قد يقول قائلٌ "ما علاقة الرياضة بالدين؟" و"ما علاقة الدين بالرياضة؟". في الحقيقة، حسب رأيي الشخصي، لا علاقة بينهما. وإن كانت بينهما علاقة، فأنا، شخصيا، لا أعرفها. وحتى إن افترضنا أن بينهما علاقة، فهذا معناه أن الحصولَ على الألقاب l'obtention des titres وتحقيقَ الإنجازات الكبيرة la réalisation des grandes performances، رهينان بالإرادة الإلهية la volonté divine. في هذه الحالة، يُطرَح سؤالٌ من الأهمية بمكان : "ما هو دور العقل البشري في الحصول على الألقاب وتحقيق الإنجازات"؟
ما أعرفه، أنا شخصيا، عن الرياضة، هو أن الرياضة، في الحقيقة، رياضات. وهذه الرياضات قد تُمارس على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي. والرياضات المُمارَسة على المستوى الفردي قد يكون الهدف منها الحصول على الألقاب أو مجرَّد التَّرفيه عن التفس.
وأشهَر الرياضات المُمارَسة على المستوى الفردي للتَّرفيه عن النفس، أذكر، مثلاً، رياضة المشي la marche. وما هو معروفٌ عن رياضة المشيِ أنها رياضة كاملة ومُكتمِلة. لماذا؟ لأنها، فضلا عن تأثيرها على الجسم للحِفاظ على لياقته البدنية sa bonne forme physique، فإنها تمكِّن من تشغيل جميع أعضاء الجسم من عضلات muscles ومفاصيل articulations وأوتار tendons، إضافةً إلى تنشيط جهاز دوران الدم appareil circulatoire بما في ذلك القلب والجهاز التَّنفُّسي appareil respiratoire.
أما الرياضات الجماعية، فهي مبنيةٌ، كُلِّياً، على التنافس la compétition وعلى تحقيق أحسن الإنجازات les meilleures performances. وأشهر الرياضات المُمارَسة على المستوى الجماعي، رياضة كرة القدم، وخصوصا، عندما يكون التَّنافسُ بين منتَخَباتٍ وطنية.
بعد هذه التَّوضيحات للتمييز بين الرياضات الفردية المُمارسة للتَّرفيه عن النفس والرياضات الفردية أو الجماعية، المبنية على التنافس وتحقيق أحسن الإنجازات، السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو : "فهل هناك علاقةٌ متبادلة بين الدين والرياضة"؟
أنا شخصياً، وقد عبَّرتُ عن رأيي في هذا الشأن أعلاه، عندما بحثتُ في الموضوع بشيءٍ من التَّعقُّل la rationalité والحِكمة la sagesse، وجدتُ أن الأغلبية العُظمى ممَّن يمارسون الرياضات الفردية أو الجماعية المبنية على التنافس وتحقيق أحسن الإنجازات، وخصوصا، لاعِبو كرة القدم، المُنتمون للعالمَين الأمازيغي/العربي والإسلامي، هم مَن يُقحِمون الدينَ في الرياضة أو يخلطون بين الدين والرياضة.
ما يُلاحظ، في هذا الصدد، هو أن الأغلبية الساحقة من لاعبي كرة القدم، عندما يُطلبُ منهم، التَّعليقُ على مجريات ما أجروه من مباريات، يُقحِمون الدينَ في تصريحاتهم وتعليقاتِهم. فنسمع، مثلاً، عباراتٍ من قبيل "ما كْتابْشْ لِنا الفوز" أو "لْمَرَّة المَاجْيَا سنكون في أحسن حال إن شاء الله" أو نرى بعض الاعبين، قبل بداية المبارة، يتوجَّهون بالدعاء إلى الله، لا أعرف لماذا. فكيف يمكن تفسيرُ هذه السلوكات التي أقل ما يمكن أن يُقالَ عنها أنها غير عقلانية irrationnelles؟
أولاً، إن هذا النوعَ من الأقوال والأفعال يُبيِّن، بوضوحٍ، أن الحصول على الألقاب وتحقيق الإنجازات رهينان، كما سبق الذكرُ، بالإرادة الإلهية. وهذا شيءٌ غير صحيح، سأبيِّن لماذا فيما بعد!
ثانيا، كون التَّصريحات والدعاء، قبل إجراء المباراة، غير عقلانيين لأنهما يُبيِّنان، بوضوحٍ، أن كل مَن ينطِق بهذه العبارات، لا يُشغِّل عقلَه ويظنُّ أن تحقيقَ الألقاب les titres والإنجازات الكبيرة les grandes performances مرتبطٌ بالإرادة الإلهية، ومن خلال هذه الإرادة، مرتبط بالدين أو التَّديُّن.
ثالثاً، الحقيقة، كل الحقيقة أن تحقيقَ الألقاب والإنجازات الكبيرة مرتبطٌ، فقط وحصريا، بكيفية تشغيل العقل أثناء المباراة، وبالأخص، أن يُشغَّلَ العقلُ بكيفية تضمن التَّركيزَ على الانسجام بين الفكر والحركة. وبعبارة أخرى، أن لا يكون لعب كرة القدم، أثناء المُباراة، ناتِجا عن حركات عشوائية لم يسبقها تفكير.
رابعاً، على ذكرِ التَّركيز، لا أحدَ يجادِل في أهميتِه أثناء إجراء المباريات. إن دورَه أساسي وحاسمٌ في تحقيق الألقاب والإنجازات الرياضية. بفضل التركيز، الاعِب أو البطل يركِّز اهتمامَه على ما عليه أن يقومَ به من حركات أو أفعال في لحظة معيَّنة٠
خامساً، التَّركيز على ما على الاعِب أو البطل أن يقومَ به من حركاتٍ وأفعالٍ، في لحظةٍ معيَّنة، يمكِّنهما من اجتناب الأخطاء التي قد تكون مصيرية بالنسبة للحصول على الألقاب أو تحقيق الإنجازات، علما أن التَّركيزَ الجيِّد يمكِّن من انسِيابِ الحركات والأفعال ويُخفِّف من الضغط النفسي الذي يشعر به الاعِب أو البطل. مثلاً لاعِبٌ ما في كرة القدم، إذا ركَّز اهتمامَه على تمريرةٍ une passe أو على القدف le tir نحو المرمى، سيكون، بدون أدنى شكٍّ، أكثر دقَّةً وأكثر نجاعةً. وبطلٌ ما في ألعاب القوى، إذا ركَّز اهتمامَه، أثناء الجريِ مثلاً، على كيفية التَّنفُّس واتِّساعِ خٌطوتِه، سيُحسِّن سرعتَه ومُقاومتَه للعياء…
سادِساُ، عندما نستمع لتصريحات اللاعبين أو الأبطال المنتمين لبلدان أجنبية كفرنسا وإسبانيا وألمانيا…، فإنهم يُركِّزون هذه التَّصريحات على خُطة اللعب وتَكتيتِه وعلى القدرة البدنية وعلى الأخطاء وعلى التَّركيز… ولا أحدَ منهم، على الإطلاق، يُقحِم الدينَ في أقواله. وحتى إذا اراد أن يتفادي هذه الأشياء، فإنه ينسب النَّصرَ أو الهزيمة للحظ. بل إن التَّصريحات تعترف، أحياناً، بقوة الخصم وتفوُّقه في قيادة اللعب أو المُباراة. بينما لاعبو أو أبطال العالمين الأمازيغي/العربي والإسلامي ينسِبون النَّصر أو الهزيمة للإرادة الإلهية.
وفي الختام، الله، سبحانه وتعالى، وهب العقل لبني آدم ليكونوا أحراراً في تصرُّفاتِهم في الأمور الدنيوية، شريطةَ أن يُشغَّلَ هذا العقل كلما دعت الضرورة إلى ذلك. والرياضة ليست إلا أمراً دنيوياً التي، ككل الأمور الدنيوية، تستوجِب تشغيلَ العقل بالنجاعة الكافية avec suffisamment d'efficacité.
ما أعرفه، أنا شخصيا، عن الرياضة، هو أن الرياضة، في الحقيقة، رياضات. وهذه الرياضات قد تُمارس على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي. والرياضات المُمارَسة على المستوى الفردي قد يكون الهدف منها الحصول على الألقاب أو مجرَّد التَّرفيه عن التفس.
وأشهَر الرياضات المُمارَسة على المستوى الفردي للتَّرفيه عن النفس، أذكر، مثلاً، رياضة المشي la marche. وما هو معروفٌ عن رياضة المشيِ أنها رياضة كاملة ومُكتمِلة. لماذا؟ لأنها، فضلا عن تأثيرها على الجسم للحِفاظ على لياقته البدنية sa bonne forme physique، فإنها تمكِّن من تشغيل جميع أعضاء الجسم من عضلات muscles ومفاصيل articulations وأوتار tendons، إضافةً إلى تنشيط جهاز دوران الدم appareil circulatoire بما في ذلك القلب والجهاز التَّنفُّسي appareil respiratoire.
أما الرياضات الجماعية، فهي مبنيةٌ، كُلِّياً، على التنافس la compétition وعلى تحقيق أحسن الإنجازات les meilleures performances. وأشهر الرياضات المُمارَسة على المستوى الجماعي، رياضة كرة القدم، وخصوصا، عندما يكون التَّنافسُ بين منتَخَباتٍ وطنية.
بعد هذه التَّوضيحات للتمييز بين الرياضات الفردية المُمارسة للتَّرفيه عن النفس والرياضات الفردية أو الجماعية، المبنية على التنافس وتحقيق أحسن الإنجازات، السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو : "فهل هناك علاقةٌ متبادلة بين الدين والرياضة"؟
أنا شخصياً، وقد عبَّرتُ عن رأيي في هذا الشأن أعلاه، عندما بحثتُ في الموضوع بشيءٍ من التَّعقُّل la rationalité والحِكمة la sagesse، وجدتُ أن الأغلبية العُظمى ممَّن يمارسون الرياضات الفردية أو الجماعية المبنية على التنافس وتحقيق أحسن الإنجازات، وخصوصا، لاعِبو كرة القدم، المُنتمون للعالمَين الأمازيغي/العربي والإسلامي، هم مَن يُقحِمون الدينَ في الرياضة أو يخلطون بين الدين والرياضة.
ما يُلاحظ، في هذا الصدد، هو أن الأغلبية الساحقة من لاعبي كرة القدم، عندما يُطلبُ منهم، التَّعليقُ على مجريات ما أجروه من مباريات، يُقحِمون الدينَ في تصريحاتهم وتعليقاتِهم. فنسمع، مثلاً، عباراتٍ من قبيل "ما كْتابْشْ لِنا الفوز" أو "لْمَرَّة المَاجْيَا سنكون في أحسن حال إن شاء الله" أو نرى بعض الاعبين، قبل بداية المبارة، يتوجَّهون بالدعاء إلى الله، لا أعرف لماذا. فكيف يمكن تفسيرُ هذه السلوكات التي أقل ما يمكن أن يُقالَ عنها أنها غير عقلانية irrationnelles؟
أولاً، إن هذا النوعَ من الأقوال والأفعال يُبيِّن، بوضوحٍ، أن الحصول على الألقاب وتحقيق الإنجازات رهينان، كما سبق الذكرُ، بالإرادة الإلهية. وهذا شيءٌ غير صحيح، سأبيِّن لماذا فيما بعد!
ثانيا، كون التَّصريحات والدعاء، قبل إجراء المباراة، غير عقلانيين لأنهما يُبيِّنان، بوضوحٍ، أن كل مَن ينطِق بهذه العبارات، لا يُشغِّل عقلَه ويظنُّ أن تحقيقَ الألقاب les titres والإنجازات الكبيرة les grandes performances مرتبطٌ بالإرادة الإلهية، ومن خلال هذه الإرادة، مرتبط بالدين أو التَّديُّن.
ثالثاً، الحقيقة، كل الحقيقة أن تحقيقَ الألقاب والإنجازات الكبيرة مرتبطٌ، فقط وحصريا، بكيفية تشغيل العقل أثناء المباراة، وبالأخص، أن يُشغَّلَ العقلُ بكيفية تضمن التَّركيزَ على الانسجام بين الفكر والحركة. وبعبارة أخرى، أن لا يكون لعب كرة القدم، أثناء المُباراة، ناتِجا عن حركات عشوائية لم يسبقها تفكير.
رابعاً، على ذكرِ التَّركيز، لا أحدَ يجادِل في أهميتِه أثناء إجراء المباريات. إن دورَه أساسي وحاسمٌ في تحقيق الألقاب والإنجازات الرياضية. بفضل التركيز، الاعِب أو البطل يركِّز اهتمامَه على ما عليه أن يقومَ به من حركات أو أفعال في لحظة معيَّنة٠
خامساً، التَّركيز على ما على الاعِب أو البطل أن يقومَ به من حركاتٍ وأفعالٍ، في لحظةٍ معيَّنة، يمكِّنهما من اجتناب الأخطاء التي قد تكون مصيرية بالنسبة للحصول على الألقاب أو تحقيق الإنجازات، علما أن التَّركيزَ الجيِّد يمكِّن من انسِيابِ الحركات والأفعال ويُخفِّف من الضغط النفسي الذي يشعر به الاعِب أو البطل. مثلاً لاعِبٌ ما في كرة القدم، إذا ركَّز اهتمامَه على تمريرةٍ une passe أو على القدف le tir نحو المرمى، سيكون، بدون أدنى شكٍّ، أكثر دقَّةً وأكثر نجاعةً. وبطلٌ ما في ألعاب القوى، إذا ركَّز اهتمامَه، أثناء الجريِ مثلاً، على كيفية التَّنفُّس واتِّساعِ خٌطوتِه، سيُحسِّن سرعتَه ومُقاومتَه للعياء…
سادِساُ، عندما نستمع لتصريحات اللاعبين أو الأبطال المنتمين لبلدان أجنبية كفرنسا وإسبانيا وألمانيا…، فإنهم يُركِّزون هذه التَّصريحات على خُطة اللعب وتَكتيتِه وعلى القدرة البدنية وعلى الأخطاء وعلى التَّركيز… ولا أحدَ منهم، على الإطلاق، يُقحِم الدينَ في أقواله. وحتى إذا اراد أن يتفادي هذه الأشياء، فإنه ينسب النَّصرَ أو الهزيمة للحظ. بل إن التَّصريحات تعترف، أحياناً، بقوة الخصم وتفوُّقه في قيادة اللعب أو المُباراة. بينما لاعبو أو أبطال العالمين الأمازيغي/العربي والإسلامي ينسِبون النَّصر أو الهزيمة للإرادة الإلهية.
وفي الختام، الله، سبحانه وتعالى، وهب العقل لبني آدم ليكونوا أحراراً في تصرُّفاتِهم في الأمور الدنيوية، شريطةَ أن يُشغَّلَ هذا العقل كلما دعت الضرورة إلى ذلك. والرياضة ليست إلا أمراً دنيوياً التي، ككل الأمور الدنيوية، تستوجِب تشغيلَ العقل بالنجاعة الكافية avec suffisamment d'efficacité.