخيلته ، ولكنها لم تستطع طرد صورة وجه الشاب الكوري ، انه لن يمارس الجنس مع هذا الكوري ، هذه كارثة كبيرة ان فعل .. لن يخون زوجته مع شاذ كوري ... رأى الشاب الكوري يقترب منه وبدأ في خلع بنطاله ... لكنه لم يرفض ، وكانت هذه مفاجأة بالنسبة له ، اخذ الكوري يمص ذكره ورأى لون احمر شفاهه يمتزج مع لعابه ، تنفس بعمق ... قال الشاب: هل نذهب الى الغرفة ..
* * *
بعد ان انتهيا انكفأ على جنبه ورأى جسد الشاب الكوري عاريا ، كان ضوء الغرفة خافتا ، فهناك على السقف امتد مصباح لولبي احمر يشع برقة ... شعر بالاثارة فمد اصابع يده وغرسها في شعر الكوري الناعم .... ، الصق صدره بظهر الشاب ، وقبل كتفه ، مد الكوري يده الرقيقة خلف ظهره وسحب يده ليحيط بها جسده ... كان الصمت يلفهما .. والكوري يتنفس ببطء .. التصق بجسد الشاب واحتضنه من الخلف ... قال الكوري: هل اطفئ المصباح ؟ همس : لا داعي لذلك ..
شعر بحرارة جسد الكوري على صدره مد اصابعه واخذ يمسح صدر الشاب الذي انقلب على جنبه ببطء ، احتضن جسد الشاب الكوري ... واغمض عينيه وغط في نوم عميق ...
كانت غاضبة جدا ، قال بقرف:
- لا استطيع النوم مع احد في سرير واحد .. ولا حتى في غرفة واحدة ..هذه طبيعتي ماذا افعل...
صاحت: ولكنني لست عاهرة لتمارس الجنس ثم تخرج وتتركني وحدي لتنام انت في غرفة أخرى ...
اجهشت بالبكاء وهي تقول:
انا اخاف النوم لوحدي .. نم معي ... كنت انام مع امي قبل الزواج .. لا تنم معي في سرير واحد فقط لا تتركني وحيدة في الغرفة ... لابد ان تحاول تغيير طبعك هذا...
قال باصرار:
- بل انت من يجب عليك ان تعتادي على هذا الوضع ... قلت لك انني اصاب بالارق اذا نمت مع شخص آخر في غرفة واحدة ... انني لا احب السفر الى البلد لأنهم بنامون كلهم في مكان واحد ... لا استطيع .. هذا جحيم بالنسبة لي...
مسحت مخاط انفها بيدها ومسحت يدها على المرتبة وهي تقول:
- انت تعاملني كعاهرة..انا زوجتك ومن حقي ان اشعر بك .. ان احس باحضانك .. ان تمنحني شعورا بأنني انثى ... قليلا من الحنان..ليس هذا ما كنت اتخيله قبل الزواج ..
ارتدى ملابسه الداخلية وخرج من الغرفة دون ان ينبس ببنت شفة.. اما هي فقد ارتمت على السرير باكية بصمت ..
لم يمضيا اكثر من اسبوع منذ الزواج ، لكنها لم تشعر بذلك الحب الذي كانت تحلم به ، ان تنام في احضان رجل وان تشعر بأنفاسه في انفها .. ان يمسد شعرها ليلا ويمنحها الامان قبل ان تنام ... كل تلك ااحلام الرومانسية انتهت منذ اول اسبوع لها معه ، هو يحبها وهي تدرك ذلك ، لكن نومه في غرفة اخرى شيء لم تحسب له حساب .
اطفأ هو مصباح غرفته ورقد مغمضا عينيه ؛ كيف سيغير طبعه هذا من أجلها ، انه يحبها ولكنه لن يتمكن من النوم معها في غرفة واحدة . فكر قليلا .. وقرر ان يحاول ذلك هذه الليلة ولو لمرة واحدة ... نهض من سريره ودخل عليها .. ارتمى قربها ... كانت تستلقي على جنبها ... شعرت به لكنها لم تلتفت اليه ..انها تدرك انها محاولة منه لتغيير طبعه هذا ، ستحاول ان تكون هادئة حتى لا يشعر بها فيغادر ويتركها .. ، كانت تتمنى لو احاطها بذراعيه .. لكنه لم يفعل ، يكفي انها تشعر بالأمان الآن ... كان الليلة ساكنا الا من صوت ازيز التكييف ، كان يحدق في السقف بعينين مفتوحتين ، انقلب على جنبه الايمن واغمض عينيه ... غدا سيذهب الى اخصائي اجتماعي ليناقش معه هذا الأمر ، يجب ان يتغير فهو يحبها ويتمنى لو كان بامكانه ان يغمض عينيه وينام وهو يحيطها بذراعيه كما يرى في الافلام الرومانسية ، لكنه يدرك بأن ذلك سيوتره تماما ، وبما انها لم تطلب ذلك فسيكتفي بمحاولة النوم قربها . انها طفلة ، قال ذلك لنفسه .. وحاول النوم ... سمع شخيرها الخفيف ، لقد غطت في نوم عميق .. اما هو فأصابع قدمية متشنجة .. جلس على طرف السرير وضغط باطن قدمه على الارض فتوقف التشنج . ظل جالسا لبرهة ، ثم عاد لرقاده ، لقد عاني في البلد من نفس هذه الازمة ، كان لا ينام وهو في منزل والده العمدة ، لا ينام الا نهارا حين يغادر الجميع ، فيرتمي كبقرة مريضة على السرير ليغط في سبات عميق . كان كالخفاش ، ينام نهارا ويظل يقظا طوال الليل ، يدخن العشرات من لفافات التبغ في باحة المنزل ، يراقب القمر بمراحل نموه المختلفة ، يستمع الى صفير الصراصير الليلي ونقيق الضفادع ، كانت اجازته التي يقضيها في البلد كارثة كبيرة بالنسبة له ، انه لا يدرك ذلك الا حين يزور البلد ، لأنه عاش وحيدا طوال شبابه ، كان لوالده مالا كفاه شر المعيشة المشتركة مع الاخرين اثناء الدراسة ، وحتى عندما تم تعيينه استأجر منزلا صغيرا وحده ولم يشارك اي احد ، وها هو في الثالثة والثلاثين من العمر ولا زال غير قادر على تجاوز هذه المشكلة .. ولكنها لا تستحق هذه المعاملة منه ، انها طفلة ، رغم كل شيء فمن حقها ان تجد الامان قربه ، ولذلك الان فقد ادرك خطورة ما يعانيه ، وغدا منذ الصباح سيتجه الى اخصائي اجتماعي ليستشيره حول هذه المسألة ...والده العمدة يعاني من امراض الشيخوخة ، لكن اخوته يقومون بمهمة رعايته كما يجب .. عليه الا يقلق من ذلك ، كما ان زوجاته الاربعة يتنافسن على ارضائه ، ان القرية كلها تعتمد عليه ، لو مات فسيضيع الجميع ، لقد حاولت الحكومة نزع اراضيهم لولا تدخل والده العمدة ووقف عمليات المسح بقوة . تجهم وجهه تحت الظلام وهمس لنفسه: متى ينتهي شهر العسل هذا .. انه ورطة كبيرة ... اخته تشاجرت مع زوجها كما سمع وتطلب الطلاق وزوجها يرفض الطلاق ، ان مشاكلها مع زوجها لا تنتهي ، شجارات وصلت حد تبادل الضرب ، لقد رأي وجه زوجها وهو مشوه بأظافرها ورأي عينها وهي منطفئة بسبب لكماته ، والضائع الوحيد هم اطفالهما الثلاثة ، ثلاثة اطفال يعانون من مناخ شديد التلوث بحيث يحرق اعصابهم التي لا زالت طرية . لقد انتهى من التصاميم الهندسية الموكولة له ، ان هذا العصر رائع جدا ، عصر التكنولوجيا ، حيث الحاسب الآلي يقوم بكل شيء ، برنامج التصميم الذي انتج حديثا من اروع البرامج التي تعامل معها . تسلسلت الأفكار في رأسه بدون ان يكون بينها رابط معين ، الى ان شعر بالجوع ، فنهض من سريره واتجه الى المطبخ ، قلى بيضتين اكلهما بسرعة وشرب كوب ماء ، وعاد الى السرير قرب زوجته . حاول اغماض عينيه لكنه لم يستطع ، احس بأطراف اصابع رجليه تتشنج مرة أخرى ، فجلس وضغط قدميه على الارض فزال الالم ... ظل جالسا ، اسند رأسه بكفيه ، واعتصر ثقل مفاجئ صدره ، لقد اعتاد على هذا الشعور حينما يصاب بالأرق ، نهض واتجه الى الحمام ، خلع ملابسه ووقف تحت صنبور الماء ، ثقل جفناه وشعر انه الان سيتمكن من النوم... ارتدى ملابسه وعاد الى السرير حيث زوجته تغط في سباتها العميق ، سمعها تغمغم بكلمات غير مفهومة ، مدد جسده وقال: انها تحلم ...انقلب على جنبه الايسر ورأى تفاصيل جسدها وهي متكومة على جنبها ، جسدها نحيل جدا ، شعرها يتدفق بنعومة امام وجهه ، احس برمال تحت جفنيه فأغمضهما ، لكن الأرق طارده ، فجأة تداخلت صور كثيرة في عقله ، واجتر شهقة قوية فأدرك انه غفا غفوة قصيرة ، سينام ، لماذا لم تستمر هذه الغفوة ... شعر بغضب يملأ صدره ، وتمدد التشنج في جسده كله ، شعر ببرودة في وجهه وبوخزات خلف اذنيه ، سأنام اللعنة ، لكن ذلك لم يحدث ، تملكه خوف مفاجئ ، انه يخاف الأرق ، يخاف الا ينام أبدا ، انه خوف غير مبرر تبريرا منطقيا ، ارتفع شخيرها او ان سمعه صار اكثر حدة ، شخيرها يزيد قلقه ، مضى الوقت ببطء شديد ، كان الزمن مسموما ، وهناك رائحة تخرج من جهاز التكييف ، رائحة عشب بري محترق ، وظلام الغرفة يزداد كثافة ، اخذ يتنفس بصعوبة ، اخرج لسانه واخذ يلهث كالكلب ، سأنام ... لكنه لم ينم ... سمع صوت العصافير وهي تزقزق باستحياء فأدرك انه الفجر ، ارتاح لذلك كثيرا ، التفت الى زوجته فوجدها قد انقلبت على جنبها الاخر وهي تغط في نومها العميق ، ارجوك ان تستيقظي ، حدث نفسه متمنيا ان تستيقظ ليغادر الى الغرفة الأخرى وينام ، انها تنام طويلا ، يجب ان تغير هذه العادة ، يجب ان تستيقظ مبكرا وتبدأ في الطبخ وغسيل الاواني وتنظيف المنزل كما تفعل نساء القرية ، انهن يستيقظن منذ صياح الديك ، ويقمن بأشغال المنزل ، ويجهزن الشاي باللبن والزلابية للرجال. لكنها ليست مثلهن ... سأنام ... لكنه لم ينم ...
كانت ليلة كارثية جدا ، وما ان استيقظت هي حتى غادر الى غرفته واغلقها عليه بالمفتاح ، واستلقى على سريره ونام كجثة حمار .
-حسنا سأحاول ان اعتاد على ذلك ... قالت له ذلك بأسى .. وواصلت حديثها: صحيح انني اخاف من النوم وحدي ، لكنه خوف غير مبرر وسأحاول ان أتجاوزه ، لن اتحمل ان تعيش في ألم بسبب هذا الموضوع البسيط ، انت لا تستطيع ان تنام مع انسان اخر في مكان واحد ، ادركت ذلك وتأكدت منه .. حسنا حبيبي .. لن اجبرك على فعل شيء يؤذيك ...
اراحته كلماتها جدا ، لقد سويا الامر بينها نهائيا ، وانتهى شهر العسل بسلام . ان النوم هو سعادة الانسان الحقيقية ، قال ذلك لزميله في العمل . واصل: لقد فكرت في الطلاق ذلك اليوم يا صديقي . اوقف سيارته وقال: لقد وصلنا ولا اعرف كيف سنتفاهم مع هذا الوفد الكوري ، هل يتحدثون الانجليزية؟ قال صديقه وهو يهبط من السيارة: هذه الشعوب لديها توقير كبير للغتها ، واعتقد انهم سيأتون بمترجم ، لقد زرت اغلب دول العالم الاول ، انهم متشددون جدا تجاه اللغة الوطنية ، الا نحن ، نحن فقط من نتنازل عن لغتنا بل وربما نحتقرها.
دلفا الى المطعم وهمس صديقه: وصلنا في المواعيد تماما وهذا شيء جيد ، لن يتعاملوا معنا كأحد مواطني العالم الثالث... كان الكوريون ثلاثة فتاة في العشرينات ترتدي ثوبا اسودا قصيرا يظهر فخذين ابيضين لامعين ، كان وجهها طفوليا جدا خاصة مع شعرها الأسود القصير ، وهناك ايضا رجل خمسيني يرتدي نظارة ذات عدسات سميكة زادت من شكل بؤبؤي العينين بشكل واضح ، اما ثالثهم فهو شاب ثلاثيني يرتدي قرطا على اذنه اليسار ويصبغ شعره بلون كستنائي مشمس ، كان يدرك ان الكوريين لا يفضلون ارتداء ازياء رسمية في العمل ، فحسب آخر الدراسات يفضل الموظفون ان يرتدوا ملابس رياضية خفيفة وان لا تختلف بيئة العمل كثيرا عن بيئة الممارسة العادية للحياة ... وتأكد له ذلك من ازياء وفد لشركة كورية كبيرة جدا . ان الكوريين عمليون جدا ، والتعامل معهم مريح فهم لا يعطوك اي شعور بأنهم يكونون عنك انطباعا ما ، انهم يتعاملون بجدية ونظامية عالية .. رحب بهم الرجل الخمسيني ، فتبادلوا التحية ، ودلفوا مباشرة في تفاوض اظهر ذكاء الطرفين ، لكن الطرفين كانا مرنين جدا ، مما سهل المهمة على الجميع ... وانتهى الغداء على افضل ما يكون من نتائج .. ختم الشاب ذو القرط اللقاء بدعوتهم الى العشاء في منزله لمزيد من التعارف والتواصل وقد رحب الجميع بذلك وتحدد موعد اللقاء.
* * *
-ستغادر؟
اجابها ايجابا ، وقال وهو يقبلها:
-انه عشاء عند الوفد الكوري .. ربما اتأخر قليلا ...
قالت: لا تشرب..
- انا لم اشرب ابدا يا عزيزتي ..لماذا فكرت في ذلك؟
اخذت تعدل في ربطة عنقه .. ثم تركته وانصرفت ، قبل ان يغادر القى نظرة سريعة على هيئته في المرآة .. كان اسمر البشرة ، غزت صلعة خفيفة مقدمة رأسه ، طويلا بما يكفيه كرجل . احس بأنه مقنع تماما ، فغادر بسعادة .
* * *
- اشكركم على منحي شرف استضافتكم ..
كانت شقة الشاب الكوري واسعة جدا ومرتبة ترتيبا دقيقا ، وعلى المائدة دارت احاديث كثيرة ، كان يشعر انه لا يحتاج للكذب او لمحاولة التذاكي ، انه مع ثقافة حرة بالكامل ، وارتاح كثيرا لذلك . رفع الرجل الخمسيني كأسه ودعا الى نخب الشراكة بين شركتيهما . رفع هو الكأس لكنه لم يقربه وتذكر نصيحة زوجته .. للنساء حاسة سادسة ، انهن كالآلهة ، يستشعرن المستقبل بشكل عجيب جدا...
كانت رائحة الشقة مزيجا من رائحة الطعام وعطور كورية شعبية ، وربما رائحة قرنفل ، امسك به الشاب ذو القرط ودعاه الى حديث خاص بعد مغادرة الجميع ، وبالفعل جلس معه واشعل سجارة اصدرت دخانا كثيفا مزعجا جدا ، قال الشاب الكوري : سأكون صريحا معك يا صديقي ...
تكاثف دخان السجارة فأطفأها حتى لا يزعج الكوري الذي قال: أنا مثلي...
نظر الى وجه الكوري ولاحظ انه يضع احمر شفاه خفيف على شفتيه ، بل لاحظ انه يضع مكياجا كاملا على وجهه ... كان الشاب الكوري جميلا جدا ، لقد لاحظ ذلك الآن فقط . صمت قليلا وقال: فهمتك .. لكنني لست شاذا مثلك ...
قال الكوري: اعرف ذلك .. لكن جسدي يشتهيك ... يمكنك ان تجرب مرة واحدة ...
ولوهلة انقبض صدره ؛ لقد اشتهى الكوري فعلا ، قفزت صورة زوجته الى مخيلته ، ولكنها لم تستطع طرد صورة وجه الشاب الكوري ، انه لن يمارس الجنس مع هذا الكوري ، هذه كارثة كبيرة ان فعل .. لن يخون زوجته مع شاذ كوري ... رأى الشاب الكوري يقترب منه وبدأ في خلع بنطاله ... لكنه لم يرفض ، وكانت هذه مفاجأة بالنسبة له ، اخذ الكوري يمص ذكره ورأى لون احمر شفاهه يمتزج مع لعابه ، تنفس بعمق ... قال الشاب: هل نذهب الى الغرفة ..
* * *
بعد ان انتهيا انكفأ على جنبه ورأى جسد الشاب الكوري عاريا ، كان ضوء الغرفة خافتا ، فهناك على السقف امتد مصباح لولبي احمر يشع برقة ... شعر بالاثارة فمد اصابع يده وغرسها في شعر الكوري الناعم .... ، الصق صدره بظهر الشاب ، وقبل كتفه ، مد الكوري يده الرقيقة خلف ظهره وسحب يده ليحيط بها جسده ... كان الصمت يلفهما .. والكوري يتنفس ببطء .. التصق بجسد الشاب واحتضنه من الخلف ... قال الكوري: هل اطفئ المصباح ؟ همس : لا داعي لذلك ..
شعر بحرارة جسد الكوري على صدره مد اصابعه واخذ يمسح صدر الشاب الذي انقلب على جنبه ببطء ، احتضن جسد الشاب الكوري ... واغمض عينيه وغط في نوم عميق ...