لولا رينولدز - لا أثق بالهواء...

أعود إلى البيت في ساعة متأخرة
أخلع كعبي الطويل
وأدخل على رؤوس أصابعي
كي لا يصحو أبي من نومه و يوبخني
أبي الذي مات من سنين
وما زال غضبه يحزنني
،
كل مرة تنظرين فيها إلى نفسك في المرآة ابتسمي
ابتسمي لي وتذكريني
أنا الذي يراك قبل أن تتجملي
وبعد أن تتجملي
ويحبك في الحالتين
برفقٍ يحبك
كما تحب أناملك وجهك الصغير
أنا الرجل الذي ترك العالم وسكن مرآتك
لا ليقول لك أنك أجمل امرأة في الكون
بل
أنت المرأة الوحيدة في الكون
التي أريد أن أعيش حياة مرآتها..
،
المرأة حين تحب تصير سرب نساء
فتأمل
تأمل فقط كيف قد تحبك هذه المرأة الواحدة
وكم قطعة قد تصير إن كسرتها .
،
لا أتكلم لغتك ولا تتكلم لغتي
لكننا نشعر بدفء الشمس معاً
على شاطىء بويرتو البعيد
تمر القصيدة بيننا ولا نلتفت
أليس هذا هو الشعر ..
،
إقترب
أنا لا أثق بالهواء
إقترب أكثر
أريد أن أقول أحبك
مباشرة في قلبك
،
وجهك لن يوقف الحرب
لكنه يبعدها قليلاً عن قلبي
،
لا أعرف شيئًا عن الشعر
لكني أعامل القصائد كمكعبات ثلج
أضعها حيث الألم
على صدري الآن بحيرة
،
أتأملك
كما لو أنك الوقت
المتبقي لي من الحياة
،
تمد يدك فأقرأ عليها وجهي
طرقاتي احتمالات وقوعي وانتظاراتي
أقرأ عليها ما أشتاقه من طفولتي حكايا
جدتي عناقات الدار لعودتنا في آخر النهار
تمد يدك فتغمر وجهي نسمة باردة
كأن باباً وانفتح
تمد يدك وبكل براءة أنسى
كل شي آخر
،
إنها الساعة السادسة صباحاً في باريس
لست بباريس والأمر لا يهمني
أحببت فقط أن ألتفت الى الوقت
في مكان غير مكاني
ووقت غير وقتي
إنها عادة سيئة
لكنا نحن الشعراء هكذا
نعتاش على العادات السيئة
كأن نوقظ الوقت فجأة في غير موعده
أو كأن ومن دون أي سبب
نقتل وردة
………
لولا رينولدز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى