28 - 07 - 1947
إلى الأستاذ محمود الخفيف
كأن قارئا للقرآن يطوف بالبيوت وكأن له من وراء ذلك اجر فكأنما سدت في وجهه أبواب العمل فلم يجد إلا هذا رزقه الله ولدين وبنتا، فعلم الأكبر ما استطاعت ذات يده أن تمده حتى حاز كفاءة التعليم الأولى وعين مدرسا بالمدارس الإلزامية كان يضع فيه أمله في المستقبل ليكون عونا له ولزوجته وولده الثاني وابنته - على عادية الزمن.
زوجه وأنفق في سبيل كل ما يملك، ولكنه للأسف لم يعش طويلا إذ سرعان ما مات كمدا واسى فقد هجره ولده بعروسه وتنكر له يا ترى هل خلت الدنيا من الوفاء حتى بين الولد ووالده؟
واليوم سمعت الابن الأصغر - وهو لم يتعد الثانية عشرة من عمره - يقرأ القرآن في بيت بجوارنا حتى يستطيع أن يعين والدته وأخته على الحياة بذلك القليل الذي يجود عليه به الناس.
هذا طالب قوت بالريف وليست القاهرة وحدها المليئة بهم فما أحوج الريف إلى نظرة من منظارك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(أجا)
محمد محمد حسن الديب
إلى الأستاذ محمود الخفيف
كأن قارئا للقرآن يطوف بالبيوت وكأن له من وراء ذلك اجر فكأنما سدت في وجهه أبواب العمل فلم يجد إلا هذا رزقه الله ولدين وبنتا، فعلم الأكبر ما استطاعت ذات يده أن تمده حتى حاز كفاءة التعليم الأولى وعين مدرسا بالمدارس الإلزامية كان يضع فيه أمله في المستقبل ليكون عونا له ولزوجته وولده الثاني وابنته - على عادية الزمن.
زوجه وأنفق في سبيل كل ما يملك، ولكنه للأسف لم يعش طويلا إذ سرعان ما مات كمدا واسى فقد هجره ولده بعروسه وتنكر له يا ترى هل خلت الدنيا من الوفاء حتى بين الولد ووالده؟
واليوم سمعت الابن الأصغر - وهو لم يتعد الثانية عشرة من عمره - يقرأ القرآن في بيت بجوارنا حتى يستطيع أن يعين والدته وأخته على الحياة بذلك القليل الذي يجود عليه به الناس.
هذا طالب قوت بالريف وليست القاهرة وحدها المليئة بهم فما أحوج الريف إلى نظرة من منظارك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(أجا)
محمد محمد حسن الديب