خالد سلامة - المغربيات الحرات...

في زمنٍ أصبحت فيه المناصب تُشترى بالصمت، والامتيازات تُمنح لمن يُجيد طأطأة الرأس، خرجت ثلاث نساء من أصول مغربية ليكتبن أسماءهن في سجلّ الكرامة، بحبرٍ من موقف وشرف.
- هالة غريط، الأمريكية من أصول مغربية، ناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، رفضت أن تكون لسانًا يُجمّل الجريمة، أو صوتًا يُبرر المجازر في غزة. وحين طُلب منها التصريح بدعم الاحتلال، قدّمت استقالتها وقالت: “الكرامة لا تُساوَم”.
-نورة أشهبار، الهولندية ذات الجذور المغربية، وزيرة المالية السابقة، وقفت في وجه عنصريةٍ فجّة، صادرة عن أعضاء في الحكومة ضد المغاربة. لم تصمت، ولم تساير، بل أعلنت انسحابها من حكومةٍ لا تحترم أبسط قيم المساواة.
-ابتهال أبو السعد، مهندسة في شركة مايكروسوفت، أوقفت خطاب مدير قسم الذكاء الاصطناعي خلال احتفالية الشركة، وتظاهرت علنًا ضد تورّط المؤسسة في جرائم تُرتكب بحق أطفال غزة، مستنكرة تسخير التكنولوجيا في خدمة الإبادة.

1743946534070.png

ثلاث نساء… ثلاث قاماتٍ أخلاقية، ارتفعن حين انحنى كثيرون.
اختزنّ في مواقفهنّ ما عجزت عنه جموع النخب المتهافتة على المقاعد، اللاهثة خلف بريقٍ زائف.
وفي الجانب الآخر، كثيرون ما زالوا يختبئون خلف أعذارٍ واهية ولا يحرّكهم دمٌ يُسفك، ولا وطن يُستباح.
أما آن لهذا الصمت أن يُكسَر؟
ألا يستحق هذا الظلم صرخة؟ كلمة؟ موقفًا؟ ولو حتى منشورًا على عجل؟؟؟؟

تعليقات

برهن المغاربة على مر العصور ارتباطهم بالمشرق وبالقضايا العربية بداية من اتخراطهم في الدفاع عن فلسطين تحت امرة القائد صلاح الدين الأيوبي الذي حبّس لهم حيا داخل القدس.. وكانوا سباقين للمشاركة في حروب التحرير العربية بتجريدات مهمة اختلطت دماؤهم بثرى الاراضي المقدسة، والى ربط المغرب بالمشرق روحيا.. بالمقولة الشهيرة الانبياء من المشرق والاولياء والصالحين من المغرب وأشاعوا الفكر السني والمذهب المالكي بمختلف الامصار وصولا الى حدود الصين شرقا، والبرازيل غربا وأوروبا شمالا، وأفريقيا جنوبا..
وقد قرأت في العدد 140 من مجلة دعوة الحق التي تصدرها وزارة الأوقاف المغربية بالرباط
(وجدت في كتاب نبذ تاريخية في أخبار البربر في القرون الوسطى المطبوع بالرباط سنة 1934م ص
ولقد جرى ذكر المغرب بحضرة أمير المومنين ابن عبد العزيز العبيدي فقال بعض الحاضرين : بلغنا أن الدنيا شبهت بطائر، فالمشرق رأسها، واليمن جناحها، والشام جناحها الآخر، والعراق صدرها ، والمغرب ذنبها . . . ! وكان في المجلس رجل مغربي يقال له الدقا. فقال لهم : صدقتم .! والطائر طاووس .! فضحك وأجزل صلته.
يريد أن أحسن ما في الطاووس ذيله.. !)
 
أعلى