(2)
تأتي القصيدة الموالية في تدفق دائم بعشق مختلف ليسيل الصنوبر مذاقا مغايرا لكل الأذواق المألوفة ، فيزيد من حركية النبض تدفقا ، في قصيدة عنونتها الشاعرة رشيدة فقري "عندما يشرئب الصنوبر" ، وكما نعرف أن فعل الاشرئباب هو ما يجعل الشيء عاليا ، لهذا ، فرشيدة فقري دائمة الطموح في البحث عن السمو ، لكنها هنا استعارت الصنوبر بحكم أنه آلة تقود إلى السيلان ، فألصقته بالهوى والعشق لترفع من قيمة هذه الخاصية فتجعل منها أساس كل رؤاها الوجودية ، فجاء الشعر ، بصفته البوح الأقرب إلى إزالة كل المعيقات التي تضيق الرؤية ، فتفتح النوافذ لتطل على الأفق البعيد. فتعود بنفس النفحة القديمة التي تستمدها من عمق السؤال الاستنكاري :
أليس الهوى شهقة لا تكرر
وعشق الحسان انتحارا مقدر؟ ...ص6.
هي تعرف أن الهوى شهقة ومحنة ، كما تعرف أن العشق في بوابة الحسان يشكل انتحارا بدرجة لا تقدر ، لأنه لا يمكن أن تتكرر هذه الشهقة مرتين . تعرف هذا وذاك فتتقدم إلينا بالسؤال المثير للجدل ، وكأنها تنطلق من اليقين لتجادل الشك ، فتقلب بذلك موازين الكوجيطو بمعناه الديكارتي ، قامت بهذا العمل مرتين ، في مستهل القصيدة الأولى ابتدأت بسؤال يفيد اليقين ليجادل الشك عندما قالت : لمن سأبوح ؟ ، هي تعرف المعني في خطابها ، كما تعرف جيدا المقصود في كل خصائص لب السؤال الذي يبتدئ من اليقين ليعود إلى الشك ، والهدف من وراء هذه العملية إعادة النظر في كل أساليب الحياة ، بما فيها تلك التي هي متمكنة من يقينها ، فتعيد قلب المعادلات القديمة فتربك كل ما تملكه من حقائق قابلة أن يعاد فيها النظر كليا.
هناك عدة إشارات في القصيدة تحدد طبيعة هذا البوح الذي يبتدئ من الخاصية النقيض ليقف عند الخلاصة الشك ، لكنه شك متوقف عند حدود خاصة رسمتها الشاعرة بمعايير مرتبة ، ما زاد من قوة ترتيبها ما جاء لاحقا عندما قالت :
(أحبك) هذي العبارة تكفي
ليمتلئ الكون مسكا وعنبر....ص6.
الشاعرة تعترف وبشدة أن حبها تجاوز المعتاد ، إلى درجة أن جعلت منه في قمة المتناهي ، فكلمة يكفي أوقفت كل ما سيأتي لاحقا من مبررات تفسر طبيعة المسلمات المشكوك فيها ، لهذا أوقفت التأويل بكلمة دالة على منتهى التبرير الهادف ، وكأنها تريد أن تقول يكفي أنني أحبك ويزول اللبس وتظهر العبارة واضحة ويزول الغموض ، وبهذا التصريح تعيد النظر في الكلام الغامض الذي جاء في السابق مبهما :
أليس الهوى شهقة لا تتكرر ..
فالكلمة المركبة (أحبك يكفي )إحالة قوية تزيل المبهم في السؤال ليصبح المعنى :
نعم لن يتكرر ، كما تزيد من توضيح ما سيأتي لاحقا في تركيب لا يخلو من غموض عندما قالت :
وعشق الحسان انتحارا مقدر
خطاب يجيب عن نفسه من داخل السؤال ، فيصبح الكلام القادم لاحقا دالا على إزالة الغموض المقصود سابقا ، لهذا كان متعمدا الخطأ المقصود في السطر الشعري التالي لسببين :
السبب الأول متسم بمبررين :
المبرر الأول :ليمتلئ الكون مسكا وعنبرا .
المبرر الأول : الخطأ المقصود هو إحالة على الانزياح في بناء الصورة ، مما يجعلنا نقر بأن السبب هو غائي بالدرجة الأولى.
السبب الثاني / في العشق المتسم بالخطاب المبني على الاشرئباب يصبح كل شيء قابلا أن يعاد فيه النظر مادام أن المقصود هو موجود في قمة المتعاليات.
في القصيدة الثالثة التي عنونتها ب 'بئر العسل " تتكلم عن حبيب قادم من المستقبل ، بمعنى مازال في طور التكوين ، هو عاشق بمواصفات تحددها الشاعرة في زمن لا علاقة له بواقع حالها ، تقول في بئر عسلها :
إنني أعددتها للفارس القادم
من غيمة غيبي
فتعال اليوم ، قبل الغد
وارأف بجناني المستهام ...ص7.
كل شيء في مقامها العالي أساسه حب قادم من المستقبل ، يندرج في حيثيات حب يتدفق من صنوبر المسك والعنبر ، يسيل هيجانا في متاهة الغد الغائب ، ليصبح غيمة لغياب تحكمه صيرورة زمن يتشكل برغبة امرأة شاعرة ترسم جغرافية مشاعرها بدقة جد عالية
فتزيد الفعل توكيدا بلغة لا تقل عنفا عندما قالت :
إنه الحب ، و إنا رضع فيه ،
ولن نقوى على أي فطام ...ص7.
هذا الترجي هو الذي جعل القصيدة يغلب عليها الخطاب الإنشائي الذي لا يتضمن خبرا صادقا أو كاذبا ، قصيدة استهلت مجالها بخطاب النداء:
يا نبي الشعر...
يا رحالة البوح ـ ويا صنو الغمام ..
زادت من تعميق الخطاب المقصود بتبني أسلوب الاستفهام:
آه إ لم تسأم من العدو ؟
جعلت من المتكلم رحالة ، دائم البحث عن حقائق مجهولة ، لا يستقر أبدا في زاوية ما ، مادام يعيش بشغف البحث عن المحيطات المجهولة ، لكن الرحالة المقصود في خطاب رشيدة فقري هو رحالة من طينة مختلفة ، لأنها جعلت منه صانع البوح والكاشف عن أسرار الشدو التي لن تقود إلا لمجار كلها وهم ومجرات مغلوطة ومظللة ، مادام الرحالة هو نبي الشعر ، يسعى للفضيلة في وجود مرتبك تدل عليه حكاية لن تقود إلا للسير جريا سعيا إلى :
وراء الوهم ، والشدو
لهاتيك السهام ؟
فتعود فارغة اليدين ، لتعيد النظر في كل ما تراه ممكنا وراء صياغات مليئة بالاحتمالات الممكنة ، تلك التي جعلتها تقف في المكان والزمان والمجال المحتمل ، هناك كما تقول :
هاهنا أعددت أجفاني وسادا
وفمي كأسا ، وهل أنعم
من هذا المقام ؟
فتنتهي القصة بكل تفاصيلها في المقام القادم من سؤال مفتوح على كل احتمال.
بعد الرحلة المليئة بالأطباق الجميلة ،الموزعة في خطاب المؤانسة ، وطبق العسل الذي يمتص صنوبر الحياة ، الذي يقود نحو العلو والسمو ليخرج عشقها من الأسفل الفاحش ، لعلها تجد ما يشفي ظمأها العاشق لحب مقدس ، تتحول الشاعرةبنبضها في صحاري الهوى في قصيدة جميلة عنونتها ب( نبض من رمال) ، لتختار استعارة دالة على صناعة الجمال ، جعلت الرمال كائنا حيا تنبض بقلبها كل ما يؤهلها بأن تتدفق الشكاوي اللامتوقفة ، تحرك المتخيل لتعاتب الواقع المتوقع ، فجعلت من المحال حقيقة في مسار الممكن ، فتتحول من خطاب الذات المفردة إلى صرخة الذات الجماعية / نحن ، ليصبح هو بدوره منصهرا في حلمها ، حاضرا في صرختها ، موجودا في تأملاتها ، فترشف الشفاه رائحة اللون الحالم ، يحضر الليل ليلون الرؤيا المشتركة ، فتتقاسم معه صيغ التجلي بانصهار دقيق :
كم رشفنا من شفاه الورد حلما
وانصهرنا في شعاع من محال إ..
فتعود بسؤال الشك لتحدد ملامح حب معلق في خيال شاعرة ، تعشق بتطلعات خاصة ، تتجلى بأحلام واضحة ، تنبض الحياة بقلب مختلف عن باقي القلوب ، هي شاعرة تشكو ، ترشف المتمنيات ، تنصهر في شعاع المحال ، ترتب صيغ الاكتواء بأجفان الليل :
هل حبيبي يكتوي مثلي بشوق
شفة ، أم في علاه لا يبالي
أم أن هوانا ليس إلا بعض نبض
شيدته أمنياتي من رمال ؟
بعد كل هذا تظهر الحقيقة التي تخفيها الشاعرة في أنساق جد مبهمة ، تقدم كل شيء بانبهار كبير ، تعطي كل ما لديها بدون ان تأخذ شيئا، تقدم الحبيب في ثوب لا يشبه الأثواب العادية ، تعلو بعشقها ، تزينه ، ترتقي به إلى درجة العبودية ، فتعود في آخر المطاق لتوقف القصص كلها بمجرة صغيرة ، يتوقف النبض ، تنتهي الحياة فتزول الحكاية لتعلق في سؤال الشك المغير للمسار برمته ، يصبح كل شيء مجرد احتمال في نسق مليء بالشك الكبير . تلك هي أسرار الرمل بكل أشكال نبضه الذي جعلت منه عنوانا باستعارة تخفي المحقق وتبين المعلق ، فيصبح المجال برمته محددا في محيط الممكن المستحيل ، ثم تعود إلى ذاتها بصفتها المؤنس الوحيد الذي يحدد منتهى الصفاء الذي تراه الشاعرة حقيقة مؤكدة.
تأتي القصيدة الموالية في تدفق دائم بعشق مختلف ليسيل الصنوبر مذاقا مغايرا لكل الأذواق المألوفة ، فيزيد من حركية النبض تدفقا ، في قصيدة عنونتها الشاعرة رشيدة فقري "عندما يشرئب الصنوبر" ، وكما نعرف أن فعل الاشرئباب هو ما يجعل الشيء عاليا ، لهذا ، فرشيدة فقري دائمة الطموح في البحث عن السمو ، لكنها هنا استعارت الصنوبر بحكم أنه آلة تقود إلى السيلان ، فألصقته بالهوى والعشق لترفع من قيمة هذه الخاصية فتجعل منها أساس كل رؤاها الوجودية ، فجاء الشعر ، بصفته البوح الأقرب إلى إزالة كل المعيقات التي تضيق الرؤية ، فتفتح النوافذ لتطل على الأفق البعيد. فتعود بنفس النفحة القديمة التي تستمدها من عمق السؤال الاستنكاري :
أليس الهوى شهقة لا تكرر
وعشق الحسان انتحارا مقدر؟ ...ص6.
هي تعرف أن الهوى شهقة ومحنة ، كما تعرف أن العشق في بوابة الحسان يشكل انتحارا بدرجة لا تقدر ، لأنه لا يمكن أن تتكرر هذه الشهقة مرتين . تعرف هذا وذاك فتتقدم إلينا بالسؤال المثير للجدل ، وكأنها تنطلق من اليقين لتجادل الشك ، فتقلب بذلك موازين الكوجيطو بمعناه الديكارتي ، قامت بهذا العمل مرتين ، في مستهل القصيدة الأولى ابتدأت بسؤال يفيد اليقين ليجادل الشك عندما قالت : لمن سأبوح ؟ ، هي تعرف المعني في خطابها ، كما تعرف جيدا المقصود في كل خصائص لب السؤال الذي يبتدئ من اليقين ليعود إلى الشك ، والهدف من وراء هذه العملية إعادة النظر في كل أساليب الحياة ، بما فيها تلك التي هي متمكنة من يقينها ، فتعيد قلب المعادلات القديمة فتربك كل ما تملكه من حقائق قابلة أن يعاد فيها النظر كليا.

هناك عدة إشارات في القصيدة تحدد طبيعة هذا البوح الذي يبتدئ من الخاصية النقيض ليقف عند الخلاصة الشك ، لكنه شك متوقف عند حدود خاصة رسمتها الشاعرة بمعايير مرتبة ، ما زاد من قوة ترتيبها ما جاء لاحقا عندما قالت :
(أحبك) هذي العبارة تكفي
ليمتلئ الكون مسكا وعنبر....ص6.
الشاعرة تعترف وبشدة أن حبها تجاوز المعتاد ، إلى درجة أن جعلت منه في قمة المتناهي ، فكلمة يكفي أوقفت كل ما سيأتي لاحقا من مبررات تفسر طبيعة المسلمات المشكوك فيها ، لهذا أوقفت التأويل بكلمة دالة على منتهى التبرير الهادف ، وكأنها تريد أن تقول يكفي أنني أحبك ويزول اللبس وتظهر العبارة واضحة ويزول الغموض ، وبهذا التصريح تعيد النظر في الكلام الغامض الذي جاء في السابق مبهما :
أليس الهوى شهقة لا تتكرر ..
فالكلمة المركبة (أحبك يكفي )إحالة قوية تزيل المبهم في السؤال ليصبح المعنى :
نعم لن يتكرر ، كما تزيد من توضيح ما سيأتي لاحقا في تركيب لا يخلو من غموض عندما قالت :
وعشق الحسان انتحارا مقدر

خطاب يجيب عن نفسه من داخل السؤال ، فيصبح الكلام القادم لاحقا دالا على إزالة الغموض المقصود سابقا ، لهذا كان متعمدا الخطأ المقصود في السطر الشعري التالي لسببين :
السبب الأول متسم بمبررين :
المبرر الأول :ليمتلئ الكون مسكا وعنبرا .
المبرر الأول : الخطأ المقصود هو إحالة على الانزياح في بناء الصورة ، مما يجعلنا نقر بأن السبب هو غائي بالدرجة الأولى.
السبب الثاني / في العشق المتسم بالخطاب المبني على الاشرئباب يصبح كل شيء قابلا أن يعاد فيه النظر مادام أن المقصود هو موجود في قمة المتعاليات.
في القصيدة الثالثة التي عنونتها ب 'بئر العسل " تتكلم عن حبيب قادم من المستقبل ، بمعنى مازال في طور التكوين ، هو عاشق بمواصفات تحددها الشاعرة في زمن لا علاقة له بواقع حالها ، تقول في بئر عسلها :
إنني أعددتها للفارس القادم
من غيمة غيبي
فتعال اليوم ، قبل الغد
وارأف بجناني المستهام ...ص7.
كل شيء في مقامها العالي أساسه حب قادم من المستقبل ، يندرج في حيثيات حب يتدفق من صنوبر المسك والعنبر ، يسيل هيجانا في متاهة الغد الغائب ، ليصبح غيمة لغياب تحكمه صيرورة زمن يتشكل برغبة امرأة شاعرة ترسم جغرافية مشاعرها بدقة جد عالية
فتزيد الفعل توكيدا بلغة لا تقل عنفا عندما قالت :
إنه الحب ، و إنا رضع فيه ،
ولن نقوى على أي فطام ...ص7.
هذا الترجي هو الذي جعل القصيدة يغلب عليها الخطاب الإنشائي الذي لا يتضمن خبرا صادقا أو كاذبا ، قصيدة استهلت مجالها بخطاب النداء:
يا نبي الشعر...
يا رحالة البوح ـ ويا صنو الغمام ..
زادت من تعميق الخطاب المقصود بتبني أسلوب الاستفهام:
آه إ لم تسأم من العدو ؟
جعلت من المتكلم رحالة ، دائم البحث عن حقائق مجهولة ، لا يستقر أبدا في زاوية ما ، مادام يعيش بشغف البحث عن المحيطات المجهولة ، لكن الرحالة المقصود في خطاب رشيدة فقري هو رحالة من طينة مختلفة ، لأنها جعلت منه صانع البوح والكاشف عن أسرار الشدو التي لن تقود إلا لمجار كلها وهم ومجرات مغلوطة ومظللة ، مادام الرحالة هو نبي الشعر ، يسعى للفضيلة في وجود مرتبك تدل عليه حكاية لن تقود إلا للسير جريا سعيا إلى :
وراء الوهم ، والشدو
لهاتيك السهام ؟
فتعود فارغة اليدين ، لتعيد النظر في كل ما تراه ممكنا وراء صياغات مليئة بالاحتمالات الممكنة ، تلك التي جعلتها تقف في المكان والزمان والمجال المحتمل ، هناك كما تقول :
هاهنا أعددت أجفاني وسادا
وفمي كأسا ، وهل أنعم
من هذا المقام ؟
فتنتهي القصة بكل تفاصيلها في المقام القادم من سؤال مفتوح على كل احتمال.
بعد الرحلة المليئة بالأطباق الجميلة ،الموزعة في خطاب المؤانسة ، وطبق العسل الذي يمتص صنوبر الحياة ، الذي يقود نحو العلو والسمو ليخرج عشقها من الأسفل الفاحش ، لعلها تجد ما يشفي ظمأها العاشق لحب مقدس ، تتحول الشاعرةبنبضها في صحاري الهوى في قصيدة جميلة عنونتها ب( نبض من رمال) ، لتختار استعارة دالة على صناعة الجمال ، جعلت الرمال كائنا حيا تنبض بقلبها كل ما يؤهلها بأن تتدفق الشكاوي اللامتوقفة ، تحرك المتخيل لتعاتب الواقع المتوقع ، فجعلت من المحال حقيقة في مسار الممكن ، فتتحول من خطاب الذات المفردة إلى صرخة الذات الجماعية / نحن ، ليصبح هو بدوره منصهرا في حلمها ، حاضرا في صرختها ، موجودا في تأملاتها ، فترشف الشفاه رائحة اللون الحالم ، يحضر الليل ليلون الرؤيا المشتركة ، فتتقاسم معه صيغ التجلي بانصهار دقيق :
كم رشفنا من شفاه الورد حلما
وانصهرنا في شعاع من محال إ..
فتعود بسؤال الشك لتحدد ملامح حب معلق في خيال شاعرة ، تعشق بتطلعات خاصة ، تتجلى بأحلام واضحة ، تنبض الحياة بقلب مختلف عن باقي القلوب ، هي شاعرة تشكو ، ترشف المتمنيات ، تنصهر في شعاع المحال ، ترتب صيغ الاكتواء بأجفان الليل :
هل حبيبي يكتوي مثلي بشوق
شفة ، أم في علاه لا يبالي
أم أن هوانا ليس إلا بعض نبض
شيدته أمنياتي من رمال ؟
بعد كل هذا تظهر الحقيقة التي تخفيها الشاعرة في أنساق جد مبهمة ، تقدم كل شيء بانبهار كبير ، تعطي كل ما لديها بدون ان تأخذ شيئا، تقدم الحبيب في ثوب لا يشبه الأثواب العادية ، تعلو بعشقها ، تزينه ، ترتقي به إلى درجة العبودية ، فتعود في آخر المطاق لتوقف القصص كلها بمجرة صغيرة ، يتوقف النبض ، تنتهي الحياة فتزول الحكاية لتعلق في سؤال الشك المغير للمسار برمته ، يصبح كل شيء مجرد احتمال في نسق مليء بالشك الكبير . تلك هي أسرار الرمل بكل أشكال نبضه الذي جعلت منه عنوانا باستعارة تخفي المحقق وتبين المعلق ، فيصبح المجال برمته محددا في محيط الممكن المستحيل ، ثم تعود إلى ذاتها بصفتها المؤنس الوحيد الذي يحدد منتهى الصفاء الذي تراه الشاعرة حقيقة مؤكدة.