اعتاد الكثيرون على الإنبهار بكل ما يأتينا تحت مظلةٍ غربية أو اللهاث خلف كل ما هو رائج بغض النظر عن قيمته الحقيقية، وطيلة عقود ظللنا كمتلقين مجرد مستهلكين ليس فقط للسلع بل للأفكار والمبادىء والأسماء والموجات التي تصدر إلينا لتحدد من هم (النخب) أو (النجوم) أو (المؤثرون)، مما أثر على المجتمع سلباً وبات يتطلب وقفةً حازمة لإعادة التوازن إلى المشهد المتداعي ووضع الأمور في نصابها وإعطاء كل ذي حقٍ حقه بعيداً عن حسابات الإعلام والإعلان التي تقوم في مجملها على المادة والمنفعة.. ولذلك أحببت أن أقدم بعد انقطاع طويل سلسلة جديدة من المقالات بعنوان (الصف الأول) تسلط الضوء على قيمة وإنجاز أصحابها سواءاً كانوا معروفين أم لا من مختلف الفئات وستكون البداية مع الطبيبة السودانية د. صفاء علي..
صفاء علي.. هي مواطنة سودانية.. زوجة وأم تمتهن الطب وتركز على الجانب الأخلاقي والعلمي منه.. تنظر له كرسالة ودور إنساني وتثقيفي يساهم في خدمة المجتمع وتنوير العقول وتصحيح المفاهيم خاصةً في ظل الأحداث التي عصفت بالمنطقة والسودان ولم تنج منها النساء والأطفال، بل كانت في كثير من الأحيان هدفاً ودرعاً بشرياً ووسيلةً لقهر الشعوب ككل، فقد عرف العالم عن ما حدث في غزة وعن ما قدمه أهلها وأطباؤها وكوادرها الطبية لكنه لم يعرف ولم يصل إليه الحد الأدنى من المعلومات التي توثق ما يحدث للأبرياء هناك وما هي التضحيات الكبيرة التي قدمها الأطباء السودانيون برغم صعوبة الأوضاع وتواضع الإمكانيات وشح المساعدات التي كان أغلبها لا يصل بسبب تعقيد الصراع هناك..
صفاء علي.. اختصاصية في طب النساء والتوليد وتعمل في المستشفى السعودي في ولاية أم درمان.. قامت بتقديم العناية والمساعدة لعدد كبير من السيدات حتى بلغ الأمر مبلغاً استحال معه استمرار العمل في المستشفى بعد قصف الأحياء والمرافق المدنية المحيطة به حيث كانت سلامتها وسلامة الطواقم الطبية والمرضى مهددةً بشكل مباشر، وهو ما دفعها للإنتقال معهم واستئناف العمل داخل قسم خاص في مستشفى (النو) والذي كان المستشفى الوحيد الذي استمر في تقديم خدماته بعد اشتداد المعارك..
وهو ما خلق ظروفاً خطرة ومعقدة وصعبة اضطرت لمواجهتها بإجراء الكثير من الجراحات وعمليات التوليد الطبيعية والقيصرية لإنقاذ الأمهات والأطفال الرضع على حدٍ سواء واضعةً نصب عينيها مهمتها وواجبها الذي قدمته على سلامتها الشخصية، فقد قامت مراراً بالذهاب إلى منازل السيدات الحوامل اللواتي منعتهن ظروف الحرب بالإضافة إلى ظروفهن الصحية من الوصول إلى المستشفى وهو خيار محفوف بالمخاطر في ظل انعدام الأمن وعدم توفير الحماية اللازمة للكوادر الطبية أو استثناء المرضى أو النساء والأطفال من هذا الصراع..
كما قررت رغم اتخاذ زوجها وأفراد أسرتها القرار الأصعب بالسفر إلى الخارج أن تبقى في أم درمان لمواصلة دورها في خدمة الناس وهو ما يعد شجاعةً استثنائية وتضحيةً كبيرة من جانبها تستحق عليها كل المحبة والدعم والاحترام، كما يتوقع أن يتم تكريمها في الفترة المقبلة تقديراً لما قدمته ولا زالت تقدمه لوطنها..
اليوم تنظر د. صفاء علي إلى عملها بطريقة ٍ أكثر تفاؤلاً حيث تعتبر مولد كل طفل مولداً لسودان جديد ووعداً بغدٍ أكثر اشراقاً وهي من دحضت بجهودها وجهود زملائها الأصوات التي حاولت وتحاول زرع الموت بصرخات أطفالٍ قاوموا الحياة بالحياة..
خالد جهاد
صفاء علي.. هي مواطنة سودانية.. زوجة وأم تمتهن الطب وتركز على الجانب الأخلاقي والعلمي منه.. تنظر له كرسالة ودور إنساني وتثقيفي يساهم في خدمة المجتمع وتنوير العقول وتصحيح المفاهيم خاصةً في ظل الأحداث التي عصفت بالمنطقة والسودان ولم تنج منها النساء والأطفال، بل كانت في كثير من الأحيان هدفاً ودرعاً بشرياً ووسيلةً لقهر الشعوب ككل، فقد عرف العالم عن ما حدث في غزة وعن ما قدمه أهلها وأطباؤها وكوادرها الطبية لكنه لم يعرف ولم يصل إليه الحد الأدنى من المعلومات التي توثق ما يحدث للأبرياء هناك وما هي التضحيات الكبيرة التي قدمها الأطباء السودانيون برغم صعوبة الأوضاع وتواضع الإمكانيات وشح المساعدات التي كان أغلبها لا يصل بسبب تعقيد الصراع هناك..
صفاء علي.. اختصاصية في طب النساء والتوليد وتعمل في المستشفى السعودي في ولاية أم درمان.. قامت بتقديم العناية والمساعدة لعدد كبير من السيدات حتى بلغ الأمر مبلغاً استحال معه استمرار العمل في المستشفى بعد قصف الأحياء والمرافق المدنية المحيطة به حيث كانت سلامتها وسلامة الطواقم الطبية والمرضى مهددةً بشكل مباشر، وهو ما دفعها للإنتقال معهم واستئناف العمل داخل قسم خاص في مستشفى (النو) والذي كان المستشفى الوحيد الذي استمر في تقديم خدماته بعد اشتداد المعارك..
وهو ما خلق ظروفاً خطرة ومعقدة وصعبة اضطرت لمواجهتها بإجراء الكثير من الجراحات وعمليات التوليد الطبيعية والقيصرية لإنقاذ الأمهات والأطفال الرضع على حدٍ سواء واضعةً نصب عينيها مهمتها وواجبها الذي قدمته على سلامتها الشخصية، فقد قامت مراراً بالذهاب إلى منازل السيدات الحوامل اللواتي منعتهن ظروف الحرب بالإضافة إلى ظروفهن الصحية من الوصول إلى المستشفى وهو خيار محفوف بالمخاطر في ظل انعدام الأمن وعدم توفير الحماية اللازمة للكوادر الطبية أو استثناء المرضى أو النساء والأطفال من هذا الصراع..
كما قررت رغم اتخاذ زوجها وأفراد أسرتها القرار الأصعب بالسفر إلى الخارج أن تبقى في أم درمان لمواصلة دورها في خدمة الناس وهو ما يعد شجاعةً استثنائية وتضحيةً كبيرة من جانبها تستحق عليها كل المحبة والدعم والاحترام، كما يتوقع أن يتم تكريمها في الفترة المقبلة تقديراً لما قدمته ولا زالت تقدمه لوطنها..
اليوم تنظر د. صفاء علي إلى عملها بطريقة ٍ أكثر تفاؤلاً حيث تعتبر مولد كل طفل مولداً لسودان جديد ووعداً بغدٍ أكثر اشراقاً وهي من دحضت بجهودها وجهود زملائها الأصوات التي حاولت وتحاول زرع الموت بصرخات أطفالٍ قاوموا الحياة بالحياة..
خالد جهاد