1- إبراهيم نصرالله "طفولتي حتى الآن"
أفضل ما حدث لي شخصيا ، في ذلك الوقت ، أن أغنية " كبر الأمل يا بلادي " أصبحت تتردد على ألسنة كثير من الفتيان دون أن يعرفوا أنني صاحبها .
حدث هذا معي بعد سنوات طويلة ، في عرس واحد من إخوتي ، إذ كانت أمي وأخواتي وقريباتنا يغنين أغنية لي ، كتبتها ل " فرقة بلدنا " ، دون أن تعرف أي منهن أنني كاتبها ، وعندما صارحت أمي بأنها لي ، ردت :" مستحيل . هذه نغنيها من أيام البلاد " فلم أستطع أن أقول لها ما ينفي إحساسها بما غنته ، وللحظة انتابني شعور بأنني قد أكون كتبتها قبل النكبة ، إلى أن عاد لي عقلي ، وأكد لي أن أمي لم تتزوج من أبي إلا بعد التهجير بسنوات .
بشير كان يردد أغنية " كبر الأمل " في كل تنظيم وجد نفسه فيه ، إذ يبدو أن مدربيه سمعوها ، فحفظوها ، فحفظوها لأشبالهم .
أرسلت كلماتها إلى قاسم في الكويت ، فكتب إلي : هناك من لحنها ، كما أن أشبال التنظيم الذي ينتمي إليه ، في الكويت ، يغنونها في معسكر التدريب .
....
...
...
بصراحة أراحني شيء واحد : على الرغم مما خلفته اشتباكات التنظيمات وانشقاقاتها من أحزان في داخلي ، لم تزل أغنيتي توحدها . في تلك الفترة ملأني يقين أنني أكبر من عمري بكثير ، لأن من لا يستمعون لكلام بعضهم بعضا ، فيتقاتلون ، يستمعون إلى كلامي فيرددونه.
ذلك كان انطباع نور أيضا ، نور التي قالت جملة أكبر من عمرها - ربما لأنها شاركت في تلك العملية :- انت لن تستطيع الابتعاد عن التنظيمات ، ولا يجوز أن تبتعد ، لكن احرص على الا تلتصق بأي منها " .
( إبراهيم نصرالله ، طفولتي حتى الآن ، ٢٠٢٢ ، صفحة ٣٤٧ ) .
زمن النشر ٢٠٢٢
زمن السرد والزمن الكتابي ليس بعيدا عن زمن النشر .
الزمن الروائي / السيرذاتي / المقصوص / زمن الحكاية ١٩٧٠ - أي يوم كان الروائي / صاحب السيرة في السادسة عشرة من عمره .
في تلك السنوات كنت شخصيا أتابع أخبار أحداث أيلول ١٩٧٠ متابعة حثيثة وكنت أحفظ أغاني الثورة الفلسطينية عن ظهر قلب و .... .
غالبا ما يترك الزمن الكتابي تأثيرات كثيرة على الزمن الروائي / المسترجع ، فكيف إذا كان الفارق بين الزمنين خمسين عاما تقريبا .
رحم الله محمود درويش ، فقد أخطأ في ٢٠٠٧ حين كتب " أنت ، منذ الآن ، غيرك " . كان عليه أن يكتب نصا محايدا ، لا نصا منحازا لحركة فتح .
خربشات عادل الأسطة
٤ / ١ / ٢٠٢٥
***
2- إبراهيم نصرالله والنقاد: "طفولتي حتى الآن"
تستحق حكاية الروائي والشاعر إبراهيم نصرالله مع النقاد أن يتابعها دارس أدبي . حكايته معهم لا تختلف ، فيما أرجح ، عن حكايات شعراء وروائيين كثر .
عندما كنت أتابع ما يكتبه إبراهيم من مقالات أو مساجلات لاحظت غضبه منهم . طبعا لا يعني هذا التعميم ، فهناك كتابات نقدية راقت له فمدحها وأشاد بكتابها . شخصيا لم أنج من نعوت سلبية أسبغها على نقاد لم ترق كتابتهم عن نصوصه له " خفة الناقد غير المحتملة " .
لم أقرأ نتاج إبراهيم الشعري كله ، لأتتبع ما كتبه بهذا الشأن ، تتبعي لأشعار محمود درويش الذي كتبت عنه في العديد من دراساتي ومنها " محمود درويش في جديده " أثر الفراشة " . لقد توقفت أمام قصيدته " اغتيال " وأمام قصيدته " إلى ناقد " .
وبالطبع لم أحص جدالات إبراهيم مع النقاد ، ولكني قرأت بعضها . إن لم تخني الذاكرة فقد اختلف مع فيصل دراج وفخري صالح ومع بعض ملاحظاتي حول روايته التاريخية .
اجتهد إبراهيم وكتب نصا ، ونحن اجتهدنا وقدمنا قراءة ولم يشكرنا " على سوء التفاهم " والعبارة لدرويش من قصيدة " اغتيال " .
عندما قرأت رواية إبراهيم " مأساة كاتب القصة القصيرة " التي كتبها بوحي من فيروس الكورونا خربشت عن الرواية في مقال . لفت نظري في الرواية هجوم الروائي على النقاد . وشبيه من هجومه هذا نقرأ في روايته " طفولتي حتى الآن " .
في المقطع 13 من طفولته الخامسة يروي إبراهيم حكايته مع أستاذنا الدكتور عبد الرحمن ياغي . يحكي عن لقائه به واستضافته لندوة وتقديمه له وما جرى بينهما من حديث :
" قرأت :
" ونسأل هل عذبوك طويلا ؟
تقول انظروا لجراحي تجيب
- " هل تلاحظ خطأ هنا ؟ سألني
- لا .
- عليك أن تقول " تجب " فهذا جواب الشرط ، والأمر يتكرر في آخر بيت ، أشار إليه .
صححت الخطأين ، وقرأت القصيدة وعلق عليها بمحبة شديدة . "
والمهم هو :
" منذ ذلك اليوم لا أحب أولئك النقاد الذين يبحثون عن ضحايا لهم ، بتصيد مرعب ، ضحايا من الكتاب ، أو ضحايا من النصوص " ( صفحة 411 ) .
كان إبراهيم يومها في العشرين من عمره .
قبل أيام كتب ناقد عراقي مقالة عن قصة قصيرة للقاص الغزي عمر حمش ، فراقت له وأدرجها على صفحته مشيدا بها ، وكنت في اليوم نفسه كتبت في زاويتي في جريدة الأيام الفلسطينية مقالا عن مجموعته القصصية الأخيرة " تغريدة النورس الأخيرة " أتيت فيها على قصصها وزمن نشرها وربطت بعضها بروايته " مفاتيح البهجة " الصادرة قبل ثلاثة أعوام وقلت إن بعض قصص المجموعة ورد في الرواية ، وخلصت إلى أن القاص يمتح في عمليه من عالم الطفولة في المخيم ، ويخيل إلي أن ما كتبته لم يرق له .
عمر يقيم الآن في قطاع غزة ويعاني مثل بقية الغزيين ، فكان الله في عونه .
أهل غزة بإيش وعادل عادل الاسطة بإيش ، ومنذ أيام وأنا أفكر في كتابة عن الأدباء وموقفهم من نقد نصوصهم .
مساء الخير يا بلاد الشام
خربشات
٦ / ١ / ٢٠٢٥ .
***
3- إبراهيم نصرالله : هل يصبح المرء شاعرا أو كاتبا بقرار يتخذه؟ إبراهيم نصرالله في " طفولتي حتى الآن"
استوقفني في رواية / سيرة ( الأصح سيرة روائية ) إبراهيم نصرالله ما كتبه عن صيرورته شاعرا وروائيا . لقد قرر في طفولته أن يصبح شاعرا وقرر أيضا فيها أن يصبح روائيا ، ولنقرأ :
" سألني صديقي قاسم :
- " إلى أين ؟" ، وكأنه احس بأنني على سفر .
- إلى مكتبة العاصمة ، أظن أنني سأصبح شاعرا .
- خذني معك ؟
- لماذا ؟
- أريد أن أصبح شاعرا أيضا .
كان قاسم يحب دايما أن يفعل ما أفعل .
- وهل تعتقد أنها مسألة سهلة ؛ أعني أن تصبح شاعرا ؟
- ما دمت تستطيع أن تكون شاعرا فلماذا لا أستطيع "( صفحة ١٥١ . المقطع ٢٣ من طفولة ثانية )
و
" نظرت إلى أمي لأعرف رأيها في ما قرأت :
- بيفهم اللي كتب هالكلام العجيب ، والله حكايته ليست أقل من حكايات جدك علي الله يرحمه ، مع جمله ونخلته وأرضه العجيبة ، لكن حكاية جدك تفرح القلب ، لا كهذه الحكاية ؟
دون مقدمات قلت لها :
- أريد أن أصبح كاتب قصص وروايات .
- ألا يكفيك الشعر ؟
- لا ، لن يكفيني
- وماذا تريد مني ؟
- أن تنجبي لي أختا .
- وماذا ستقول لفدوى ؟ لم أعد بحاجة إليك ؟
- لا تقلقي ، فدوى ، ساتفاهم معها ، فدوى للشعر .
- وبعدين معك ؟
- لقد اكتشفت ان الكاتب الذي قرأت لكم قصته له بنت اسمها " رامونا ".
-ما اسمها ؟
- رامونا .
- وتريد أن أنجب لك " رامونا " أيضا ؟ " ( صفحة ٢٧٥ ، المقطع 11 ، طفولة ثالثة ) .
ماذا لو سألنا الكتاب السؤال الآتي :
- كيف أصبحت كاتبا ؟ هل غدوت كذلك بقرار اتخذته في طفولتك ؟
جميل أن ينجز دارس دراسة ميدانية تتخذ من السؤال محورا لها ، وهذا ممكن .
من سنوات قليلة أصغيت إلى الشاعر الأمريكي ( بوكوفسكي ) يقدم لنا نصائح عن الكتابة . لماذا نكتب ومتى ؟ وقد كتبت عن قصيدته وأوردتها في يومياتي عن الكورونا . ( ٣٠ / ١ / ٢٠٢١ . يوميات الكورونا : إذا امتلأ الاناء فاض )
لا أريد أن اتخذ من ( بوكوفسكي ) نموذجا أو معيارا . ربما استعين بشهادة عن تجربتي قدمتها في مؤتمر الأدب الفلسطيني في العام ١٩٩٧ في جامعة بير زيت .
فجأة في العام ١٩٧٩ وجدتني أكتب القصة القصيرة ، وبعد عودتي من ألمانيا في العام ١٩٩١ كتبت الرواية .
ولم أكتب بقرار إطلاقا . امتلأ الإناء ففاض . عشت التجربة ففرغتها ولم أعد أكتب الرواية .
والحياة اجتهادات ووجهات نظر ، وإذا كان لي أن أعيد البداية ، كما كتب محمود درويش ، اختار ما اخترت .
ترى ما هي وجهة نظر شعرائنا وروائيينا ؟!
هل صرتم شعراء أو روائيين بقرار ؟!
لعل الإجابات تثري الموضوع !
كان توجه إميل حبيبي في بداية حياته توجها أدبيا ، ثم اختطفه الحزب سياسيا ، وبعد عشرين عاما تقريبا وجد نفسه يكتب الأدب ثانية ، فما لم يستطع كتابته في السياسة عبر عنه في القصة القصيرة والرواية والمسرواية والخرافية .
مساء الخير
خربشات عادل الأسطة
٧ / ١ / ٢٠٢٥
***
4- إبراهيم نصرالله : "طفولتي حتى الآن"... هل بعض رواياته مأخوذة من أفلام سينمائية عالمية؟
لم أكن لأثير السؤال السابق وأخوض فيه لولا أنني وجدت في سيرة إبراهيم نصرالله الروائية " طفولتي حتى الآن " ما يدعم بعض آراء في رواياته .
عندما قرأت رواية " عو " وتجادلت فيها مع بعض الأصدقاء قيل لي إن فكرتها مأخوذة من فيلم سينمائي ، ولم أجادل . لم أنف ولم أؤيد ولم أبحث فيما كتب عنها ، وعندما قرأت روايته " حارس المدينة الضائعة " قلت إنه متأثر في بنائها وفي فكرتها برواية إميل حبيبي " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل " ، ولم أقرأ مقالات أو دراسات تعزز رأيي .
في ٢٣ / ٥ / ٢٠١٨ نشر الناقد السينمائي والروائي سليم البيك مقالة في القدس العربي تحت عنوان " القيامة الآن في رواية إبراهيم نصرالله و " أوديسا ستانلي كوبريك " ( فيلم الأمريكي ستانلي كوبريك " ٢٠٠١ : أوديسا الفضاء " ١٩٦٨ ) .
أول أمس وأنا أتكاتب مع ناقد نشيط أعلمني أن رواية إبراهيم " زمن الخيول البيضاء " فيها تأثر بفيلم عنوانه " زمن الخيول البيض " عرضه إبراهيم قبل كتابة روايته ، وكان يومها يعمل في مؤسسة شومان .
ما أخبرني به الدكتور يحتاج إلى بحث للتأكد من الأمر ، وعبثا نجحت أمس ، وأنا أبحث في محرك البحث ( غوغل ) ، في العثور على مقال يربط فيه صاحبه بين الرواية والفيلم .
لا أعرف إن كانت هناك دراسات أو مقالات عالجت صلة أدب إبراهيم بأدب غيره ، فهو قاريء للأداب العالمية ومتابع جيد للسينما . هل تأثر الكاتب بغيره ؟
الجواب هو : من منا لم يتأثر فيما يقرأ ؟
وإذا كان بعض المنشغلين بالأدب يكررون عبارة " الفن يفضح صاحبه " فإن سيرة إبراهيم الروائية " طفولتي حتى الآن " تقول لنا بصراحة ان إبراهيم في بداياته كان يمارس الكتابة بعد أن يقرأ عملا ما ترك أثره عليه بشكل لافت .
لنتوقف أمام المقطع 12 من " طفولة ثالثة " ، فماذا يكتب إبراهيم فيه ؟
عندما حمل إبراهيم أول رواية باللغة الإنجليزية توجه إلى بيت صاحبته نور ابنة معلم اللغة الإنجليزية وسألها عن أبيها ووضع الرواية بين يديه ، وكم كانت دهشة إبراهيم كبيرة عندما فوجيء بأن والد نور لم يسمع باسم الكاتب ( برادبري ) .
ما علينا !
قرأ والد نور الرواية وصار يترجمها على مسامع إبراهيم ونور ، واستغرق الأمر أسبوعين . ذهل إبراهيم بالرواية و " ما إن انتهت " 451 فهرنهايت " حتى وجدت نفسي مصابا بحمى الكتابة على نحو لم أعرفه من قبل " ( صفحة 278 ) .
يتابع إبراهيم :
" بعد أن قرأت نور قصصا قصيرة كتبتها ، وقرأها بشير وإخوتي وأخواتي ، وأرسلت واحدة منها إلى الكويت ، وتلقيت منه ردا جميلا ، بل ردا غير عادي ، الآن أقول إنه كان أشبه بدراسة مكثفة ، وبعد أن فاجأني أخي محمد الذي بدأت موهبته في الرسم بالتفتح ، برسومات بقلم الرصاص مستوحاة من القصة ، أحسست أن علي أن اخطو الخطوة الأوسع .
في المؤتمر الصغير الذي عقدته في السهل القريب من السياج الشائك لمستشفى البشير ، قريبا من معسكر الأشبال ، أعلنت أنني سأكتب قصة طويلة ، وبعد صمت متردد قلت : رواية .
نور سألت بلهفة : كم صفحة تتوقع أن تكون ؟
- 80 صفحة أجبت بثقة ، كأنني أرى الرواية التي لم أكتب بعد ، أمامي .
متى ستبدأ الكتابة ؟
- يوم الجمعة القادم .
-ممتاز . صباح الجمعة سيكون الدفتر بين يديك ." ( صفحة 279 ) .
سيكون جميلا لو أن إبراهيم زود بعض دارسيه بتلك القصص القصيرة وبتلك الرواية ليعقدوا مقارنة بينها وبين رواية ( برادبري ) .
في فجر هذا اليوم تجادلت مع الروائي محمود شقير حول بعض ما خضت فيه في سيرة / رواية إبراهيم . وربما وجب أن يعود المرء إلى كتاب إحسان عباس " السيرة الذاتية " ليقرأ عن كتابة السيرة الذاتية وما يوجه إليها من ملاحظات .
كتب إبراهيم " طفولتي حتى الآن " في العقد الثالث من القرن 21 وخص بها طفولته - يعني بعد مرور 50 عاما - وفي خربشاتي السابقة وفي جدلي مع الكاتب محمود شقير كررت كثيرا عبارة تأثير الزمن الكتابي على الزمن الروائي ، وكنت كتبت عن هذا وأنا أكتب عن روايتي إبراهيم التاريخيتين " زمن الخيول البيضاء " و " قناديل ملك الجليل " .
وأنت تقرأ الأعمال المشار إليها من نتاج إبراهيم تلحظ بوضوح ذلك التأثير .
كان جبرا إبراهيم جبرا في سيرته الذاتية " البئر الأولى " كتب مقدمة استعار فيها مقولة ( وردزوورث ) " الطفل أبو الرجل " فهل ظلت بدايات إبراهيم تتحكم فيه ؟
الناس بإيش و عادل الأسطة بإيش !
سامحونا
خربشات عادل الاسطة
٨ / ١ / ٢٠٢٥ .
***
5- إبراهيم نصرالله : "طفولتي حتى الآن"... قصائد البدايات
يخرج قاريء سيرة إبراهيم نصرالله الروائية " طفولتي حتى الآن " بانطباع هو أنه كان منذ طفولته شاعرا موهوبا يكتب قصائد لم يصدق من سمعوها - ابتداء من معلم المدرسة إلى أستاذته في معهد المعلمين - أنها من كتابته . لقد شكك معلم المدرسة بالقصيدة التي كتبها إبراهيم واتهمه بأنه سرقها فوضع له العلامة " صفر " ، وكان أجمل صفر في حياته . ولقد استغربت أستاذته من إجاباته ، فإن سألته عن قصيدة لمسرحية تناسبها أجابها بأنها جاهزة ، وإن طلبت منه ملحنا لها قال لها إن اللحن أيضا حاضر و ...وعندما انسحب الفدائيون من الأردن بعد معاركهم مع الجيش الأردني وحط حزن كثيف على كل شيء " وقد أدرك الجميع أن فلسطين باتت أبعد " يكتب قصيدة طويلة عن قبر جماعي " كما لو أنني أريد أن أرثي الشهداء كلهم دفعة واحدة " قصيدة قرأها لأبيه وأمه فبكت عمته وعندما قرأها لنور بكت .
القصيدة كانت في ١٩٧٠ .
عندما كان إبراهيم في معهد المعلمين أرادت استاذته هيفاء إعداد مسرحية ، فاحتاجت إلى قصيدة تناسبها ، وكان الفلسطينيون يعيشون مأساة مذبحة " تل الزعتر " - اي في العام ١٩٧٦ ، علما بأن المسرحية لا تتحدث عن تل الزعتر " فما رأيك أن تقرأ واحدة من قصائدك قبل بدء المسرحية ، كي لا يكون العرض في مكان وما نعيشه من أحزان تل الزعتر في مكان ؟"
يجيب إبراهيم :
- الصحيح أنني كتبت قصيدة عن " تل الزعتر " .
- معقول ؟ هل تلاحظ أنني كلما طلبت منك شيئا تكون جهزته قبل أن أطلبه ؟
- هي صدفة .
- بل هما صدفتان . هل لديك أشياء جاهزة أريدها ولم أطلبها حتى الآن ؟ .
يذكر إبراهيم أن تلك القصيدة كتبت يوم 23 أيار 1976 ، كما هو مدون في الدفتر الذي ضمها ، كانت تدور حول القضية الفلسطينية باعتبارها مسرحية تزور الحكاية الفلسطينية .... " .
ماذا يعني ما سبق ؟
يعني أن القصيدة لم تكن في تل الزعتر ، فالمعروف أنه دمر واستسلم أهله في 12 آب 1976 .
ليست الملاحظة السابقة هي المهمة ، فالمهم هو أن إبراهيم يحتفظ بكتاباته الأولى على دفاتر ؛ كتاباته الشعرية وروايته الأولى .
هل سيأتي يوم ينشر فيه الشاعر والروائي هذه البدايات ليدرسها النقاد ويحكموا على بداياته ؟
بعد استشهاد غسان كنفاني بعقود قام أخوه عدنان كنفاني بإصدار كتابات أخيه المبكرة جدا والتي كتبها في سن قريب من سن إبراهيم في سبرته الروائية . لقد كانت نصوص غسان التي جمعت في كتاب " معارج الإبداع " ، وكتبت شخصيا عنه ، لقد كانت نصوصا عادية .
لن أصدر الحكم نفسه على بدايات إبراهيم فلم أقرأها .
ننتظر .
عادل الأسطة
٩ / ١ / ٢٠٢٥
***
6- إبراهيم نصرالله : فيضان روائي أم...؟
قبل أشهر عقبت الروائية العراقية إنعام كجه جي على منشور تناول تجربة الطيب صالح الروائية حمد فيه كاتبه الروائي وثمن موقفه من عدم تفريخه عددا كبيرا من الروايات . ثمنت الروائية المنشور وأثنيت بدوري على رأيها وثمنته .
لم تصدر إنعام في مسيرتها الروائية أكثر من خمس ست روايات استقبل أكثرها استقبالا حسنا .
قبل حصول نجيب محفوظ على نوبل أخذ في ٧٠ و ٨٠ القرن ٢٠ يكثر من كتابة الروايات ، فكان يصدر كل عام رواية ، وقد لاحظت هذا أستاذتي الألمانية ( روتراود فيلاندت ) فنبهتنا إليه في إحدى المحاضرات ، وكان نجيب محفوظ حصل في حينه على الجائزة .
هل حصل الروائي على الجائزة لأي من رواياته التي كتبها في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين أم حصل عليها بسبب الروايات التي كتبها في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ولم يكن في حينه أصدر في كل عام رواية ؟
الروائي إبراهيم نصرالله يكتب على لسان سارد روايته " مأساة كاتب القصة القصيرة " أن هناك فيضانا روائيا . ما ورد على لسان السارد لفت نظري ، وحين كتبت مقالي " الأدب والكورونا ثانية " ( جريدة الأيام الفلسطينية ١٧ / ١ / ٢٠٢١ كتبت :
" الكاتب الروائي الذي ينجز كل عام رواية يبدي سارد روايته كاتب القصة القصيرة رأيا في الفيضان الروائي الذي تشهده الساحة الأدبية العربية ، وهو هنا مثل نقاد كثيرين يرددون هذا الرأي " .
ما لاحظته ولفت نظري انتبه إليه الناقد فراس حاج محمد الذي كتب مقالا نقديا مطولا في ٣١ / ٧ / ٢٠٢١ تحت عنوان " هواجس ما بعد الكتابة الروائية " مأساة كاتب القصة القصيرة " ." يكتب فراس :
" ومن الملاحظ أن السارد ينتقد ما وقع فيه الكتاب الآخرون من الغرق في " الفيضان الروائي " على الرغم من أنه - أي الكاتب إبراهيم نصرالله - وليس السارد ، يعاني في الحقيقة من فيضان روائي كبير وانتج الكثير من الروايات في السنوات الأخيرة " .
أحد طلابي أعد رسالة ماجستير عن روائي عربي كبير وكنت طلبت منه أن يقرأ روايات أخرى للكاتب ، فاكتشف أن بعضها يكرر بعضها وان قسما منها وردت أحداثه في غير رواية .
لم أقرأ شخصيا نتاج إبراهيم نصرالله الروائي كله لأصدر حكما ، ويمكن أن يخبرنا متابع لأعماله ومتخصص فيها برأيه .
وأنا أقرأ رواية محمود شقير الأخيرة " منزل الذكريات " تساءلت :
- هل خلت الرواية هذه من أفكار وعبارات كنت قرأتها في مجموعته القصصية " الولد الفلسطيني " ؟
وفكرت في أن أكتب في الموضوع ثم ... .
في الشهر المنصرم سألني القاص زياد خداش إن كان محمود درويش نفسه ظهر التكرار في شعره .
كان زياد أراد أن يعرف رأي الذكاء الاصطناعي في محمود درويش وشعره فسألني ، وبإمكانه أن يكتب رأيي .
اليمن بإيش وغزة بإيش والضفة بإيش وعادل الأسطة بإيش .
عادل الأسطة
خربشات ١٠ / ١ / ٢٠٢٥
***
7- إبراهيم نصرالله والنقاد ثانية : ما لم يكتبه الروائي
في " مأساة كاتب القصة القصيرة " ( ٢٠٢١ ) يبدي إبراهيم ، من خلال سارده ، رأيه في النقاد ، فيكتب :
" أخطر ما خطر لي أن يكون هناك ناقد ما قد أنشأ صفحة وهمية ، ليوقعني في حبائله ، باعتباره امرأة جميلة ...
هل يكون هذا الناقد واحدا من الشلل الأدبية القبيحة التي تناصبني العداء ولي معها تجارب كثيرة سأوردها تباعا إن اقتضت الضرورة ، في هذا النص الذي أتمنى أن لا يصبح رواية على ذلك - أعني النص ، فكلي أمل أن لا يكون أكثر من نوفيلا "( ٧٣ )
ويروي السارد في الصفحتين ٧٤ و ٧٥ عن معاناته من النقاد والشلل الأدبية ، وغالبا ما تقف منه هذه الشلل موقفا لا يروق له بسبب عنصرين هما " الجهل والغيرة " .
ويحكي السارد عن إحدى هذه الشلل التي تتكون من ستة كتاب تتبنى الحداثة :
" سأقول بصراحة ان سادسهم كان ناقدا ، مع احترامي الكبير لمن وافقني ومن خالفني ، بشرف ، من النقاد ، لكن وكما اتضح لي دائما ، لا بد من وجود ناقد ( بدي غارد ) لكل شلة ، وهو اما أن يكون لئيما ، أو يكون مائعا ، امعة . سادسهم كان يجمع الصفتين " .
كلام سارد الرواية يذكر بمقالين كتبهما إبراهيم نصرالله نفسه في القدس العربي صب فيهما جام غضبه على النقاد الذين لم ترق كتابتهم له ( خفة الناقد التي لا تحتمل ٢٤ / ٨ / ٢٠١٦ و القاضي والناقد .. والقاريء النجيب ٧ / ٩ / ٢٠١٦ ) وقد توقف فراس حاج محمد أمام إبراهيم ناقدا فيما كتبه عن النقد .
ترى هل يحتمل إبراهيم أن نكتب عن شلته التي ينتمي إليها وتكتب عن أعماله كتابة فيها من كيل المديح الكثير . من المؤكد أن هؤلاء هم القاريء النجيب وعلى رأسهم فاروق وادي و محمود شقير وانظروا ما كتباه عن أعماله وعن " طفولتي حتى الآن " .
أبدى فاروق رأيه في المقدمة التي كتبها للرواية واقتبست منه " شبكة أخبار البلد " ( ٤ / ٧ / ٢٠٢٢ ) . لقد رأى أن السيرة الروائية من أجمل ما كتب الكاتب ، وأما شقير فكتب :
" رواية إبراهيم نصرالله الجديدة " طفولتي حتى الآن " هي ذروة أعماله الروائية الجميلة المتميزة حتى الآن.... " .
والروائيون الثلاثة يقرأون نتاج بعضهم ويروق لهم ويرون فيه قمة الإبداع . فهل هم شلة أيضا ؟
شخصيا لا أتردد في الكتابة إن قسما من أعمالهم راقت لي وقسما آخر لم يرق لي ، فهل أنا مع شلتهم أم ضدها ؟
وعلى الرغم من أن المرحوم فاروق وادي كتب كتابا مهما في النقد ، إلا أنه لم يخل من أخطاء طلبت منه وهو على قيد الحياة أن يعيد النظر فيها ، وبخصوص رواياته فلم ترق لي منها إلا رواية " سوداد " وكنت متابعا جيدا لمقالاته التي تعد الأفضل لي لدرجة أنني أعده من أفضل كتاب المقالة في فلسطين .
سامحونا.
الناس بإيش و عادل الأسطة بإيش .
صباح الخير
خربشات عادل الأسطة
١١ / ١ / ٢٠٢٥
***
8- إبراهيم نصرالله وغزة
حظيت غزة في مشروع إبراهيم نصرالله الروائي ، وإبراهيم صاحب مشروع روائي ، حظيت برواية " أعراس آمنة " التي تقع في ١٣٨ صفحة .
لا أعرف إن كان الكاتب زار غزة ، وإن كان زارها فما المدة التي أنفقها فيها .
تجري أحداث الرواية في غزة ، فهل حضرت غزة فيها ؟ وأنا أقرأ في الرواية خطرت ببالي رواية غسان كنفاني " ما تبقى لكم " ( ١٩٦٦ ) .
زار غسان قطاع غزة في منتصف ستينيات القرن العشرين ، وكنب روايته التي لم يركز فيها على المكان . ألأنه لم يتمكن من المكان لم يكتب عنه الكثير ، فقد كانت الزيارة قصيرة جدا ؟
في " أعراس آمنة " تقرأ حوارات بين شخصيات لا تعرف عن حياتها الكثير ، فالرواية ليست رواية شخصية بالدرجة الأولى ولا هي رواية مكان بالدرجة الأولى أيضا .
ذكر المكان في الرواية ذكرا عابرا ويمكن لك أن تستبدله بأي مكان فلا يؤثر ذلك ، إذ لا خصوصية تظهر لمكان تميزه عن غيره ، لا بناء ولا روحا ولا معمارا ولا لهجة محلية ولا تاريخا أيضا .
أتمنى أن يقرأ قراء غزة الرواية ويخطئوا ملاحظاتي التي قد استطرد فيها مساء .
عادل الأسطة
١٢ / ١ / ٢٠٢٥
***
9- إبراهيم نصرالله " أعراس آمنة وغزة " : هل هي رواية عن غزة ؟ 9
لم أكن افكر في الكتابة عن رواية إبراهيم نصرالله " أعراس آمنة " ( ط٢ ٢٠٠٩ ) لولا ما كتبه ابن غزة يسري الغول في شهر تشرين الثاني من العام ٢٠٢٤ تحت عنوان " الطريق إلى المعمداني " ( ٥ / ١١ / ٢٠٢٤ ).
كان د. شفيق التلولي أشار إلى اسمي في التعليقات على الكتابة لكي أهتم بالمقال كما أفعل مع كتابات أبناء قطاع غزة . قمت بدوري بإرساله إلى موقع " Creative Palestinians مبدعون فلسطينيون الذي تشرف عليه الفلسطينية روض الدبس Rawd Dibs فاهتمت به ونشرته ، ولما أعدت قراءته ولاحظت حضور المكان فيه ودقة وصف يسري في حركته في المكان عقبت " لا أظن أن أحدا من خارج قطاع غزة يمكن أن يكتب نصا مثل هذا يصف فيه المكان بدقة " ، وكنت انتبهت في بداية الحرب إلى يوميات عاطف ابوسيف من داخل مخيم جباليا وقارنت بين كتابته في يومياته وما أكتبه وأشرت إلى الفارق بين الكتابة عن قرب والكتابة عن بعد ؛ الكتابة من داخل الحدث والمكان والكتابة من خارجه .
وأنا أتابع الموضوع عادت بي الذاكرة إلى رواية إبراهيم نصرالله المذكورة ، فعدت إلى خربشاتي / ملاحظاتي عليها ، بل وقرأت جزءا منها قراءة ثانية ، لأرى كتابته عن غزة هو الذي قد يكون زارها ، مثله مثل غسان كنفاني ، ف " أعراس آمنة " ليست بعيدة كثيرا عن " ما تبقى لكم " .
ورد في " أعراس آمنة " دال غزة ورفح وذكر البحر و ... وذكرت بعض الشخصيات التي اغتيلت هناك ، بل وسرد الكاتب قليلا من المعلومات التي تدوولت في الأخبار ، ولكن شوارع غزة وروحها ولهجتها ومخيماتها لم تحضر .
وأنا أفكر في الكتابة عن علاقة الكاتب بالمكان استحضرت مجموعة كتابات عاش أصحابها فيه وأخذت اوازن بينها وبين " أعراس آمنة " ، بل واستحضرت رواية إبراهيم نصرالله نفسه " حارس المدينة الضائعة " التي كتبها عن عمان التي يعرفها جيدا ، ووجدت بونا شاسعا وخلصت إلى أن " أعراس آمنة " لن يختلف حالها لو استبدلنا اسمي غزة ورفح فيها باسمي أي مدينتين عربيتين .
ماذا لو كتب دارس عن المكان فيها والمكان في روايات رام الله لفاروق وادي ومريد البرغوثي وأكرم هنية وروايات القدس لعارف الحسيني وبعض كتب محمود شقير عن القدس ؟
أتمنى أن ينجز دارس دراسة في الموضوع ، وآمل أن يثريه كتاب غزة بالنقاش .
عادل الأسطة
١٢ / ١ / ٢٠٢٥
***
10- ابراهيم نصرالله وسارده ومحمود شقير :
لفت الصديق ابراهيم جوهر أمس نظري إلى مقال الكاتب Ibrahim Nasrallah ابراهيم نصرالله في القدس العربي " ذلك الطفل الرائع الذي بلغ الثمانين " فقرأته وقرأت رأيه في محمود شقير روائيا:
" وحين ستمضي إلى الرواية ستمنحنا ثلاثية كان مطلعها " فرس العائلة " ذلك العمل المدهش الذي سيحملنا إلى مساحة مختلفة بأسطوريتها وعجائبيتها وسحرية أجوائها " .
هل رأي سارد نصرالله في روايته الأخيرة " مأساة كاتب القصة القصيرة " مشابه لموقف الكاتب أم أنه مختلف ؟
في " مأساة كاتب القصة القصيرة " يكون لبطل الروابة رأي في تحول محمود شقير إلى كتابة القصة القصيرة .
من المؤكد أن نقادا كثيرين سيقولون :
- وما المشكلة ؟ ليس بالضرورة أن يكون بطل الرواية نسخة عن كاتبها وثمة فرق بين الكاتب والسارد والشخصية .
ما هو رأي كاتب القصة القصيرة في الرواية ؟
" سأعترف ثانية أن ما يشبه " النوفيلا " هنا ، لا أتمنى أن يصبح رواية ؛ فلو أصبح سأكون مضطرا إلى إعادة توزيعه من جديد على شكل مجموعة من القصص القصيرة، كما فعل عدد من الكتاب المعروفين، الذين لن أغفر لهم انحناءهم للرواية! مثل محمود شقير في مجموعته " مدينة الخسارات والرغبة ، وفاروق وادي في مجموعته " ديك بيروت يؤذن في الظهيرة " .... " .
هل كان محمود شقير كاتبا روائيا مدهشا ؟ وإذا كان كذلك فإن كاتب القصة القصيرة في رواية نصرالله تختلف ذائقته عن ذائقة مخترعه - أي ابراهيم نصرالله .
لا مشكلة فيما سبق . المشكلة تكمن فيما ذهبت إليه وأنا أكتب عن رواية " مأساة كاتب القصة القصيرة " حيث ذهبت إلى أن الكاتب يقف وراء بطله .
معلش يحدث هذا !!
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٩ آذار ٢٠٢١
***
11- إبراهيم نصرالله : قناديل ملك الجليل
"قناديل ملك الجليل" عنوان رواية الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله المولود في مخيم الوحدات بعمان، في العام 1954، والمقيم فيها حتى الآن، وقد صدرت طبعتها الأولى في العام 2012، وتقع في 558 صفحة.
وقد عرف ابراهيم شاعراً أولاً، ثم أخذ يكتب الرواية إلى جانب كتابته الشعر، وغدا يقرأ روائياً، أكثر مما يقرأ شاعراً، فقد أعيدت طباعة أعماله الروائية في فلسطين مؤخراً، والتفت إليها أكثر من الالتفات إلى أشعاره، ولا أدري إن كان هو شخصياً لمس هذا، فمال إلى جنس الرواية وكتبها على حساب الشعر.
وثمة دارسون ونقاد بارزون، منهم د. جابر عصفور، بدؤوا يرددون مقولة "زمن الرواية"، لا زمن الشعر.
و"قناديل ملك الجليل" تعود إلى التاريخ الفلسطيني قبل مائتي عام لتكتب عن ظاهر العمر الذي أراد أن يؤسس دولة فلسطينية عربية مستقلة عن الدولة العثمانية، وكاد ينجح في مسعاه، وهكذا فإن زمنها الروائي لا يتطابق وزمنها الكتابي، وقد أوضح الروائي، في الإضاءات التي كتبها وصدر بها روايته، هذا، وهذا بحد ذاته إجراء استباقي، ليلفت نظر النقاد الذين قد يبحثون في روايته عن إسقاطات معاصرة على الماضي، وهذا عموماً يلفت النظر في صفحات كثيرة من الرواية.
وهذه العودة إلى التاريخ للكتابة عنه هي مثار أسئلة عديدة قد يثيرها قارئ الرواية العربية المعاصرة، وقارئ روايات ابراهيم نصر الله، إذ الملاحظ أن عدداً متزايداً من الروايات التي تنجز، بل وتفوز بجوائز مهمة في العالم العربي، هي روايات تتكئ على الماضي وتنهل منه وتغرف من بحره: بهاء طاهر في "واحة الغروب" ويوسف زيدان في "عزازيل" وربيع جابر في "دروز بلغراد"، وقبل هؤلاء أمين معلوف، وقبله نجيب محفوظ في مرحلته التاريخية، وجرجي زيدان في رواياته العديدة.
وإذا كانت كتابة هذه الرواية ليست جديدة في الرواية العربية، فإنها تكاد تكون جديدة في الرواية الفلسطينية وفي مسيرة ابراهيم نصر الله. والمعروف أن أبرز الروائيين الفلسطينيين، من بيدس والحسيني في مرحلة التأسيس، مروراً بكنفاني وحبيبي وجبرا في مرحلة الترسيخ، وليس انتهاءً برشاد أبو شاور ويحيى يخلف وسحر خليفة، ظلوا يكتبون روايات تنهل من الواقع المعيش والتجربة الحياتية الراهنة لزمن الكتابة الروائية، ولم يكن ابراهيم نصر الله، في رواياته الأولى، ليشذّ عن هذا: من "براري الحمى" و"مجرد 2 فقط" و"عو" و"طيور الحذر" و"حارس المدينة الضائعة".. الخ، ولكنه في "زمن الخيول البيضاء" وفي "قناديل ملك الجليل" بدأ يكتب عن زمن آخر لم يكن شاهداً عليه، فالأولى تتوقف عند العام 1948، عام اللجوء، والثانية تعود إلى القرن الثامن عشر.
وستغدو الرواية التي يكتبها نصر الله رواية تتكئ على مصادر وكتب أكثر مما هي تصوير لواقع معيش.
وليس هو الوحيد الذي يفعل هذا، الآن، في التجربة الروائية الفلسطينية، ولعلّ المتابع للروايات الثلاث الأخيرة التي أصدرتها سحر خليفة، في سنواتها السبع الأخيرة، يلحظ الشيء نفسه، فهل قال الكاتبان في رواياتهما الأولى كل شيء عن الواقع، ولم يعد بإمكانهما تقديم المزيد، فآثرا العودة إلى الماضي على التكرار، أم أنهما وجدا نفسيهما بعيدين عن نهر الحياة اليومي، لانشغالهما بالقراءة والكتابة، فأخذا يكتبان روايات تاريخية أو تعتمد على التاريخ وعلى شخصيات تاريخية، لتعكس كتابتهما بعض ما آلا إليه؟ أم أنهما لاحظا أن الشخصيات التاريخية، والفترة التاريخية، أيضاً، التي أخذا يكتبان عنها لم يكتب عنها بما فيه الكفاية، وأنها تستحق أن تقدم للقارئ الفلسطيني والعربي، بل والعالمي؟
في الإضاءات التي صدر بها الكاتب روايته يقول لنا هذا، ويفصح لنا عن علاقته ببطل روايته، وهي علاقة بدأت متأخرة، وكان ينبغي أن تكون بدأت مبكرة جداً، وبطل روايته ظاهر العمر شخصية تاريخية عظيمة، ظلت شبه مجهولة لدى قطاع كبير من الناس، في فلسطين وخارجها.
لقد رأى الروائي أنها شخصية فريدة تستحق أن تلتفت إليها الأعمال الروائية والسينمائية والتلفزيونية منذ زمن بعيد، ولقد تعلم الكاتب، وهو يقرأ عنها، الكثير الكثير، فخرج إنساناً مختلفاً.
رأى فلسطين، من خلال ظاهر، وطنا جميلاً متسامحاً يحتضن الآخر ويقبله ويتقبّله، ورآها بلاداً غنية ثقافياً وروحياً، وأراد أن ينقل هذه الأحاسيس إلى القرّاء.
وهذا ما تقوله بعض جوانب الرواية، بل أكثرها، ويمكن أن يلحظ القارئ هذا وهو يقرأ عن اليهود والنصارى/ المسيحيين فيها، والكتابة عن اليهود، وإن كانت قليلة جداً، وتكاد لا تزيد على فقرة أو فقرتين، والكتابة عن المسيحيين وصلتهم بظاهر، وفيها استطراد، تقول ما قاله الروائي في إضاءاته.
ستكون الكتابة عن اليهود في الرواية عابرة (ص280) ولكنها دالة بما فيه الكفاية، فهؤلاء الذين تصلهم رسالة من دمشق تطلب منهم أن يغادروا طبرية التي ستحاصر، يذهبون بالرسالة إلى ظاهر ليعلموه بالأمر، ويردّون له الجميل، لأنه وقف إلى جانبهم من قبل. إنهم لا يغدرون ولا يتآمرون. والكتابة عن النصارى كأبناء حاذقين ومخلصين تبدو في صفحات كثيرة (384 وما بعدها)، وما ورد في بعض صفحات الرواية (ص374/375) يعبر عن رؤية متقدمة لصورة الوطن، وأظنها بعض إسقاطات المؤلف على بطله، وكم كنت أتساءل وأنا أقرأ الرواية إن كان هذا الكلام الذي أقرؤه بعض إسقاطات معاصرة، وحين أمعنت النظر في الإضاءات التي صدر بها الكاتب روايته أيقنت هذا، فهذا الذي أراه مدّني به المؤلف، أيضاً: "لا يستند هذا العمل إلى دقة المعلومة تماماً، رغم إخلاصه لها، بل يستند أكثر إلى قوة الحقيقة وقوة الخيال في اتحادهما بجوهر الأحداث وجوهر الشخصيات.
وما دام الكاتب يقرّ بأن عمله الروائي لا يستند إلى دقة المعلومة تماماً، فليس لنا إذن، أن نتتبع صورة ظاهر العمر في كتب التاريخ وصورته في الرواية لملاحظة التطابق والاختلاف للحكم على مدى نجاح الروائي في إبراز صدق عمله، وقد يفعل هذا طالب دراسات عليا، ليطلعنا على مدى هذا التطابق والاختلاف ليس إلاّ. (أحد طلابي وهو إبراهيم أبو تحفة يعكف الآن على إنجاز رسالة ماجستير عن روايتي "زمن الخيول البيضاء" و"قناديل ملك الجليل"، ولعله سيقول لنا الكثير).
يعلي الروائي من قيمة بطله ويبرز له صورة إيجابية تكاد تبلغ حد الأسطورة وهو لا يؤسطر فقط البطل، وإنما يؤسطر شخصيات أخرى أهمها نجمة التي تذكر قارئ الرواية العربية بنجمة كاتب ياسين الروائي الجزائري وقد صدرت رواية ياسين بالعربية، كما نشر جزء منها في كتاب "كتاب في جريدة"، ولعلّ الروائي اطلع عليها، ولا أدري إن كان تأثر بها. إن المرأة هنا تكاد تذكرنا، أيضاً، بأم سعد في رواية كنفاني "أم سعد" لكنها هنا أكثر أسطرة وأبرز.
وسيرسم الكاتب صورة إيجابية لبطله تكاد تكون متمناة، أو على رأي أرسطو، كما ينبغي أن تكون، وأظن أن الصورة المتمناة هي التي يتطلع إليها نصر الله في الحاكم، فهل أراد أن يقول للحكام: انظروا ما يجب أن تكونوا عليه. لم يأبه ظاهر العمر لأهله ولأبنائه ولملذاته، فقد كان همّه تأسيس دولة تسودها العدالة، دولة مستقلة يتعايش فيها مواطنوها بود واحترام.
ولأن الرواية تقترب من، بل تكاد تكون، العمل الملحمي، فإن مؤلفها يوظف التراث والعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية توظيفاً لافتا، وأهم ما وظفه هو قصة القناديل، وهو ما بدا أصلاً في العنوان، ولكنه وظفها لا ليعززها، وإنما لينقضها غالباً. ظاهر العمر قنديل وإخوانه قناديل، فمن فيه زيت أكثر، ومن سينطفئ أولاً، وتكذب الرواية المعتقد الشعبي.
ثمة جانب أخير أود ملامسته في هذه المقالة هو لغة الرواية، تبدو لغة الرواية، وقد أدخلت في مياه نهر ليثي، فبالكاد نعثر على مستوى غير مستوى اللغة الشعرية القائمة على الاستعارة والمجاز أحياناً، والفصيحة غالباً.
تبدو شاعرية اللغة في العناوين، وتبدو الفصيحة في السرد وفي الحوار، وهذا ما لا يتطابق ولغة ذلك العصر، وفي مواطن قليلة استخدم العامية، حين تنطق بها شخوص غير عربية وفي التراث الشعبي، وأحياناً تتطابق ولغة ذلك العصر، فتكون لغة جناس وطباق. (486، 488، 499، 502)... و.. و.. و..
د. عادل الأسطة
2014-02-09
***
============
1- إبراهيم نصرالله "طفولتي حتى الآن"
2- إبراهيم نصرالله والنقاد: "طفولتي حتى الآن"
3- إبراهيم نصرالله : هل يصبح المرء شاعرا أو كاتبا بقرار يتخذه؟ إبراهيم نصرالله في " طفولتي حتى الآن"
4- إبراهيم نصرالله : "طفولتي حتى الآن"... هل بعض رواياته مأخوذة من أفلام سينمائية عالمية؟
5- إبراهيم نصرالله : "طفولتي حتى الآن"... قصائد البدايات
6- إبراهيم نصرالله : فيضان روائي أم...؟
7- إبراهيم نصرالله والنقاد ثانية : ما لم يكتبه الروائي
8- إبراهيم نصرالله وغزة
9- إبراهيم نصرالله " أعراس آمنة وغزة " : هل هي رواية عن غزة ؟ 9
10- ابراهيم نصرالله وسارده ومحمود شقير
11- إبراهيم نصرالله : قناديل ملك الجليل
.
أفضل ما حدث لي شخصيا ، في ذلك الوقت ، أن أغنية " كبر الأمل يا بلادي " أصبحت تتردد على ألسنة كثير من الفتيان دون أن يعرفوا أنني صاحبها .
حدث هذا معي بعد سنوات طويلة ، في عرس واحد من إخوتي ، إذ كانت أمي وأخواتي وقريباتنا يغنين أغنية لي ، كتبتها ل " فرقة بلدنا " ، دون أن تعرف أي منهن أنني كاتبها ، وعندما صارحت أمي بأنها لي ، ردت :" مستحيل . هذه نغنيها من أيام البلاد " فلم أستطع أن أقول لها ما ينفي إحساسها بما غنته ، وللحظة انتابني شعور بأنني قد أكون كتبتها قبل النكبة ، إلى أن عاد لي عقلي ، وأكد لي أن أمي لم تتزوج من أبي إلا بعد التهجير بسنوات .
بشير كان يردد أغنية " كبر الأمل " في كل تنظيم وجد نفسه فيه ، إذ يبدو أن مدربيه سمعوها ، فحفظوها ، فحفظوها لأشبالهم .
أرسلت كلماتها إلى قاسم في الكويت ، فكتب إلي : هناك من لحنها ، كما أن أشبال التنظيم الذي ينتمي إليه ، في الكويت ، يغنونها في معسكر التدريب .
....
...
...
بصراحة أراحني شيء واحد : على الرغم مما خلفته اشتباكات التنظيمات وانشقاقاتها من أحزان في داخلي ، لم تزل أغنيتي توحدها . في تلك الفترة ملأني يقين أنني أكبر من عمري بكثير ، لأن من لا يستمعون لكلام بعضهم بعضا ، فيتقاتلون ، يستمعون إلى كلامي فيرددونه.
ذلك كان انطباع نور أيضا ، نور التي قالت جملة أكبر من عمرها - ربما لأنها شاركت في تلك العملية :- انت لن تستطيع الابتعاد عن التنظيمات ، ولا يجوز أن تبتعد ، لكن احرص على الا تلتصق بأي منها " .
( إبراهيم نصرالله ، طفولتي حتى الآن ، ٢٠٢٢ ، صفحة ٣٤٧ ) .
زمن النشر ٢٠٢٢
زمن السرد والزمن الكتابي ليس بعيدا عن زمن النشر .
الزمن الروائي / السيرذاتي / المقصوص / زمن الحكاية ١٩٧٠ - أي يوم كان الروائي / صاحب السيرة في السادسة عشرة من عمره .
في تلك السنوات كنت شخصيا أتابع أخبار أحداث أيلول ١٩٧٠ متابعة حثيثة وكنت أحفظ أغاني الثورة الفلسطينية عن ظهر قلب و .... .
غالبا ما يترك الزمن الكتابي تأثيرات كثيرة على الزمن الروائي / المسترجع ، فكيف إذا كان الفارق بين الزمنين خمسين عاما تقريبا .
رحم الله محمود درويش ، فقد أخطأ في ٢٠٠٧ حين كتب " أنت ، منذ الآن ، غيرك " . كان عليه أن يكتب نصا محايدا ، لا نصا منحازا لحركة فتح .
خربشات عادل الأسطة
٤ / ١ / ٢٠٢٥
***
2- إبراهيم نصرالله والنقاد: "طفولتي حتى الآن"
تستحق حكاية الروائي والشاعر إبراهيم نصرالله مع النقاد أن يتابعها دارس أدبي . حكايته معهم لا تختلف ، فيما أرجح ، عن حكايات شعراء وروائيين كثر .
عندما كنت أتابع ما يكتبه إبراهيم من مقالات أو مساجلات لاحظت غضبه منهم . طبعا لا يعني هذا التعميم ، فهناك كتابات نقدية راقت له فمدحها وأشاد بكتابها . شخصيا لم أنج من نعوت سلبية أسبغها على نقاد لم ترق كتابتهم عن نصوصه له " خفة الناقد غير المحتملة " .
لم أقرأ نتاج إبراهيم الشعري كله ، لأتتبع ما كتبه بهذا الشأن ، تتبعي لأشعار محمود درويش الذي كتبت عنه في العديد من دراساتي ومنها " محمود درويش في جديده " أثر الفراشة " . لقد توقفت أمام قصيدته " اغتيال " وأمام قصيدته " إلى ناقد " .
وبالطبع لم أحص جدالات إبراهيم مع النقاد ، ولكني قرأت بعضها . إن لم تخني الذاكرة فقد اختلف مع فيصل دراج وفخري صالح ومع بعض ملاحظاتي حول روايته التاريخية .
اجتهد إبراهيم وكتب نصا ، ونحن اجتهدنا وقدمنا قراءة ولم يشكرنا " على سوء التفاهم " والعبارة لدرويش من قصيدة " اغتيال " .
عندما قرأت رواية إبراهيم " مأساة كاتب القصة القصيرة " التي كتبها بوحي من فيروس الكورونا خربشت عن الرواية في مقال . لفت نظري في الرواية هجوم الروائي على النقاد . وشبيه من هجومه هذا نقرأ في روايته " طفولتي حتى الآن " .
في المقطع 13 من طفولته الخامسة يروي إبراهيم حكايته مع أستاذنا الدكتور عبد الرحمن ياغي . يحكي عن لقائه به واستضافته لندوة وتقديمه له وما جرى بينهما من حديث :
" قرأت :
" ونسأل هل عذبوك طويلا ؟
تقول انظروا لجراحي تجيب
- " هل تلاحظ خطأ هنا ؟ سألني
- لا .
- عليك أن تقول " تجب " فهذا جواب الشرط ، والأمر يتكرر في آخر بيت ، أشار إليه .
صححت الخطأين ، وقرأت القصيدة وعلق عليها بمحبة شديدة . "
والمهم هو :
" منذ ذلك اليوم لا أحب أولئك النقاد الذين يبحثون عن ضحايا لهم ، بتصيد مرعب ، ضحايا من الكتاب ، أو ضحايا من النصوص " ( صفحة 411 ) .
كان إبراهيم يومها في العشرين من عمره .
قبل أيام كتب ناقد عراقي مقالة عن قصة قصيرة للقاص الغزي عمر حمش ، فراقت له وأدرجها على صفحته مشيدا بها ، وكنت في اليوم نفسه كتبت في زاويتي في جريدة الأيام الفلسطينية مقالا عن مجموعته القصصية الأخيرة " تغريدة النورس الأخيرة " أتيت فيها على قصصها وزمن نشرها وربطت بعضها بروايته " مفاتيح البهجة " الصادرة قبل ثلاثة أعوام وقلت إن بعض قصص المجموعة ورد في الرواية ، وخلصت إلى أن القاص يمتح في عمليه من عالم الطفولة في المخيم ، ويخيل إلي أن ما كتبته لم يرق له .
عمر يقيم الآن في قطاع غزة ويعاني مثل بقية الغزيين ، فكان الله في عونه .
أهل غزة بإيش وعادل عادل الاسطة بإيش ، ومنذ أيام وأنا أفكر في كتابة عن الأدباء وموقفهم من نقد نصوصهم .
مساء الخير يا بلاد الشام
خربشات
٦ / ١ / ٢٠٢٥ .
***
3- إبراهيم نصرالله : هل يصبح المرء شاعرا أو كاتبا بقرار يتخذه؟ إبراهيم نصرالله في " طفولتي حتى الآن"
استوقفني في رواية / سيرة ( الأصح سيرة روائية ) إبراهيم نصرالله ما كتبه عن صيرورته شاعرا وروائيا . لقد قرر في طفولته أن يصبح شاعرا وقرر أيضا فيها أن يصبح روائيا ، ولنقرأ :
" سألني صديقي قاسم :
- " إلى أين ؟" ، وكأنه احس بأنني على سفر .
- إلى مكتبة العاصمة ، أظن أنني سأصبح شاعرا .
- خذني معك ؟
- لماذا ؟
- أريد أن أصبح شاعرا أيضا .
كان قاسم يحب دايما أن يفعل ما أفعل .
- وهل تعتقد أنها مسألة سهلة ؛ أعني أن تصبح شاعرا ؟
- ما دمت تستطيع أن تكون شاعرا فلماذا لا أستطيع "( صفحة ١٥١ . المقطع ٢٣ من طفولة ثانية )
و
" نظرت إلى أمي لأعرف رأيها في ما قرأت :
- بيفهم اللي كتب هالكلام العجيب ، والله حكايته ليست أقل من حكايات جدك علي الله يرحمه ، مع جمله ونخلته وأرضه العجيبة ، لكن حكاية جدك تفرح القلب ، لا كهذه الحكاية ؟
دون مقدمات قلت لها :
- أريد أن أصبح كاتب قصص وروايات .
- ألا يكفيك الشعر ؟
- لا ، لن يكفيني
- وماذا تريد مني ؟
- أن تنجبي لي أختا .
- وماذا ستقول لفدوى ؟ لم أعد بحاجة إليك ؟
- لا تقلقي ، فدوى ، ساتفاهم معها ، فدوى للشعر .
- وبعدين معك ؟
- لقد اكتشفت ان الكاتب الذي قرأت لكم قصته له بنت اسمها " رامونا ".
-ما اسمها ؟
- رامونا .
- وتريد أن أنجب لك " رامونا " أيضا ؟ " ( صفحة ٢٧٥ ، المقطع 11 ، طفولة ثالثة ) .
ماذا لو سألنا الكتاب السؤال الآتي :
- كيف أصبحت كاتبا ؟ هل غدوت كذلك بقرار اتخذته في طفولتك ؟
جميل أن ينجز دارس دراسة ميدانية تتخذ من السؤال محورا لها ، وهذا ممكن .
من سنوات قليلة أصغيت إلى الشاعر الأمريكي ( بوكوفسكي ) يقدم لنا نصائح عن الكتابة . لماذا نكتب ومتى ؟ وقد كتبت عن قصيدته وأوردتها في يومياتي عن الكورونا . ( ٣٠ / ١ / ٢٠٢١ . يوميات الكورونا : إذا امتلأ الاناء فاض )
لا أريد أن اتخذ من ( بوكوفسكي ) نموذجا أو معيارا . ربما استعين بشهادة عن تجربتي قدمتها في مؤتمر الأدب الفلسطيني في العام ١٩٩٧ في جامعة بير زيت .
فجأة في العام ١٩٧٩ وجدتني أكتب القصة القصيرة ، وبعد عودتي من ألمانيا في العام ١٩٩١ كتبت الرواية .
ولم أكتب بقرار إطلاقا . امتلأ الإناء ففاض . عشت التجربة ففرغتها ولم أعد أكتب الرواية .
والحياة اجتهادات ووجهات نظر ، وإذا كان لي أن أعيد البداية ، كما كتب محمود درويش ، اختار ما اخترت .
ترى ما هي وجهة نظر شعرائنا وروائيينا ؟!
هل صرتم شعراء أو روائيين بقرار ؟!
لعل الإجابات تثري الموضوع !
كان توجه إميل حبيبي في بداية حياته توجها أدبيا ، ثم اختطفه الحزب سياسيا ، وبعد عشرين عاما تقريبا وجد نفسه يكتب الأدب ثانية ، فما لم يستطع كتابته في السياسة عبر عنه في القصة القصيرة والرواية والمسرواية والخرافية .
مساء الخير
خربشات عادل الأسطة
٧ / ١ / ٢٠٢٥
***
4- إبراهيم نصرالله : "طفولتي حتى الآن"... هل بعض رواياته مأخوذة من أفلام سينمائية عالمية؟
لم أكن لأثير السؤال السابق وأخوض فيه لولا أنني وجدت في سيرة إبراهيم نصرالله الروائية " طفولتي حتى الآن " ما يدعم بعض آراء في رواياته .
عندما قرأت رواية " عو " وتجادلت فيها مع بعض الأصدقاء قيل لي إن فكرتها مأخوذة من فيلم سينمائي ، ولم أجادل . لم أنف ولم أؤيد ولم أبحث فيما كتب عنها ، وعندما قرأت روايته " حارس المدينة الضائعة " قلت إنه متأثر في بنائها وفي فكرتها برواية إميل حبيبي " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل " ، ولم أقرأ مقالات أو دراسات تعزز رأيي .
في ٢٣ / ٥ / ٢٠١٨ نشر الناقد السينمائي والروائي سليم البيك مقالة في القدس العربي تحت عنوان " القيامة الآن في رواية إبراهيم نصرالله و " أوديسا ستانلي كوبريك " ( فيلم الأمريكي ستانلي كوبريك " ٢٠٠١ : أوديسا الفضاء " ١٩٦٨ ) .
أول أمس وأنا أتكاتب مع ناقد نشيط أعلمني أن رواية إبراهيم " زمن الخيول البيضاء " فيها تأثر بفيلم عنوانه " زمن الخيول البيض " عرضه إبراهيم قبل كتابة روايته ، وكان يومها يعمل في مؤسسة شومان .
ما أخبرني به الدكتور يحتاج إلى بحث للتأكد من الأمر ، وعبثا نجحت أمس ، وأنا أبحث في محرك البحث ( غوغل ) ، في العثور على مقال يربط فيه صاحبه بين الرواية والفيلم .
لا أعرف إن كانت هناك دراسات أو مقالات عالجت صلة أدب إبراهيم بأدب غيره ، فهو قاريء للأداب العالمية ومتابع جيد للسينما . هل تأثر الكاتب بغيره ؟
الجواب هو : من منا لم يتأثر فيما يقرأ ؟
وإذا كان بعض المنشغلين بالأدب يكررون عبارة " الفن يفضح صاحبه " فإن سيرة إبراهيم الروائية " طفولتي حتى الآن " تقول لنا بصراحة ان إبراهيم في بداياته كان يمارس الكتابة بعد أن يقرأ عملا ما ترك أثره عليه بشكل لافت .
لنتوقف أمام المقطع 12 من " طفولة ثالثة " ، فماذا يكتب إبراهيم فيه ؟
عندما حمل إبراهيم أول رواية باللغة الإنجليزية توجه إلى بيت صاحبته نور ابنة معلم اللغة الإنجليزية وسألها عن أبيها ووضع الرواية بين يديه ، وكم كانت دهشة إبراهيم كبيرة عندما فوجيء بأن والد نور لم يسمع باسم الكاتب ( برادبري ) .
ما علينا !
قرأ والد نور الرواية وصار يترجمها على مسامع إبراهيم ونور ، واستغرق الأمر أسبوعين . ذهل إبراهيم بالرواية و " ما إن انتهت " 451 فهرنهايت " حتى وجدت نفسي مصابا بحمى الكتابة على نحو لم أعرفه من قبل " ( صفحة 278 ) .
يتابع إبراهيم :
" بعد أن قرأت نور قصصا قصيرة كتبتها ، وقرأها بشير وإخوتي وأخواتي ، وأرسلت واحدة منها إلى الكويت ، وتلقيت منه ردا جميلا ، بل ردا غير عادي ، الآن أقول إنه كان أشبه بدراسة مكثفة ، وبعد أن فاجأني أخي محمد الذي بدأت موهبته في الرسم بالتفتح ، برسومات بقلم الرصاص مستوحاة من القصة ، أحسست أن علي أن اخطو الخطوة الأوسع .
في المؤتمر الصغير الذي عقدته في السهل القريب من السياج الشائك لمستشفى البشير ، قريبا من معسكر الأشبال ، أعلنت أنني سأكتب قصة طويلة ، وبعد صمت متردد قلت : رواية .
نور سألت بلهفة : كم صفحة تتوقع أن تكون ؟
- 80 صفحة أجبت بثقة ، كأنني أرى الرواية التي لم أكتب بعد ، أمامي .
متى ستبدأ الكتابة ؟
- يوم الجمعة القادم .
-ممتاز . صباح الجمعة سيكون الدفتر بين يديك ." ( صفحة 279 ) .
سيكون جميلا لو أن إبراهيم زود بعض دارسيه بتلك القصص القصيرة وبتلك الرواية ليعقدوا مقارنة بينها وبين رواية ( برادبري ) .
في فجر هذا اليوم تجادلت مع الروائي محمود شقير حول بعض ما خضت فيه في سيرة / رواية إبراهيم . وربما وجب أن يعود المرء إلى كتاب إحسان عباس " السيرة الذاتية " ليقرأ عن كتابة السيرة الذاتية وما يوجه إليها من ملاحظات .
كتب إبراهيم " طفولتي حتى الآن " في العقد الثالث من القرن 21 وخص بها طفولته - يعني بعد مرور 50 عاما - وفي خربشاتي السابقة وفي جدلي مع الكاتب محمود شقير كررت كثيرا عبارة تأثير الزمن الكتابي على الزمن الروائي ، وكنت كتبت عن هذا وأنا أكتب عن روايتي إبراهيم التاريخيتين " زمن الخيول البيضاء " و " قناديل ملك الجليل " .
وأنت تقرأ الأعمال المشار إليها من نتاج إبراهيم تلحظ بوضوح ذلك التأثير .
كان جبرا إبراهيم جبرا في سيرته الذاتية " البئر الأولى " كتب مقدمة استعار فيها مقولة ( وردزوورث ) " الطفل أبو الرجل " فهل ظلت بدايات إبراهيم تتحكم فيه ؟
الناس بإيش و عادل الأسطة بإيش !
سامحونا
خربشات عادل الاسطة
٨ / ١ / ٢٠٢٥ .
***
5- إبراهيم نصرالله : "طفولتي حتى الآن"... قصائد البدايات
يخرج قاريء سيرة إبراهيم نصرالله الروائية " طفولتي حتى الآن " بانطباع هو أنه كان منذ طفولته شاعرا موهوبا يكتب قصائد لم يصدق من سمعوها - ابتداء من معلم المدرسة إلى أستاذته في معهد المعلمين - أنها من كتابته . لقد شكك معلم المدرسة بالقصيدة التي كتبها إبراهيم واتهمه بأنه سرقها فوضع له العلامة " صفر " ، وكان أجمل صفر في حياته . ولقد استغربت أستاذته من إجاباته ، فإن سألته عن قصيدة لمسرحية تناسبها أجابها بأنها جاهزة ، وإن طلبت منه ملحنا لها قال لها إن اللحن أيضا حاضر و ...وعندما انسحب الفدائيون من الأردن بعد معاركهم مع الجيش الأردني وحط حزن كثيف على كل شيء " وقد أدرك الجميع أن فلسطين باتت أبعد " يكتب قصيدة طويلة عن قبر جماعي " كما لو أنني أريد أن أرثي الشهداء كلهم دفعة واحدة " قصيدة قرأها لأبيه وأمه فبكت عمته وعندما قرأها لنور بكت .
القصيدة كانت في ١٩٧٠ .
عندما كان إبراهيم في معهد المعلمين أرادت استاذته هيفاء إعداد مسرحية ، فاحتاجت إلى قصيدة تناسبها ، وكان الفلسطينيون يعيشون مأساة مذبحة " تل الزعتر " - اي في العام ١٩٧٦ ، علما بأن المسرحية لا تتحدث عن تل الزعتر " فما رأيك أن تقرأ واحدة من قصائدك قبل بدء المسرحية ، كي لا يكون العرض في مكان وما نعيشه من أحزان تل الزعتر في مكان ؟"
يجيب إبراهيم :
- الصحيح أنني كتبت قصيدة عن " تل الزعتر " .
- معقول ؟ هل تلاحظ أنني كلما طلبت منك شيئا تكون جهزته قبل أن أطلبه ؟
- هي صدفة .
- بل هما صدفتان . هل لديك أشياء جاهزة أريدها ولم أطلبها حتى الآن ؟ .
يذكر إبراهيم أن تلك القصيدة كتبت يوم 23 أيار 1976 ، كما هو مدون في الدفتر الذي ضمها ، كانت تدور حول القضية الفلسطينية باعتبارها مسرحية تزور الحكاية الفلسطينية .... " .
ماذا يعني ما سبق ؟
يعني أن القصيدة لم تكن في تل الزعتر ، فالمعروف أنه دمر واستسلم أهله في 12 آب 1976 .
ليست الملاحظة السابقة هي المهمة ، فالمهم هو أن إبراهيم يحتفظ بكتاباته الأولى على دفاتر ؛ كتاباته الشعرية وروايته الأولى .
هل سيأتي يوم ينشر فيه الشاعر والروائي هذه البدايات ليدرسها النقاد ويحكموا على بداياته ؟
بعد استشهاد غسان كنفاني بعقود قام أخوه عدنان كنفاني بإصدار كتابات أخيه المبكرة جدا والتي كتبها في سن قريب من سن إبراهيم في سبرته الروائية . لقد كانت نصوص غسان التي جمعت في كتاب " معارج الإبداع " ، وكتبت شخصيا عنه ، لقد كانت نصوصا عادية .
لن أصدر الحكم نفسه على بدايات إبراهيم فلم أقرأها .
ننتظر .
عادل الأسطة
٩ / ١ / ٢٠٢٥
***
6- إبراهيم نصرالله : فيضان روائي أم...؟
قبل أشهر عقبت الروائية العراقية إنعام كجه جي على منشور تناول تجربة الطيب صالح الروائية حمد فيه كاتبه الروائي وثمن موقفه من عدم تفريخه عددا كبيرا من الروايات . ثمنت الروائية المنشور وأثنيت بدوري على رأيها وثمنته .
لم تصدر إنعام في مسيرتها الروائية أكثر من خمس ست روايات استقبل أكثرها استقبالا حسنا .
قبل حصول نجيب محفوظ على نوبل أخذ في ٧٠ و ٨٠ القرن ٢٠ يكثر من كتابة الروايات ، فكان يصدر كل عام رواية ، وقد لاحظت هذا أستاذتي الألمانية ( روتراود فيلاندت ) فنبهتنا إليه في إحدى المحاضرات ، وكان نجيب محفوظ حصل في حينه على الجائزة .
هل حصل الروائي على الجائزة لأي من رواياته التي كتبها في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين أم حصل عليها بسبب الروايات التي كتبها في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ولم يكن في حينه أصدر في كل عام رواية ؟
الروائي إبراهيم نصرالله يكتب على لسان سارد روايته " مأساة كاتب القصة القصيرة " أن هناك فيضانا روائيا . ما ورد على لسان السارد لفت نظري ، وحين كتبت مقالي " الأدب والكورونا ثانية " ( جريدة الأيام الفلسطينية ١٧ / ١ / ٢٠٢١ كتبت :
" الكاتب الروائي الذي ينجز كل عام رواية يبدي سارد روايته كاتب القصة القصيرة رأيا في الفيضان الروائي الذي تشهده الساحة الأدبية العربية ، وهو هنا مثل نقاد كثيرين يرددون هذا الرأي " .
ما لاحظته ولفت نظري انتبه إليه الناقد فراس حاج محمد الذي كتب مقالا نقديا مطولا في ٣١ / ٧ / ٢٠٢١ تحت عنوان " هواجس ما بعد الكتابة الروائية " مأساة كاتب القصة القصيرة " ." يكتب فراس :
" ومن الملاحظ أن السارد ينتقد ما وقع فيه الكتاب الآخرون من الغرق في " الفيضان الروائي " على الرغم من أنه - أي الكاتب إبراهيم نصرالله - وليس السارد ، يعاني في الحقيقة من فيضان روائي كبير وانتج الكثير من الروايات في السنوات الأخيرة " .
أحد طلابي أعد رسالة ماجستير عن روائي عربي كبير وكنت طلبت منه أن يقرأ روايات أخرى للكاتب ، فاكتشف أن بعضها يكرر بعضها وان قسما منها وردت أحداثه في غير رواية .
لم أقرأ شخصيا نتاج إبراهيم نصرالله الروائي كله لأصدر حكما ، ويمكن أن يخبرنا متابع لأعماله ومتخصص فيها برأيه .
وأنا أقرأ رواية محمود شقير الأخيرة " منزل الذكريات " تساءلت :
- هل خلت الرواية هذه من أفكار وعبارات كنت قرأتها في مجموعته القصصية " الولد الفلسطيني " ؟
وفكرت في أن أكتب في الموضوع ثم ... .
في الشهر المنصرم سألني القاص زياد خداش إن كان محمود درويش نفسه ظهر التكرار في شعره .
كان زياد أراد أن يعرف رأي الذكاء الاصطناعي في محمود درويش وشعره فسألني ، وبإمكانه أن يكتب رأيي .
اليمن بإيش وغزة بإيش والضفة بإيش وعادل الأسطة بإيش .
عادل الأسطة
خربشات ١٠ / ١ / ٢٠٢٥
***
7- إبراهيم نصرالله والنقاد ثانية : ما لم يكتبه الروائي
في " مأساة كاتب القصة القصيرة " ( ٢٠٢١ ) يبدي إبراهيم ، من خلال سارده ، رأيه في النقاد ، فيكتب :
" أخطر ما خطر لي أن يكون هناك ناقد ما قد أنشأ صفحة وهمية ، ليوقعني في حبائله ، باعتباره امرأة جميلة ...
هل يكون هذا الناقد واحدا من الشلل الأدبية القبيحة التي تناصبني العداء ولي معها تجارب كثيرة سأوردها تباعا إن اقتضت الضرورة ، في هذا النص الذي أتمنى أن لا يصبح رواية على ذلك - أعني النص ، فكلي أمل أن لا يكون أكثر من نوفيلا "( ٧٣ )
ويروي السارد في الصفحتين ٧٤ و ٧٥ عن معاناته من النقاد والشلل الأدبية ، وغالبا ما تقف منه هذه الشلل موقفا لا يروق له بسبب عنصرين هما " الجهل والغيرة " .
ويحكي السارد عن إحدى هذه الشلل التي تتكون من ستة كتاب تتبنى الحداثة :
" سأقول بصراحة ان سادسهم كان ناقدا ، مع احترامي الكبير لمن وافقني ومن خالفني ، بشرف ، من النقاد ، لكن وكما اتضح لي دائما ، لا بد من وجود ناقد ( بدي غارد ) لكل شلة ، وهو اما أن يكون لئيما ، أو يكون مائعا ، امعة . سادسهم كان يجمع الصفتين " .
كلام سارد الرواية يذكر بمقالين كتبهما إبراهيم نصرالله نفسه في القدس العربي صب فيهما جام غضبه على النقاد الذين لم ترق كتابتهم له ( خفة الناقد التي لا تحتمل ٢٤ / ٨ / ٢٠١٦ و القاضي والناقد .. والقاريء النجيب ٧ / ٩ / ٢٠١٦ ) وقد توقف فراس حاج محمد أمام إبراهيم ناقدا فيما كتبه عن النقد .
ترى هل يحتمل إبراهيم أن نكتب عن شلته التي ينتمي إليها وتكتب عن أعماله كتابة فيها من كيل المديح الكثير . من المؤكد أن هؤلاء هم القاريء النجيب وعلى رأسهم فاروق وادي و محمود شقير وانظروا ما كتباه عن أعماله وعن " طفولتي حتى الآن " .
أبدى فاروق رأيه في المقدمة التي كتبها للرواية واقتبست منه " شبكة أخبار البلد " ( ٤ / ٧ / ٢٠٢٢ ) . لقد رأى أن السيرة الروائية من أجمل ما كتب الكاتب ، وأما شقير فكتب :
" رواية إبراهيم نصرالله الجديدة " طفولتي حتى الآن " هي ذروة أعماله الروائية الجميلة المتميزة حتى الآن.... " .
والروائيون الثلاثة يقرأون نتاج بعضهم ويروق لهم ويرون فيه قمة الإبداع . فهل هم شلة أيضا ؟
شخصيا لا أتردد في الكتابة إن قسما من أعمالهم راقت لي وقسما آخر لم يرق لي ، فهل أنا مع شلتهم أم ضدها ؟
وعلى الرغم من أن المرحوم فاروق وادي كتب كتابا مهما في النقد ، إلا أنه لم يخل من أخطاء طلبت منه وهو على قيد الحياة أن يعيد النظر فيها ، وبخصوص رواياته فلم ترق لي منها إلا رواية " سوداد " وكنت متابعا جيدا لمقالاته التي تعد الأفضل لي لدرجة أنني أعده من أفضل كتاب المقالة في فلسطين .
سامحونا.
الناس بإيش و عادل الأسطة بإيش .
صباح الخير
خربشات عادل الأسطة
١١ / ١ / ٢٠٢٥
***
8- إبراهيم نصرالله وغزة
حظيت غزة في مشروع إبراهيم نصرالله الروائي ، وإبراهيم صاحب مشروع روائي ، حظيت برواية " أعراس آمنة " التي تقع في ١٣٨ صفحة .
لا أعرف إن كان الكاتب زار غزة ، وإن كان زارها فما المدة التي أنفقها فيها .
تجري أحداث الرواية في غزة ، فهل حضرت غزة فيها ؟ وأنا أقرأ في الرواية خطرت ببالي رواية غسان كنفاني " ما تبقى لكم " ( ١٩٦٦ ) .
زار غسان قطاع غزة في منتصف ستينيات القرن العشرين ، وكنب روايته التي لم يركز فيها على المكان . ألأنه لم يتمكن من المكان لم يكتب عنه الكثير ، فقد كانت الزيارة قصيرة جدا ؟
في " أعراس آمنة " تقرأ حوارات بين شخصيات لا تعرف عن حياتها الكثير ، فالرواية ليست رواية شخصية بالدرجة الأولى ولا هي رواية مكان بالدرجة الأولى أيضا .
ذكر المكان في الرواية ذكرا عابرا ويمكن لك أن تستبدله بأي مكان فلا يؤثر ذلك ، إذ لا خصوصية تظهر لمكان تميزه عن غيره ، لا بناء ولا روحا ولا معمارا ولا لهجة محلية ولا تاريخا أيضا .
أتمنى أن يقرأ قراء غزة الرواية ويخطئوا ملاحظاتي التي قد استطرد فيها مساء .
عادل الأسطة
١٢ / ١ / ٢٠٢٥
***
9- إبراهيم نصرالله " أعراس آمنة وغزة " : هل هي رواية عن غزة ؟ 9
لم أكن افكر في الكتابة عن رواية إبراهيم نصرالله " أعراس آمنة " ( ط٢ ٢٠٠٩ ) لولا ما كتبه ابن غزة يسري الغول في شهر تشرين الثاني من العام ٢٠٢٤ تحت عنوان " الطريق إلى المعمداني " ( ٥ / ١١ / ٢٠٢٤ ).
كان د. شفيق التلولي أشار إلى اسمي في التعليقات على الكتابة لكي أهتم بالمقال كما أفعل مع كتابات أبناء قطاع غزة . قمت بدوري بإرساله إلى موقع " Creative Palestinians مبدعون فلسطينيون الذي تشرف عليه الفلسطينية روض الدبس Rawd Dibs فاهتمت به ونشرته ، ولما أعدت قراءته ولاحظت حضور المكان فيه ودقة وصف يسري في حركته في المكان عقبت " لا أظن أن أحدا من خارج قطاع غزة يمكن أن يكتب نصا مثل هذا يصف فيه المكان بدقة " ، وكنت انتبهت في بداية الحرب إلى يوميات عاطف ابوسيف من داخل مخيم جباليا وقارنت بين كتابته في يومياته وما أكتبه وأشرت إلى الفارق بين الكتابة عن قرب والكتابة عن بعد ؛ الكتابة من داخل الحدث والمكان والكتابة من خارجه .
وأنا أتابع الموضوع عادت بي الذاكرة إلى رواية إبراهيم نصرالله المذكورة ، فعدت إلى خربشاتي / ملاحظاتي عليها ، بل وقرأت جزءا منها قراءة ثانية ، لأرى كتابته عن غزة هو الذي قد يكون زارها ، مثله مثل غسان كنفاني ، ف " أعراس آمنة " ليست بعيدة كثيرا عن " ما تبقى لكم " .
ورد في " أعراس آمنة " دال غزة ورفح وذكر البحر و ... وذكرت بعض الشخصيات التي اغتيلت هناك ، بل وسرد الكاتب قليلا من المعلومات التي تدوولت في الأخبار ، ولكن شوارع غزة وروحها ولهجتها ومخيماتها لم تحضر .
وأنا أفكر في الكتابة عن علاقة الكاتب بالمكان استحضرت مجموعة كتابات عاش أصحابها فيه وأخذت اوازن بينها وبين " أعراس آمنة " ، بل واستحضرت رواية إبراهيم نصرالله نفسه " حارس المدينة الضائعة " التي كتبها عن عمان التي يعرفها جيدا ، ووجدت بونا شاسعا وخلصت إلى أن " أعراس آمنة " لن يختلف حالها لو استبدلنا اسمي غزة ورفح فيها باسمي أي مدينتين عربيتين .
ماذا لو كتب دارس عن المكان فيها والمكان في روايات رام الله لفاروق وادي ومريد البرغوثي وأكرم هنية وروايات القدس لعارف الحسيني وبعض كتب محمود شقير عن القدس ؟
أتمنى أن ينجز دارس دراسة في الموضوع ، وآمل أن يثريه كتاب غزة بالنقاش .
عادل الأسطة
١٢ / ١ / ٢٠٢٥
***
10- ابراهيم نصرالله وسارده ومحمود شقير :
لفت الصديق ابراهيم جوهر أمس نظري إلى مقال الكاتب Ibrahim Nasrallah ابراهيم نصرالله في القدس العربي " ذلك الطفل الرائع الذي بلغ الثمانين " فقرأته وقرأت رأيه في محمود شقير روائيا:
" وحين ستمضي إلى الرواية ستمنحنا ثلاثية كان مطلعها " فرس العائلة " ذلك العمل المدهش الذي سيحملنا إلى مساحة مختلفة بأسطوريتها وعجائبيتها وسحرية أجوائها " .
هل رأي سارد نصرالله في روايته الأخيرة " مأساة كاتب القصة القصيرة " مشابه لموقف الكاتب أم أنه مختلف ؟
في " مأساة كاتب القصة القصيرة " يكون لبطل الروابة رأي في تحول محمود شقير إلى كتابة القصة القصيرة .
من المؤكد أن نقادا كثيرين سيقولون :
- وما المشكلة ؟ ليس بالضرورة أن يكون بطل الرواية نسخة عن كاتبها وثمة فرق بين الكاتب والسارد والشخصية .
ما هو رأي كاتب القصة القصيرة في الرواية ؟
" سأعترف ثانية أن ما يشبه " النوفيلا " هنا ، لا أتمنى أن يصبح رواية ؛ فلو أصبح سأكون مضطرا إلى إعادة توزيعه من جديد على شكل مجموعة من القصص القصيرة، كما فعل عدد من الكتاب المعروفين، الذين لن أغفر لهم انحناءهم للرواية! مثل محمود شقير في مجموعته " مدينة الخسارات والرغبة ، وفاروق وادي في مجموعته " ديك بيروت يؤذن في الظهيرة " .... " .
هل كان محمود شقير كاتبا روائيا مدهشا ؟ وإذا كان كذلك فإن كاتب القصة القصيرة في رواية نصرالله تختلف ذائقته عن ذائقة مخترعه - أي ابراهيم نصرالله .
لا مشكلة فيما سبق . المشكلة تكمن فيما ذهبت إليه وأنا أكتب عن رواية " مأساة كاتب القصة القصيرة " حيث ذهبت إلى أن الكاتب يقف وراء بطله .
معلش يحدث هذا !!
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٩ آذار ٢٠٢١
***
11- إبراهيم نصرالله : قناديل ملك الجليل
"قناديل ملك الجليل" عنوان رواية الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله المولود في مخيم الوحدات بعمان، في العام 1954، والمقيم فيها حتى الآن، وقد صدرت طبعتها الأولى في العام 2012، وتقع في 558 صفحة.
وقد عرف ابراهيم شاعراً أولاً، ثم أخذ يكتب الرواية إلى جانب كتابته الشعر، وغدا يقرأ روائياً، أكثر مما يقرأ شاعراً، فقد أعيدت طباعة أعماله الروائية في فلسطين مؤخراً، والتفت إليها أكثر من الالتفات إلى أشعاره، ولا أدري إن كان هو شخصياً لمس هذا، فمال إلى جنس الرواية وكتبها على حساب الشعر.
وثمة دارسون ونقاد بارزون، منهم د. جابر عصفور، بدؤوا يرددون مقولة "زمن الرواية"، لا زمن الشعر.
و"قناديل ملك الجليل" تعود إلى التاريخ الفلسطيني قبل مائتي عام لتكتب عن ظاهر العمر الذي أراد أن يؤسس دولة فلسطينية عربية مستقلة عن الدولة العثمانية، وكاد ينجح في مسعاه، وهكذا فإن زمنها الروائي لا يتطابق وزمنها الكتابي، وقد أوضح الروائي، في الإضاءات التي كتبها وصدر بها روايته، هذا، وهذا بحد ذاته إجراء استباقي، ليلفت نظر النقاد الذين قد يبحثون في روايته عن إسقاطات معاصرة على الماضي، وهذا عموماً يلفت النظر في صفحات كثيرة من الرواية.
وهذه العودة إلى التاريخ للكتابة عنه هي مثار أسئلة عديدة قد يثيرها قارئ الرواية العربية المعاصرة، وقارئ روايات ابراهيم نصر الله، إذ الملاحظ أن عدداً متزايداً من الروايات التي تنجز، بل وتفوز بجوائز مهمة في العالم العربي، هي روايات تتكئ على الماضي وتنهل منه وتغرف من بحره: بهاء طاهر في "واحة الغروب" ويوسف زيدان في "عزازيل" وربيع جابر في "دروز بلغراد"، وقبل هؤلاء أمين معلوف، وقبله نجيب محفوظ في مرحلته التاريخية، وجرجي زيدان في رواياته العديدة.
وإذا كانت كتابة هذه الرواية ليست جديدة في الرواية العربية، فإنها تكاد تكون جديدة في الرواية الفلسطينية وفي مسيرة ابراهيم نصر الله. والمعروف أن أبرز الروائيين الفلسطينيين، من بيدس والحسيني في مرحلة التأسيس، مروراً بكنفاني وحبيبي وجبرا في مرحلة الترسيخ، وليس انتهاءً برشاد أبو شاور ويحيى يخلف وسحر خليفة، ظلوا يكتبون روايات تنهل من الواقع المعيش والتجربة الحياتية الراهنة لزمن الكتابة الروائية، ولم يكن ابراهيم نصر الله، في رواياته الأولى، ليشذّ عن هذا: من "براري الحمى" و"مجرد 2 فقط" و"عو" و"طيور الحذر" و"حارس المدينة الضائعة".. الخ، ولكنه في "زمن الخيول البيضاء" وفي "قناديل ملك الجليل" بدأ يكتب عن زمن آخر لم يكن شاهداً عليه، فالأولى تتوقف عند العام 1948، عام اللجوء، والثانية تعود إلى القرن الثامن عشر.
وستغدو الرواية التي يكتبها نصر الله رواية تتكئ على مصادر وكتب أكثر مما هي تصوير لواقع معيش.
وليس هو الوحيد الذي يفعل هذا، الآن، في التجربة الروائية الفلسطينية، ولعلّ المتابع للروايات الثلاث الأخيرة التي أصدرتها سحر خليفة، في سنواتها السبع الأخيرة، يلحظ الشيء نفسه، فهل قال الكاتبان في رواياتهما الأولى كل شيء عن الواقع، ولم يعد بإمكانهما تقديم المزيد، فآثرا العودة إلى الماضي على التكرار، أم أنهما وجدا نفسيهما بعيدين عن نهر الحياة اليومي، لانشغالهما بالقراءة والكتابة، فأخذا يكتبان روايات تاريخية أو تعتمد على التاريخ وعلى شخصيات تاريخية، لتعكس كتابتهما بعض ما آلا إليه؟ أم أنهما لاحظا أن الشخصيات التاريخية، والفترة التاريخية، أيضاً، التي أخذا يكتبان عنها لم يكتب عنها بما فيه الكفاية، وأنها تستحق أن تقدم للقارئ الفلسطيني والعربي، بل والعالمي؟
في الإضاءات التي صدر بها الكاتب روايته يقول لنا هذا، ويفصح لنا عن علاقته ببطل روايته، وهي علاقة بدأت متأخرة، وكان ينبغي أن تكون بدأت مبكرة جداً، وبطل روايته ظاهر العمر شخصية تاريخية عظيمة، ظلت شبه مجهولة لدى قطاع كبير من الناس، في فلسطين وخارجها.
لقد رأى الروائي أنها شخصية فريدة تستحق أن تلتفت إليها الأعمال الروائية والسينمائية والتلفزيونية منذ زمن بعيد، ولقد تعلم الكاتب، وهو يقرأ عنها، الكثير الكثير، فخرج إنساناً مختلفاً.
رأى فلسطين، من خلال ظاهر، وطنا جميلاً متسامحاً يحتضن الآخر ويقبله ويتقبّله، ورآها بلاداً غنية ثقافياً وروحياً، وأراد أن ينقل هذه الأحاسيس إلى القرّاء.
وهذا ما تقوله بعض جوانب الرواية، بل أكثرها، ويمكن أن يلحظ القارئ هذا وهو يقرأ عن اليهود والنصارى/ المسيحيين فيها، والكتابة عن اليهود، وإن كانت قليلة جداً، وتكاد لا تزيد على فقرة أو فقرتين، والكتابة عن المسيحيين وصلتهم بظاهر، وفيها استطراد، تقول ما قاله الروائي في إضاءاته.
ستكون الكتابة عن اليهود في الرواية عابرة (ص280) ولكنها دالة بما فيه الكفاية، فهؤلاء الذين تصلهم رسالة من دمشق تطلب منهم أن يغادروا طبرية التي ستحاصر، يذهبون بالرسالة إلى ظاهر ليعلموه بالأمر، ويردّون له الجميل، لأنه وقف إلى جانبهم من قبل. إنهم لا يغدرون ولا يتآمرون. والكتابة عن النصارى كأبناء حاذقين ومخلصين تبدو في صفحات كثيرة (384 وما بعدها)، وما ورد في بعض صفحات الرواية (ص374/375) يعبر عن رؤية متقدمة لصورة الوطن، وأظنها بعض إسقاطات المؤلف على بطله، وكم كنت أتساءل وأنا أقرأ الرواية إن كان هذا الكلام الذي أقرؤه بعض إسقاطات معاصرة، وحين أمعنت النظر في الإضاءات التي صدر بها الكاتب روايته أيقنت هذا، فهذا الذي أراه مدّني به المؤلف، أيضاً: "لا يستند هذا العمل إلى دقة المعلومة تماماً، رغم إخلاصه لها، بل يستند أكثر إلى قوة الحقيقة وقوة الخيال في اتحادهما بجوهر الأحداث وجوهر الشخصيات.
وما دام الكاتب يقرّ بأن عمله الروائي لا يستند إلى دقة المعلومة تماماً، فليس لنا إذن، أن نتتبع صورة ظاهر العمر في كتب التاريخ وصورته في الرواية لملاحظة التطابق والاختلاف للحكم على مدى نجاح الروائي في إبراز صدق عمله، وقد يفعل هذا طالب دراسات عليا، ليطلعنا على مدى هذا التطابق والاختلاف ليس إلاّ. (أحد طلابي وهو إبراهيم أبو تحفة يعكف الآن على إنجاز رسالة ماجستير عن روايتي "زمن الخيول البيضاء" و"قناديل ملك الجليل"، ولعله سيقول لنا الكثير).
يعلي الروائي من قيمة بطله ويبرز له صورة إيجابية تكاد تبلغ حد الأسطورة وهو لا يؤسطر فقط البطل، وإنما يؤسطر شخصيات أخرى أهمها نجمة التي تذكر قارئ الرواية العربية بنجمة كاتب ياسين الروائي الجزائري وقد صدرت رواية ياسين بالعربية، كما نشر جزء منها في كتاب "كتاب في جريدة"، ولعلّ الروائي اطلع عليها، ولا أدري إن كان تأثر بها. إن المرأة هنا تكاد تذكرنا، أيضاً، بأم سعد في رواية كنفاني "أم سعد" لكنها هنا أكثر أسطرة وأبرز.
وسيرسم الكاتب صورة إيجابية لبطله تكاد تكون متمناة، أو على رأي أرسطو، كما ينبغي أن تكون، وأظن أن الصورة المتمناة هي التي يتطلع إليها نصر الله في الحاكم، فهل أراد أن يقول للحكام: انظروا ما يجب أن تكونوا عليه. لم يأبه ظاهر العمر لأهله ولأبنائه ولملذاته، فقد كان همّه تأسيس دولة تسودها العدالة، دولة مستقلة يتعايش فيها مواطنوها بود واحترام.
ولأن الرواية تقترب من، بل تكاد تكون، العمل الملحمي، فإن مؤلفها يوظف التراث والعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية توظيفاً لافتا، وأهم ما وظفه هو قصة القناديل، وهو ما بدا أصلاً في العنوان، ولكنه وظفها لا ليعززها، وإنما لينقضها غالباً. ظاهر العمر قنديل وإخوانه قناديل، فمن فيه زيت أكثر، ومن سينطفئ أولاً، وتكذب الرواية المعتقد الشعبي.
ثمة جانب أخير أود ملامسته في هذه المقالة هو لغة الرواية، تبدو لغة الرواية، وقد أدخلت في مياه نهر ليثي، فبالكاد نعثر على مستوى غير مستوى اللغة الشعرية القائمة على الاستعارة والمجاز أحياناً، والفصيحة غالباً.
تبدو شاعرية اللغة في العناوين، وتبدو الفصيحة في السرد وفي الحوار، وهذا ما لا يتطابق ولغة ذلك العصر، وفي مواطن قليلة استخدم العامية، حين تنطق بها شخوص غير عربية وفي التراث الشعبي، وأحياناً تتطابق ولغة ذلك العصر، فتكون لغة جناس وطباق. (486، 488، 499، 502)... و.. و.. و..
د. عادل الأسطة
2014-02-09
***
============
1- إبراهيم نصرالله "طفولتي حتى الآن"
2- إبراهيم نصرالله والنقاد: "طفولتي حتى الآن"
3- إبراهيم نصرالله : هل يصبح المرء شاعرا أو كاتبا بقرار يتخذه؟ إبراهيم نصرالله في " طفولتي حتى الآن"
4- إبراهيم نصرالله : "طفولتي حتى الآن"... هل بعض رواياته مأخوذة من أفلام سينمائية عالمية؟
5- إبراهيم نصرالله : "طفولتي حتى الآن"... قصائد البدايات
6- إبراهيم نصرالله : فيضان روائي أم...؟
7- إبراهيم نصرالله والنقاد ثانية : ما لم يكتبه الروائي
8- إبراهيم نصرالله وغزة
9- إبراهيم نصرالله " أعراس آمنة وغزة " : هل هي رواية عن غزة ؟ 9
10- ابراهيم نصرالله وسارده ومحمود شقير
11- إبراهيم نصرالله : قناديل ملك الجليل
.