أتوجه في البداية بخالص الشكر والتقدير للحضور الكريم وللإخوة في جمعية الإبداع والتنمية والبيئة ومطبعة شاكور والمسؤولين عن دار الشباب وكل من ساهم في تنظيم هذا الحفل الخاص بتوقيع ديوان الصديق نور الدين بن شقرون..
تعرفت على الشاعر الزجال نور الدين بن شقرون منذ حوالي ست سنوات عن طريق صديق ثالث. وقدم لي نفسه كإطار بنكي متقاعد..
كنا نجلس في مقهى رومانتيك، وكان الحديث يجرنا عن حومات مراكش ودروبها.. فتعود بنا الذاكرة إلى حي المواسين، واستوديو النيل مقر والد نور الدين، وصور مشاهير لاعبي كرة القدم من فريق الكوكب والجيش والوداد والرجاء والمولدية الوجدية وغيرها..
نتبادل النقاش حول بعض القضايا الأدبية والسياسية، ونأخذ رأي بعضنا البعض في ما ننشره من نصوص إبداعية على صفحات الفايسبوك، أو في بعض المواقع الأدبية..
اكتشفت رغم تواضع لغتي الفرنسية أن نور الدين يكتب الشعر بلغة موليير، ويتطلع لنشر ديوان جمع فيه العديد من النصوص المتميزة.. كما أنه يهتم بكتابة المقالات الصحفية..
نتحدث أيضا عن مشاكل الملكية الفكرية، وأرقام الإيداع، والمحسوبية في المجال الثقافي، وجشع دور النشر..
اليوم شرفني بأن أقدم كلمة في حق ديوانه الجديد.. لا أخفيكم سرا بأني قارئ متواضع مثلكم.. وما شجعني على تقديم هذه القراءة هو أن الزجل نشأ بالأندلس، وخرج من رحم الشعر العربي، واختلف عنه في اللغة والإعراب وطريقة توظيف الأوزان.. وارتباطه بالثقافة الشعبية..
ويكفي العودة إلى زمن التعلم في المدرسة، وسنلاحظ كيف أقصت الثقافة العربية الكلاسيكية الثقافة الشعبية من الكتب والمقررات الدراسية، ورمت بها خارج فعل الكتابة منذ زمن بعيد، وما بقي منها ظل محفوظا في الذاكرة..
وكم نحن محظوظين اليوم لأننا نعيد لهذه الثقافة وهجها وتألقها، ونكتشف في نفس الوقت مدى تأثيرها وتغلغلها في الوجدان الشعبي..
إذا عدنا إلى الديوان فهو قد صدر في مستهل سنة 2025 عن مطبعة شاكور سارت..
نجد في أعلى الغلاف جنس الكتاب (ديوان زجلي)، وأسفلَه لفظ المهراز كعنوان، وفي الواجهة صورة لمهراز من نحاس، وفي الأسفل اسم الشاعر (الزجال نور الدين بن شقرون) مع خلفية باللون البرتقالي.. وفي الصفحة الأخيرة صورة للمؤلف مع تعريف جد مختزل، ثم نص قصيدة المهراز بخط بارز..
المهراز أو الهاون بلغة الضاد، هو أداة من خشب أو نحاس، تتركب من جزأين: صحن ومدقة أو يد بلغة القاع الشعبي.. لم يكن يخلو منه بيت كبير في درب من دروب المدينة العتيقة.. واستخدمه الآباء والأجداد في دق التوابل والأعشاب.. وقد اختفى اليوم بعد غزو المنتجات التكنولوجية المتطورة التي تقوم بنفس المهام أو أكثر. فتحول المهراز مع الزمن إلى مجرد ديكور، أو تحفة قديمة تُعرض في المتاجر السياحية (البازارات).
وفي هذا السياق رأيت في الأشهر الأخيرة شريط فيديو لامرأة من الجنوب تدق بعض الأعشاب في مهراز من خشب متوسط الحجم، ويُحيط بها فوج من السياح الأجانب في ما يشبه الحلقة، ويتجاوبون مع إيقاع الدق بالضرب على اكُفّ أياديهم اعتقادا منهم أنها تعزف على آلة موسيقية..
الديوان يتكون من حوالي 75 صفحة و30 قصيدة وإهداء وتقديم للأستاذ عبد الله الخفيري، وهو زجال وباحث في التراث الشعبي..
سأتوقف عند قصيدة المهراز على اعتبار أنه وقع عليها اختيار الشاعر، وانتقى عنوانها عنوانا للديوان..
القصيدة تحتل صفحتين (ص 66 و ص 67)، وجاءت في خاتمة الديوان، كما تصدر جزء منها الصفحة الأخيرة من الغلاف بخط بارز، وتتركب من أربعة مقاطع متساوية تقريبا من حيت الحجم 8 أسطر لكل مقطع ما عدا المقطع الثالث الذي يضم 9 أسطر..
في المقطع الأول يُطل علينا المهراز وهو يدق كل شيء من قهوة وتوابل لأهل البيت والأحباب، ويتنقل بين بيوت الجيران بدون حياء أو خجل..
في المقطع الثاني ينقلنا الشاعر إلى التاريخ.. فالمهراز إرث خلفه الأجداد، صمد في وجه الزمن حتى أصبح سيد البيت. قاوم النار، وصُنع من النحاس الخالص المستورد من خارج البلد.. نغسله بعد الاستعمال فيعود إليه بريقه ولمعانه.
في المقطع الثالث يعود بنا الشاعر الى حاضر المهراز، وهو يحكي ويبكي وينتقد الجيل الحالي ولغته المبتذلة، ويحن إلى نباهة وجهد أمي فاطنة، وهي تشد يد المهراز، تدق التوابل بقوة حتى توقظ الجيران، فيطلب منها الجد ان تُخفّض من الصوت القوي الذي يحدثه الدق..
يعود السارد في المقطع الأخير لتصوير المهراز وقد اختفى وتراجع الى الخلف مع قطع الديكور. ركن إلى الصمت.. يتأمل بحرقة طيلة النهار كيف فرطنا في الموروث. يراقب ما نستهلك من مواد مسحوقة لكنها مغشوشة، فيتجرع الألم والمرارة على ما أصابنا من كسل وهوان..
على مستوى المعجم فالنص يمتح من لهجة مراكشية عريقة بتاريخها وغنية بجمال العبارة المشحونة بالمجاز..
النص غني بالصور الشعرية التي تقوم على ما يسمى في البلاغة الحديثة بالانزياح الدلالي، ويتولد عنه مجاز مستمد من لغة المعيش اليومي. يتجسد في هذه القصيدة من خلال إسناد أفعال وصفات يختص بها الإنسان إلى المهراز، وهو ما يُضفي عليه نوعا من التشخيص والأنسنة.. ومن الأمثلة على ذلك:
ـ يدور على الدرب/ وجهو مقزدر/ ما يحشم ما يخلي وقار/ اليوم يحكي ويبكي/ يد المهراز/ مشى تخبى وتركن/ ويظل يشوف/ يتألم ويتجرع المرار..
ولا يخفى على المتلقي بأن ملح الشعر والزجل هو التخييل المبني على المجاز والتصوير.. ودلالة هذه الصور قريبة المأخذ كما يقول القدماء لأن العلاقات بين أطراف الصورة لا تحتاج إلى طول تأمل أو تفكير.. وينطبق عليها المثل العربي اللبيب بالإشارة يفهم أو المثل الشعبي (الحر بالغمزة يفهم)..
كما نلاحظ هيمنة ضميرين على النص: [هو ونحن].. [هو] ضمير الغائب المفرد، يعود على المهراز. و[نحن] ضمير المتكلم في صيغة الجمع يُحيل على الجماعة..
الضميران يتآلفان وينسجمان في المقطعين الأول والثاني، ثم سرعان ما يتحول هذا الانسجام والتآلف إلى صراع وانفصام وانعزال في المقطعين الأخيرين..
على مستوى البنية الإيقاعية اعتمد الشاعر على روي (الروي آخر حرف صحيح في السطر الشعري) من حرفين يتناوبان على ضبط أيقاع القصيدة بشكل متناغم حرف النون المشبع بمد الصوت بفتحة طويلة (حرف المد الألف: نا) وحرف الراء الساكن المسبوق بمدّ..
توالي المد والسكون يُضفي على سمع المتلقي موسيقى تشبه إيقاع المهراز، وهو يدق الأعشاب..
ويمكن أن نضيف بأن حرف الراء تكرر في القصيدة حوالي 40 مرة. ومخرج هذا الصوت من طرف اللسان مع شيء من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا.
أما حرف النون فقد تكرر حوالي 37 مرة، ومخرجه طرف اللسان مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا..
والتناغم الحاصل داخل إيقاع النص ناتج عن التقارب بين مخرج الراء القريب من مخرج النون، والتباعد بين المد والسكون الذي يقترن بالصوتين في نهاية الأسطر الشعرية.
خلاصة القول إن قصيدة المهراز تُعالج ذلك الصراع الأبدي بين التقليد والتحديث على مستوى الحياة الاجتماعية بأسلوب يعتمد على انتقاء معجم وصور شعرية تضفي مسحة من الجمال على تواري القديم بشكل مأساوي أمام كل ما هو جديد..
ولمزيد من التوضيح فالشاعر ليس ضد التحديث، وإنما ينتقد بأسلوب ساخر مظاهر تشوهات الحداثة في مجتمع أنهكه التوزيع غير العادل لثرواته، وما تولد عن ذلك من جهل وأمية وفقر..
نور الدين قامة شعرية ستضيف إلى الإنتاج الأدبي في شعر الزجل المزيد من الزخم والتألق.. وأتمنى أن تُزهر شجرة إبداعه، وتمدّنا بمزيد من الفاكهة..
حاميد اليوسفي
مراكش 05 فبراير 2025
من حفل توقيع وقراءة في ديوان المهراز للزجال نور الدين بنشقرون .. الحفل الذي نظمته جمعية الابداع والبيئة والتنمية بشراكة مع دار الشباب أيبواب مراكش ومطبعة شاكور ستارت..
تعرفت على الشاعر الزجال نور الدين بن شقرون منذ حوالي ست سنوات عن طريق صديق ثالث. وقدم لي نفسه كإطار بنكي متقاعد..
كنا نجلس في مقهى رومانتيك، وكان الحديث يجرنا عن حومات مراكش ودروبها.. فتعود بنا الذاكرة إلى حي المواسين، واستوديو النيل مقر والد نور الدين، وصور مشاهير لاعبي كرة القدم من فريق الكوكب والجيش والوداد والرجاء والمولدية الوجدية وغيرها..
نتبادل النقاش حول بعض القضايا الأدبية والسياسية، ونأخذ رأي بعضنا البعض في ما ننشره من نصوص إبداعية على صفحات الفايسبوك، أو في بعض المواقع الأدبية..
اكتشفت رغم تواضع لغتي الفرنسية أن نور الدين يكتب الشعر بلغة موليير، ويتطلع لنشر ديوان جمع فيه العديد من النصوص المتميزة.. كما أنه يهتم بكتابة المقالات الصحفية..
نتحدث أيضا عن مشاكل الملكية الفكرية، وأرقام الإيداع، والمحسوبية في المجال الثقافي، وجشع دور النشر..
اليوم شرفني بأن أقدم كلمة في حق ديوانه الجديد.. لا أخفيكم سرا بأني قارئ متواضع مثلكم.. وما شجعني على تقديم هذه القراءة هو أن الزجل نشأ بالأندلس، وخرج من رحم الشعر العربي، واختلف عنه في اللغة والإعراب وطريقة توظيف الأوزان.. وارتباطه بالثقافة الشعبية..
ويكفي العودة إلى زمن التعلم في المدرسة، وسنلاحظ كيف أقصت الثقافة العربية الكلاسيكية الثقافة الشعبية من الكتب والمقررات الدراسية، ورمت بها خارج فعل الكتابة منذ زمن بعيد، وما بقي منها ظل محفوظا في الذاكرة..
وكم نحن محظوظين اليوم لأننا نعيد لهذه الثقافة وهجها وتألقها، ونكتشف في نفس الوقت مدى تأثيرها وتغلغلها في الوجدان الشعبي..
إذا عدنا إلى الديوان فهو قد صدر في مستهل سنة 2025 عن مطبعة شاكور سارت..
نجد في أعلى الغلاف جنس الكتاب (ديوان زجلي)، وأسفلَه لفظ المهراز كعنوان، وفي الواجهة صورة لمهراز من نحاس، وفي الأسفل اسم الشاعر (الزجال نور الدين بن شقرون) مع خلفية باللون البرتقالي.. وفي الصفحة الأخيرة صورة للمؤلف مع تعريف جد مختزل، ثم نص قصيدة المهراز بخط بارز..
المهراز أو الهاون بلغة الضاد، هو أداة من خشب أو نحاس، تتركب من جزأين: صحن ومدقة أو يد بلغة القاع الشعبي.. لم يكن يخلو منه بيت كبير في درب من دروب المدينة العتيقة.. واستخدمه الآباء والأجداد في دق التوابل والأعشاب.. وقد اختفى اليوم بعد غزو المنتجات التكنولوجية المتطورة التي تقوم بنفس المهام أو أكثر. فتحول المهراز مع الزمن إلى مجرد ديكور، أو تحفة قديمة تُعرض في المتاجر السياحية (البازارات).
وفي هذا السياق رأيت في الأشهر الأخيرة شريط فيديو لامرأة من الجنوب تدق بعض الأعشاب في مهراز من خشب متوسط الحجم، ويُحيط بها فوج من السياح الأجانب في ما يشبه الحلقة، ويتجاوبون مع إيقاع الدق بالضرب على اكُفّ أياديهم اعتقادا منهم أنها تعزف على آلة موسيقية..
الديوان يتكون من حوالي 75 صفحة و30 قصيدة وإهداء وتقديم للأستاذ عبد الله الخفيري، وهو زجال وباحث في التراث الشعبي..
سأتوقف عند قصيدة المهراز على اعتبار أنه وقع عليها اختيار الشاعر، وانتقى عنوانها عنوانا للديوان..
القصيدة تحتل صفحتين (ص 66 و ص 67)، وجاءت في خاتمة الديوان، كما تصدر جزء منها الصفحة الأخيرة من الغلاف بخط بارز، وتتركب من أربعة مقاطع متساوية تقريبا من حيت الحجم 8 أسطر لكل مقطع ما عدا المقطع الثالث الذي يضم 9 أسطر..
في المقطع الأول يُطل علينا المهراز وهو يدق كل شيء من قهوة وتوابل لأهل البيت والأحباب، ويتنقل بين بيوت الجيران بدون حياء أو خجل..
في المقطع الثاني ينقلنا الشاعر إلى التاريخ.. فالمهراز إرث خلفه الأجداد، صمد في وجه الزمن حتى أصبح سيد البيت. قاوم النار، وصُنع من النحاس الخالص المستورد من خارج البلد.. نغسله بعد الاستعمال فيعود إليه بريقه ولمعانه.
في المقطع الثالث يعود بنا الشاعر الى حاضر المهراز، وهو يحكي ويبكي وينتقد الجيل الحالي ولغته المبتذلة، ويحن إلى نباهة وجهد أمي فاطنة، وهي تشد يد المهراز، تدق التوابل بقوة حتى توقظ الجيران، فيطلب منها الجد ان تُخفّض من الصوت القوي الذي يحدثه الدق..
يعود السارد في المقطع الأخير لتصوير المهراز وقد اختفى وتراجع الى الخلف مع قطع الديكور. ركن إلى الصمت.. يتأمل بحرقة طيلة النهار كيف فرطنا في الموروث. يراقب ما نستهلك من مواد مسحوقة لكنها مغشوشة، فيتجرع الألم والمرارة على ما أصابنا من كسل وهوان..
على مستوى المعجم فالنص يمتح من لهجة مراكشية عريقة بتاريخها وغنية بجمال العبارة المشحونة بالمجاز..
النص غني بالصور الشعرية التي تقوم على ما يسمى في البلاغة الحديثة بالانزياح الدلالي، ويتولد عنه مجاز مستمد من لغة المعيش اليومي. يتجسد في هذه القصيدة من خلال إسناد أفعال وصفات يختص بها الإنسان إلى المهراز، وهو ما يُضفي عليه نوعا من التشخيص والأنسنة.. ومن الأمثلة على ذلك:
ـ يدور على الدرب/ وجهو مقزدر/ ما يحشم ما يخلي وقار/ اليوم يحكي ويبكي/ يد المهراز/ مشى تخبى وتركن/ ويظل يشوف/ يتألم ويتجرع المرار..
ولا يخفى على المتلقي بأن ملح الشعر والزجل هو التخييل المبني على المجاز والتصوير.. ودلالة هذه الصور قريبة المأخذ كما يقول القدماء لأن العلاقات بين أطراف الصورة لا تحتاج إلى طول تأمل أو تفكير.. وينطبق عليها المثل العربي اللبيب بالإشارة يفهم أو المثل الشعبي (الحر بالغمزة يفهم)..
كما نلاحظ هيمنة ضميرين على النص: [هو ونحن].. [هو] ضمير الغائب المفرد، يعود على المهراز. و[نحن] ضمير المتكلم في صيغة الجمع يُحيل على الجماعة..
الضميران يتآلفان وينسجمان في المقطعين الأول والثاني، ثم سرعان ما يتحول هذا الانسجام والتآلف إلى صراع وانفصام وانعزال في المقطعين الأخيرين..
على مستوى البنية الإيقاعية اعتمد الشاعر على روي (الروي آخر حرف صحيح في السطر الشعري) من حرفين يتناوبان على ضبط أيقاع القصيدة بشكل متناغم حرف النون المشبع بمد الصوت بفتحة طويلة (حرف المد الألف: نا) وحرف الراء الساكن المسبوق بمدّ..
توالي المد والسكون يُضفي على سمع المتلقي موسيقى تشبه إيقاع المهراز، وهو يدق الأعشاب..
ويمكن أن نضيف بأن حرف الراء تكرر في القصيدة حوالي 40 مرة. ومخرج هذا الصوت من طرف اللسان مع شيء من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا.
أما حرف النون فقد تكرر حوالي 37 مرة، ومخرجه طرف اللسان مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا..
والتناغم الحاصل داخل إيقاع النص ناتج عن التقارب بين مخرج الراء القريب من مخرج النون، والتباعد بين المد والسكون الذي يقترن بالصوتين في نهاية الأسطر الشعرية.
خلاصة القول إن قصيدة المهراز تُعالج ذلك الصراع الأبدي بين التقليد والتحديث على مستوى الحياة الاجتماعية بأسلوب يعتمد على انتقاء معجم وصور شعرية تضفي مسحة من الجمال على تواري القديم بشكل مأساوي أمام كل ما هو جديد..
ولمزيد من التوضيح فالشاعر ليس ضد التحديث، وإنما ينتقد بأسلوب ساخر مظاهر تشوهات الحداثة في مجتمع أنهكه التوزيع غير العادل لثرواته، وما تولد عن ذلك من جهل وأمية وفقر..
نور الدين قامة شعرية ستضيف إلى الإنتاج الأدبي في شعر الزجل المزيد من الزخم والتألق.. وأتمنى أن تُزهر شجرة إبداعه، وتمدّنا بمزيد من الفاكهة..
حاميد اليوسفي
مراكش 05 فبراير 2025



من حفل توقيع وقراءة في ديوان المهراز للزجال نور الدين بنشقرون .. الحفل الذي نظمته جمعية الابداع والبيئة والتنمية بشراكة مع دار الشباب أيبواب مراكش ومطبعة شاكور ستارت..